تزايد الانتقادات الغربية للقمع التركى للأكراد..وأنقرة تتحدى
السبت 05/نوفمبر/2016 - 05:12 م
طباعة
تتصاعد الانتقادات الغربية لتركيا على خلفية توقيف عدد من قيادات حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد وتسعة آخرين من نواب الحزب بالبرلمان بسبب إحجامهم عن الإدلاء بشهادتهم فيما يتعلق بجرائم ذات صلة "بدعاية إرهابية"، وإصدار أوامر اعتقال صدرت بحق 13 نائبا بالبرلمان لكنه لم يتم اعتقال سوى 11 فقط لوجود اثنين من النواب التابعين للحزب بالخارج.
وقال محامون تابعون للحزب إن الشرطة التركية داهمت منزلي زعيمي الحزب صلاح دمرداش وفيجن يوكسيكداج في ديار بكر أكبر مدينة في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.
وقال الحزب ردا على هذه الاعتقالات "يدعو حزب الشعوب الديمقراطي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء ضد انقلاب نظام إردوغان" في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
انقرة تصعد ضد الأكراد
كما داهمت الشرطة أيضا وفتشت مقر الحزب في وسط أنقرة، وأظهرت لقطات تلفزيونية مسؤولين بالحزب يتشاحنون مع الشرطة خلال المداهمة وقال شاهد إن الكثير من سيارات الشرطة والمركبات المسلحة أغلقت المداخل المؤدية إلى الشارع الذي يوجد به مقر الحزب. وأضاف الشاهد إن مجموعة من المحتجين حاولت الوصول إلى مكاتب الحزب وهي تردد شعارات لكن الشرطة أوقفتهم قبل أن يتمكنوا من دخول الشارع.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ترددت فيه أنباء عن إيجاد صعوبة كبيرة في فتح مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك بالإضافة إلى تطبيق واتساب للرسائل الفورية في أنحاء تركيا بعد بدء عمليات الاعتقال عند منتصف الليل.
ويعد حزب الشعوب الديمقراطي هو ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان التركي حيث يمتلك 59 مقعدا من مقاعد البرلمان وعددها 550 مقعدا، وعادة ما يتمتع أعضاء البرلمان في تركيا بالحصانة من الملاحقة القضائية لكن الحصانة رفعت عن الحزب المؤيد للأكراد في وقت سابق هذا العام. وتتهم تركيا حزب الشعوب الديمقراطي بأنه له صلات بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا كمنظمة إرهابية.
من جانبها عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني عن قلق الاتحاد العميق إثر توقيف مسؤولين ونواب مدافعين عن القضية الكردية في تركيا، مشيرة إلى أنها على تواصل مع المسؤولين في أنقرة بهذا الشأن.
وقالت "قلقون جدا إثر توقيف صلاح الدين دميرتاش ونواب آخرين" من حزب الشعوب الديموقراطي، ودعت إلى اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة" إثر توقيف رئيسي الحزب ونواب من الحزب الذي يمثل القوة الثالثة في البلاد.
حملات الاعتقال مستمرة
كان الانتقادات قد زادت ضد أنقرة على خلفية اعتقال صلاح الدين دميرتاش وشريكته في رئاسة الحزب فيجان يوكسكداغ مع نواب آخرين في إطار تحقيق يتعلق "بمكافحة الإرهاب" على صلة بحزب العمال الكردستاني، وفق وكالة أنباء "الأناضول" المقربة من الحكومةن وتندرج الاعتقالات في إطار الحملة التي تستهدف المعارضين في ظل حالة الطوارئ السارية منذ محاولة انقلاب يوليو التي نسبت إلى حركة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.
من ناحية اخري انتقد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ردود الدول الأوروبية على اعتقال نواب أتراك عن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تركيا، متهما أعضاء الاتحاد الأوروبي بدعم حزب العمال الكردستاني المسلح، ورفضَ انتقادات الاتحاد لاعتقال تركيا نوابا مؤيدين للأكراد قائلا إنها "غير مقبولة".، مضيفا " معظم دول الاتحاد الأوروبي تقدم دعما قويا جدا لحزب العمال الكردستاني. لن نقبل دروسا منها بشأن سيادة القانون".
وفى ردود فعل غاضبة على هذه الخطوة استدعت الخارجية الألمانية السفير التركي في برلين، على خلفية حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات التركية بحق أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي.
زعيم حزب الشعوب الديمقراطي
فى حين انتقد رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز توقيف قيادي في حزب الشعوب الديمقراطي ورفاقه من قبل الشرطة التركية، وقال شولتز إن "السلطات التركية، بهذه الاحتجازات الأخيرة، لا تبعد تركيا عن الديمقراطية فحسب، بل وتدير ظهرها للقيم والمبادئ والأحكام والقواعد التي ترتكز إليها العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا".
فيما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء احتجاز نواب الحزب المعارض، بمن فيهم رئيساه المشاركان، وقال توم مالينوفسكي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان وعلاقات العمل، "بصفتنا صديقا وحليفا، نشعر بقلق عميق إزاء قيام سلطات تركيا باعتقال رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي ونواب آخرين".
أضاف أن "على الدول الديمقراطية إثبات صحة تصرفاتها وصون الثقة بأجهزة القضاء، قبل أن تفتح ملفا قضائيا ضد ممثلي السلطة المنتخبين".
وفي تعليقه على ورود تقارير في وسائل إعام تركية عن قيام السلطات بحجب الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" وموقعي "ووتساب" و"يوتيوب"، قال مساعد وزير الخارجية إن "حرية الصحافة والوصول إلى الإنترنت لا بد منهما لضمان استقرار الديمقراطية والاقتصاد"، داعيا أنقرة إلى إعادة إتاحة الوصول إلى المعلومات أمام مواطني البلاد.
كانت الشرطة التركية، قامت باحتجاز 11 من نواب حزب الشعوب الديمقراطي، ومن بينهم رئيسا الحزب المشاركان، صلاح الدين دمير طاش وفيغان يوكسك داغ، فيما تم إحالة باقي النواب إلى محكمة في مدينة ديار بكر وتم توقيفهم لعدم حضورهم سابقا إلى النيابة العامة للإدلاء بالشهادات.
وقال محامون تابعون للحزب إن الشرطة التركية داهمت منزلي الزعيمين المشاركين للحزب في ديار بكر، بينما جاء في بيان للنيابة العامة في ولاية ديار بكر، الجمعه، أنها أصدرت مذكرة بحث وتوقيف بحق نواب عن حزب الشعوب الديمقراطي التركي لعثورها على أدلة ملموسة للاشتباه بتورطهم في تهم إرهاب.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو
كانت وزارة الداخلية التركية أعلنت أن أوامر اعتقال صدرت بحق 13 نائبا بالبرلمان، لكن لم يتم اعتقال سوى 11 فقط لوجود 2 من النواب التابعين للحزب في الخارج.
يشار إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي هو ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان التركي حيث يمتلك 59 مقعدا من مقاعد البرلمان التي عددها 550 مقعدا، ويتمتع أعضاء البرلمان في تركيا بالحصانة من الملاحقة القضائية، لكن الحصانة رفعت عن نواب الحزب المؤيد للأكراد في وقت سابق من هذا العام بقرار من البرلمان الذي يتمتع حزب العدالة والتنمية الحاكم بالاغلبية فيه.
يذكر أن السلطات التركية تتهم حزب الشعوب الديمقراطي بوجود صلة له بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
