الحوثيون يهددون الملاحة الدولية.. ونفي أمريكي لضغوطات على تشكيل حكومة يمنية
الأحد 02/أكتوبر/2016 - 04:20 م
طباعة
تتواصل أعمال القتال في عدة جبهات باليمن، مع قصف مكثف من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية على أهداف للحوثيين وصالح، غداة استهداف الحوثيين سفينة اغاثة مؤجرة للإمارات في باب المندب وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية تهديدًا للملاحة الدولية والأمن القومي العربي، في وقت بحث فيه الرئيس اليمني مع المبعوث الدولي مسارات الحل السياسي في البلاد مع نفي أمريكي لمساعٍ لتشكيل حكومة يمنية بمشاركة الحوثيين.
الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، قصفت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم الأحد، الكلية الحربية التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون والقوات الموالية لصالح، شمال العاصمة اليمنية صنعاء، حسبما قال سكان محليون.
وذكر السكان لـ"المصدر أونلاين" أن غارتين استهدفتا مواقع مختلفة في الكلية، وأن انفجارات عنيفة دوّت في الحي الشمالي من المدينة، وعقب ذلك تصاعدت أعمدة الدخان.
وفجر اليوم، قصفت المقاتلات الحربية عدة مواقع للحوثيين وقوات صالح في المدينة، وكانت قبل ذلك قد شنت 10 غارات على موقع ألوية الصواريخ في فج عطان جنوب المدينة.
وخلال الثلاثة الأسابيع الماضية، جددت المقاتلات الحربية قصفها على مواقع عسكرية في المدينة؛ حيث قصف المقاتلات معسكرات الخرافي والفرقة الأولى مدرع والتسليح العسكري وقاعدة الديلمي الجوية.
نفذت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات مكثفة استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في مدينة المخاء الساحلية غرب محافظة تعز باليمن.
واستهدفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات في المحجر القديم، جنوب المخاء، ومواقع الدفاع الساحلي بمدينة المخاء وتجمعات أخرى للميليشيات.
وفي سياق آخر، قُتل 23 عنصرًا، وأصيب العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في هجوم للجيش الوطني على مواقع الانقلابيين في جبهة ميدي الساحلية شمال غرب محافظة حجة، وذلك تحت غطاء جوي من طائرات التحالف ومروحيات الأباتشي.
وصرح مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة أن قوات الجيش الوطني سيطرت على مصنع الثلج وسوق السمك بعد هجوم شنته على مواقع الحوثي وصالح، وضبطت أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات كبيرة من الذخائر. مصادر طبية في محافظة حجة أكدت أن عدد قتلى الميليشيات بلغ 23 قتيلاً وعشرات الجرحى في الهجوم الذي استهدف سوق السمك.
كما أفاد مصدر ميداني اليوم الأحد، بأن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية استعادت سيطرتها على قرية الخور في منطقة الربيعي غرب مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، بعد معارك ضد الحوثيين وقوات صالح.
وذكر المصدر لـ"المصدر أونلاين" أن تقدم القوات الحكومية، جاء عقب هجوم عنيف شنته على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في المنطقة، التي تشهد معارك متواصلة بين الجانبين منذ أسابيع.
وأفاد بأن قتلى وجرحى من الطرفين سقطوا خلال المعارك، التي ما تزال مستمرة حتى اللحظة (12:30 ظهراً)، في قرية الدبح بالربيعي.
فيما قام رئيس هيئة الأركان السوداني، الفريق عماد عدوى، وقائد القوات البرية السوداني بزيارة قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج.
ولفت الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الأركان السوداني، إلى أن هذه الزيارة لقاعدة العند تأتي في إطار التعاون المشترك، ولتفقد القوات السودانية والخبرات العسكرية التي تقوم بتدريب المجندين اليمنيين في إطار تأهيل منتسبي الجيش الوطني والمقاومة؛ حيث تم تخريج دفعات عدة بالفعل أدت واجبها في مواجهة المشروع الانقلابي.
معركة باب المندب
وفي تطور أخير أمس هاجم الحوثيين سفينة إماراتية في مضيق باب المندب، وقد نددت الحكومة اليمنية باستهداف الميليشيات لسفينة إماراتية إغاثية قبالة ميناء باب المندب عندما كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى عدن لنقل المساعدات الإنسانية والطبية، ونقل الجرحى المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن، مشيرةً إلى أنها تهدد الأمن القومي والعربي، وأن هناك توجهًا من قبل الميليشيات لتكرار مثل هذه العمليات ضد الملاحة الدولية في باب المندب.
من جانبها أقرت الميليشيات باستهدافها للسفينة الإماراتية، مدعية أنها بارجة تابعة لقوات التحالف العربي.
واعتبر مراقبون، أن استهداف الحوثيين لسفينة إماراتية بعد مرور عام وثمانية أشهر على حرب اليمن، هي رسالة بأن قوات التحالف العربي وقوات الحكومة اليمنية لم تنجحا في تأمين الخط الملاحي الدولي الذي يمر من باب المندب.
وأوضح المراقبون أن الحادثة ستثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة ميليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي الذي يمر من خلاله مجدداً.
فيما أعلن التحالف من جهته تنفيذه عملية إنقاذ للمدنيين داخل السفينة.
