مع استمرار الخروقات.. غموض حول مصير الهدنة في اليمن

الأحد 20/نوفمبر/2016 - 07:31 م
طباعة مع استمرار الخروقات..
 
أوشكت الهدنة في اليمن والتي بدأت ظهر أمس السبت ولمدة 48 ساعة على الانتهاء، وسط خروقات كبيرة لجماعة الحوثيين، فيما اكدت الحكومة اليمنية على مخرجات الحوار الوطني كمرجعية اساسة في اي عملية تفاوض في اليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
أوشكت الهدنة الإنسانية في اليمن، على الانتهاء، وسط تراجع طفيف للأعمال القتالية التي تواصلت على جبهات مختلفة.
ولا يُعرف ما إذا كانت الهدنة التي أعلنت أمس، لمدة 48 ساعة، سيتم تمديدها “تلقائيا” وفقاً للبيان الصادر عن التحالف العربي، في ظل تواصل الخروقات، حيث تُتهم جماعة الحوثي بارتكاب العدد الأكبر منها.
وقالت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية، وسكان محليون، إن محافظة تعز، وسط البلاد، شهدت العدد الأكبر من الخروقات خلال الساعات الماضية من صباح اليوم.
وقالت المقاومة إن “الخروقات منذ صباح اليوم تجاوزت 30 خرقاً” في تراجع عن خروقات أمس التي تجاوزت المائة.
ووفقا للمصادر، فقد استخدم “الحوثيون” الدبابات والمدفعية المتوسطة في قصف الأحياء السكنية الخاضعة للمقاومة.
من جانبهم، اتهم الحوثيون، عبر قناة “المسيرة” التابعة لهم، القوات الموالية للحكومة بشن زحف على مواقعهم في منطقة “الجحملية”، شرقي مدينة تعز.
وفي مديرية ذوباب، غربي المدينة، أعلن “الحوثيون” استهداف تجمع للقوات الحكومية في حريقية ذباب محققاً إصابات مباشرة، بحسب قناة المسيرة.
وتواصلت المعارك أيضًا على الشريط الحدودي مع السعودية، ووفقا للقناة الحوثية، فقد تم قنص جندي سعودي  شرق موقع “الفواز” بمنطقة نجران، جنوبي المملكة.
وتراجعت الغارات الجوية للتحالف العربي بشكل كبير، وغاب التحليق في سماء العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، فيما تواصل التحليق للمراقبة وشن بعض الغارات في المناطق المشتعلة.
واتهم الحوثيون التحالف بشن غارتين في صرواح بمأرب، شرقي صنعاء، وغارة في منطقة “حيران” بمحافظة حجة، شمال غربي البلاد.
أعطى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، توجيهاته إلى الجيش بالتصدي لخروقات الهدنة الإنسانية.
وجاءت تعليمات هادي خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد المنطقة العسكرية الخامسة غرب اليمن، اللواء توفيق القيز، للوقوف على المستجدات الميدانية وسير المعارك التي يخوضها الجيش ضد ميليشيات الحوثي وحلفائهم.
كما أوضح هادي أن هناك مراقبة واستطلاعا جويا على مدار الساعة في أجواء اليمن لمراقبة تحركات وخروقات الانقلابيين ورصدها والتعامل معها بحسم كما ينبغي.
وكان مصدر عسكري يمني أشار إلى أن الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف العربي اعترضت فجر اليوم الأحد ثلاثة صواريخ باليستية أطلقتها الميليشيات الانقلابية باتجاه مأرب ودمرتها في سماء المحافظة.
وأوضح المركز الإعلامي للجيش الوطني أنه سجل مئات الخروقات للهدنة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع منذ بدء سريانها منتصف نهار السبت، مشيراً إلى أن الخروقات توزعت في محافظات مأرب والبيضاء، إضافة إلى تعز التي عمدت الميليشيات إلى الدفاع بمزيد من التعزيزات العسكرية نحوها.
وأمس، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في بيان له عن هدنة إنسانية جديدة، لمدة 48 ساعة، بدأت اعتباراً من الساعة ( 12:00) ظهرًا بالتوقيت المحلي.
ووفقاً للتحالف، فإن الهدنة “تتمدد تلقائياً” في حال التزام الحوثيين وقوات الرئيس السابق “علي عبد الله صالح” بها، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وفِي مقدمتها مدينة تعز (جنوب غرب)، ورفع الحصار عنها، وحضور هذين الطرفين في لجنة التهدئة والتنسيق (التي شكلتها الأمم المتحدة) إلى مدينة ظهران الجنوب (السعودية)”.
وهذه هي الهدنة السادسة من عمر الحرب اليمنية، والتي ترعاها الأمم المتحدة، والسابعة مع تلك التي أعلنتها قوات التحالف العربي في 25 يوليو 2015 من طرف واحد.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، قال رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، إن السلام المنشود لن يتحقق بتجاوز مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الصادر تحت الفصل السابع.
