تجديد بيعة "الصحراوي".. تكشف صراع "القاعدة" و"داعش" على "المرابطين"
السبت 05/نوفمبر/2016 - 01:50 م
طباعة
في تطور متوقع ويعقد الوضع الأمني ومواجهة الإرهاب في تونس والشمال الإفريقي، ويزيد من دور تنظيم الدولة "داعش"، والذي حصل على مبايعة عدد من التنظيمات الإرهابية في دول المغرب العربين كتنظيم "كتيبة عقبة بن نافع"، بالإضافة إلى كل من تنظيم "كتيبة سكيكدة"، وكتيبة "أنصار الخلافة" في جبال الرحمن بالجزائر، وأخيرًا جدد فصيل من تنظيم "كتيبة المرابطين" والذي يتواجد في موريتانيا والمغرب والجزائر، البيعة لزعيم "داعش".
تجديد البيعة:
فقد جدد أبو الوليد الصحراوي، أمير ما يسمى بـ"كتيبة المرابطين"، المطرود من "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، مبايعته لأبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين، ودخوله في صفوف تنظيم الدولة، في شريط فيديو نشرته وكالة "أعماق".
وأظهر شريط الفيديو، الذي مدته دقيقتان ونصف مجموعة من الملثمين حاملين لأسلحة من مختلف الأنواع ورافعين راية داعش السوداء، ولم يُظهر الفيديو بدقة المكان الذي يتواجدون فيه.
وأكدت وكالة أعماق الإخبارية، الناطقة بلسان تنظيم "داعش" الإرهابي، مبايعة كتيبة "المرابطين" الإرهابية في شمال دولة مالي، بزعامة قائدها المدعو "أبو الوليد الصحراوي"، لزعيم داعش أبي بكر البغدادي، وانضمامها رسميًّا إلى صفوف التنظيم.
وعدنان أبو الوليد الصحراوي "لحبيب عبدي سعيد"، المعروف بالإدريسي لحبيب، من مواليد مدينة العيون أحد أهم مدن الصحراء المغربية المتنازع عليها، ينتمي لقبيلة الرقيبات، التحق بمخيمات اللاجئين في بداية التسعينيات، درس بالجزائر؛ حيث حصل على الليسانس في علم الاجتماع من جامعة منتوري بمدينة قسنطينة، يتحدث 3 لغات.
صراع "القاعدة" و"داعش":
تجديد البيعة يفتح الباب حول وجود صراع بين"القاعدة" و"داعش" على المجموعات الإرهابية في شمال إفريقيا ودول الساحل والصحراء، "المغرب الإسلامي"، وتأتي كتيبة المرابطين كأهم الكتائب التي يحدث عليها صراع.
وكتيبة المرابطين تعتبر من أهم حلفاء تنظيم القاعدة في القارة الإفريقية، ويتنازع داعش والقاعدة منذ أواخر العام 2015 محاولة استقطابها للانضمام رسميًّا إلى أحدهما، وتولى زعامتها الإرهابي الجزائري مختار بلمختار، ثم تزعمها لحبيب عبدي سعدي المعروف بأبي الوليد الصحراوي، وهو إرهابي مغربي مؤيد لتنظيم داعش.
ويعتبر مراقبون أن هذه البيعة ليست جديدة، والجديد فيها هو نسبتها إلى "كتيبة المرابطين" التي يقودها الجزائري "مختار بلمختار" الشهير بـ"بلعور"، ذلك أن أبا الوليد الصحراوي أقيل في 2015 من "الكتيبة"؛ بسبب مبايعة تنظيم "داعش".
فعندما أصدر تنظيم "المرابطين" بياناً في 13 مايو 2015 على لسان قائده في ذلك التوقيت "أبو الوليد الصحراوي"، يعلن فيه مبايعة تنظيم "المرابطين" لتنظيم "الدولة الإسلامية" وزعيمه أبي بكر البغدادي، ويدعو فيه كل الجماعات الجهادية إلى مبايعة "الخليفة" لتوحيد كلمة المسلمين، قابله سريعاً تصريح آخر لـ "مختار بلمختار"، القيادي في التنظيم في ذلك التوقيت، ينفي فيه الالتحاق بتنظيم "داعش" وأميره البغدادي، وأن بيان الصحرواي "لا يلزم شورى المرابطين"، وأنه "مخالفة صريحة للبيان التأسيسي الذي حدد منهج التنظيم وسلوكه"، وأكد في بيانه الالتزام والوفاء بما سماه "بيعة أيمن الظواهري على الجهاد في سبيل الله تعالى".
للمزيد عن كتيبة المرابطين.. اضغط هنا
مستقبل "المرابطين":
بعد اتحاد تنظيمي "جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، و"جماعة الملثمين/ الموقعين بالدم"، وتعاقب على قيادته ثلاثة أمراء: أبو بكر المصري، وأحمد ولد العامر، وعدنان أبو الوليد الصحراوي، وقد قتل اثنان منهم، بينما قرر مجلس الشورى عزل الثالث وتنصيب الأمير الجديد المختار بلمختار، قائد "جماعة الملثمين/ الموقعين بالدم قبل توحدها، وعزل أبو الوليد الصحراوي بعد بيعته لـ"داعش"، فُتح الباب لتمزق تنظيم المرابطين وعودته إلى ما قبل 2013 أي قبل تأسيسه في أغسطس 2013م.
البيعة الجديدة لأبي الوليد الصحراوي، تكشف صراع القاعدة و"داعش" على مناطق النفوذ في شمال إفريقيا ومنطقة الصحراء، والتي تعتبر من أهم مناطق نفوذ القاعدة في العالم وإفريقيا والتي يسعى التنظيم إلى التواجد فيها، فيما يبدو أن الصراع بين "داعش" والقاعدة سيؤدي إلى مزيد من تمزيق الولاءات بين الجماعات الجهادية في المغرب الإسلامي، بما قد يؤدي إلى تراجعها في ظل جهود الحكومات بهذه الدول للقضاء وتحجيم الجماعات الإرهابية.
