اليمن يعود لمتاهة المفاوضات.. وسط استمرار القتال بين الجيش والحوثيين

الثلاثاء 25/أكتوبر/2016 - 05:55 م
طباعة اليمن يعود لمتاهة
 
احتدمت الصراع في جبهات اليمن، مع مساعي المبعوث الأممي إلى تمديد الهدنة لأيام أخرى، فيما اعلن الوفد التفاوضي للحوثيين وصالح يقول في بيان له إنه سيدرس مقترح الأمم المتحدة بشأن الحل الشامل للأزمة اليمنية، وسط تأكيد وزير الخارجية اليمني علي الحل في اليمن لا بد أن يكون وفق «المرجعيات» وما عدا ذلك «شرعنة للانقلاب»

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي، صباح الثلاثاء، عدة غارات استهدفت تعزيزات لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح شرق العاصمة صنعاء.
وأفادت مصادر محلية في مديرية "نهم" إن طيران التحالف نفذ اكثر من ثمان غارات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في المديرية.
وقال المركز الاعلامي للقوات المسلحة في تدوينة على "تويتر" ان غارات التحالف استهدفت تعزيزات تابعة للميليشيات الانقلابية بمنطقة نهم شرق صنعاء.
واضاف ان الغارات دمرت دبابتين ومدفع وعيارات مختلفة وان قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا خلال الغارات.
كما شن مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، فجر اليوم الثلاثاء، هجمات على مواقع المقاومة وقوات الجيش الحكومي في منطقة الضباب غربي مدينة تعز (جنوب غرب اليمن).
وقال مصدر عسكري لـ«المصدر أونلاين»، إن الحوثيين هاجموا مواقع جبل المنعم ومنطقة الخور والدبح في منطقة الضباب، وإن معارك عنيفة دارت بين الطرفين، أسفرت عن قتلى وجرحى.
من جهة، قصف الحوثيون وقوات صالح المتمركزون في منطقة البهول بالبرح بمدافع الهاوتزر، قرية الحناني في حمير بمديرية مقبنة، فيما طال قصف للحوثيين أحياء شرق وغرب المدينة.
فيما قتل اربعة من مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح وجرح آخرين، اليوم الثلاثاء، إثر خلافات نشبت بين افراد الجماعة المسلحة بمحافظة إب (وسط اليمن).
وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" أن اشتباكات اندلعت ظهر اليوم الثلاثاء بين مجاميع مسلحة تابعة لاحد القيادات الحوثية التي تنتمي لمحافظة عمران ومجاميع مسلحة من مديرية المخادر يقودها المتحوث صالح الشامي أسفرت عن مصرع اربعة من مجاميع الشامي.
وبدأت الاشتباكات بعد مرور أطقم مسلحة تتبع القيادي الحوثي المنتمي لمحافظة عمران "أبو أمجد" من نقطة الكسارة والتي تقع في منطقة الدليل التابعة إداريا لمديرية المخادر شمال مدينة إب، ويسيطر عليها مجاميع مسلحة من الحوثيين بقيادة صالح الشامي، حيث لم يستجب أي طقم لأوامر النقطة بالتفتيش وحدثت الاشتباكات مما أدى إلى مصرع اثنين من افراد الشامي في نقطة الكسارة.
وعقب تعرض أتباع الشامي للقتل قام المسلحين بحشد بالتجمع في نقطة الأميرة في المدخل الشمالي لمدينة إب واندلعت مواجهات بين الطرفين وأسفرت عن مصرع مسلحين اخرين من افراد الشامي.
وسيطر مسلحو الشامي عقب المواجهات على نقطة الأميرة التابعة لابو امجد وسط تعزيزات وتحشيد من كل طرف.
واضافت المصادر ان الطريق لا تزال مقطوعه والاجواء متوترة حتى الثانية والنصف بعد ظهر اليوم الثلاثاء. ويخشى سكان المناطق المجاورة من اشتداد المواجهات وسقوط قتلى من المدنيين والمسافرين، حيث ان الطريق هي المنفذ الرئيس الواصل بين محافظات صنعاء واب وتعز.