وأشار بن دغر إلى أن القبول بغير ذلك يعنى الاستهانة بدماء وتضحيات الشعب اليمني الذي يدفع الثمن غاليا منذ قرابة العامين من أجل الخلاص من أبشع انقلاب دموي ووحشي في تاريخه، على حد تعبيره.
كما التفي وفد من  جماعة  الحوثيين "انصار الله" برئاسة المتحدث الرسمي محمد عبد السلام، السفير الالماني لدى اليمن اندرياس كيندل، في العاصمة العمانية مسقط، وذلك لمناقشة آخر المستجدات السياسية والأمنية والإنسانية .
وقد عبر السفير الألماني عن ترحيبه بإعلان مسقط فيما يخص المبادئ الرئيسية التي تسمح بعودة المشاورات الى مسارها الطبيعي باعتبارها خطوة سياسية هامة تمثل تقدما محرزا ومعلوما نحو السلام وتثبت جدية وفد صنعاء في تعاطيه مع الوضع وتفاعله الإيجابي مع المجتمع الدولي .
وتمني السفير تفعيل العمل الإنساني خلال هذه المرحلة وتذليل الصعوبات أمام عمل المنظمات الإنسانية متسائلا عما طرح مؤخرا في تقرير هيومن رايتس ووتش وموضوع الاسرى والسجناء واستمع لإيضاح كامل عن ذلك.
واكد السفير أن ألمانيا تدعم السلام والعودة سريعا إلى طاولة الحوار والخروج بحلول عاجلة لمعالجة الوضع الإنساني والاقتصادي .
فيما رحب المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم السبت، بإعادة سريان وقف الأعمال القتالية، داعيا كافة الأطراف الداخلية والاقليمية إلى تشجيع احترامه بالكامل، والذي يعد ضرورياً لتجنب المزيد من إراقة الدماء والدمار ويتيح إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
ودعا ولد الشيخ في بيان صحفي، كافة الأطراف اليمنية والإقليمية والمجتمع الدولي إلى تشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية في اليمن، والعمل على أن يفضي ذلك إلى إنهاء النزاع في اليمن بشكل دائم، مذكراً بأن أحكام وشروط وقف الأعمال القتالية يشمل التزام الأطراف بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين بحرية ودون أية عوائق إلى كافة أنحاء اليمن، بالإضافة إلى التوقف الكامل والشامل لكل العمليات العسكرية أياً كان نوعها.
وقال إنه تلقى تأكيدات من كافة الأطراف اليمنية بتجديد التزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية المؤرخ 10 أبريل 2016، والذي يسري مرة أخرى اعتباراً من الساعة 12:00 ظهرا يوم السبت 19 نوفمبر 2016 بتوقيت اليمن لمدة 48 ساعة تتجدد تلقائياً إذا تم احترامها.
وثمن المبعوث الأممي الالتزامات التي تلقاها من الطرفين بإعادة تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق وانتقال أعضائها الى الظهران الجنوب( السعودية)، لافتا إلى أن أعضاء اللجنة سيعملون جنباً إلى جنب مع خبراء الأمم المتحدة الذين انتقلوا بالفعل إلى ظهران الجنوب لتفعيل عمل لجنة التهدئة والتنسيق مجدداً دعماً لوقف الأعمال القتالية.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، أكد وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة ‏عبدالرقيب سيف فتح، قيام مليشيا الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح، باحتجاز ‏عدد من السفن الإغاثية المقدمة من الدول المانحة. ‏
وأفاد المسؤول اليمني، خلال لقائه الليلة الماضية في مدينة ‏الرياض، سفير روسيا لدى اليمن، فلاديمير ديدوشيكن، ‏أن الانقلابيين، المسيطرين على مينائي الصليف والحديدة، ‏غرب البلاد، يمنعون دخول المساعدات إلى المحافظات ‏الخاضعة لسيطرتها، الأمر الذي تسبب في انتشار المجاعة في ‏بعض المحافظات، خاصة محافظة الحديدة.‏
وطالب الوزير فتح، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية ‏الرسمية المجتمع الدولي بالضغط على الانقلابيين وإقناعهم ‏بالسماح بإدخال المساعدات الإغاثية إلى المحافظات التي ‏تخضع لسيطرتهم .

المشهد اليمني:

اوشكت الهدنة في اليمن علي الانتهاء دون وجود ملامح لتميدها، مع استمرار الخروقات من قبل جماعة الحوثيين، وتاكيد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي علي استمرار التصدي لهذه الخروقات مما يشير الي أن الهدنة لن تمدد في ظل ارتفاع الخروقات .

شارك