"مدافعو الحرم" و"كتائب الفاتحين".. أذرع إيران الجديدة للتوسع عسكريًا

الإثنين 31/أكتوبر/2016 - 02:13 م
طباعة مدافعو الحرم وكتائب
 
انضمت قوات "كتائب الفاتحين" ومدافعو "الحرم" الي المليشيات الشيعية وقوات فيلق القدس لاكوت اذراع ايران العسكرية لتوسع في المنطقة والعالم مع استمرار النهج العسكري الايراني في ارسال رسائل تهديد الي كل القوي المجاورة له.

"مدافعو الحرم"

مدافعو الحرم
هدد نائب الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي اليوم الاثنين أن بلاده لا تعترف بالحدود في تعقب معارضيها وأن قوات ما تسمى بـ "مدافعي الحرم" ستقوم بتدميرهم في أي مكان في العالم.
وأطلقت السلطات الإيرانية مصطلح "مدافعي الحرم" على قواتها العسكرية المتواجدة في حرب سوريا الداعمة لبشار الأسد لكنها أصبحت تستخدم هذا المصطلح على جميع قوات التعبئة (البسيج) التابعة للحرس الثوري في الداخل والخارج.
وقال سلامي الذي كان يتحدث في مدينة أورومية غرب إيران إن القوات الإيرانية أثبت خلال السنوات الماضية أنها "لا تعرف أي خطوط حمر في معاقبة معارضي النظام الإيراني"، مذكرا بعمليات اغتيال قامت بها طهران ضد معارضيها في دول غربية.
وأضاف نائب الحرس الثوري الإيراني، مخاطبا حشدا من قوات التعبئة "أنتم ترون كيف توسعت حدودنا وتخطت الحدود الإيرانية لتصل إلى البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط، هذا كله حصل بفضل دماء شهدائنا"، حسب ما جاء في وكالة تسنيم التابعة للأمن الإيراني.

كتائب الفاتحين

كتائب الفاتحين
وأعلنت إيران خلال الأسبوع الماضي عن تشكيل قوات جديدة أطلقت عليها "كتائب الفاتحين" قالت بأن مهمتها الأساسية هي الدفاع عن "الولاية" أي المرشد علي خامنئي في الداخل والخارج.
وهدد العقيد سالار آبنوش، مساعد المنسق العام في مقر "خاتم الأنبياء" العسكري التابع للحرس الثوري في إيران، بتأسيس حرس ثوري جديد في قارتي أوروبا وأميركا دفاعا عن ما سماه "الولاية".
وقال آبنوش إن "فدائيي الولاية هم دائما تحت أمر الولاية (المرشد خامنئي) وإنهم لا يعترفون بالحدود من أجل الحفاظ عليها"، حسب ما جاء في وكالة "تسنيم" المقربة من الأمن الإيراني اليوم الجمعة.
وأنتقد آبنوش نية حكومة إيران في الاستمرار بالتفاوض مع الغرب قائلا: "هناك في الداخل من يعمل ضد إنجازاتنا ويعتقد أنه يجب التفاوض والتواصل مع العدو من أجل حل المشاكل، وعندما نحذرهم يتهموننا بالتطرف".
وسبق أن أعلن مسؤولون عسكريون إيرانيون عن توسيع تنظيم عسكري آخر تابع لمؤسسة الحرس الثوري أطلقوا عليه "كتائب الفاتحين"، مهددين بأنه لا يعترف بالحدود ومهمته الأساسية الدفاع عن الولاية في إيران وخارجها.
وكشف العقيد في الحرس الثوري الإيراني مهدي هداوند، قائد "كتائب الفاتحين" في طهران، عن تخصيص دورات تدريبية للقوات "المقاومة" التي تضم المقاتلين الأجانب والإيرانيين.
كما أكد محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، على رغبة هذه المؤسسة العسكرية بتوسيع قاعدة قوات "كتائب الفاتحين" في جميع مناطق إيران بدل حصرها في مدينتي قم والعاصمة طهران، كاشفا لإعلام بلاده أنه قدم تقريرا للمرشد خامنئي عن رغبة الحرس الثوري بتوسيع كتائب الفاتحين في جميع المناطق الإيرانية.
وزادت إيران من تدخلاتها وتهديداتها العسكرية ضد دول المنطقة لاسيما بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الست الكبرى، حيث يرى محللون أن الأموال التي يتم الإفراج عنها حاليا تستغلها طهران في تمويل الميليشيات الإرهابية خدمة لسياساتها التوسعية في المنطقة.

