فشل مساع واشنطن لحل أزمة حلب..وموسكو تنتظر وثيقة جديدة

الثلاثاء 06/ديسمبر/2016 - 07:27 م
طباعة فشل مساع واشنطن لحل
 
تقدم الجيش السوري
تقدم الجيش السوري
رغم التفاؤل الحذر بأمكانية التوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية بتوافق أمريكي روسي، أعلنت الخارجية الروسية عن فشل هذه المساعى، والتأكيد على أن هناك محاولات لطرح أفكار جديدة يمكن العمل بها لإنهاء الصراع السوري، يأتى ذلك بعد أن حاولت موسكو تأجيل التصويت على مشروع قرار قدمته مصر واسبانيا ونيوزيلندا لفرض هدنة انسانية لمدة أسبوع فى حلب، على أمل انجاح جهود واشطن، إلا انه تحت الضغوط بتمرير القرار استخدمت الصين وروسيا حق النقض ضد القرار، لتسحب واشنطن وثيقة الحلول السياسية مع وعد بتقديم وثيقة جديدة.  
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف فشل مبادرة نظيره الأمريكي جون كيري حول تسوية الأزمة في حلب بعد سحب الجانب الأمريكي اقتراحاته بهذا الشأن، موضحا أن الجانب الأمريكي أبلغ نظيره الروسي أنهم لا يستطيعون عقد اجتماع للتشاور بشأن حلب لأنهم غيروا موقفهم.
وتمت الاشارة إلى إنهم يسحبون وثيقتهم ويطرحون الآن وثيقة جديدة. والوثيقة الجديدة هذه، بحسب انطباعاتنا الأولى، تعيد الوضع إلى ما كان عليه، وتبدو وكأنها محاولة لكسب الوقت لكي يرتاح المسلحون ويتزودون بالإمدادات، موضحا فشل إقامة "حوار جدي" مع الولايات المتحدة بشأن حلب، قائلا إن الجانب الأمريكي يتراجع للمرة الثانية منذ بداية سبتمبر الماضي عن التوصل إلى اتفاق حول تسوية الأزمة في حلب.
أضاف لافروف أنه لا يفهم مَن يتخذ القرارات في واشنطن، مشيرا إلى أن هناك، على ما يبدو، قوى تسعى إلى الإساءة لشخصية جون كيري، وردا على سؤال حول رفض مسلحي شرق حلب الخروج، إن اقتراح خروج المسلحين ليس مطروحا حاليا، لأن روسيا والولايات المتحدة لم تتوصلا إلى اتفاق بهذا الشأن، مؤكدا في ذات الوقت أن المسلحين الرافضين للخروج من شرق حلب سيتم القضاء عليهم.
اشتداد المعارك يعقد
اشتداد المعارك يعقد من الحلول السياسية
كان وزير الخارجية الروسي أعرب  من قبل عن أمله في التوصل قريبا إلى اتفاق روسي أمريكي، ينهي قضية حلب وينص على خروج جميع المسلحين من المدينة، مؤكدا أن الاتفاق يجب أن ينص على خروج جميع المسلحين، فيما سيتم التعامل مع أولئك الذين سيرفضون الخروج، باعتبارهم إرهابيين، وجاء ذلك بعد أن اقترح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال لقاء عقد بين الوزيرين في روما في 2 ديسمبر إجراء مشاورات بين الجانبين حول تسوية الوضع في شرق حلب.
واعتبر لافروف قصف المستشفى المتنقل التابع لوزارة الدفاع الروسية في حلب عملا مخططا بشكل مسبق، قائلا: "إن ذلك كان عملا مخططا، بحسب قناعتنا. وخططه هؤلاء الذين يحاولون الحفاظ على مواقعهم في حلب تحت غطاء مشرفيهم من الخارج، كما أكد الوزير الروسي أن العسكريين الروس سيساعدون الجيش السوري في اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية المستشفيات من الإرهابيين.
يذكر أن ممرضتين روسيتين قتلتا وأصيب عامل آخر بجروح بعد تعرض المستشفى العسكري الروسي لقصف من قبل مسلحي المعارضة في حلب يوم الاثنين.
من جانبها نددت فرنسا باستهداف المستشفى العسكري الروسي في حلب السورية، والذي أسفر عن مقتل ممرضتين روسيتين وعدد من المدنيين.
وقال رومان نادال، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، في بيان: "إن فرنسا تندد بتوجيه ضربة نارية استهدفت مستشفى في غرب حلب. وقد راح ضحيتها عدد من المدنيين، إضافة إلى اثنتين من السلك الطبي".، وأشار ا إلى أن "هذه الاعتداءات تمثل انتهاكا جسيما جديدا لقواعد القانون الإنساني الدولي".
ذكر نادال أن "فرنسا تحث جميع أطراف النزاع على ضمان حماية عاملي القطاع الطبي والمؤسسات الطبية، وهو ما يدعو إليه قرار مجلس الأمن الدولي 2286 ".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أوردت، الاثنين 5 ديسمبر، أن ممرضة عسكرية روسية قتلت وأصيب شخصان آخران من طاقم الخدمة الطبية، جراء سقوط قذيفة هاون أطلقها مسلحو المعارضة السورية في قسم المراجعات للمستشفى الميداني الذي نشره العسكريون الروس في شرق حلب. وأفادت الوزارة بأن ممرضة ثانية توفيت لاحقا في اليوم نفسه متأثرة بجراحها.
