خروقات تهدد هدنة اليمن.. وارتفاع معدلات تهريب إيران سلاح للحوثيين

الخميس 20/أكتوبر/2016 - 04:05 م
طباعة خروقات تهدد هدنة
 
شهدت الهدنة خروقات عديدة، وسط تقرير لكالة رويترز يزعم تصاعد إمدادات السلاح الإيراني للحوثيين عبر أراضي سلطة عمان فيما نفت السلطنة هذه التقارير.

خروقات الهدنة

خروقات الهدنة
لم ينتظر الحوثيون وصالح، في اليمن ساعات وإنما مجرد دقائق حتى باشرت بخرق الهدنة التي أعلن عن البدء بها مساء الأربعاء في معظم جبهات مدينة تعز.
ولم تتوقف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في قصفها العشوائي لمواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في الجبهة الشرقية والشمالية والغربية لتعز.
وشن الحوثيون وصالح قصفًا عنيفًا وعشوائيًّا بمختلف أنواع الأسلحة على قرى مديرية مقبنة غرب مدينة تعز. وأفاد مصدر عسكري أن الميليشيات بدأت من اللحظة الأولى لبدء سريان الهدنة بقصف مواقع الجيش والمقاومة بمضادات الطيران في حي حسنات والجحملية وحي الدعوة والزهراء وشارع الأربعين شرق المدينة، وحي عصيفرة والزنوج شمال المدينة، وفيما استهدفت الميليشيات الانقلابية بمضادات الطيران مواقع الجيش الوطني والمقاومة في جبل الهان والصياحي.
كما أفاد المصدر أن اشتباكات عنيفة تدور في حي الدعوة إثر محاولة تسلل عناصر الميليشيات الانقلابية وتمكن الجيش الوطني والمقاومة من صد عناصر الميليشيات الانقلابية المتسللة إلى حي الدعوة شرق تعز.
إلى ذلك، قصفت الميليشيات بالأسلحة الثقيلة مواقع الجيش في صرواح غرب مأرب. كما قصفت مراكز للجيش في مواقع مختلفة بمنطقة نهم شرق صنعاء.
وكانت قيادة قوات التحالف العربي أعلنت سريان وقف إطلاق النار في اليمن بدءاً من الساعة 11:59 مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي (20:59 بتوقيت غرينتش).
وقالت قيادة التحالف، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إنها ستلتزم بوقف النار مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري لأي تحركات انقلابية.
وذكرت القيادة في البيان أن الملك سلمان استجاب لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بوقف النار في اليمن. وأضافت أن الهدنة تأتي "لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني الشقيق، حيث ستلتزم قوات التحالف بوقف إطلاق النار، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها".
وفي اتصال مع قناة "العربية"، قال اللواء الركن أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي: "سنتصدى بحزم لأي محاولات لانتهاك الهدنة".
كما أفادت مصادر لقناة "العربية" أن عدداً من القيادات الانقلابية الميدانية باليمن قتلوا خلال معارك شهدتها جبهتا صرواح غرب محافظة مأرب والبقع شمال شرق محافظة صعدة.
وأكدت المصادر أن كلاً من عقيل الديلمي وهشام الديلمي وكمال الديلمي قتلوا في مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة صرواح.
كما قتل العقيد عبد الطيف حاتم، القيادي الموالي للمخلوع على صالح في جبهة البقع شمال شرق صعدة، وهو أحد القادة الميدانيين لقوات الحرس الخاص للمخلوع، إضافة إلى أبوعلي عبدالله محمد الحوثي، أحد القيادات الميدانية المقربة من زعيم حركة الانقلاب الحوثية في نفس المنطقة.
وقتل 5 جنود، وأصيب آخرون، اليوم الخميس، برصاص مجهولين في هجوم مسلح على حاجز أمني بمحافظة أبين، جنوبي اليمن.
وقالت مصادر طبية وأخرى محلية: إن مسلحين مجهولين شنوا صباح اليوم هجومًا مسلحًا على النقطة الأمنية في حي "عمودية" على الطريق الرابط بين العاصمة "زنجبار" ومدينة "جعار".
وذكرت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها لدواع أمنية، أن الهجوم أسفر عن مقتل 5 أفراد الجيش الوطني التابع للحكومة، وإصابة 4 آخرين.

