الأزمة السورية بين أروقة مجلس الأمن وتفاهمات روما

السبت 03/ديسمبر/2016 - 08:47 م
طباعة الأزمة السورية بين
 
تتواصل المحاولات الدبلوماسية لحل الأزمة السورية، وإعادة المعارضة السورية للمفاوضات من جديد مع الحكومة السورية، فى ظل الجهود الجدية التى يبذلها المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، والانتقال بالملف السوري من مجلس الأمن إلى واشنطن وموسكو ومؤخرا إلى العاصمة الايطالية روما. 
من جانبه قال ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، إنه يأمل في التوصل إلى "صيغة ما" لتجنب "معركة رهيبة" في حلب، مشيرا إلى أن المعركة للسيطرة على حلب لن تستمر لمدة أطول من ذلك وقال "الحقيقة هي أن حلب لن تصمد طويلا".
أضاف: "كنت أشعر أنها ستكون معركة رهيبة ستنتهي بحلول احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة. أتمنى ألا تقع المعركة وأن تكون هناك صيغة ما".

الأزمة السورية بين
وخلال الأيام الأخيرة، حققت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها مكاسب في هجوم يهدف إلى استعادة السيطرة على المدينة بأكملها من يد مقاتلي المعارضة، حيث تمكن الجيش السوري من السيطرة على حي طريق الباب شرق حلب بحيث بات يسيطر على نحو 60 في المئة من الأحياء الشرقية التي كانت في أيدي الفصائل المعارضة قبل بدء الهجوم الواسع على هذه الأحياء منتصف الشهر الماضي.
فى حين قال نشطاء سوريون معارضون  "بالسيطرة على حي طريق الباب، فإن النظام سيطر على نحو 60% من شرق المدينة. وبهذه السيطرة تكون قوات النظام قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد". وهذا يعني أن الجيش السوري استعاد السيطرة على الطريق التي تربط بين الأحياء الغربية للمدينة ومطار حلب الذي يسيطر عليه أصلا والواقع جنوب طريق الباب.
جاءت السيطرة على حي طريق الباب بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى فرار المدنيين إلى حي الشعار القريب، موضحا أن هناك عددا قليلا من مسلحي المعارضة في منطقة الشعار، الجمعة، مع تقدم القوات الحكومية، بينما أغلقت المحلات التجارية والمخابز بفعل القصف العنيف.

الأزمة السورية بين
في حين قالت فيديريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنها مقتنعة بأن سقوط المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب على يد القوات الحكومية لن ينهي الحرب في سوريا، وأضافت خلال نقاش في مؤتمر بروما عن الحرب شارك فيه ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا: "أنا مقتنعة بأن سقوط حلب لن ينهي الحرب".
على الجانب الاخر كشف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أن نظيره الأمريكي جون كيري، سلمه مقترحات حول تسوية في حلب "تنسجم مع المواقف التي تتمسك بها روسيا"، مضيفا أن كيري سلمه تلك المقترحات أثناء المباحثات بين الوزيرين في روما، مشيرا إلى أن المباحثات الروسية الأمريكية بشأن سوريا فشلت حتى الجمعة الماضية بسبب "سعي الجانب الأمريكي إلى طرح بنود إضافية على اتفاقاتها مع موسكو، تمنح غطاء لمسلحي "جبهة النصرة".
أضاف أن الاتصالات المستمرة، على مدى الأسبوع الأخير، بين الخبراء الروس والأمريكان، لا سيما عبر جنيف، تركزت خصوصا على البحث عن حل في حلب، وأكد لافروف جاهزية بلاده لإرسال دبلوماسييها وخبرائها العسكريين إلى جنيف في أي وقت لاستئناف المشاورات مع الولايات المتحدة بشأن تسوية الوضع في حلب.
شدد على ضرورة ألا تكون مشاورات جنيف الممكنة مجرد "لقاء من أجل ذاته"، على حد قوله، بل ينبغي أن تتوج بتحديد مواعيد دقيقة لاتخاذ الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة الراهنة في حلب، موضحا أن هذه الخطوات المنسقة مع الجانب الأمريكي يجب أن تضمن انسحاب جميع المسلحين، دون استثناء، من شرق حلب، ما سيتيح إيصال مساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة، وتطبيع الأوضاع فيها.

