قاعدة أمريكية في النيجر.. واشنطن تجني ثمار تمدد الإرهاب بإفريقيا

الأحد 02/أكتوبر/2016 - 12:35 م
طباعة قاعدة أمريكية في
 
ما بين قاعدة أمريكية، وكارثة إنسانية وجهود حكومية لمحاربة "بوكو حرام" يواصل التنظيم تواجده وحضوره في نيجيريا ووسط إفريقيا، في ظل الحرب على الإرهاب والتي لم تنجح حتى الآن بالقضاء على التنظيم، تجني واشنطن ثمار تواجد الجماعات الإرهابية عبر المزيد من النفوذ داخل القارة، وفي مقدمتها إنشاء القواعد العسكرية.

قاعدة أمريكية:

قاعدة أمريكية:
وتحت دعاوى محاربة الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم "بوكو حرام"، اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية على إنشاء قاعدة عسكرية جوية بمنطقة أغاديز بالنيجر التي تبعد حوالي 480 كم عن الحدود الجزائرية، قادرة على نشر طائرات من دون طيار، حسب معلومات أوردها موقع «ذي انترسبت».
وحسب الموقع الذي تحصل على معلومات سرية من وزارة الدفاع الأمريكية، فإن النيجر هو البلد الوحيد في المنطقة الذي وافق على استضافة الطائرات الأمريكية بلا طيار من طراز«MQ9» الفتاكة التي يمكن تزويدها بأسلحة لشن ضربات جوية.
وستمكن القاعدة الجديدة الأمريكيين من توجيه ضربات أكثر للمتطرفين في كل من ليبيا ومالي ونيجيريا.
وأشار الموقع إلى أن النيجر يجب عليها صد هجمات مسلحي جماعة "بوكو حرام" عند الحدود مع نيجيريا وكذلك المسلحين التابعين للقاعدة، مضيفًا أن النيجر أصبح في موقع يجعل منه قاعدة أساسية للعمليات الأمريكية في المنطقة، على أن تكون أغاديز نقطة انطلاق لعمليات استطلاع ومراقبة ضد المجموعات الإرهابية الناشطة في المنطقة.
وقال: إن مشروع القاعدة الجوية الأمريكية كان مبرمجًا منذ زمن طويل، وتصل تكاليف بنائها إلى 100 مليون دولار.
وتستخدم الطائرات بدون طيار في المراقبة العسكرية وإسقاط القنابل في المواقع التي تشكل خطورة كبيرة أو يصعب الوصول إليها بالطائرات التي يقودها طيارون حقيقيون.
يذكر أن النيجر يحتضن قاعدة لسلاح الجو الأمريكي تنطلق منها الطائرات من دون طيار الأمريكية من طراز "أم كيو -9 ريابر"، لتنفيذ طلعات جوية.

جهود حكومية:

جهود حكومية:
كما قتل 123 عنصراً من جماعة بوكو حرام الإرهابية واعتقل آخران في عمليات "تطهير" مشتركة، أجرتها قوات التشاد والنيجر في منطقة ديفا، جنوب شرقي النيجر، منذ مطلع يوليو الماضي.
 وأعلنت وزارة الدفاع النيجرية عبر الإذاعة الرسمية، عن هذه العمليات الأمنية التشادية النيجرية، التي أسفرت أيضاً عن مقتل 14 عسكرياً وإصابة 29 آخرين.
وقال المتحدث باسم الوزارة، مصطفى لودرويل، في تصريحات لهذه الإذاعة: إن هذه العمليات أدت لتدمير مخابئ وأسلحة وعتاد عسكري لبوكو حرام في ديفا، كما تمت خلالها مصادرة "كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر".
كما تواصل نيجيريا التحقيقات حول بيع بعض الضباط للأسلحة والذخيرة إلى جماعة بوكو حرام، في ظل اتهامات باتساع رقعة الفساد الإداري في الدولة.
وقال الجيش النيجيري مؤخرًا: إن بعض الضباط يبيعون الأسلحة والذخيرة إلى بوكو حرام، مشيرًا إلى أن الفساد الذي تعاني منه البلاد متواصل رغم جهود الحكومة لوقف عمليات الكسب غير المشروع. 
ويأتي هذا الاعتراف بعد قول الجيش النيجيري: إن محكمة عسكرية تحاكم 16 ضابطًا وجنديًّا، اتهموا بجرائم تتصل بالقتال ضد "بوكو حرام"، من ضمنها سرقة ذخيرة وبيعها.
وبشكل متزامن شنت قوات من النيجر ونيجيريا هجوماً عسكرياً أتاح "تحرير" بلدات داماساك وأبادام وجاشجار، الواقعة شمال شرقي نيجريا، من قبضة "بوكو حرام" التي كانت تسيطر عليها.
وأدت عملية عسكرية أخرى الخميس الماضي إلى تحرير بلدة مالام فاتوري، الواقعة شمالي نيجيريا بالقرب من النيجر، من أيدي مسلحي بوكو حرام دون سقوط خسائر بشرية بحسب نفس المصدر.

كارثة إنسانية:

كارثة إنسانية:
فيما حذر مسئول في الأمم المتحدة، أول من أمس، أن المناطق الواقعة شمال شرق نيجيريا قد تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ بسبب النزاع الذي تتسببت به جماعة "بوكو حرام"، في حال لم تقدم الجهات المانحة المزيد من الأموال.
وقال باتريك روز المتحدث باسم يونيسف في رد بالبريد الإلكتروني: «ينتمي 75 ألفا إلى ثلاث ولايات هي بورنو ويوبي وأداماوا»، في إشارة إلى عدد الأطفال الذين قد يموتون في هذه المناطق خلال العام المقبل.
وقالت الوكالة: إن 400 ألف طفل تحت سن الخامسة سيعانون من سوء التغذية بشكل حاد في هذه الولايات وهي الأكثر تضررًا من التمرد، كما يواجه أكثر من أربعة ملايين شخص نقصًا شديدًا في الغذاء في المنطقة.
وذكرت يونيسف أيضًا أنها رفعت قيمة المبالغ التي تريدها لمساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في المنطقة- حيث تقترب الإمدادات الغذائية من النفاد- إلى 115 مليون دولار، أي أكثر من ضعف القيمة السابقة التي بلغت 55 مليونًا.
وأطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 739 مليون دولار لتغطية احتياجات المنطقة المتضررة بالكامل، والتي تعرف باسم منطقة حوض بحيرة تشاد، إلا أنها لم تتلق سوى 197 مليون دولار (176 مليون يورو).

المشهد الإفريقي:

المشهد الإفريقي:
في الوقت الذي تنشط فيه "بوكو حرام" تستثمر الحكومة الأمريكية بالتمدد في إفريقيا، خاصة في المناطق الغنية بالنفط، مع تواصل الجهود الحكومية في بلدان وسط إفريقيا لمواجهة الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها "بوكو حرام"- يحافظ التنظيم على قوته الأساسية ويبقي قويا وهو ما يضع العديد من التساؤلات حول قوة التنظيم رغم الحرب المعلنة عليه.

شارك