"لغز" تسابق أطراف الصراع السورى على "جنوب حلب"

الثلاثاء 25/أكتوبر/2016 - 01:53 م
طباعة لغز تسابق أطراف الصراع
 
تركز كافة أطراف الصراع فى سوريا على حسم معركة حلب بشكل عام وجنوب حلب بشكل خاصة لما تمثله هذة المنطقة من أهمية إستراتيجية خاصة فى الشمال السورى حيث  دارت اشتباكات عنيفة بين المعارضة السورية وقوات النظام على عدد من محاور القتال في حلب ، وبتركيز  أكبر على جبهتي الشيخ سعيد، والعامرية جنوب المدينة حيث ينفذ النظام هجوماً واسعا على ذلك المحور في مدينة حلب وتأتي الاشتباكات في محاولة من النظام التقدم والسيطرة على مواقع استراتجية في حلب فيما دارت اشتباكات مماثلة بين المعارضة وقوات النظام على أطراف مشروع 1070 في جنوب حلب، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي.
لغز تسابق أطراف الصراع
وسبق ذلك إحكام  الجيش السوري سيطرته الكاملة على تلة ام القرع الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي  بعد معارك عنيفة  مع مسلحي ‘‘جيش الفتح‘‘ وأعوانه وأسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف أفراده ماديا وبشريا وقال مصدر عسكري أن السيطرة على تلة ام القرع في ريف حلب الجنوبي إنجاز هام كون أن التلة تطل على كافة الطرق في الراموسة وعلى كليتي التسليح والمدفعية جنوب حلب، وبالسيطرة على تلة ام القرع يكون الجيش السوري قد قطع طرق امداد المجموعات المسلحة من خان طومان والراشدين اضافة الى قطع الطريق الواصل من مدرسة الحكمة باتجاه كلية التسليح جنوب حلب.
 كما تشكل السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي الواقعة   في المدخل الجنوبي الغربي لحلب والتي تبعد مئات الأمتار فقط عن منطقة خان طومان  أهمية  خاصة للجيش السوري  حيث تمهد  لتحرير تلة بازو الاستراتيجية  وتتيح السيطرة النارية على منطقتي البريج والراشدين 5، إضافة لقطع طرق إمداد للمسلحين بين الراشدين 5 ومشروع 1070 شقة هذة الاهمية دفعت  حركة نور الدين الزنكي  الى القيام بعملية واسعة  بمشاركة  جيش الفتح وجبهة فتح الشام ( النصرة سابقا)  بهدف التقدم من المحور الجنوبي الغربي وفك الطوق عن المسلحين الموجودين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب  ولكن تقدم  الجيش السوري على هذا المحور،  يبعد أى  خطر محتمل من الممكن أن تشكله  هذة الجماعات على طوق حلب  وتمنعهم  من أي محاولة لإشعال أي جبهة جديدة جنوب غرب حلب. 
لغز تسابق أطراف الصراع
يذكر أن فصائل “جيش الفتح”  تعطى أهمية خاصة لهذة الجبهة على الرغم من إنسحابها من مواقعها في معمل الإسمنت، في المحور الجنوبي لمدينة حلب، لتعود قوات الأسد والميليشيات الشيعية  للسيطرة عليه مجددًا وذلك لعدة أسباب على رأسها  انه  يعدّ حاليًا أهم مركز عسكري لقوات الأسد والميليشيات الشيعية  جنوب حلب،  حيث يحتوي على منصات إطلاق صواريخ ومدفعية ثقيلة، كما أنه يعدّ المركز الرئيسي لـ”حزب الله” اللبناني في المحافظة بالاضافة الى ان  طريق  منطقة الراموسة باتجاه الأحياء الشرقية في مدينة حلب،  لن يكون آمنًا إلا إذا نجحت الفصائل في السيطرة على معمل الإسمنت حيث يبلغ عرض الطريق المفتوح أخيرًا نحو 1.5 كيلو متر، ابتداء من دوار الراموسة وحتى تخوم معمل الإسمنت، وهي مسافة تجعل منه هدفًا سهلًا للطيران الحربي والمروحي من جهة، ومنصات إطلاق الصواريخ والمدفعية في معمل الإسمنت من جهة أخرى.
بينما سيكون وضع الطريق أكثر أمنًا وبعيد عن رمايات المدفعية فيما لو استحوذ “جيش الفتح” على المعمل، إذ سيصبح عرض الثغرة حوالي ثلاثة كيلو مترات، ودون تهديد نيران قوات الأسد والميليشيات فيه كما أن  السيطرة على معمل الإسمنت ومحطة المياه جنوبه، ستعطي أريحية لفصائل المعارضة بالتوجه نحو الأحياء الغربية، ابتداءً من حي الحمدانية. 
لغز تسابق أطراف الصراع
مما سبق نستطيع التأكيد على ان تركيز  أطراف الصراع فى سوريا على حسم معركة جنوب حلب بشكل خاصة  يعود الى ما تمثله هذة المنطقة من أهمية إستراتيجية خاصة فى الشمال السورى وان الإستيلاء عليها سيسمح بالسيطرة المستقبلية على العديد من أحياء المدينة الهامة فى الشمال السورى الملتهب . 

شارك