الأزمة السورية بين
ذكر الوزير الروسي أن سبب انهيار الاتفاقات السابقة بين موسكو وواشنطن حول سوريا يكمن في عجز الولايات المتحدة عن الفصل بين المجموعات المتطرفة وفصائل المعارضة المعتدلة.
فيما أعربت الخارجية اليابانية، على لسان مساعد الناطق باسمها، ماساتو أوتاكا، عن اهتمام طوكيو بمواصلة موسكو القيام بدور بناء في سوريا، وذكر أوتاكا، في مؤتمر صحفي عقد في موسكو، أن وزير الخارجية الياباني، فوميو كيشيدا، أعرب للافروف أثناء محادثاتهما عن قلق طوكيو العميق إزاء الوضع الإنساني في سوريا، مؤكدا على ضرورة حل النزاع هناك بطرق سياسية. وأضاف الدبلوماسي الياباني: "نتمنى أن تواصل روسيا لعب دور بناء في سوريا في المستقبل أيضا".
فى حين أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن فرض عقوبات على روسيا، على خلفية تطورات الأوضاع في سوريا، لن يساعد في تخفيف معانات المواطنين في حلب.
شدد شتاينماير على أنه لم يسمع بعد أي كلام مقنع يفسر كيفية إسهام اتخاذ إجراءات جديدة عقوبات بحق روسيا في تغير الوضع بحلب نحو الأفضل، وضرورة أن يبذل المجتمع الدولي كل ما بوسعه في سبيل التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية في حلب يمكنها أن تتيح إجلاء الجرحى وإيصال المساعدات إلى المدينة، وذلك بالرغم من العوائق التي يسببها الذين سماهم شتاينماير بـ"الشركاء الصعبين"، بمن فيهم روسيا وتركيا وقطر.

الأزمة السورية بين
تجدر الإشارة إلى أن واشنطن وحلفاءها لوحوا أكثر من مرة بفرض عقوبات جديدة على موسكو محملين إياها المسؤولية عن تصعيد التوتر في حلب، بينما ردت موسكو على هذه الاتهامات قائلة إنها كانت ولا تزال الدولة الوحيدة التي لا يخالف تواجد قواتها في الأراضي السورية القانون الدولي، بينما لم يتلق أي طرف آخر يشارك في العمليات العسكرية الجارية داخل هذه البلاد طلبا رسميا من قبل حكومة دمشق الشرعية.
وفى سياق آخر كشفت تقارير اعلامية أن الجيش السوري عزز مكاسبه بشرق حلب بعد فرض سيطرته على حي طارق المجاور لمدينة الباب لتبلغ المساحة الإجمالية الخاضعة للجيش بشرق حلب 60%.، وكشفت عبر شهود عيان في غرب حلب الخاضع للحكومة السورية إنهم شاهدوا سبعة أعمدة دخان على الأقل تتصاعد من المناطق الخاضعة للمسلحين إضافة إلى تحليق طائرات بالمنطقة، وتمكن الجيش من اكتساب مزيد من الأراضي في الطرف الشرقي من حلب التي كانت في السابق خاضعة للفصائل المسلحة، الأسبوع الماضي، في حملة شرسة تهدد بهزيمة كبيرة للمسلحين هناك.
تمت الاشارة إلى أن الجيش فرض سيطرته على حي طارق الباب "في وقت متأخر من مساء الجمعة".
وقال زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي لتجمع "فاستقم كما أمرت" الموجود في حلب، لـ"رويترز" إن الفصائل المسلحة بشرق حلب "لن تستسلم".، وتابع أن القادة العسكريين للجماعات المسلحة في حلب قالوا: "لن نترك المدينة"، مشددا على عدم وجود مشكلة مع "ممرات إنسانية لخروج المدنيين" في حلب.

شارك