كيف يستفيد المحافظين من قرار أميركا بتميدد العقوبات على إيران؟

السبت 03/ديسمبر/2016 - 07:36 م
طباعة كيف يستفيد المحافظين
 
عاد التوتر والتلاسن ليحكم العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران مُجدداً، فبعدما ظن الكثير من المراقبين أن العلاقة بين البلدين  تحسنت بعد توقيع بنود الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبري (محادثات 6 + 1)، ففي أول رد فعل من طهران على إعلان الكونجرس الامريكي تمديد العقوبات على إيران 10 سنوات إضافية، قالت طهران إن واشنطن لا يمكن التعويل على التزاماتها، معتبرة الخطوة الأمريكية انتهاكا للاتفاق، مُتوعدة برد "مناسب"، قد يشمل الاتجاه مُجدداً على سياسات تخصيب اليورانيوم. 
وحاولت إيران التأكيد في خطاباتها الأخيرة أنها التزمت ببنود الاتفاق النووي، وأن جميع التقارير التي أصدرتها المنظمة الدولية للطاقة النووية أكدت إلتزام إيران بالاتفاق النووي، حيث أكدت الخارجية الإيرانية أن إيران أثبتت التزامها بالاتفاقات الدولية، وأنها سترد بالشكل المناسب على جميع الأوضاع.

كيف يستفيد المحافظين
اللافت وبحسب مراقبين أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي سيخدم بشكل مباشر التيار المتشدد في إيران بقيادة المرشد العام خامنئي، إذ ان ذلك التيار كان من أكبر مناهضي الاتفاق واكد مرراً أن أميركا لن تلتزم به، وحمل خامنئي الرئيس الإيراني حسن روحاني تداعيات توقيع الاتفاقية.
في السياق، حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) جون برينان الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب من ان الغاء الاتفاق النووي مع ايران سيكون قرارا "خاطئا وكارثيا"، واعتبر برينان في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان" التراجع عن الاتفاق مع طهران سيقوي التيار المحافظ والمتشدد في ايران ويشجع دول اخرى للاقتداء بها عند سعيها لامتلاك أسلحة نووية"، واضاف انه "ليس من الحنكة السياسية او من المتعارف عليه ان تعمد إدارة أمريكية جديدة الى إلغاء اتفاقية دولية وافقت عليها الادارة السابقة".  
وكانت إيران تعول على إبرام اتفاق نووي مع الدول الست الكبرى يحفظ لها حقها في الاستخدامات النووية، فضلاً عن تطلعها في رفع الحظر المفروض على أرصدتها الخارجية والمقدرة بنحو 100 مليار دولار، فضلاً عن رفع الحظر المفروض على معاملاتها المصرفية، ما يُعزز من قدرتها على الاستثمار الخارجي والتوسع الاقتصادي.  

كيف يستفيد المحافظين
وصوت مجلس الشيوخ باغلبية 99 صوتا الخميس الماضي، وبدون اعتراض اي عضو على تمديد العقوبات، بعد مصادقة مجلس النواب عليه الشهر الماضي، ومن المُرتقب أن يوقع الرئيس باراك أوباما على القرار، بحسب ما أفاد مسؤول في البيت الابيض، مضيفا: "الإدارة لا تعتقد بان تمديد العقوبات ينتهك الاتفاق النووي"، ما يعني أن أميركا لا تريد إبطال الاتفاق النووي بقدر ما تريد الإبقاء على العقوبات الاقتصادية على إيران.
ويشمل القرار عقوبات مفروضة على القطاع المصرفي الايراني اضافة الى قطاعي الطاقة والدفاع، إلا أن البعض يرون ان القانون يخالف روح الاتفاق بين ايران والقوى الكبرى الذي ينص على تقليص البرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول اخرى.
وأكد عضوا مجلس الشيوخ الديموقراطيان دايان فينشتاين وتيم كاين اللذان دعما النص أن أوباما يفكر في رفع بعض الاجراءات لكن "قانون العقوبات يجب ان يبقى ليسمح بإعادة العمل بها فورا إذا انتهكت ايران" الاتفاق النووي، وكان المرشد الاعلى للثورة في ايران اية الله علي خامنئي حذر الشهر الماضي من "رد مؤكد" لبلاده في حال تمديد العقوبات الاميركية، معتبرا ان ذلك سيشكل "انتهاكا" للاتفاق النووي.

كيف يستفيد المحافظين
كان مراقبون رأوا أن الإدراة الأمريكية الجديدة، بقيادة دونالد ترامب، ستُخدث شكلاً جديداً من الصدام مع القيادة في إيران، خاصة بعد انتقد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بشدة الاتفاق النووي الذي يعارضه بشدة أيضا العديد من أعضاء فريقه.
وربما يكون الرد الإيراني على الكونجرس الأميركي، فيعتزم البرلمان الإيراني التصويت على مقترح بالعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع المبدئية للتخصيب النووي قبل الاتفاق، وفي هذا الصدد يرى نواب أميركيون أن تمديد القانون لا يخل بالاتفاق، بل يسهل إعادة فرض العقوبات سريعاً، إذا نقضت إيران تعهداتها النووية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، إيريك شولتز، "قلنا منذ أمد بعيد إن تمديد قانون العقوبات على إيران كان غير ضروري، وعلى العكس فإن تركيزنا كان على هدفنا الرئيسي وهو التنفيذ الناجح للاتفاق"، لكن طهران تقرأ تصريحات واشنطن بمنظور مختلف تماما، فهي ترى أن الأميركيين أخلوا بالتزاماتهم، بل انتهكوا الاتفاق النووي. وهنا يلوح الإيرانيون بالرد.

كيف يستفيد المحافظين
يتزامن ذلك مع تحميل المرشد آية الله علي خامنئي وأنصاره من المحافظين المتطرفين الرئيس حسن روحاني المسؤولية عن فشل الاتفاق في تحسين مستويات المعيشة منذ رفع العقوبات في يناير الماضي.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أعلن اليوم السبت 3 ديسمبر، أن قرار الكونجرس الأمريكي تمديد العقوبات على إيران لمدة 10 سنوات لن يسفر إلا عن نسف سمعة واشنطن في العالم، ونقلت "وكالة أنباء الطلبة الإيرانية" (إسنا) عن ظريف قوله فور وصوله إلى الهند، حيث يشارك في مؤتمر "قلب آسيا"، إن قرار تمديد العقوبات ليس له تأثير عملي حتى في حال توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عليه.
وشدد رئيس الدبلوماسية الإيرانية على أن هذا القرار لن ينعكس على علاقات طهران مع دول أخرى، بل سيضر بسمعة الولايات المتحدة في نظر المجتمع الدولي، إذ أنه سيبين أن واشنطن لا تحترم التزاماتها الدولية.

شارك