بعد توقيف شقيق غولن.. أردوغان يُدشن مرحلة جديدة من حرب تكسير العظام

الأحد 02/أكتوبر/2016 - 08:54 م
طباعة بعد توقيف شقيق غولن..
 
عكست الإجراءات التي اتخذتها قوات الأمن التركية أخيراً مدى إصرار النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، استئصال شقفة التيار الموازي الذي يترأسة رجل الدين المعارض فتح الله غولن، المقيم حالياً في أمريكا وتضغط الحكومة التركية على الولايات المتحدة الأمريكية لتسليمه بعد اتهامه بالوقوف وراء محاولة انقلاب الجيش خلال لافترة الماضية، إلا أن الحكومة التركية فشلت حتى الآن في إقناع أميركا بتسليمه.
ومنذ اللحظات الأولى من المحاولة الفاشلة لبعض عناصر الجيش التركي الانقلاب على أردوغان، وأدان فتح الله غولن العملية بل واتهم أردوغان بالتخطيط لها بغية الإطاحة بخصومه السياسيين ومعارضيه، نافياً صلته بالمحاولة الفاشلة للانقلاب من قريب أو بعيد.
ويتهم أدروغان غولن بتشكيل كيان موازٍ في الدولة يستهدف النيل منه ومن نظامه، وسعى أردوغان خلال الفترة الماضية إلى إصدار جملة من القرارت تستهدف فرض حصار ومصادرة لمؤسسات ومدارس غولن التعليمية، فضلاً عن سعيه إلى إغلاق المدارس التابعة لغولن في الدول الآخرى.
بعد توقيف شقيق غولن..
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة وصدرت قرارات توقيف لنحو 100 ألف موظف في الدولة فضلاً عن توقيف 20 ألف ضابطاً في الجيش، وكلها اتهامات تتلخص في الانتماء للكيان المواز الذي يتبع الداعية فتح الله غولن. 
الإجراءات الجديدة التي اتبعتها تركيا أخيراً تمثلت في إعلان الشرطة التركية، اليوم الأحد، أنها اعتقلت شقيق الداعية فتح الله غولن لعلاقته بمحاولة الانقلاب الفاشلة، وأوضحت مصادر إعلامية أن قطب الدين غولن المتهم بأنه "عضو في منظمة إرهابية مسلحة" اعتقل في إزمير على ساحل بحر إيجه عند أحد أقربائه في محافظة غازي أمير ووضع قيد التوقيف الاحترازي.
ويبدو أن الخطوة التركية ضد شقيق غولن، كانت بمثابة حرب تكسير العظام بين الطرفين المتنازعين، كما يبدو أن تلك الخطوة ربما تكون تدشين لمرحلة جديدة للصدام بين الطرفين.
بعد توقيف شقيق غولن..
وقطب الدين هو الأول من بين أشقاء غولن الذي يتم اعتقاله بعد المحاولة الانقلابية، ويخضع حاليا للتحقيق لدى شرطة مكافحة الإرهاب، ووفقا للإعلام التركي فإن لغولن 5 أشقاء هم سيف الله، وحسبي، وهو متوفى، ومسيح، وصالح وقطب الدين. كما أن له شقيقتان هما نور حياة وفضلت. ولا يعرف مكان تواجدهم.
واعتقلت السلطات محمد صيت غولن أحد أقارب الداعية الإسلامي، في مدينة أرضروم التي تعتبر معقلا لأنصاره، كما اعتقل قريبه أحمد رامز غولن في أغسطس في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق البلاد، ولكن يعتقد أن هذه أول مرة يعتقل فيها أحد أشقاء غولن الذي طلبت أنقرة من واشنطن تسليمه.
بعد توقيف شقيق غولن..
ويتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الداعية فتح الله غولن المقيم منذ 1999 في منطقة جبلية بولاية بنسلفانيا شمال شرقي الولايات المتحدة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في يوليو الماضي، وغولن هو حليف سابق لأردوغان ويدير من الولايات المتحدة شبكة من المدارس والمنظمات غير الحكومية والشركات تحت اسم "خدمة"، وقد أصبح الخصم الأول للرئيس التركي منذ فضيحة فساد كشفت في أواخر عام 2013.
ومنذ ذاك، يتهم أردوغان غولن بإنشاء "دولة موازية" للإطاحة به، وهو ما ينفيه الأخير وأنصاره.

من هو فتح الله غولن؟

من هو فتح الله غولن؟
ولد فتح الله غولن في تركيا عام 1941، ويبلغ من العمر 75 عاما، وانتقل عام 1999 للعيش في الولايات المتحدة، حيث يقيم في منطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
يعيش غولن في منفاه الاختياري بعيدا عن الأضواء، ومن النادر أن يدلي بتصريحات او مقابلات لوسائل الإعلام، بالرغم من أن حركته استقطبت قطاعات كثيرة من المجتمع التركي، وفي الخارج، كما تدير استثمارات بمليارات الدولارات.
كان غولن حليفا مقربا من رجب طيب إردوغان في السابق، لكن الرجلين اختلفا منذ بدأ إردوغان يستشعر الخطر من حركة غولن التي اتهمها بأنها تسعى لتأسيس كيان مواز للدولة التركية داخل البلاد.
دعم غولن إردوغان في سنوات حكمه الأولى منذ 2003 قبل أن يختلف معه فيما بعد، وظهرت الخلافات علنا بين غولن وإردوغان منذ أواخر 2013، بعد أن كشف قضاة قيل إنهم من أنصار غولن فضيحة فساد داخل أجهزة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان
طالت فضيحة الفساد تلك عددا من المقربين من إردوغان، ومن بينهم نجله بلال، ويقول معارضو غولن إنه طالب باختراق المجتمع التركي ومؤسساته، ويشيرون إلى شريط فيديو طلب فيه ذلك من انصاره عام 1999
بعد توقيف شقيق غولن..
وتنادي حركة "خدمة" التي يتزعمها غولن بالإسلام الاجتماعي الحداثي لكن الحكومة تقول إنها تسعى لتأسيس دولة موازية داخل تركيا، وقد أسس غولن حركة "خدمة" التي انتشرت من خلال دعم وسائل الإعلام والصحافة وبناء المدارس في دول إفريقية وآسيوية، كما عززت من وجودها داخل المجتمع التركي، خاصة في الإدارة
منذ نهاية 2013، قادت الحكومة التركية حملة توقيف طالت عددا من قادة الجيش، وطرد عدد آخر من رجال الشرطة والقضاء، وأغلقت عددا من المدارس التابعة لحركة "خدمة" التابعة لغولن، كما أغلقت الحكومة عددا من الصحف التركية وطردت رؤساء تحريرها بتهمة الانتماء للحركة، أو دعمها تحريريا.
لا تصرح حركة "خدمة" بأي هيكل إداري يحكمها ولا تسمي أي تسلسل هرمي لمسؤوليها، لكنها تقول إنها ملتزمة بالاصلاح الديمقراطي والحوار بين الأديان، وحركة "خدمة" تعمل منذ أربعين عاما، وتؤكد التزامها بالسلم والديمقراطية، وتقدر بعض المصادر أنصار الحركة بملايين عدة داخل تركيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 70 مليون نسمة.
تقول حركة "خدمة" إن أساسها هو الإسلام المتسامح والإيثار والتربية والعمل بجد واجتهاد، وتقدر بعض المصادر تبرعات انصار غولن ما بين 5 في المئة إلى 20 في المئة للمؤسسات المرتبطة بحركته.

شارك