الحكومة اليمنية

نائب مدير مكتب الرئاسة
نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، الدكتور عبدالله العليمي
فيما طالب نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، الدكتور عبدالله العليمي الأمم المتحدة بتطوير آلياتها الرقابية على وقف إطلاق النار، قائلًا: "ما نتمناه من الأمم المتحدة، هو تطوير آليات الرقابة على وقف إطلاق النار، حتى لاتتحول الهدنة من فرصة للسلام إلى فرصة للتندر والسخرية".
وعبّر العليمي عن رغبة الشرعية، في توقف الحرب، بشكل نهائي، وتحقيق سلام مستدام، مؤملا لأن تكون الهدنة الإنسانية، التي دخلت حيز التنفيد قبل ساعات بداية لطريق السلام القائم على إنهاء الانقلاب.
وقال العليمي، عبر سلسلة من التغريدات المتتابعة، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، رصدها "إرم نيوز": "نؤكد للعالم أننا نرغب في السلام المستدام، وأن رغبتنا هي أن تتوقف الحرب كليا، ونأمل أن هذه الهدنة بداية لطريق السلام القائم على إنهاء الانقلاب".
وأضاف في تغريدة أخرى: "ندرك أن الميليشيات، أبعد ماتكون عن التفكير بمصالح البلاد وغير جادة في التقاط فرص السلام، نحن نلتزم من أجل التخفيف عن الشعب الذي بات أكثر إدراكا".
وأشار العليمي، إلى أن "مشكلة كل الهدن السابقة، هي أن الانقلابيين، يفهمون وقف إطلاق النار بمعنى وقف الطيران فقط، وهذا ما جعلها تفشل قبل أن تبدأ".
يذكر أن العمليات العسكرية، في اليمن، دخلت في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، حيز تنفيذ هدنة إنسانية، بطلب من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووافقت على تنفيذها كافة الأطراف المتنازعة.