هذا وأكد مستشار وزير الدفاع السعودي، اللواء أحمد عسيري، الرد السريع على الزوارق التي استهدفت السفينة الإماراتية، معتبرًا أن تكرار هذه العمليات التي تستهدف السفن في مضيق باب المندب، مؤشر خطير يهدد الأمن والاستقرار الدولي.
وكانت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، قد أعلنت أنها قامت، فجر السبت في تمام الساعة 12.30، بعملية إنقاذ لركاب مدنيين بعد استهداف الميليشيات الحوثية للسفينة المدنية "سويفت" التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن.
المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الرياض، المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، الذي يبحث فرص جديدة للسلام بين الحكومة اليمنية والانقلابيين.
وقالت وكالة سبأ الحكومية: إن هادي أكد حرص حكومته نحو سلام جاد لا يحمل في طياته بذور حرب قادمة بما يؤسس لمستقبل أمن لليمن أرضًا وإنسانًا.
وذكرت أنه استعرض محطات السلام المختلفة التي ذهب اليها وفد الحكومة للتشاور، والتي قال هادي إنها "جوبهت بالتعنت والصلف والاستكبار من قبل الانقلابيين الذين لا يعولون أو يعيرون اهتماما لدماء اليمنيين التي يسفكونها في عدوانهم السافر على الشعب من الأطفال والعزل الأبرياء".
فيما أكد ولد الشيخ حرص المجتمع الدولي على تحقيق السلام في اليمن المرتكز على قرارات الشرعية الدولية، وآخرها القرار2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وقال: إن "اليمن عانى الكثير، وجدير باليمنيين اليوم تحقيق السلام خدمة لوطنهم ومجتمعهم". حسب وكالة سبأ.
فيما نفى مسئول أمريكي وجود خلاف وضغوطات أمريكية مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بخصوص تشكيل حكومة مع الحوثيين قبل انسحاب الميليشيا من المدن.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسئول أمريكي وصفته بـ"الرفيع"، قوله: "إن بلاده تتفق على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً في اليمن، إلى جانب ضرورة الوصول إلى اتفاق شامل لكنه متسلسل في خطواته الأمنية والسياسية".
وأضاف: "نتفق على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، ونتفق على اتفاق شامل لتسلسل الخطوات الأمنية والسياسية، ويجب أن تكون هناك تحركات لسحب القوات من صنعاء قبل أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة وتولي مسئولياتها في العاصمة".
وكانت وكالة الأناضول نقلت عن مصدر في الحكومة اليمنية وصفته بـ"التفاوضي" قوله: إن الإدارة الأمريكية، تمارس ضغوطاً كبيرة؛ من أجل تقديم بند "تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل انسحاب الميليشيات المسلحة من العاصمة والمدن المتفق عليها في خارطة الحل المرتقبة".
وقال المصدر: إن "الإدارة الأمريكية تطالب بأن تكون خارطة الطريق التي يحملها ولد الشيخ في جولته العربية الجديدة، مبنية على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون في المقام الأول، ثم الانتقال إلى البنود الأخرى الخاصة بانسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وتسليم السلاح إلى طرف ثالث".
المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، لجأت ميليشيات الحوثي إلى ترويج "أكاذيب" بهدف دفع المواطنين إلى التفاعل مع ما أطلقت عليها حملة جمع التبرعات لإنقاذ البنك المركزي.
وفي هذا السياق، نشرت مواقع إخبارية حوثية خبراً مفاده بأن امرأتين تبرعتا بأكثر من مليار ريال لصالح البنك المركزي، وهو ما اعتبره مراقبون "كذبة كبرى" وفضيحة من العيار الثقيل؛ نظراً إلى أن المبلغ المشار إليه غير واقعي على الإطلاق.
وكان موقع "لحج نيوز" التابع للحوثيين قد نقل على لسان مصادر مصرفية مجهولة قولها: إن امرأة يمنية من محافظة إب تبرعت للبنك المركزي اليمني بمليار ريال لدعم الاقتصاد من الانهيار.
كما ذكرت المصادر أن امرأة مسنة من محافظة صنعاء حضرت إلى البنك وبحوزتها 21 مليون ريال.
وأشارت المصادر إلى أن المرأتين رفضتا الكشف عن هويتيهما، منوهة إلى أن "نساء اليمن يتوافدن للتبرع لدعم البنك المركزي بشكل لافت"، وفق ما جاء في الخبر.
وكان زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي، قد دعا المواطنين إلى التبرع لصالح البنك المركزي، وذلك بعد أيام من إصدار الرئيس عبدربه منصور هادي قراراً بنقل مقر البنك من صنعاء إلى عدن.
وتعيش العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى تسيطر عليها الميليشيات حالة غليان وترقب، خصوصاً من جانب مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين لم يتسلموا حتى الآن راتب سبتمبر، والبعض منهم لم يحصل بعد على راتب أغسطس الماضي.
المشهد اليمني:
استهداف الحوثيين للملاحة في باب المندب هو تطور يهدف إلى الضغط على القوى الدولية والإقليمية؛ من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يضمن لهم مكانة في اليمن الجديد، في نجاحات الجيش اليمني في الجبهات المشتعلة وسحب البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، مع فشل الحوثيين في انتزاع اعتراف دولي من أجل تمرير مطالبه.
