11/11 واستهداف الجيش المصري
الأحد 30/أكتوبر/2016 - 06:06 م
طباعة
كلما اقترب يوم 11/ 11، وترتفع وتيرة الاغتيالات لأفراد القوات المسلحة سواء كان في سيناء أو خارجها، ويزداد في الوقت نفسه معدل زرع العبوات الناسفة على الطرقات، ما يؤكد علاقة الإخوان بالإرهاب في سيناء الذي طالما حاولوا التبرؤ منه ودفع هذه التهمة عنهم خصوصا على المستوى العالمي لضمان تدفق الأموال من ناحية وضمان تأييد بعض الدول التي ما زالت تعتبرهم جماعة غير إرهابية من ناحية أخرى، وآخر العمليات التي تم تنفيذها استشهاد المقدم رامي حسنين، قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة في الشيخ زويد بشمال سيناء، أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر إرهابية أثناء مرور المدرعة التي كان يقودها، وتم نقل جثمان الشهيد إلى مستشفى العريش.
وخيم الحزن على مدينة إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، مسقط رأس الشهيد، وتوافد المئات من أهالي المدينة على منزل أسرة الشهيد لمواساتهم، والترتيب لمراسم الجنازة وتقبل العزاء بعد وصول الجثمان. كما شهدت المحافظة، عددًا من الحوادث الإرهابية الأخرى، أمس، أسفرت عن استشهاد ضابطين ومجند من قوات الأمن، وإصابة ضابط و٧ مجندين ومدنيين بإصابات متنوعة. وقالت مصادر أمنية وطبية إن عبوة ناسفة انفجرت خلال مرور مدرعة أمنية على طريق «الشيخ زويد ـ الجورة» ، ما أسفر عن استشهاد المقدم، رامي محمد حسانين، والمجند محمد طه أحمد، بجانب إصابة كل من المجندين فريد عبدالوهاب عبد الهادي، وشريف محمد عبدالسلام، وفتحي عبدالرحمن عبداللطيف، وخالد محمد هراس. وأضافت المصادر أن عبوة ناسفة ثانية انفجرت خلال حملة مداهمات جنوب الشيخ زويد، أسفرت عن إصابة المجندين، شمس الدين إبراهيم، ومحمد عوض، فيما وقعت اشتباكات بمنطقة لحفن جنوب العريش، أسفرت عن استشهاد النقيب، محمد أحمد غنيم، وإصابة الملازم أول، عمار محمد عجمي.
وقالت مصادر أمنية: إن قوات إنفاذ القانون نفذت عمليات أمنية نوعية بالمدافع والأسلحة الثقيلة استهدفت بؤراً إرهابية. وأضافت المصادر أنه تمت مهاجمة وكر إرهابي، وقُتل ٦ إرهابيين وأصيب عدد آخر منهم.
وليست هذه هي العملية الأولى خلال أسبوع ففي السبت قبل الماضي قتل مسلحون مجهولون "عادل رجائي" قائد الفرقة الـ9 مشاة (تقع في المنطقة المركزية العسكرية بالقاهرة)، أمام منزله شمالي العاصمة القاهرة، في أول عملية اغتيال لضابط عسكري كبير منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم في العام 2014.
وقد عمل رجائي لفترة في شمال سيناء، وكان له دور بارز في عملية هدم الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة. وهو زوج المحررة العسكرية، في صحيفة “المساء” سامية زين العابدين.
ويثير مقتل قيادي عسكري آخر في مصر في أقل من أسبوعين المخاوف من وجود اختراقات، من قبل الجماعات الإرهابية.
