تقارير استخباراتية: "داعش" يسعى لاختراق الجزائر
الأحد 02/أكتوبر/2016 - 03:32 م
طباعة
علي رجب
يتزايد قلق السلطات العسكرية والأمنية في الجزائر، من خطر اختراق عناصر من تنظيم الدولة "داعش" الأراضي الجزائرية عبر الحدود الليبية مع تضييق الخناق عليه في سرت، بعد كشف سيناريوهات مساعي عناصر التنظيم الإرهابي تمرير 600 عنصر من "داعش" لزعزة الاستقرار في الجزائر.
مخطط "داعش"
وكشفت تقارير استخباراتية، عن مخطط لتنظيم "داعش" لتمرير 600 عنصر من التنظيم الإرهابي، من أجل ضرب استقرار الجزائر، وتشكيل فعرع جديد في مناطق التوتر داخل البلاد، وأوضحت مصادر أمنية جزائرية ، أنه تم إحصاء ما لا يقل عن 600 إرهابي «داعشي» يتحركون على الحدود الجزائرية الليبية التونسية.
وأشارت التقارير إلى أن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، أرسل 3 قيادات من التنظيم إلى الجزائر؛ من أجل إطلاق فرع داعش تحت مسمي"ولاية الجزائر"، خاصة وأن التنظيم لم يظهر له أثر باستثناء عملية استعراضية خاصة بمقتل الرعية الفرنسي هيرفي غوردال.
وكشفت التقارير الاستخباراتية، أن زعيم "داعش" "أبو بكر البغدادي" أوفد الإرهابيين الثلاثة بهدف إطلاق "ولاية الجزائر" وهم مكلفون بحسب المصادر، بتنشيط خلايا المنظمات المسلحة بالمناطق الحضرية؛ حيث يترأس مجموعة الثلاثة محمد مريمي، المعروف حركيًّا لدى الأجهزة الأمنية بـ"أبو مرام الجزائري"، وقد دخل الجزائر عبر الحدود التونسية، ومعه "أبو مهاجر" الذي سافر إلى سوريا في 2012 بهدف "الجهاد"، وهو من جنوب غرب البلاد، أما الثالث فهو غير معروف، وأوضحت الجهة ذاتها أن مصالح الأمن التونسية أبلغت نظيرتها الجزائرية في نوفمبر الماضي بأن حوالي 20 متطرفًا جزائريًّا غادروا معاقل الإرهاب بسوريا واستقروا بليبيا، ويفهم من ذلك أن هؤلاء قد يعودون إلى الجزائر بهدف تنفيذ أعمال إرهابية.
وفي مارس 2015 أعلن تنظيم " داعش" بالجزائر لأول مرة في بياناته الصادرة في فيفري الماضي ومارس الحالي عن تحوله إلى تسمية "ولاية الجزائر"؛ حيث نقلت بعض المواقع التي تنشر أخبار التنظيمات الإرهابية بيانين عن تبنيه لعمليتي تفجير ضد قوات الجيش والأمن بمنطقة العجيبة بالبويرة وإطلاق نار على قوات الأمن قرب تابلاط، تحت تسمية "ولاية الجزائر"، بعد أن كان يوقع بياناته بـ "جند الخلافة".
وفي تقرير لصحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، أن "داعش" يجري إنشاء خلايا في شمال إفريقيا عن طريق عودة المقاتلين بسوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية، وهو ما يشكل مصدر قلق للأنظمة في المنطقة، لافته إلى أن تنظيم "داعش" يتودد لأنصار الشريعة في ليبيا التابع لتنظيم القاعدة في ليبيا وتونس، وطالبه بالانضمام لهم وأداء قسم الولاء للقائد أبو بكر البغدادي.
وأضاف: "القيادة المركزية الأمريكية رصدت اجتذاب "داعش" للعديد من الخلايا الصغري في تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا؛ لذلك يمكن استخدام هذه الخلايا في أي لحظة لتنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة استقرار دول المنطقة".
