مزيد من القرارات "الفاشلة" لمجلس الأمن .. وحلب لازالت غارقة فى "مستنقع الدم"

السبت 03/ديسمبر/2016 - 11:10 ص
طباعة مزيد من القرارات
 
 لازال العالم يقف متفرجاً على حمام الدماء الذى ينزف يومياَ فى مدينة حلب والتى تحولت مع مرور الوقت الى مستنقع للدم وعلى الرغم من ذلك لازال مجلس الأمن الدولي  منتظر أن يصوّت يوم الاثنين القادم الموافق 5-12-2016م  على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في حلب، في حين بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، محادثات بشأن مسودة قرار يطالب بإنهاء القتال في سوريا.
مزيد من القرارات
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن  يوم الاثنين الموافق 5-12-2016م  على مشروع القرار المصري النيوزيلندي الإسباني المشترك لوقف إطلاق النار في حلب مدة أسبوع قابلة للتمديد، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة وتم إدخال الكثير من التعديلات على مشروع القرار الذي سيتم التصويت عليه، ولا يشمل القرار الحرب ضد  داعش  أو جبهة فتح الشام أو أي مجموعات صنفها مجلس الأمن باعتبارها "إرهابية"  كما يطالب مجلس الأمن كل الأطراف باحترام حقوق المحاصرين،  ويعتبر أن الانتهاكات التي ارتكبت في سوريا لن تمر دون عقاب، ويدعو الأطراف المتنازعة والدول إلى وقف تدفق المقاتلين الأجانب وقطع التمويل عن تنظيم الدولة والقاعدة ووقف التعاون معهما كما يدعو المجلس الدول الداعمة لسوريا إلى مراقبة الهدنة والبدء في محادثات جدية لإنهاء الأزمة.
بموازاة ذلك، بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم  الجمعة 2-12-2016م ، محادثات بشأن مسودة قرار يطالب بإنهاء القتال في سوريا وطلب أكثر من ثلث أعضاء الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة، هذا الأسبوع، بعقد اجتماع رسمي لبحث التطورات الأخيرة في سوريا ورجّح دبلوماسيون أن يعقد الاجتماع الأسبوع المقبل عندما يغدو مشروع القرار، الذي صاغته كندا، جاهزا للتصويت عليه وذلك بعد أن وجهت كلا من  كندا وكوستاريكا واليابان وهولندا  إلى رئيس الجمعية العامة، بيتر تومسون، بالنيابة عن 74 دولة، رسالة قالت فيها: "نعتقد أن من الضروري للجمعية العامة أن تعبر عن إرادتها الجماعية، وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وأن تتخذ إجراءات بشأن الوضع في سوريا"  وستعبر مسودة القرار عن استياء الدول الأعضاء في الأمم المتحدة حيال تصاعد العنف في سوريا، لاسيما في مدينة حلب، حيث تقول المنظمة إن أكثر من 250 ألف شخص لا يزالون محاصرين هناك منذ أشهر ويطالب مشروع القرار بدخول المساعدات ووقف الهجمات العشوائية وغير المتكافئة وإنهاء الحصار.
مزيد من القرارات
هذا وطالبت 223 منظمة غير حكومية، من 45 دولة، تعمل في المجال الإنساني والدفاع عن حقوق الإنسان بتسليم الملف السوري للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي خطوة بشأن هذا الملف، في ظل وجود الفيتو الروسي ودعت المنظمات أعضاء الأمم المتحدة الـ193 إلى "المطالبة بعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للمطالبة بإنهاء كل الهجمات غير الشرعية في حلب والمناطق السورية الأخرى وضمان إدخال مساعدات إنسانية بشكل فوري ومن دون قيود، والعمل على ملاحقة مرتكبي الجرائم الخطيرة في سوريا أمام القضاء الدولي" ومن بين المنظمات غير الحكومية التي وقعت على هذا الطلب، منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، وكير انترناشيونال، وسيف ذي تشيلدرين، و63 منظمة سورية أخرى  هذا مع العلم أنه بإمكان الجمعية العامة الحلول مكان مجلس الأمن في حال تبين أن الأخير عاجز عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، إلا أن صلاحيات الجمعية العامة تبقى محدودة.