تهريب سلاح إيراني

تهريب سلاح إيراني
وفي سياق آخر نفت سلطنة عمان ما ذكرته وكالة رويترز قبل قليل في تقرير موسع زعم تصاعد إمدادات السلاح الإيراني للحوثيين عبر أراضي السلطنة.
وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان أوردته على موقعها الالكتروني: "ردًّا على الخبر الصحفي الذي نشرته وكالة رويتز للأنباء حول تهريب أسلحة إلى الجمهورية اليمنية عبر الأراضي العمانية ، تود وزارة الخارجية التوضيح بأن ما ورد في ذلك الخبر ليس له أساس من الصحة".
وأضافت: "ليس هناك أية أسلحة تمر عبر أراضي السلطنة، وإن مثل هذه المسائل قد تم مناقشتها مع عدد من دول التحالف العربي والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وتم تفنيدها والتأكد من عدم صحتها".
وتابعت: "هذا إضافة إلى أن السواحل اليمنية القريبة من السواحل العمانية لا تقع تحت نطاق أي سلطة حكومية في الجمهورية اليمنية لذا فإن تلك السواحل متاحة لاستخدام تجار السلاح".
وقال مسئولون أمريكيون وغربيون وإيرانيون لرويترز: إن إيران صعدت عمليات نقل السلاح للحوثيين الذين يقاتلون الحكومة المدعومة من السعودية في اليمن وذلك في تطور يهدد بإطالة أمد الحرب التي بدأت قبل 19 شهرًا واستفحالها.
وزعم المسئولون أن جانبًا كبيرًا من عمليات التهريب تم عن طريق سلطنة عمان المتاخمة لليمن بما في ذلك عبر طرق برية استغلالًا للثغرات الحدودية بين البلدين.
ويمثل ذلك ورطة أخرى لواشنطن التي تعتبر السلطنة أحد أطراف التحاور الرئيسية وحليفًا استراتيجيًّا في المنطقة التي تشهد صراعات متعددة.
وقد ظفر الحوثيون المتحالفون مع إيران بكميات كبيرة من السلاح عندما انضمت إلى صفوفهم فرق كاملة متحالفة مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في بداية الحرب العام الماضي.
غير أن السعودية والحكومة اليمنية في المنفى تقولان أيضًا: إن الحوثيين يتلقون كميات كبيرة من السلاح والذخيرة من إيران. وتعتبر طهران الحوثيين السلطة الشرعية في اليمن لكنها تنفي أنها تزودهم بالأسلحة.
وأبدى بعض المسئولين الغربيين تشككًا في تلقي الحوثيين دعمًا على نطاق واسع من إيران.
وقال المسئولون الأمريكيون والغربيون الذين تحدثوا لرويترز عن الاتجاه الأخير في عمليات نقل السلاح: "إن ذلك قائم على معلومات اطلعوا عليها لكنهم لم يفصحوا عن طبيعتها".
وقال المسئولون أيضًا: "إن وتيرة نقل السلاح عبر طرق التهريب البرية المعروفة تسارعت بشكل ملحوظ غير أن أحجام الشحنات ليست واضحة".
وحتى المسئولين الأمريكيين الذين يحذرون من الدعم الإيراني للحوثيين يسلمون بوجود ثغرات استخباراتية في اليمن حيث تقلص النشاط الأمريكي بشكل كبير منذ بداية الصراع. وقد طلبت جميع المصادر عدم الكشف عن أسمائها بسبب حساسية الموضوع.
وقال دبلوماسي غربي مطلع على مجريات الصراع لرويترز: "نحن على علم بالزيادة الأخيرة في وتيرة شحنات السلاح التي تقدمها إيران وتصل إلى الحوثيين عن طريق الحدود العمانية".
وأكد ثلاثة من المسئولين الأمريكيين ذلك.
وقال أحد هؤلاء المسئولين الثلاثة وهو مطلع على تطورات الأوضاع في اليمن: إن الشهور القليلة الماضية شهدت زيادة ملحوظة في نشاط تهريب السلاح.
وقال المسئول: "ما ينقلونه عن طريق عمان عبارة عن صواريخ مضادة للسفن ومتفجرات… وأموال وأفراد". وقال مصدر أمني آخر من المنطقة: إن الشحنات شملت أيضا صواريخ قصيرة المدى سطح- سطح وأسلحة صغيرة.
وأكد دبلوماسي إيراني رفيع المستوى أنه حدثت "زيادة حادة في مساعدات إيران للحوثيين في اليمن" منذ مايو آيار الماضي، مشيرًا إلى الأسلحة والتدريب والمال.
وقال مسئول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية: إن واشنطن أبلغت عمان بما لديها من مخاوف لكنه لم يحدد التوقيت الذي حدث فيه ذلك.
وقال المسئول لرويترز: "أقلقنا التدفق الأخير للأسلحة من إيران إلى اليمن ونقلنا تلك المخاوف لمن يحتفظون بعلاقات مع الحوثيين بمن فيهم الحكومة العمانية".
وقال الجنرال جوزيف فوتل قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية إنه يشتبه بوجود دور إيراني في تسليح الحوثيين، وأشار إلى أن إيران من الموردين المحتملين لهذا النوع من تكنولوجيا الصواريخ المنصوبة على الشاطئ التي شوهدت في اليمن.
وقال في ندوة في واشنطن: "أعتقد أن إيران تلعب دورا في هذا الأمر. فمن المؤكد أن لها علاقة مع الحوثيين".
وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى لرويترز: إن الدور الإيراني في مساعدة الحوثيين تزايد بدرجة كبيرة منذ مارس آذار عام 2015 عندما تدخل السعوديون لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى سدة الحكم.
وقال الدبلوماسي: إن هناك مخاوف من ألا تكون سلطنة عمان تعاملت بالشدة الواجبة مع عمليات التهريب الإيرانية. وأضاف: "في رأيي أن مستوى تهريب السلاح الإيراني لا يحظى على الأرجح بالاهتمام الذي يستحقه".
وتهدد زيادة وتيرة نقل السلاح في ظل استمرار الحرب الأهلية بتوريط الولايات المتحدة في الصراع الذي سقط فيه عشرة آلاف قتيل ويؤجج التنافس بين القوتين الإقليميتين السعودية وإيران. وقد بدأ يوم الأربعاء سريان وقف لإطلاق النار تم الاتفاق عليه بوساطة الأمم المتحدة لمدة 72 ساعة.

المشهد اليمني

خروقات عديدة لا تهدد الهدنة والتي تستمر حتى السبت المقبل، لكن وجود تقارير حول ارتفاع معدل تهريب السلاح للحوثيين يشير إلى مدى استمرار الحرب خلال المرحلة القادمة، أو تقسيم البلاد في حالة فشل المبعوث الأممي في التوصل إلى حل سلمي ينهي أعمال القتال في جبهات اليمن.

شارك