قاسم سليماني في أربيل... صراع إيراني تركي على كركوك والموصل

الثلاثاء 25/أكتوبر/2016 - 05:25 م
طباعة قاسم سليماني في أربيل...
 
وصل قائد قوات "فيلق قدس" الإيراني اللواء قاسم سليماني، إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق للمشاركة في معركة الموصل، وسط تصعيد تركي للمشاركة في حرب الموصل ليكشف الصراع الدائر علي مدينة كركوك الغنية بالنفط بين ايران وتركيا وسط استنفار كردي.

سليماني في اربيل

سليماني في اربيل
فقد وصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، إلى محافظة إربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية.
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية، أن سليماني وصل بشكل مفاجئ إلى إقليم كردستان العراق، لتقديم المزيد من الاستشارات للقوات العراقية والبيشمركة الكردية خلال معركة الموصل.
ونقلت الوكالة عن مصادر خاصة، أن الجنرال قاسم سليماني التقى مجموعة من عوائل قتلى قوات البيشمركة الكردية التابعة لحكومة إقليم كردستان، كما التقى عائلة حسين منصور أحد القادة البارزين في قوات البيشمركة الذي قتل عام 2015 في مواجهات مع تنظيم "داعش".
ورجحت الوكالة الإيرانية، أن يلتقي سليماني المسئولين في إقليم كردستان وقادة عسكريينللاطلاع على سير المعارك الجارية في محافظة الموصل.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحرس الثوري الإيراني صورة الجنرال قاسم سليماني خلال زيارته لعائلة حسين منصور، أحد قيادات قوات البيشمركة الكردية والذي قتل على يد مقاتلي تنظيم الدولة في الموصل، مما يؤكد على تواجد الجنرال سليماني بكردستان العراق.
وقال شقيق حسين منصور ان "المفارقة تكمن في زيارة حاج قاسم(سليماني) العلنية لبيت أخي في حين يلتقط الساسة الكورد الصور مع سليماني بشكل سري".
وزار سليماني يوم الاحد 23 من الشهر الجاري منزل اللواء حسين منصور احد قادة البيشمركة الذي استشهد اثناء المواجهات مع تنظيم داعش عام 2015 والكائن في منطقة سرجنار بمدينة السليمانية.
وقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني ويعتبر من أقوى الشخصيات في ايران ويتجول بين سوريا والعراق.
وقال محسن  شقيق اللواء حسين منصور لصحيفة "آوينة" "استغرب من تداول خبر زيارة سليماني لمنزل أخي على الاعلام بتشكيك..في حين ان الكثير من القادة الكورد لم يواسوا أبناء أخي بكلمة طيبة".
واضاف محسن للصحيفة ان "سليماني له زيارات دائمة لعوائل الشهداء الذين قضوا في المعارك ضد اسرائيل أو تنظيم داعش فقد كانت تربطه علاقة حميمة مع عائلة عماد مغنية وكذلك مصطفى بدر الدين وغيرهم".
ونفى أن يكون ثمة ارتباط بين زيارة سليماني ومذهب عائلة منصور الشيعية فيما أمل أن يحذوا الكل حذو سليماني ويتفقدوا عوائل الشهداء.
وأفادت الصحيفة أن مجموعة من الحرس الخاص أخبروا زوجة حسين منصور قبيل الزيارة أن ضيفا خاصا سيزورهم و رافق سليماني عدد من مسؤولي الاتحاد الوطني الكوردستاني وقد تحدث مع زوجة منصور بالعربية ودون الحاجة للمترجم الذي كان برفقته.

لواء ايراني في العراق:

لواء ايراني في العراق:
كما دخل لواء "فاتحين طهران"، أحد ألوية قوات "فيلق قدس" الأراضي العراقية منذ أيام عن طريق اقليم كردستان، للمشاركة في معركة الموصل ضد تنظيم الدولة، تقول مصادر لموقع "عربي21" المقرب من المخابرات القطرية التركية وتنظيم الاخوان.
وأفادت المصادر أن قاسم سليماني اجتمع بقيادات سياسية وأمنية رفيعة المستوى في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنه لعب دورا محوريا في إشراك الحشد وقوات البيشمركة في معركة واحدة من خلال المفاوضات التي جرت بين قيادة إقليم كردستان وقاسم سليماني.
ويتزامن تواجد قائد "فيلق قدس" الإيراني قاسم سليماني في كردستان مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للإقليم في شمال العراق.
ويقول المراقبون للشأن الإيراني بأن التعاون الأمريكي - الإيراني في معركة الموصل بات مكشوفا، من خلال تعاون القوات الأمريكية وقوات الحشد المدعومة إيرانيا والتي يقودها ضباط من قوات الحرس الثوري الإيراني، ويعتبر المراقبون أن تواجد سليماني بالتزامن مع تواجد وزير الدفاع الأمريكي يكشف حجم التنسيق العسكري والأمني بين طهران وواشنطن ضد تنظيم الدولة في العراق.

