الميليشيات الشيعية الـ"بديل" الطائفي للمعارضة المسلحة في أحياء حلب السورية

الأربعاء 07/ديسمبر/2016 - 11:03 ص
طباعة الميليشيات الشيعية
 
بعد التقدم الكبير للنظام السوري في داخل مدينة حلب السورية على حساب فصائل المعارضة المسلحة يبدو أن البديل سيكون طائفي بامتياز؛ حيث كشفت مصادر في المعارضة الإيرانية عن معلومات جديدة تخص قيادة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية التابعة لها التي قاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشارالأسد في مدينة حلب، وأنها أصبحت بديل للمعارضة المسلحة في الأحياء التي تم خروج المعارضة منها. 
الميليشيات الشيعية
ونقلت التقارير الصادرة عن المعارضة الإيرانية أن المقر الرئيسي لقيادة قوات الحرس وانتشار هذه القوات في مدينة حلب ومحيطها يقع على بعد 30 كيلومتراً من جنوب شرق المدينة وعلى بعد خمس كيلومترات من مدينة السفيرة في ثكنة تسمى بـ "بحوث"، والذي سمّاها الإيرانيون "ثكنة السيدة رقية" والتي تدار بقيادة عميد الحرس سيد جواد غفاري الذي يعدّ قائد قوات الحرس والنظام في حلب وكان من قادة الحرس في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات ومنذ ثلاث سنوات يتولى القيادة العسكرية في حلب والجبهة الشمالية في سوريا، وقد تم نصبه مؤخراً كالقائد العام لقوات الحرس في سوريالا وفي هذا المعسكر هناك مركزين للقيادة. أحدهما يخص قيادة الحرس وفي المركز الثاني، إضافة على قوات الحرس هناك قادة حزب الله ويعتبر مركز تخطيط العمليات ويتواجد في المركز الثاني عدد من ضباط وقادة الجيش السوري أيضاً بهدف التنسيق العملياتي مع قوات الحرس، وهذه الثكنة كانت ولا زالت أحد المراكز الثابت لكتائب المسماة «صابرين» التابعة لقوات الحرس والتي هي من قوات المغاوير ولدى هذه القوات المدرّعات وصواريخ الكاتيوشا الصغيرة. 
ولكل مجموعة من الجماعات العميلة للحرس مركز خاص بها في ثكنة بحوث، وقائد قوات فاطميون وهم مرتزقة النظام الإيراني الأفغان شخص باسم عميد الحرس أمير بور ومكان انتشار قوات فاطميون تبعد 500 متر من مركز انتشار قوات الحرس وتقع ثكنة بحوث جنوبي مدينة السفيرة بالقرب من بحيرة جبول المالحة وكانت قبل ذلك أحد أهم مصانع إنتاج المواد الكيماوية والذخا‌ئر والصواريخ أي أسلحة الدمار الشامل لنظام بشار الأسد ووجود بحيرة مالحة بالقرب من الثكنة يسهّل توفير المواد الأولية لصناعة المواد الكيماوية، وقد أعطى جيش الأسد الشيفرة 350 لهذه الثكنة التي تخصصة في صناعة الصواريخ من قبل قوات الحرس وهو ما كشف عنه لواء الحرس الثورى رحيم صفوي القائد العام السابق لقوات الحرس والمستشار العسكري لخامنئي في حديث مع تلفزيون النظام بتاريخ 22 سبتمبر 2016م بشأن معارك حلب بأن الدور الرئيسي تلعبه القوات على الأرض وتشمل هذه القوات قوات الحرس وقوات القدس من مختلف البلدان والجيش السوري أن القوات على الأرض، أي قوات الحرس ومن تبعها- هي التي تعطي الإحداثيات للقصف الهمجي على مدينة حلب.
الميليشيات الشيعية
