تجنيد داعش للفتيات.. فوبيا إرهابية تُلحق بالـ"المغرب"

الثلاثاء 25/أكتوبر/2016 - 05:28 م
طباعة تجنيد داعش للفتيات..
 
مع التحديات التي تواجهها معظم الدول العربية، وبالأخص بلاد المغرب الإسلامي في القضاء على التنظيمات الإرهابية التي طالتها في المرحلة الأخيرة، مع توغل تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا وليبيا، قال رئيس المركز المغربي للدراسات الإنسانية والاجتماعية والسياسية سمير بودينار، إن تنظيم "داعش" الإرهابي انتقل داخل المغرب من التركيز على عمليات التجنيد التقليدية للشباب في عدد من المناطق، إلى الاعتماد على الخلايا النائمة، في عدد من الحالات، التي تم تفكيك فيها خلايا قبل ارتكابها عمليات إرهابية وأعمال عنف.

تجنيد داعش للفتيات..
وأضاف بودينار، في تصريحات صحافية اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2016، أنه في المرحلة الأخيرة اتسع نطاق عمليات التجنيد لتشمل جنسيات أخرى غير مغربية، كنوع من التمويه، إلى أن وصل التنظيم إلى مرحلة تجنيد الفتيات، وهو ما كشفت عنه الضربة الأمنية الأخيرة، التي توصلت إلى أن الجماعة الإرهابية جندت شبكة من الفتيات القاصرات، في عدد من المدن المغربية.
هؤلاء الفتيات كن على استعداد لتنفيذ عمليات لصالح التنظيم وتبني أنشطته والدعاية لها وفق ما قاله بودينار، وهو أمر يؤشر على عدد من الأمور، أولها أن هناك حاجة إلى تطوير المقاربة مع القاهرة للتعامل مع مثل هذه الحالات، خاصة مع امتلاك التنظيم قدرة على التعامل في الأوساط التقليدية وهي أوساط الشباب، القادرين على التعامل مع مثل هذه الأفكار.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها مطلع أكتوبر الجاري، أن الشرطة المغربية أوقفت 10 نساء متشددات كن يسعين لتنفيذ هجمات انتحارية داخل مدن عدة في المملكة المغربية.
وذكرت أن النساء الداعشيات لا زالت هن "السلاح" الأقوى لصالح التنظيم الدموي؛ حيث أصبح التنظيم لديه قدرة فائقة على استمالة العديد من العناصر النسائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى داخل المدن والقرى في البلدان التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي.
وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيان لها آنذاك: "المشتبه فيهن العشر اللواتي بايعن الأمير المزعوم لما يسمى بداعش، انخرطن في الأجندة ‏الدموية لهذا التنظيم، وذلك من خلال سعيهن للحصول على مواد تدخل في صناعة العبوات الناسفة من أجل تنفيذ عملياتهن".
وتعتبر هذه العملية النسائية هي الأولي من نوعها، التي تحدث في المغرب، حيث أفادت وزارة الداخلية أن المتهمات، ينشطن في مدن القنيطرة وطانطان وسيدي سليمان وسلا وطنجة وأولاد تايمة وزاكورة وسيدى الطيبي نواحي القنيطرة.
وقال بودينار، إن هناك وسائل كثيرة لمحاربة هذا التنظيم، من بينها وفي مقدمتها نشر الوعي بخطورة هذه الأفكار المتطرفة، وهو أمر يجب أن تشارك فيه جميع الوسائل الدعاية، بداية من الإعلام والميديا، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، التي يستغلها التنظيم في كثير من الأحيان لنشر أفكاره والتأثير على الشباب من خلالها لكي ينضموا إليه. 
ويري أن الأمن المغربي تعامل بشكل جيد مع الأزمة، حيث أنه وجه ضربات استباقية إلى التنظيم الإرهابي، وتمكن خلال الفترة الماضية من كشف وضبط عدد من الخلايا الإرهابية، كانت تستعد لتوجيه ضربات قوية، كانت ستؤدي إلى كوارث في المغرب. 
وكانت تقارير أمنية مغربية كشفت القبض على خلية إرهابية، تتكون من فتيات أغلبهن قاصرات، تمكن تنظيم "داعش" الإرهابي من تجنيدهن للعمل لحسابه، لنشر أفكاره بطرق سرية، وكذلك لتنفيذ مهام تتعلق بعمليات إرهابية محتملة على الأراضي المغربية.
في حين كشفت الأجهزة الأمنية أن التحقيقات مع الفتيات أكدت أنهن غير نادمات على الانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، ما يؤشر على خطورة اقتناعهن بشكل كامل بأفكار التنظيم، وهو ما يحتاج إلى تدخل من الدولة لعمل حملات توعية ضد أفكار التنظيم. 
وسبق أن وضعت بعض الدول استراتيجية جديدة لمواجهة تلك التنظيم الإرهابي المتنامي في المنطقة بأكملها؛ حيث أعلن المغرب، في مايو الماضي، عن تبني استراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب، تقوم على الجوانب الأمنية والدينية ومحاربة الفقر والهشاشة؛ وذلك في إطار المقاربة الأمنية الشاملة والمندمجة القائمة على الاستباقية التي تبنتها المملكة منذ سنة 2002.

تجنيد داعش للفتيات..
وتدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت في أبريل الماضي، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وقالت الرباط في مايو الماضي إنها قامت منذ سنة 2002 بتفكيك 155 خلية إرهابية حوالي 50 بالمئة منها مرتبطة بمختلف بؤر التوتر، لا سيما المنطقة الأفغانية الباكستانية وسوريا والعراق ومنطقة الساحل.
 ونجحت الرباط في إنشاء منظومة أمنية قوية حصنتها من تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم الدولة.
وأشار التقرير الذي أعدته بوابة الحركات الإسلامية، إلى أن السلطات المغربية تمكنت منذ عام 2002 من تفكيك 152 خلية إرهابية، وأن الرقم تضاعف خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ كثفت الوحدات الأمنية من اعتقالها لأفراد تقول، إنهم يرتبطون بتنظيمات إرهابية، لا سيما بعد أحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وتأكيد تقارير رسمية سفر المئات من المغاربة للقتال في سوريا والعراق..

شارك