ولمجلس الامن تاريخ من القرارات الفاشلة فيما يخص حلب   حيث أستخدمت روسيا  حق النقض (الفيتو) خمس مرات منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، لمنع صدور قرارات عن مجلس الأمن، كما استخدمت الصين الحق نفسه أربع مرات، بينما لا يوجد حق للنقض في الجمعية العامة لكن قراراتها غير ملزمة وما زالت الأمم المتحدة عاجزة حتى الآن عن إنقاذ المدنيين في حلب، حيث صرح مبعوثها إلى سوريا ستفان دي ميستورا أن النظام السوري وروسيا رفضا طلب المنظمة بوقف مؤقت للقتال لإجلاء نحو 400 مريض ومصاب في حاجة للعلاج، واكتفى بالقول إن المنظمة الدولية تبحث كيفية تنفيذ مقترح روسي لإقامة أربعة ممرات إنسانية في المنطقة المحاصرة من حلب وسبق أن صرحت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف بأنها لن توقف عملياتها العسكرية في حلب، حيث قال "واجهنا انتقادات في هذا الشأن لكننا مستمرون لأن هؤلاء المدنيين يتم استخدامهم دروعا بشرية من قبل الجماعات الإرهابية".
مزيد من القرارات
 يذكر أن روسيا سبق وأجهضت بالفيتو  المشروع (الفرنسي الإسباني) الذى كان يعد  الأهم  لوقف  إطلاق النار فى حلب يوم  السبت 8أكتوبر ،  فقد صوت 11 بلداً لصالح المشروع، وعارضه 2، وامتنع 2 عن التصويت، وأتى الفيتو الروسي بمثابة الضربة القاضية لإمكانية اعتماد المشروع وبعيد تصويت مجلس الأمن، أكد مندوب بريطانيا في كلمته التي انتقد فيها الموقف الروسي بشدة، أن الفيتو الروسي يمثل "العار" الذي نعلمه بشأن أعمال روسيا  وأضاف متوجهاً بكلامه للمندوب الروسي: "لا أستطيع أن أشكرك على الفيتو"  وقبيل التصويت، ألقى وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، كلمة أمام مجلس الأمن، شدد فيها على أن مصير حلب على المحك، قائلاً: "إذا لم نتدخل الآن سيخسر العالم حلب إلى الأبد وعلى مجلس الأمن أن يدعو لوقف القصف على حلب وإدخال المساعدات، فما يحدث في سوريا هو تكرار لعمليات التطهير العرقي وان رئيس النظام السوري وأنصاره لا يحاربون الإرهاب وإنما يغذونه، ومن يقف مع النظام الذي يقتل شعبه عليه تحمل العواقب، يجب ألا يفلت مرتكبو الجرائم في سوريا من العقاب وأن البعض يفرض شروطاً مسبقة قبل وقف القصف الذي يطال المدنيين كروسيا ومشروع القرار أمامكم  وسيسمح بمساعدة المدنيين والتحقيق بالانتهاكات.
مزيد من القرارات
من جهته، لفت مندوب إسبانيا إلى أن مشروع القرار يدعو للعودة إلى المسار التفاوضي لإيجاد حل سياسي بسوريا فى المقابل، أكد فيتالي تشوركين المندوب الروسي في مجلس الأمن موقف بلاده المعروف وهو معارضة القرار الفرنسي- الإسباني، مؤكداً أنه يتضمن العديد من الثغرات. وقال: "روسيا أكدت مسبقا أنها ستصوت ضد مشروع القرار الفرنسي  وأن تحقيق التقدم في المسار الإنساني يقتضي انسحاب المقاتلين من حلب.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن العالم لازال العالم يقف متفرجاً على حمام الدماء الذى ينزف يومياَ فى مدينة حلب والتى تحولت مع مرور الوقت الى مستنقع للدم وعلى الرغم من ذلك لازال مجلس الأمن الدولي  يطرح عدة قرارات بدون جدوى ر لوقف إطلاق النار في حلب وإنهاء القتال في سوريا ولكن يبقى الموقف الروسي بالمرصاد لهذة القرارات حتى إشعار أخر . 

شارك