وتشهد محافظة إب خلافات كبيرة بين قيادات الميليشيا في حيث يرفض حوثيو صعدة بقاء المتحوثين من إب في النقاط فقط، مع اصرارهم على ضرورة توجه ابناء إب إلى جبهات القتال نتيجة الخسائر الفادحة في صفوفهم. وخلال الأشهر الماضية اندلعت مواجهات مسلحة داخل أجنحة مليشيا صالح والحوثي وكان أبرز أسباب الخلافات حول عوائد وأرباح السوق السوداء والجبايات والاتاوات التي تفرض بقوة السلاح على المواطنين والتجار وزادت تلك الخلافات خلال الأسابيع الفائتة، خصوصا بين حوثيي صعده وعمران وبين متحوثي إب وسقط فيها قتلى وجرحى وأخرى بين مليشيا حوثية من أبناء محافظة إب كان آخرها مقتل القيادي الحوثي البارز علي عبداللطيف حجر بمدينة إب جنوب العاصمة صنعاء.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، أعلن وفد جماعة الحوثي وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح  في المفاوضات، اليوم الثلاثاء، تسلمه رسميا من الأمم المتحدة مقترحا للحل الشامل للأزمة في اليمن.
وأشار الوفد التفاوضي في بيان، إلى أنه سيدرس المقترح الأممي قبل اتخاذ موقف بشأنه، موضحًا أنه تسلم رسميا من المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مقترحا باسم الأمم المتحدة على اعتبار أنه حل شامل وكامل للأزمة يشمل الجوانب السياسية والأمنية وغيرها.
واعتبر البيان، أن المقترح الأممي يمثل أرضية للنقاش على طاولة المفاوضات، مضيفًا  أن ولد الشيخ، أكد على تسليمه نسخة مطابقة من المقترح للطرف الآخر في الرياض عبر فريقه المتواجد هناك.
وتابع بيان الوفد المشترك للانقلابيين: “سنقوم بدراسة المقترح الأممي مع القيادة السياسية واتخاذ الموقف اللازم بشأنه”، مبلغًا المبعوث الأممي استياءه من قصف قوات التحالف العربي  لمناطق "مدنية".
فيما قال وزير الخارجية اليمن عبدالملك المخلافي مساء أمس الاثنين، إن الحل السياسي في اليمن من الضروري ان يكون وفقاً للمرجعيات الثلاث، وإن ما عدا ذلك هو شرعنة للانقلاب.
وقال رئيس الوفد الحكومي المُشارك في مفاوضات الكويت، في تغريدات نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن المساعي السياسية لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، لا بد أن تكون مقرونة بالمرجعيات.
والمرجعيات الثلاث هي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2216، والأولى والثالثة لا يعترف الحوثيون وحلفائهم بها.
وطالب المخلافي بسحب الأسلحة من الحوثيين وحلفائهم، وقال «إن أي محاولة لإبقاء المليشيا وسلاحها على أي من أراضي الجمهورية، لن تكون مقبولة من الشعب الذي قدم آلاف الشهداء من أجل السلام والتحرر من المليشيا الانقلابية».
ومنذ رفع مشاورات الكويت، في السادس من أغسطس الماضي، قام المبعوث الأممي بجولة دولية شملت عددا من العواصم العربية والأوروبية، من أجل التهيئة لجولة جديد من مشاورات السلام.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، لا يزال ملف المعتقلين في سجون الانقلابيين يحتل الصدارة بعد فشل مشاورات الكويت في التوصل إلى إطلاق سراحهم.
فقد أفاد تقرير حقوقي صادر عن ائتلاف المنظمات الحقوقية والإنسانية بمحافظة حجة الواقعة شمال غربي اليمن، قبل أيام قليلة أن ميليشيات الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح خطفت 921 مدنياً من المعارضين، منذ اندلاع الحرب مطلع العام الماضي.
وأضاف التقرير أن 412 معتقلاً تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي، وأن بعض المختطفين لقوا مصرعهم نتيجة استخدام الحوثيين في تعذيبهم الضرب المبرح بالعصي والهراوات واستخدام الأسياخ الحديدية والصعق الكهربائي. والإحراق بالأسيد.
كما أوضح التقرير أن أغلب المختطفين من الطلاب، مشيراً إلى أن مختطفا توفي وآخر أصيب بشلل نصفي، في حين أصيب آخرون بحالات احتراق وإغماء، هذا فضلاً عن قيام الميليشيات بمصادرة ممتلكات ونهبها.

المشهد اليمني:

مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الامم المتحدة للحل في اليمن،  تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة، مع استمرار العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الازمة الانسانية.

شارك