كما حذرت تقارير استخباراتية، من تسلل إرهابيين دواعش من ليبيا إلى تونس والجزائر، خاصةً بعد إيقاف قوات الجيش التونسي لإرهابيين أحدهما جزائري له علاقة بالتنظيم. وأضافت التقارير ذاتها، أن ما لا يقل عن 1000 إرهابي سيتسللون إلى دول منها الجزائر وتونس؛ هربًا من الضربات الأمريكية بسرت، كما أفاد تقرير للنيابة العامة الإسبانية بمحاولة الدواعش الفارين من ليبيا اختراق الجزائر للوصول إلى المغرب، وما يمكن أن يشكله ذلك من تهديد لإسبانيا؛ بسبب وجود بنى تحتية للاستقطاب والتجنيد لصالح داعش في سبتة ومليلية، إضافةً إلى مدريد وبرشلونة، وقدر التقرير عدد المسلحين الذين انتقلوا إلى ليبيا بخمسة آلاف مقاتل. وتشير تقارير ت أمنية دولية ان هناك نحو 250 مقاتل جزائري في صفوف تنظيم (داعش) الإرهابي.
تصدٍّ جزائري:
من جانبها كيفت قوات الجيش الجزائري تحركاتها خصوصًا بالمناطق القريبة من الحدود الليبية، وصحراء تطاوين التي تعتبر ممرًّا للجماعات المسلحة، خاصة المثلث الحدودي الذي تمكنت فيه وحدات الجيش الجزائري، في الأشهر الأخيرة، على مستوى منطقة أبيار الذر داخل الحدود الجزائرية، من القضاء على عدة إرهابيين متسللين واكتشاف مخابئ وأسلحة متنوعة.
وفي فبراير الماضي تمكنت الشرطة القضائية بولاية بومرداس شرق الجزائر، من تفكيك ثاني شبكة تنشط لصالح تنظيم "داعش" الإرهابي، تتكون من 32 شخصًا، بينهم 4 نساء، إحداهن زوجة الإرهابي "الأمير أبومرام الجزائري" الضابط الشرعي للتنظيم في الجزائر.
وأظهر عمليات الجيش الجزائري، أن جميع محاولات داعش لإنشاء فرع له فيها باءت بالفشل الذريع؛ حيث قتلت قوات عسكرية جزائرية طيلة الـ20 شهرًا الأخيرة 44 عضوًا من التنظيم الإرهابي، بينهم أميران. فيما تمكن التنظيم من تنفيذ عملية إرهابية وحيدة في نفس الفترة تقريبًا؛ حيث أعلن مسئوليته عن اختطاف وقتل مواطن فرنسي شرق العاصمة في سبتمبر 2014، وهو ما يراه خبراء نهاية التنظيم في الجزائر في مهده.
تعاون مع تونس وليبيا:
وفي إطار مواجهة أي خروقات لتنظيم "داعش"، ذكرت مصادر أمنية تونسية، أنه تم عقد اجتماع بين عدد من ضباط الجيش الليبي والجيش التونسي والجيش الجزائري٬ لمناقشة سبل مراقبة المنطقة الغربية الممتدة من سرت إلى الحدود الليبية مع تونس والجزائر٬ مبرزة أن الضباط الليبيين حذروا من أن هناك أطرافًا تعمل على منع الجيش الليبي من التواجد في المنطقة الغربية؛ الأمر الذي يستدعي تعاونًا مع الجزائر وتونس٬ وقالت: إن أهم ما تمت مناقشته في هذا الاجتماع٬ هو حماية الحدود الغربية لليبيا.
وقال مصدر أمني رفيع لـصحيفة «الصباح» التونسية: إن رئيس أركان الجيش الجزائري تنّقل إلى مقر الناحية العسكرية٬ بناء على تقارير أمنية مقلقة أكدت وجود نشاط متزايد للعناصر الإرهابية على مستوى الحدود الجزائرية الليبية بالقرب من تونس٬ مشيرًا إلى تخوف القيادة العسكرية الجزائرية من اتخاذ الجماعات الإرهابية من تلك المنطقة بؤرة ججدية لهم، خاصة بعد التضييق الذي تعاني منه في سرت وشرق ليبيا.
وكان نائب وزير الدفاع الجزائري رئيس أركان الجيش قد أشرف مؤخرًا٬ على عمل غرفة العمليات الجنوبية المتخصصة في رصد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في ليبيا٬ وتتضمن غرفة العمليات ضباطًا من أمن الجيش ومديرية الاستعلامات والأمن والقوات الجوية والقوات الخاصة والمشاة والدرك الوطني وحرس الحدود.
المشهد الجزائري:
يبدو أن معركة "سرت" سيكون لها تأثيرها على الأمن الجزائري، في ظل مساعي تنظيم "داعش" من أجل تأسيس ولاية له في البلاد، مع اشتداد الضربات عليه في سرت الليبية، وتضييق الخناق عليه في سوريا والعراق، مما تعد الأمور أكثر تعقيدًا للأمن الجزائري في صد أي اختراق لتنظيم "داعش" للبلاد.
