"أسود دجلة".. مقاتلين سنة يسعون لإقامة إقليم الموصل

السبت 03/ديسمبر/2016 - 09:58 م
طباعة أسود دجلة.. مقاتلين
 
تسببت الأحداث الميدانية الأخيرة التي تشهدها العراق على صعيد عمليات تحرير مدينة الموصل من يد سيطرت تنظيم "داعش" الإرهابي، في ظهور العديد من الكيانات المُسلحة السنية التي تحاول إثبات وجودها في مقابل الكثرة العددية للكيانات المسلحة الشيعية التي تشارك في عملية تحرير الموصل، ومن بين أبرز تلك الجماعات المسلحة تنظيم ما يُسمى "أسود دجلة" وهم مقاتلون سنة، يشاركون في في المعارك ضد تنظيم "داعش"، على أمل أن يتمكنوا من إقامة إقليم في الموصل شمال العراق، على غرار إقليم كردستان العراق.
وبحسب تقارير مُتخصصة، لإن "أسود دجلة" هو تجمع للمقاتلين يتمركزونه في قرية شيالة الإمام القريبة من الموصل، وأعرب بعض قادتهم عن عدم الثقة في رجال السياسة، وتحدثوا عن ضرورة تغيير الحكم في العراق فور دحر التنظيم، ما يكشف عن نوايا التنظيم المسلح الجديد، وقال الشيخ محمد الجبوري قائد المجموعة إن العراق بحاجة إلى إصلاح جاد، وإن هذا وحده هو السبيل إلى وحدة العراق.
و"حشد أسود دجلة"، المكون من 655 مقاتلا، جزء من المكون السني في "الحشد الشعبي" الذي تشكل لمواجهة "داعش"، بعد أن اجتاح المتشددون شمال العراق عام 2014 دون مقاومة تذكر من جانب الجيش، وجهود "أسود دجلة" والقوات الحكومية للسيطرة على عدة قرى تأتي في إطار حملة لإخراج "داعش" من معقلها بالموصل ثاني أكبر مدن العراق.

أسود دجلة.. مقاتلين
ويجاهد رئيس الوزراء حيدر العبادي لإقناع العشائر السنية التي ساعدت القوات الأميركية في هزيمة القاعدة خلال فترة الاحتلال من عام 2003 إلى 2011 بالانضمام إلى المعركة ضد "داعش"، ويشير استعراض القوة في شيالة الإمام إلى حدوث تقدم مع وقوف الجنود وأبناء العشائر جنبا إلى جنب. لكن البعض يتشكك في أن رجال السياسة لديهم النية أو الرغبة في توحيد العراق الذي تتنازعه الصراعات الطائفية منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة وأطاحت صدام حسين عام 2003.
وقال مسؤولون إن عملية الموصل، وهي أكبر عملية برية منذ 2003 يمكن أن تنهض بالعراق أو تقصمه ويحذرون: إن هي أشعلت توترات طائفية في المدينة التي يغلب عليها السنة فقد تفضي إلى انقسام العراق، لكن إن مضت الحملة بسلاسة ورأى الناس أن الإدارة الجديدة في الموصل لا تتسم بالطائفية، فإن ذلك قد يساعد على وحدة البلاد.
وقال قائد في "أسود دجلة" ويدعى عبدالرحمن علي، إن قيام فدرالية على غرار المنطقة الكردية شبه المستقلة بشمال العراق هي أفضل الخيارات حتى رغم الاحتكاكات مع بغداد حول إيرادات النفط، ومثله مثل كثير من السنة تلك الأقلية التي كانت تهيمن على الأوضاع في عهد صدام، ثم رأت صعود الغالبية الشيعية إلى السلطة لا يعلق آمالا كبيرة على إرساء نظام حكم يوزع المناصب وفقا للطوائف. فالسنة أنفسهم منقسمون ويفتقرون لزعامة قوية، فضلا عن حالة التشرذم داخل العراق ككل.

أسود دجلة.. مقاتلين
ميدانيا، وبعد أكثر من 10 أيام على اعلانه تدمير الجسور الخمسة التي تربط بين ضفتي مدينة الموصل على نهر دجلة، أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، أن الطيران التابع له قصف أربعة من 5 جسور بهدف الحد من الهجمات المضادة للإرهابيين على القوات العراقية التي تحاول استعادة المدينة.
وقال الجنرال البريطاني روبرت جونز، وهو مساعد قائد قوات التحالف عبر الدائرة المغلقة من بغداد، إن هذه الضربات تهدف الى جعل الجسور "غير قابلة للاستخدام" وليس "تدميرها"، موضحا، أنها تهدف خصوصا الى منع الجهاديين المتحصنين غرب دجلة من نقل شاحنات مفخخة الى الضفة الأخرى من النهر، تمهيدا لمهاجمة القوات العراقية بواسطتها.
ولفت جونز الى أن التحالف والقوات العراقية يحفران أيضا خنادق في بعض الطرق لمنع وصول السيارات المفخخة، مضيفا، أن هذه الأساليب يبدو أنها تؤتي ثمارها، كون "عدد الشاحنات المفخخة التي يستخدمها العدو تراجع"، ولاحظ القيادي العسكري أن الهجوم على الموصل الذي دخل أسبوعه السابع يتقدم "عموما كما هو مخطط".
وأكد "انطباعي أن العدو بدأ يواجه صعوبات مع دعوته الى التحلي بالصبر"، مشيرا الى أن التحالف يتوقع "استمرار معارك قاسية في الأسابيع المقبلة"، وتمكنت قوات النخبة العراقية من السيطرة على نحو نصف الأحياء في شرق الموصل، ثاني مدن العراق.

أسود دجلة.. مقاتلين
إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي، أمس، إن "عصابات داعش الإرهابية تقتل الأطفال النازحين مع أهلهم من مدينة الموصل"، مبينا أن "قناصي التنظيم عمدوا إلى قتل 15 طفلا من أهالي النازحين من الموصل كانوا متوجهين إلى القوات الأمنية"، وأوضح المصدر أن التنظيم "يستخدم أبشع أساليب القتل بحق أهالي الموصل النازحين، لمنعهم من الخروج من المدينة بهدف استخدامهم كدروع بشرية والاحتماء بهم، بعد انهياره وعدم قدرته على مواجهة القوات الأمنية".

شارك