تركيا تهدد بدخول العراق:

تركيا تهدد بدخول
وفي اطار صراع النفوذ بين ايران وتركيا في العراق، وخاصة الصراع المحتدم علي مدنية كركوك الغنية بالنفط واقليم الموصل الاستراتيجي لتركيا، هدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن بلاده لن تتردد في القيام بعملية عسكرية في شمال العراق في حال حصول "تهديد إرهابي مباشر" على الأراضي التركية، بما في ذلك "العملية البرية".
وقال الوزير في لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات المحلية التركية ظهر، الثلاثاء : "في حال نشوء تهديد ضد تركيا سنستخدم جميع إمكاناتنا بما فيها إطلاق عملية برية".
وتحاول تركيا المشاركة في عملية استعادة الموصل بذريعة حماية المنطقة من التغيير الديموغرافي، لكن بغداد ترفض هذه المشاركة مما أثار سجالا بين الطرفين.
وحول دعم الولايات المتحدة الأميركي لحزب العمال الكردستاني "PYD "  في سوريا قال الوزير: "أبلغنا الولايات المتحدة أكثر من مرة أن تعاونها مع " PYD " يعني دعما للإرهاب".  في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.
واضاف : " أبلغنا الولايات المتحدة الأميركية أن الأسلحة التي تقدمها واشنطن للـ PYD و YPG  في سوريا عثرنا عليها بحوزة حزب العمال الكردستاني. " 
هذا وقد هدد الوزير المسلحين الأكراد في " منبج "  أنه في حال  لم ينسحبوا من المدينة  فإن القوات التركية ستدخل وتخرجهم من هناك بنفسها .
كما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن نيران المدفعية التركية تقوم بدور بالفعل في جهود إخراج تنظيم "داعش"" من مدينة الموصل العراقية وإن أربع طائرات مقاتلة تركية متأهبة للمشاركة في العمليات الجوية.
وتقول تركيا إن عليها مسؤولية حماية التركمان والعرب السنة في المنطقة المحيطة بالموصل التي كانت ذات يوم جزءا من الإمبراطورية العثمانية. وتخشى أن يشارك مقاتلون شيعة مدعومون من إيران- كان الجيش العراقي قد اعتمد عليهم من قبل- في الحملة مما قد يتسبب في تأجيج العنف الطائفي.
وأضاف أن تركيا تشارك في عملية الموصل على "عدة جبهات" وأن 17 من أعضاء تنظيم "الدولة الإسلامية" قتلوا بنيران المدفعية التركية منذ بدء الهجوم.
وقال "قوات البشمركة الكردية التي دربناها في شمال العراق تشارك بنشاط والقوات المحلية التي ندعمها في بعشيقة تقاتل داعش بنشاط."
وأضاف "هناك أيضا أربع مقاتلات من طراز إف-16 متأهبة للمشاركة في عملية جوية ضمن التحالف الدولي مستعدة لتنفيذ ضربات جوية. كيفية نشرها تعتمد على قرارات أعضاء الائتلاف وجيشنا." وقال إن القوات التركية في بعشيقة قتلت بالفعل أكثر من 700 من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" حتى قبل بدء عملية الموصل.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال إن بغداد لا تريد المساعدة التركية وإن القوات والدبابات والمدفعية التركية المنشورة في معسكر بعشيقة موجودة دون تصريح من حكومته. ويقول العراق إنه دولة ذات سيادة ويمكنه تولي العملية بمفرده. ونفت السلطات العراقية في بيان الاثنين مشاركة القوات التركية في عمليات استعادة الموصل من تنظيم "داعش" بأي شكل من الأشكال.