شكلت غارات الطيران الحربي السوري العنوان الأبرز في سير العمليات العسكرية على جبهات المواجهة في البلاد مترافقة مع تقدم وحدات الجيش السوري في أكثر من محور.
فقد قصف الطيران الحربي مواقع المسلحين في مدينتي دوما وحرستا وبلدة الشيفونية بالغوطة الشرقية، في حين سمع دوي انفجار في الغوطة الغربية، ورجحت مصادر إعلامية أنه ناجم عن تفجير مبنى من قبل القوات السورية في أطراف مخيم خان الشيح، كما سمعت أصوات إطلاق نار من جهة منطقة الديرخبية.
من جانبه نفى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أي رفض أمريكي للقاء الجانب الروسي في جنيف. وقال كيري، على هامش لقاء وزراء خارجية دول الناتو في بروكسل: "لست على دراية بأي رفض واضح أو بخطة جديدة بشأن حلب تقتضي الانسحاب المفترض للثوار من حلب".
وفى سياق أخر أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم تطابق مواقف أنقرة وموسكو من محاربة الإرهاب، مؤكدا استعداد تركيا للعمل على الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة بسوريا.
استمرار المعارك المسلحة
استمرار المعارك المسلحة
قال يلديريم: "نتحرك نحو المخرج من الأزمة السورية، مؤكدا أن الطرفين يمنحان الأولوية لتطبيع الوضع في سوريا، باعتبار أن ذلك سيصب في مصلحة المنطقة برمتها، وفي الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء التركي استحالة تقرير مستقبل سوريا إلا عبر حوار سوري-سوري داخلي.
فى حين  أكد مدفيديف أن الحوار الروسي-التركي حول سوريا عاد إلى سابق عهده، معبرا عن ثقته من مواصلة الاتصالات بهذا الشأن في المستقبل، بما في ذلك المشاورات على مختلف المستويات، مضيفا "فيما يخص الوضع الإنساني، والمسائل الأخرى، بما في ذلك محاربة التنظيمات الإرهابية، التي وجدت مأوى لها في أراضي سوريا، فلدينا اتصالات لا بأس بها بهذا الشأن، وهي ليست بين الرئيسين فحسب، بل وبين العسكريين والأجهزة المختلفة".
يأتى ذلك فى الوقت الذى تابعت فيه وحدات من الجيش السوري قصفها، فجراليوم الثلاثاء، لمواقع المسلحين في مدينتي الزبداني ومضايا،  بالتزامن مع استهداف المواقع بالرشاشات الثقيلة، وتتواصل غارات الطيران السوري الحربي والمروحي على مواقع المسلحين في مدن وبلدات وقرى بمحافظة إدلب.
واستهدف الطيران الحربي مواقع المسلحين في بلدات وقرى تفتناز وحزانو واحسم وحيش وحاس وأطراف مدينة معرة النعمان بريف إدلب، وكفرسجنة والشيخ مصطفى وترملا بريف إدلب الجنوبي، كما نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مواقع المسلحين في بلدتي كفرزيتا واللطامنة وقرية الصياد ومناطق أخرى بريف حماة الشمالي.
وأكد مصدر عسكري سوري تدمير مقرات وتحصينات لمسلحي تنظيم "داعش" في غارات لسلاح الجو السوري على تجمعاتهم بريف حمص الشرقي، ونفذ الطيران الحربي غارات على نقاط تحصن عناصر "داعش" ومحاور تحركهم وتجمعاتهم في الباردة بريف المحافظة الجنوبي الشرقي وشرقي قرية مكسر الحصان وبلدة جب الجراح شرق مدينة حمص بنحو 73 كم، وأسفرت عن القضاء على عدد من المسلحين وإصابة آخرين وتدمير آليات وتحصينات لهم، وكانت وحدة من الجيش قد دمرت أمس 4 عربات مزودة برشاشات لمسلحي "داعش" وقضت على عدد منهم في محيط حقل المهر النفطي شرق مدينة حمص.
وفي محافظة درعا، استهدفت وحدات من الجيش السوري نقاط التماس مع المسلحين في حي المنشية بدرعا البلد.
وتمت الاشارة إلى أن وحدات من الجيش السوري سيطرت على أحياء الشعار وظهرة عواد والشيخ لطفي والمرجة وتلة الشرطة شرق حلب، ونقلت تقارير اعلامية عن عناصر الهندسة في الجيش السوري يقومون بتفكيك عبوات ناسفة وإقامة نقاط التثبيت وملاحقة المسلحين في تلك المناطق، والتأكيد على عناصر قوى الأمن الداخلي فجروا عربة مفخخة قبل وصولها إلى إحدى النقاط العسكرية في محيط جمعية الزهراء أرسلها المسلحون.

شارك