 يذكر أن تقرير لصحيفة واشنطن بوست قد أكد على أن الميليشيات الشيعية التي تشارك في معلرك حلب وتحاصرها تعد مؤشر على النفوذ الأوسع وغير المسبوق لـ إيران في سوريا الآن، كما يتوقع استمرار هذا النفوذ "سنوات وسنوات" الأمر الذي سيؤثر في الجميع بالمنطقة وإن قوات الرئيس السوري بشار الأسد التي أضعفتها سنوات الحرب الأهلية لا تقود المعركة ضد الجزء الشرقي من حلب، بل تقودها ميليشيات شيعية من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان تحت إدارة إيران وتلعب هذه الميليشيات دورا متزايد التأثير، بتنسيق هجماتها مع القوات الحكومية والمقاتلات الروسية لهزيمة المعارضة السورية المسلحة بشرق حلب وطردها من هناك، ويقول أستاذ سياسات الشرق الأوسط بمدرسة لندن للاقتصاد فواز جرجس: إن هزيمة المعارضة السورية المسلحة في حلب تعني أن نظام الأسد أصبح يسيطر على معظم المراكز المدنية بسوريا كما تعني تراجعا كبيرا للقوى الإقليمية المنافسة لإيران. 
الميليشيات الشيعية
ويقول الخبير في الميليشيات الشيعية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى فيليب سميث: إنه يبدو أن هذه الميليشيات تعمل على بناء تحالف بري متطور تسبب في تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا وفي إخافة حتى المسئولين السوريين وسوف يستمر هذا التحالف البري لفترة طويلة بسوريا ويمارس نفوذا عسكريا وأيديولوجيا قويا لصالح إيران هناك، وأن الأسد لا يستطيع فعل شيء لكبح النفوذ المتزايد لهذا التحالف الأجنبي بسوريا؛ لأن هذا التحالف وببساطة هو الذي يحمي حكومته من السقوط كما يؤكد المحللون أن إيران اعتادت منذ سنوات طويلة على استخدام الميليشيات الشيعية لممارسة نفوذها في الدول الأخرى مثل العراق؛ حيث تهيمن مجموعات مختلفة تدعمها إيران على الحياة السياسية هناك، ومثل لبنان الذي أصبح حزب الله أقوى من الجيش الحكومي اللبناني وأن إيران وميليشياتها تثير قلق واشنطن، إذ أن البلدين وجدا نفسيهما يحاربان معا تنظيم الدولة في العراق بينما لهما أهداف متعارضة في سوريا، كذلك يقول المحللون: إن إيران ربما تجد نفسها في نهاية الأمر تتنافس وروسيا على النفوذ في سوريا، إضافة إلى ذلك فإن وجود الميليشيات الشيعية في سوريا قد أجج التنافس بين طهران والقوى الإقليمية.
الميليشيات الشيعية
وتُتهم الميليشيات الشيعية بارتكابها مجازر طائفية ومشاركة في القتل؛ إذ قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان": إن هذه الميليشيات قتلت ما لا يقل عن 1147 سوريًا، منذ انخراطها في صف نظام الأسد، وحتى يناير 2015م، وارتكبت هذه الميليشيات عدة مجازر، أبرزها في قرى حمص وحلب وريف دمشق، بحسب تقرير الشبكة بعنوان "لا يكاد يراها أحد"، كانت تقوم خلالها باقتحام القرى، والقتل بالسكاكين، والتشفي، وتشويه الجثث، وكتابة العبارات الطائفية عليها، أبرزها في قرية المالكية بحلب في 27 فبراير 2013، والذيابية بريف دمشق في 8 أكتوبر 2013 م وبالإضافة للمجازر، تقوم الميليشيات الشيعية بعمليات القتل بالقصف العشوائي على القرى التي تحاصرها مع النظام السوري، والتي أدت لمقتل 442 شخصًا، حتى مطلع العام الماضي، بحسب تقرير الشبكة وأن حزب الله اللبناني، والحكومة العراقية، والحكومة الإيرانية، مسئولة بحسب مبدأ "المسئولية المباشرة" الدولي عن هذه الجرائم، التي ترقى لتكون جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، في وقت رفعت فيه العقوبات عن الجمهورية الإيرانية، وذراعها الحرس الثوري الإيراني، وتستعد لاستقبال عشرات مليارات الدولارات من الأموال المجمدة من المجتمع الدولي.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بعد التقدم الكبير للنظام السوري في داخل مدينة حلب السورية على حساب فصائل المعارضة المسلحة يبدو أن البديل سيكون طائفيًّا بامتياز. 

شارك