مع عودة "حكمتيار".. هل تصل رسالة حكومة أفغانستان لـ"طالبان"؟

الأربعاء 07/ديسمبر/2016 - 03:14 م
طباعة مع عودة حكمتيار..
 
اقتربت عودة رئيس الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار بالعودة إلى أفغانستان تنفيذًا لاتفاق السلام بين الحكومة الأفغانية والحزب الذي جري في نهاية سبتمبر الماضي، مما يفتح باب الأمل أمام اتفاقات أخرى تنهي الحرب الأهلية في البلاد التي بدأت منذ 2001. 

عودة حكمتيار:

عودة حكمتيار:
أعلن مسئول في ولاية ننكرهار الأفغانية، أن رئيس الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار سيصل قريبًا إلى الولاية الواقعة شرقي البلاد.
وقال متحدث الولاية عطاء الله حجياني للأناضول: إن التحضيرات بدأت من أجل استقبال حكمتيار.
وأوضح أنهم يعدون مكانًا خاصًّا ليقيم فيه، وأنهم لا يعرفون بالضبط فيما إذا كان حكمتيار سيبقى لمدة قصيرة أم بشكل دائم.
وقال حجياني "عندما يأتي حكمتيار إلى ننكرهار سنقيم مراسم لاستقباله".
من جهة أخرى، قال رئيس اللجنة المشتركة لتطبيق اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي، أكرم كبلواك: "إن أجهزة الأمن الأفغانية ستتكفل بحماية حكمتيار بعد عودته إلى أفغانستان".
وأوضح أنه تم إعداد أماكن مناسبة من أجل إقامة حكمتيار في بضع مدن، وهو مَن سيتخذ القرار النهائي بشأن مكان إقامته.
وأفاد كهبلواك "أيًّا كانت المدينة التي سيتوجه إليها حكمتيار، فإنه سيعود إلى العاصمة كابول، بعد أن يقيم فيها لمدة قصيرة".
وذكرت تقارير إعلامية أفغانية أن عائلة حكمتيار وصلت إلى ننكرهار قبل أيام.
و أوضح رئيس اللجنة المشتركة لتطبيق اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي، أنه جارٍ الإفراج عن 400 شخص من قادة الحزب الإسلامي وفقًا للاتفاق السلام.

اتفاق سلام:

اتفاق سلام:
وكان الرئيس الأفعاني أشرف غني، ورئيس الحزب الإسلامي، وقعا في 29 سبتمبر الماضي، اتفاق سلام بين الطرفين.
ونص على إخراج اسم "حكمتيار"، زعيم الحزب، وأعضائه من اللائحة السوداء الدولية، إلى جانب إنشاء ثكنة خاصة بهم في كابول، ليتمكنوا من الإقامة بها بأمان، وإمكانية استفادتهم من الدعم الحكومي، وإطلاق سراح أعضاء الحزب من السجون الأفغانية.
كما نص الاتفاق أيضًا على عدم خضوع حكمتيار لأي محاكمات سياسية أو عسكرية تتعلق بما قام به في الماضي.
وتأمل السلطات أن تحذو الجماعات المسلحة لا سيما حركة طالبان حذو الحزب الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار السياسي المخضرم، وأحد أبرز قادة أحزاب المجاهدين ضد الاجتياح السوفيتي لأفغانستان في حقبة ثمانينيات القرن الماضي، وفي نفس الوقت يوفر الاتفاق لذلك الحزب وقيادته أرضية خصبة للملمة صفوفه وإعادة ترتيب أولوياته على أسس جديدة.
ويقول الرئيس الأفغاني أشرف غاني: "الآن هذا هو الوقت لحركة طالبان ولأحزاب معارضة أخرى لتقرر إن كانت تريد الاستمرار في الحرب، أو المشاركة في محادثات سلام".
أما قلب الدين حكمتيار فقال: "الاستمرار في الحرب لا يصب في مصلحة الأفغان، لكنه يصب في صالح الأعداء الداخليين والخارجيين لأفغانستان". 
وسيمنح حكمتيار الحصانة من الملاحقة القضائية لاتهامه بارتكاب مجازر من قبل منظمات حقوقية مقابل اعترافه بالدستور ونبذ العنف.

الحزب الإسلامي:

الحزب الإسلامي:
ومنذ 14 عامًا، ويقاتل "الحزب الإسلامي" الحكومة الأفغانية في مناطق مختلفة بأرجاء البلاد، ونفذ هجمات انتحارية استهدفت القوات الأفغانية والأجانب خاصة في كابول.
وحارب حكمتيار في ثمانينيات القرن الماضي ضد الاتحاد السوفيتي، وتولى رئاسة الوزراء في التسعينيات، قبل صعود حركة طالبان للحكم، إلا أن الولايات المتحدة أعلنته إرهابيًّا عام 2003، كما وضعت الأمم المتحدة اسمه على القائمة السوداء.
ويذكر أن الحزب الإسلامي لم تكن مصطفة مع حركة طالبان مطلقًا، وإنما كانت من أكثر فصائل المجاهدين السبعة التي كانت تحارب السوفيت في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة أجنبية، بروزًا وراديكالية، كما أنها كانت تحظى بدعم الاستخبارات الأمريكية.
وأدرك الحزب الإسلامي أنه لم ولن يحقق حلم الفتح المبين الذي كافح من أجله ضد الاتحاد السوفيتي وأثناء الحرب الأهلية، كما لم يحقق كافة الشروط التي وضعها في مبادرات أعلنها قبل سنوات للمصالحة وعلى رأسها جدولة خروج القوات الأجنبية.
لكن جل هذه الشروط ، رأى قادة الحزب الإسلامي، أنها أصبحت تحصيل حاصل، وذلك بعد أن تراجع عدد القوات الأجنبية إلى نحو 90% منذ إطلاق آخر مبادرة للحزب عام 2009.
وبعد أن أصبحت معظم المواجهات بين الأفغان أنفسهم- بسبب تقلص حركة القوات الأجنبية إلى حد كبير- كان على الحزب أن يغير شكل المواجهة ومتابعة تحقيق مطالبه من خلال العمل السياسي السلمي، بما في ذلك خروج كافة القوات الأجنبية من البلاد.

المشهد الأفغاني:

المشهد الأفغاني:
تنفيذ الاتفاق بين الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي، يمثل نجاحًا لحكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورسالة إلى الجماعات المتمردة وفي مقدمتها حركة طالبان على المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق السلام، وإنهاء الحرب الدائرة منذ 2001، فهل ستنجح حكوم أشرف غني في إنهاء الصراع في أفغانستان، أم ستستمر حركة طالبان في معاركها ضد الحكومة الأفغانية؟ وهل ستصل رسالة اتفاق السلام بين الحزب الإسلامي والحكومة الأفغانية لحركة "طالبان" أم أن للأخيرة رأي آخر؟

شارك