أسلوب تنفيذ عملية استشهاد العميد "رجائي" يثير علامات استفهام !!

السبت 22/أكتوبر/2016 - 07:01 م
طباعة أسلوب تنفيذ عملية
 
فيما يبدو تطوراً نوعياً جديداً في ملف الاغتيالات التي تشهده مصر منذ إزاحة تنظيم الإخوان المسلمين من الحكم في يونيو  2013،  اغتال مجهولون ملثمون صباح اليوم السبت 22 أكتوبر، قائدا عسكريا كبيرا في الجيش المصري، ووفق مصادر إعلامية فإن المجهولين انتظروا خروج العميد، عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعة في الجيش من منزله في مدينة العبور، وأطلقوا عليه وابلا من النيران فأردوه قتيلاً.
وتشهد سيناء صحوة إرهابية منذ مطلع أكتوبر الجاري، حيث تبنى تنظيم ما يُعرف بـ"أنصار بيت المقدس" الفرع المصري لتنظيم "داعش" الهجوم على كمين "زقدان" العسكري وقتل عناصره، الأمر الذي دفع القوات المسلحة إلى إطلاق عمليات عسكرية كبيرة في سيناء ثأراً لشهدائها في كمين زقدان.

أسلوب تنفيذ عملية
اللافت أنه وعلى الرُغم من أن العمليات الإرهابية الدقيقة اعتدنا خلال الفترة الأخيرة أن يتبناها تنظيم "أنصار بيت المقدس" إلا أن التنظيم لم يتبنى العملية حتى الآن، لتظهر جماعة إرهابية حديثة التدشين، تطلق على نفسها، تنظيم "لواء الثورة"، لتعلن مسؤوليتها عن اغتيال العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعات قرب منزله بمدينة العبور، وأوضحت الجماعة، في بيان على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، أن مجموعة من مقاتليها قاموا بتصفية العميد عادل رجائي، بعدة طلقات في الرأس واغتنام سلاحه.
وانشيء حساب الجماعة في أكتوبر 2015 وله 9 تويتات ويتابعه 559 متابعا وسبق أن أعلن مسؤولية الجماعة عن الهجوم على كمين العجيزي بالمنوفية.
وتكمن خطورة العملية الإرهابية أنها الأولى التي تستهدف اغتيال قيادة عسكرية بحجم قائد فرقة مدرعة، إذ عهدنا خلال الفترة الأخيرة استهداف عناصر شرطية بحكم تعاملهم المباشر والمعروف مع العناصر الإجرامية من جهة، والإرهابية من جهة آخرى، وقد رجّح مراقبون أن تكون العملية ناتجة بشكل مباشر من قصور أمني ، إذ أنه من المُقرر ان تكون عناوين إقامة الضباط سرية تماماً، وسهولة وصول تلك العناصر الإرهابية إلى مقر إقامة العميد عادل رجائي يعني أنها حصلت على معلومات دقيقة من قاعدة بيانات الضباط، عن مقر إقامته.

أسلوب تنفيذ عملية
كانت أجهزة رقابية في وزارة الداخلية، أعلنت في 19 يوليو 2016، بدأ جمع معلومات وتقارير حول بعض أمناء الشرطة، بعد تورط أمينى شرطة فى التعاون مع جماعات إرهابية بسيناء والقبض عليهما، وأن الأجهزة الرقابية بالتنسيق مع قطاع التفتيش والرقابة بالوزارة تعمل على جمع التقارير السرية حول الواقعة وظروفها وملابساتها وتحقق فيها.
وأشارت تقارير إلى أن معلومات أكدت إلى أن هناك متابعات دورية على جميع أمناء الشرطة والأفراد الذين يعملون بمديرية أمن سيناء، فى ظل المواجهات الأمنية التى تشهدها المنطقة، وسقوط عديد من شهداء الشرطة ما بين الحين والآخر، وشددت القيادات الأمنية على أنه سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة حيال من يثبت تورطه فى تسريب معلومات أمنية أو التعاون مع الخارجين عن القانون.
واقعة القبض على أميني الشرطة جاءت بعد أيام قليلة من نجاح العناصر الارهابية فى التوصل إلى معلومات عن عناوين بعض رجال الشرطة والتوصل إليهم واغتيالهم، وقد وقعت العديد من تلك العمليات في سيناء.
وقد أشارت تقارير إعلامية لم نتمكن من التأكد من دقتها أن العميد رجائي من الذين خدموا في سيناء وأشرف بشكل مباشر على عمليات ردم الكثير من الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة الفلسطيني التي أثبتت التقارير الأمنية أن العناصر الإرهابية والمتطرفة المنتشرة في سيناء تعتمد على تلك الأنفاق بشكل في الحصول على العتاد والذخائر التي تمكنها من شن عمليات إرهابية ضد عناصر الجيش.

