بعد تفجير المعهد الديني.. الجيش المصري يُعلن تطهير "الشيخ زويد" من المسلّحين

الأربعاء 07/ديسمبر/2016 - 04:07 م
طباعة بعد تفجير المعهد
 
أعلن الجيش المصري، اليوم الأربعاء 7 ديسمبر 2016، تطهير كافة مناطق الشيخ زويد شمال سيناء، من العناصر المسلحة وعودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، بالتزامن مع عودة عدد من الأهالي والأسر إلى منازلهم تحت حماية القوات المسلحة.
جاء هذا بعد تفجير مسلحين مجهولين، معهدًا أزهريًا، صباح أمس الثلاثاء 6 ديسمبر 2016، بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، عن طريق عبوات ناسفة؛ ما أسفر عن تهدم أجزاء كبيرة منه.
وقالت مصادر: إن مجهولين يرجح انتمائهم للعناصر التكفيرية، قاموا بوضع عبوات ناسفة، بجوار معهد النصر الأزهري، بمنطقة جنوب الشيخ زويد، وفجروها عن بعدما أسفر عن تهدم أجزاء كبيرة من المبني الرئيسي للمعهد.
وأضافت المصادر، أنه لم تقع أية إصابات أو خسائر بشرية، مرجعين السبب إلى تعطل الدراسة بالمعهد منذ فترة كبيرة؛ بسبب الظروف التي تشهدها المدينة.
بعد تفجير المعهد
ويذكر أن الدراسة معطلة بتلك المناطق ضمن الاحتياطات الأمنية التي تتخذها أجهزة الأمن؛ حفاظًا على أرواح الطلبة، فيما اعتاد المسلحون استهداف مدارس الشيخ زويد لعرقلة تحرك القوات وعدم إنشاء أكمنة ثابتة بتلك المدارس.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير، في بيان له اليوم على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "إن مظاهر الحياة بدأت في العودة تدريجيًا إلى مدينة الشيخ زويد شمال سيناء وبعض المناطق التابعة لها".
وأرجع سمير عودة الحياة إلى الشيخ زويد  للنجاحات التي حققتها قوات إنفاذ القانون في إحكام السيطرة الأمنية الكاملة بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي شمال سيناء.
وأوضح أن الأيام الماضية شهدت العديد من المواجهات الضارية في المنطقة لتطهيرها من العناصر التكفيرية المسلحة والعبوات الناسفة التي هددت أرواح الأبرياء من أبناء سيناء.
وأضاف أن القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة أمَّنت عودة عدد من الأهالي العائدين لمنع تسلل العناصر التكفيرية الى داخل المدينة، لافتًا إلى أن القوات المسلحة وزَّعت على المواطنين آلاف العبوات والحصص الغذائية.
بعد تفجير المعهد
وتابع أن سيارات المواطنين المزينة بأعلام مصر طافت شوارع المدينة ابتهاجًا بعودة ذويهم إلى المدينة بعد تطهيرها من الجيوب والبؤر الإرهابية.
ووافق البرلمان المصري منتصف الشهر الماضي على قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، رقم 487 لسنة 2016، بشأن إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق شمال سيناء، لمدة 3 أشهر، وذلك بعد عرض تقرير من قبل اللجنة العامة على رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، في حضور اللواء ممدوح شاهين، مساعد وزير الدفاع للشؤون القانونية.
ونقلت "إرم نيوز" عن مصادر أمنية في وقت سابق بدء القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع أجهزة الشرطة تنفيذ المرحلة الأخيرة من العملية العسكرية "حق الشهيد"، والتي تحاصر من خلالها بقايا الخلية الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، من خلال إنشاء معسكر ضخم للجيش، بقرية التومة جنوب الشيخ زويد، وهو الإجراء الأول من نوعه في المنطقة، التي كانت تكتظ بالمسلحين.
وتشهد مناطق متفرقة في محافظة شمال سيناء هجمات ضد الجيش والشرطة والمدنيين، تبنت معظمها جماعة "أنصار بيت المقدس" التي أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وتصاعدت وتيرة الهجمات في سيناء ومناطق مصرية أخرى منذ عزل الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان محمد مرسي، في يوليو 2013، إثر مظاهرات شعبية حاشدة.
وتتعرض من وقت لآخر مواقع عسكرية وأمنية، لهجمات في عدة محافظات مصرية، لا سيما شبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن مقتل العشرات من أفراد الجيش والشرطة.
وربما تكون عودة المواطنين كما يؤكد الخبراء الأمنيون للشيخ زويد عاملًا مهمًّا في القضاء على باقي المجموعات المسلحة، إلا أن هذا الامر من وجهة نظرنا لا بد أن ننظر الى هذه المناطق بعين التنمية بديلا بالتوازي مع الاهتمام الأمني فالتنمية في هذه المناطق وبناء المصانع والورش والصناعات في المناطق الحدودية بشكل عام تسهم بشكل جيد في حفظ أمن هذه المناطق وتزيد من حالة انتماء المواطنين للدولة، ومن هنا يكونون هم خط الدفاع الأول وحائط صد ضد مثل هذه الهجمات الارهابية، فعلى الدولة في الوقت الراهن أن تفكر جديًّا في زيادة المحفظة الاستثمارية لهذه المناطق التي عانت كثيرًا من الهجمات الإرهابية، وتعد أكثر المناطق المتضررة من هذه الهجمات.

شارك