المليشيات الشيعية:

المليشيات الشيعية:
عتمدت إيران نهج "النفس الطويل" لتمرير مشروعها إلى المنطقة، في سياسة خارجية تتسم بتداخل الديني بالقومي، وبالإثارة والمراوغة وتوزيع الأدوار بين هيئات السلطة.
واستغلت طهران أيضا عواطف الشيعة في المنطقة محاولة لربطهم من خلال خطاب طائفي، ليتزايد حضور الميليشيات الشيعية في المشهد السياسي في أكثر من دولة عربية.
ومن أبرز الميليشيات التي تجسد أذرع المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، حزب الله اللبناني الذي أعلن رسميا عن تأسيسه عام 1982 في لبنان، إبان الحرب الأهلية.
وتخطى نشاط الحزب الملعب اللبناني، فوسع مروحة عمله المكملة للأجندة الإيرانية إلى سوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى البحرين التي وجدت نفسها في السنوات الأخيرة في مواجهة أحداث عنف لم تشهدها من قبل.
وفي اليمن، سعت طهران بشكل حثيث على إيجاد موطئ قدم لها هناك، فدعمت علنيا ميليشيات الحوثي، الأمر الذي أدى إلى إطلاق السعودية عاصفة الحزم. وفي البحرين، العضو في مجلس التعاون الخليجي، تتهم الحكومة إيران بإثارة الشغب، وتشجيع المعارضة على التمرد.
ما في العراق، فقد شكلت الحرب على الإرهاب عام 2014 ذريعة لإنشاء ميليشيات شيعية مسلحة تحت اسم "الحشد الشعبي"، وأبرزها فيلق بدر وجيش المهدي وعصائب أهل الحق وجيش المختار ولواء أبو الفضل العباس.
وتجاهر هذه المليشيات الشيعية، التي اتسمت تحركاتها في العراق بالصبغة الطائفية، بالولاء لطهران التي تؤمن لها الدعم المالي واللوجستي، إلى جانب التسليح والتدريب. وفي أكثر من موقف، أحرجت هذه الميليشيات الحكومة العراقية، التي أصبحت مطالبة عربيا ودولياً باتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد لميليشيات الحشد الشعبي.
وفي باكستان هناك تنظيم "جيش محمد" والذي تاسس على يد مريد عباس يزداني وغلام رضا نقوي بين عامي 1993 و1994، كرد فعل على عدم سماح حزب "الحركة الإسلامية" الذي أسسه تلميذ الخميني السيد عارف حسين الحسيني، والذي يدافع عن حقوق الشيعة في باكستان للفئات الطلابية التابعة للحزب بالتصادم مع الحركات الجهادية مثل عسكر جهنكوي وجيش الصحابة.
وفي افغانستان هناك تحالف " طهران 8" هو تحالف سياسي جمع أكبر ثمانية أحزاب شيعية قاتلت ضد حكومة كابول الشيوعية والجيش السوفياتي خلال الاجتياح السوفياتي لأفغانستان، ومن أهم مكوّناته حزب الله الأفغاني، وحزب النصر، واتحاد المجاهدين الإسلاميين.
تلقى التحالف الدعم من حكومة الخميني منذ عام 1979 بهدف توحيد الفصائل الجهادية الشيعية ومنع التنظيمات السنّية المؤتلفة تحت مسمّى "بيشاور 7" من احتكار العمل الجهادي في أفغانستان، وكان ثاني أكبر اتحاد تنظيمي مسلح في أفغانستان بعد "بيشاور 7".
وفي افريقيا تعد الحركة الإسلامية في نيجيريا، ابرز اذرع ايران في القارة السمراء، وهي حركة سياسية مذهبية يترأسها الشيخ إبراهيم زكزاكي الذي اعتنق المذهب الشيعي وبدأ بنشر التشيع في البلاد. يقع مركز قيادة الحركة في مدينة زاريا في ولاية كادونا في شمال نيجيريا، وترتبط فقهياً بالولي الفقيه الإيراني وتتبعه سياسياً.
إضافة إلى مساعيها في إفريقيا، وبين الجاليات المسلمة في أوروبا بنشر عقيدة الثورة عبر التستر بنشر الإسلام، عبر مذهبها الإقصائي المتشدد.

الدور الايراني:

استراتيجية ايران بالتمدد والنفوذ، تكمن في وجود المليشيات الشيعية الموالية لها، بالاضافة الي القوات التي اسستها للتدخل وتعزيز السياسة الإقليمية لإيران في المنطقة والعالم بما يخدم الامبراطورية الايرانية الجديدة.

شارك