المؤسسة العسكرية في مصر ما تزال تتقيد في حربها على الجماعات الإرهابية بالاستراتيجية الكلاسيكية التي أثبتت عدم جدواها أمام أسلوب العصابات الذي تعتمده هذه الجماعات
وتشهد مصر عمليات تفجير وإطلاق نار تستهدف مسئولين وأمنيين ومواقع عسكرية وشرطية بين الحين والآخر، وهذه العمليات تزايدت في الفترة الأخيرة بشكل لافت الأمر الذي يضع نقاط استفهام كبرى على سير العملية العسكرية التي أطلقها الجيش منذ أكثر من سنتين في محافظة سيناء أساسا.
وبدأ الجيش خلال الشهر الجاري حملة موسعة بالتعاون مع الشرطة، لمطاردة مسلحين عقب هجوم استهدف حاجزا عسكريا يوم 14 أكتوبر الجاري، خلف 12 قتيلاً في صفوف العسكريين، وأعلن الجيش في أوقات مختلفة بعد الحادث عن حصيلة ضمت عشرات القتلى من المسلحين خلال مداهمات عسكرية للعديد من مناطق في سيناء، وفق بيانات رسمية.
وتنشط في سيناء، العديد من التنظيمات المسلحة أبرزها “أنصار بيت المقدس”، الذي أعلن في نوفمبر ثان 2014، مبايعة تنظيم “داعش”، وغيّر اسمه لاحقًا إلى “ولاية سيناء”، وتنظيم “أجناد مصر”.
ووجه خبراء عسكريون، في الفترة الأخيرة، انتقادات لطريقة التعاطي مع الجماعات الإرهابية، حيث إن المؤسسة العسكرية ما تزال تتقيد في حربها على الإرهاب بالاستراتيجية الكلاسيكية التي أثبتت عدم جدواها أمام أسلوب العصابات الذي تعتمده هذه المنظمات.
وقال اللواء نبيل أبو النجا، الخبير في مكافحة الإرهاب، في وقت سابق لـ"العرب": إن القوات الأمنية في سيناء، اعتادت على أن تبني خططها كرد فعل على ما تقوم به الجماعات المسلحة، وهو ما يصبّ في مصلحة تلك الجماعات، كما أن هناك معلومات غير دقيقة تصل إلى القوات في سيناء، وهو ما يصعّب من القيام بعمليات استباقية.
وطالب أبو النجا بأن تقوم الجهات الأمنية المختصة، بمراجعة فكرة أن تحتوي الكمائن ونقاط الارتكاز الأمنية الثابتة على عربات مدرعة أو دبابات، مع ضرورة فرض حصار على مسافة 5 كيلومترات من مثلث الإرهاب، وفحص كل منزل وشخص، على أن يتم تنظيم حملة شاملة على كل الجبال، والمغارات الموجودة، مع فرض “كردونات” أمنية لمنع تسلل أيّ فرد من العناصر الإرهابية.
ويستبعد متابعون أن تقدم المؤسسة العسكرية على مراجعة أسلوبها في الحرب على التنظيمات الإرهابية، رغم الخسائر البشرية الفادحة التي طالت قواتها على مرّ السنوات الثلاث الأخيرة.
وقال اللواء زكريا حسين، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية: إن استراتيجية مواجهة الجماعات الإرهابية في سيناء، لن تشهد تغييرات خلال العمليات الحالية”.
وبرر المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية ذلك بأن الخطط تم وضعها قبل عامين، تحت قيادة خاصة، وعملية خاصة، وهي تحقق أهدافها بين الحين والآخر، ثم تتوقف لجمع المزيد من المعلومات قبل أن تنطلق مرة أخرى.
ويكشف هذا وغيره من المواد الإعلامية التي تبثها الجماعة على شبكة الانترنت وقنواتها الفضائية ارتباط الجماعة بتلك العمليات الإرهابية فقد قال احدهم "ليس من أجل الغلاء أو ارتفاع الأسعار، نحن سنتظاهر من أجل هدف محدد، وهو تنفيذ وصية الرئيس المعزول محمد مرسى بعودته للقصر" بهذه الكلمات كشف قيادات متحالفة مع الإخوان عن هدف الجماعة من تظاهرات 11-11.