تفاصيل عملية الاغتيال

تفاصيل عملية الاغتيال
من جانبه، قال اللواء مجدي عبد العال، مدير أمن القليوبية، إن مجموعة ملثمة تستقل دراجة بخارية أمطرت بالرصاص ضابطا بالجيش أثناء خروجه من منزله في السادسة صباحا متجها إلى عمله مما أسفر عن "استشهاده" وإصابة الحارس الخاص به بطلق ناري فى القدم وفر الجناة هاربين.
وأضاف عبد العال، أن فريق المعمل الجنائي "عثر على فوراغ طلقات كثيفة بمكان وقوع الحادث وتحفظ عليها لإرسالها إلى خبراء الأدلة الجنائية"، فيما قالت سامية زين العابدين، زوجة العميد رجائي إنها فوجئت بسماع أصوات طلقات الرصاص عقب نزوله من المنزل مباشرة فأسرعت إلى الأسفل للاطمئنان عليه، وأضافت "وجدته يصارع الموت وحارسه مصاب.. عادل استشهد قدام عيني".
وأكدت أنها لم تر الجناة بعينها ولكن الجيران أخبروها أنهم كانوا 3 "إرهابيين" ويحملون أسلحة آلية.

ما هو تنظيم لواء الثورة؟

ولا أحد يعلم هوية تنظيم "لواء الثورة" الذي أعلن تبنيه العملية الإرهابية، إلا أنه تنظيم إرهابي أعلن عن نفسه في 2015 ثم اختفى لفترة طويلة ثم يعود من حين لآخر ليعلن تبنيه عملية اغتيال أو قتل، وفي فيديو التأسيس يتوعد قائد التنظيم كل الداعمين للنظام الحاكم، من قوات الشرطة والجيش والساسة الموالين للتنظيم.

أسلوب تنفيذ عملية
وعلى الرغم أن الصبغة الدينية للمتحدث في الفيديو تبدو واضحة إذ أنه يستخدم مرادفات ومصطلحات دينية إلا أن أنه لم يتطرق إلى تطبيق شريعة أو ما شابه ذلك من أمور كانت التنظيمات الإرهابية تتحدث عنها، إنما تحدث فقط عن أهداف الثورة ودفع الظلم الذي هو من أصل عملهم في التنظيم.
وتبنى التنظيم الإرهابي أغسطس الماضي الهجوم على كمين العجيزي في مدينة السادات بالمنوفية، والذي أسفر عن استشهاد شرطيين وإصابة 3 آخرين و2 مدنيين.
ويرجح أن هذه الجماعة الإرهابية تابعة لجماعة الإخوان إلا أنه لا دليل صريح ةمعلن يُعزز تلك الفرضية، إلا أن التنظيم الإرهربي "لواء الثورة" يعتبر ما جرى في 30 يونيو 2013 انقلاباً وليس ثورة شعبية، لذلك ربط مراقبون بين التنظيم الإرهابي الإخوان المسلمين وجماعة "لواء الثورة".
وبعد تبنى "لواء الثورة" عملية اغتيال العميد عادل رجائي،  قامت إدارة موقع التغريدات العالمي "تويتر" بغلق الصفحة التي تحمل اسم "لواء الثورة"، التي زعمت مسؤليتها عن الحادث، وكان الصفحة الإرهابية "لواء الثورة" أعلنت مسئوليتها عن الحادث وتداول رواد "تويتر" التغريدة التي قاموا بنشرها على نطاق واسع فور وقوع الحادث.
من جانبه، طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، برفع درجات اليقظة والحذر والعمل على زيادة تأمين المنشآت الحيوية، وقال علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة، في بيان حصلت أصوات مصرية على نسخة منه، إن السيسي ناقش في اجتماع مع رئيس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، وزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والمالية، والتموين، ورئيسي المخابرات، عدة موضوعات، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع الأمنية بالبلاد.

أسلوب تنفيذ عملية
وأضاف المتحدث أن السيسي أكد على ضرورة "قيام جميع أجهزة الدولة بتوخي أقصي درجات اليقظة والحذر والعمل على زيادة تأمين المنشآت الحيوية بما يضمن الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين".
وتابع أن السيسي قال، خلال الاجتماع بحسب البيان، إن "مصر لن تنسى التضحيات التي قدمها شهداء الوطن من أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بحياتهم فداءً لمصر"، وشدد على أن "دماءهم لم ولن تذهب هباءً".
وقال المتحدث إن السيسي بحث مع المسؤولين جهود استهداف البؤر الإجرامية والمتطرفة، حيث تم التأكيد على استمرارها حتى القضاء عليها.

شارك