معركة كركوك والموصل:

معركة كركوك والموصل:
مع اشتعال معركة الموصل ولهجوم الذي دبره "داعش" في كركوك اتشير الي ان هناك حرب باردة ونوفذ ببين تركيا وايران والعديد من القوي علي السيطرة والتواجد في اهم معركة ترسم مستقبل المنطقة وتحد قوة كل دولة فيها.
وتمثل الموصل وكروك معركة ذات اهمية لتركيا، مع استعداد الأكراد لتاسيس دولتهم عبر «الحدود الجديدة ترسم بالدم»، وهذه الحدود الجديدة إنما تعكس الطموحات والتطلعات، كما تعكس أيضاً اعتقاد الأطراف المعنية بحجم أدوارهم أو بحجم الضمانات التي يعتقدون أنها يجب أن تقدم إليهم. ومن المنظور التركي، تبدو مدينة الموصل، ومحافظة نينوى عامة، ضمانةً لمواجهة الطموحات الكردية. ويبدو ان محافظة نينوى، بمساحتها ومواردها وتركيبتها الديموغرافية، تمثل السد الذي يمكن أن يمنع الاتصال الفعال بين كردستان العراق والمواقع الكردية في سوريا، وبالتالي تسمح بأن تبقى المشاريع الاستقلالية الكردية، في سوريا والعراق، على شكل أقاليم جغرافية مطوقة ومعزولة، ما يمنع الأكراد الأتراك من الاستفادة من المتغيرات الجديدة ومن المساعدة التي يمكن أن يحصلوا عليها من أشقائهم في العراق وسوريا.
كما تشكل كركوك مدينة ذات اهمية نظرا لانها احد مناطق اناج النفطك في العراق وسيطرة اي عرق او فيها هو سيطرة علي قوة اقتصادية كبيرة، وضمانه  مستقبلية لبقاء دولته، فالاكراد يسعون الي ضم المدنية الي اقليمه والذي يد لبنة اسياسية لبناء دولتهم فيما يسعي العرب والتركمان لقاء المدنية نمن نفوذهم.
صراع الموصل وكركوك لم يكن غائبا عن ايران والتي تعتبر العراق حديقة خلفية لها فدعمت اذرهتها في العراق "المليشيات الشيعية " ونفوذها علي بعض القوي الكردية لتدخل الملعب من بقوة نظرا للاهمية الستراتجية للموصل وكركوك في السياسية الامنية الايرانية.
ودفعت إيران بالحشد الشعبي في معركة الموصل للسيطرة على مدينة تلعفر بالتحديد للتلاحم عبر الحدود مع حليف آخر لطهران هو الجيش السوري.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن السيطرة على تلعفر ستؤدي إلى تعزيز التنسيق بين الحشد والجيش السوري.
كما أشعلت معركة الموصل أزمة دبلوماسية بين طهران وأنقرة، حيث استدعت الخارجية الإيرانية، السفير التركي لدى طهران رضا هاكان تكين، لإبلاغه احتجاج إيران على تصريحات لنائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة نعمان قورتولموش، الذي انتقد التدخلات الطائفية الإيرانية في العراق.
وكان المتحدث باسم الحكومة التركية قال فيها إن "السياسة المذهبية" لإيران هي سبب التوترات الموجودة في العراق وليس تركيا، مؤكدا أن تركيا "ستعمل كل ما بوسعها" للحيلولة دون نشوب حرب مذهبية في المنطقة، و"لن تسمح بذلك".
وقال قورتولموش: "علاقاتنا مع أصدقائنا الشيعة في العراق، لم تتضرر بأي شكل من الأشكال، فاليوم لدينا علاقات مع جميع المجموعات الشيعية في العراق"، نافياً أن يكون لبلاده "أي أطماع في أراضي أحد"، وذلك عقب التوتر الذي شهدته العلاقات بين أنقرة وبغداد توتراً خلال الأيام الماضية إثر تواجد قوات تركية في معسكر بعشيقة شمال محافظة الموصل.
وبحسب المتحدث باسم الحكومة التركية فإن "مدينتي كركوك والموصل لهما أهمية بالنسبة لتركيا وأمنها"، مضيفا في تصريحات صحافية أن بلاده "ستبذل جهوداً من أجل عدم تغيير التركيبة السكانية في تلك المدينتين، لأن حدوث أي تغيير فيهما ستكون له نتائج سلبية للغاية على تركيا".
من جهتها، قالت الخارجية الإيرانية، في بيان لها ، إنها استدعت سفير تركيا احتجاجاً على تصريحات مسؤولين أتراك ضد السياسة الإيرانية في المنطقة، معتبراً أن التصريحات التركية "غير واقعية وغير مسؤولة" حول التطورات التي تشهدها المنطقة.
وترفض أنقرة مشاركة ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية المدعومة من إيران في عملية تحرير الموصل من قبضة تنظيم "داعش".
ختاما حضور قاسم سليماني الي اربيل  بالاضافة الي القوة الايرانية والمليشيات الشيعية العراقية ومساعي تركيا للدخول  البري الي العراق هو يوضح وبقوة حجم الصراع بين الدائر علي الموصل وكركوك في غياب الدور العربين ويؤكد علي ان الحدود القادمة ترسم "بالدم" ومن سيطرة علي ارض لن ينزع منها.

شارك