وبث وليد شرابي، القيادي بما يسمى المجلس الثوري التابع للإخوان في تركيا، كلمة مسجلة وصفاها بالتوضيحية بشأن دعوات التظاهر ليوم 11-11، الذين حاولوا تغليفه بمصطلح ثورة "الغلابة".
وأكد "شرابي" في كلمته أنهم سيتظاهرون من أجل ما وصفه بتنفيذ وصية الرئيس المعزول محمد مرسى، والتي تعنى إعادته للحكم، مضيفًا :" دعوات 11-11 ليست متعلقة بالأزمة الاقتصادية، ولكن متعلقة بالمطالبة بعودة محمد مرسى – الرئيس المعزول-، وإن هناك محاولات لخداع أنصار الإخوان بأن يوم 11-11 سببه غلاء الأسعار فقط".
وشدد "شرابي" على أهمية التظاهر من أجل عودة الرئيس المعزول محمد مرسى، مؤكدا أن عودة المعزول هو المسار الذين يعملون من أجله.
وزعم "شرابي" أن ثورة 25 يناير كانت "عيش وحرية وعدالة اجتماعية وشرعية"، على حد قوله، وأن من سينزلون في يوم 11-11 سيطالبون بعودة محمد مرسى.
التصريحات التي صدرت من وليد شرابي، أثارت غضب الإخوان وأنصارها الذين حاولوا بشتى الطرق الادعاء أنهم ليسوا وراء دعوات التظاهر في يوم 11-11، وشن عدد من شباب الإخوان، هجومًا حادًا على القيادات التي أعلنت أن نزولهم في هذا اليوم من أجل عودة ما يسمونه "شرعية محمد مرسى".
وهاجم عز الدين دويدار، القيادي الإخوان، الجماعات والكيانات المتحالفة مع الإخوان بسبب إعلانها أن تظاهرات 11-11 من أجل عودة الإخوان.
وقال "دويدار" في كلمة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي : "إلى المحبطون اللي دماغهم وقفت عند تظاهرات رابعة وتوابعها لا مقارنة بين تظاهرات يقودها الإخوان، وبين مظاهرات فوضوية بلا أيديولوجية الأولى يمكن إخمادها، أما الثانية يصعب إخمادها.
وقال دويدار: إن الإخوان لا يمكنهم تصدر المظاهرات الآن، كما أن الإخوان تعانى من أزمة داخلية وخفوت كبير في المظاهرات، وبالتالي تصدرهم للدعوات يفشلها لأن الجماعة لم تعد ذات تأثير.
ومن جانبها، شنت غادة نجيب، الناشطة السياسية المتحالفة مع الإخوان، هجومًا على وليد شرابى بعد حديثه حول عن دعوات 11-11 بأن التظاهر فيه لن يكون من أجل الغلاء أو الغلابة.
وقالت في تعليقها على فيديو وليد شرابي: "على حد علمي هذا الشخص ليس له علاقة بحركة غلابة وليس من ضمن الداعين لها"، متهكمة من تصريحات "شرابي" بقولها :"انتوا عايزين تنطوا على الغلابه ولا أيه .. شرعية بالتقلية وشك للحيط وقفاك ليه".
وبدوره، قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان: إن الجماعة تريد استغلال مظاهرات 11-11 لمصالحها فقط، وتروج لأزمة غلاء الأسعار والأزمات الاقتصادية لمحاولة حشد الناس حولها في تلك الدعوات، مؤكدًا أن ما يهم الجماعة من هذه المظاهرات هو محاولة إعادة نفسها للمشهد السياسي والإفراج عن قياداتها، ولا يهمها مصلحة الشعب.
وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن تصريحات الإخوان فضحتهم، خاصة بعدما زعمت أن مظاهرات 11-11 هو بسبب الغلاء إلا أن أزمتهم الداخلية دفعتهم لفضح الأسباب الحقيقية وراء الدعوات لتلك المظاهرات.
