الحوثي يعترف بالفشل في اليمن.. وهادي يرفض خارطة الطريق الاممية

الأربعاء 07/ديسمبر/2016 - 06:58 م
طباعة الحوثي يعترف بالفشل
 
رفض اليمن خارطة للأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية هناك، قائلا إن خارطة الطريق تشكل"سابقة دولية خطيرة" من خلال إعطائها الشرعية للتمرد على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا،، فيما اعترف رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى صالح علي الصماد لاول مرة، بأن الحكومة الشرعية تفرض سيطرتها على معظم المناطق في اليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني، اللواء محمد علي المقدشي، أن "عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني تحقق تقدماً في جميع محاور القتال"، وذلك حسبما أوردت صحيفة الوطن، اليوم الأربعاء.
وقال المقدشي إن "عملية استعادة صنعاء ستشهد تسريعاً كبيراً للعمليات العسكرية". 
وأضاف مخاطباً الجنود في نهم: "بشائر النصر تلوح من كل ربوع اليمن، من تعز إلى صعدة والجوف وصنعاء، وقواتنا ستكون قريباً داخل العاصمة صنعاء، وسنضع حداً لوجود الميليشيات الانقلابية، وكافة العناصر المطلوبة لهزيمة التمرد تم توفيرها من الحكومة وقيادة التحالف العربي لاستعادة الشرعية".
وتابع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني: "أوهام ميليشيات الحوثي وحلفائها باستنساخ التجربة الإيرانية، وتسريح الجيش واستبداله بتشكيلات ميليشياوية شبيهة بالحرس الثوري لن تمر، ولن يكتب لها النجاح، والشعب اليمني لن يسمح باستلاب جيشه الوطني وهويته العربية. لذلك بادر إلى تكوين مقاومة شعبية تقف إلى جانب القوات المسلحة وترفدها بالمقاتلين". 
ولفت المقدشي إلى أن "الجيش اليمني تعرض خلال السنوات السابقة إلى مخطط تدميري قام به المخلوع صالح، لتحويل الجيش إلى مؤسسة عائلية، كل مهمتها توفير الحماية له وللدائرة المقربة منه، وعائلته، لذلك استعان بعناصر مارقة تتبع له مناطقياً وعشائرياً، أغدق عليها العطايا ووضع أفرادها على قمة هرم الجيش، لكن الجيش الوطني الجديد سيكون على أسس مختلفة، وسيضم كافة أبناء اليمن، بنسب متساوية".
وأكد رئيس هيئة الأركان، أن "الانتصارات التي تحققها القوات الموالية للشرعية في تعز ونهم ومأرب تؤكد القدرات الكبيرة التي تتمتع بها".

الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني أكد التحالف العربي تحت قيادة المملكة العربية السعودية، أمس الثلاثاء، أن الضربة الجوية التي تم تنفيذها في أغسطس على مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود في شمالي اليمن، لم تكن مقصودة.
وقال فريق التحقيق التابع للتحالف، الذي أشار إلى أن عدد قتلى تلك الضربة بلغ سبعة أشخاص، إن "القصف وقع بعد أن استهدفت طائرة للتحالف تجمعاً لقيادات جماعة الحوثي عند موقع قريب. وقامت طائرة التحالف بعد ذلك بتعقب وقصف عربة تركت في موقع الضربة الأولى".
وذكر تقرير فريق التحقيق أنه "وعلى ضوء ما تم الاطلاع عليه من الحقائق عن الحادث تبين للفريق أن الأضرار التي لحقت بالمبنى كانت نتيجة لاستهداف العربة (وهذا يعد هدفاً عسكرياً مشروعاً) التي كانت بجوار المبنى وبشكل غير مقصود"، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضافت الوكالة أن "الفريق المشترك لتقييم الحوادث أكد أن على قوات التحالف تقديم الاعتذار عن الخطأ غير المقصود، وتقديم المساعدات المناسبة لذوي المتضررين، والتحقيق مع المتسببين للنظر في مدى مخالفتهم لقواعد الاشتباك المعتمدة واتخاذ الإجراءات المناسبة حيال ذلك
فيما أعلنت غرفة العمليات في جزيرة سقطرى اليمنية، اليوم الأربعاء، العثور على 17 ناجياً من ركاب سفينة غرقت قبالة سواحل الجزيرة.
وأوضح وزير الثروة السمكية، فهد سليم كفاين، بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن البحث لا يزال جارياً "والأمل كبير بنجاة الركاب".
وفي وقت متأخر من أمس الثلاثاء، أعلنت السلطات اليمنية تعرض سفينة تقل أكثر من 60 شخصاً لحادث في المحيط الهندي شمال غرب جزيرة سقطرى.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي المسار التفاوضي، اكد قادة دول الخليج العربي، تمسكهم بحل الأزمة اليمنية من خلال القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني.
وأعربت دول الخليج في بيان القمة الخليجية عن عدم ارتياحها من توجه “الإنقلابيين” في اليمن ، للتصعيد والحل العسكري، وإجهاض محاولات الحل السياسي، مطالبا الأمم المتحدة بفرض ضغوط على الإنقلابيين ووضع أسس محددة للحل السياسي  لإنقاد الشعب اليمني من الوضع المأساوي.
كما تضمن البيان الختامي: دعوة إيران، إلى التخلي عن «ولاية الفقيه» والكف عن التدخل في شؤون دول الخليج العربي،  من خلال الترويج لما تسميه «سلطة ولاية الفقيه».
وأن إقامة حوار بَنَّاء بين دول الخليج وإيران، يتطلب الارتكاز على مبادئ القانون الدولي المُنَظِّمة للعلاقات بين الدول والتي تنص على احترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
فيما رفض اليمن على ما يبدو خطة للأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن قائلاً إن خارطة الطريق ستعطي سابقة دولية خطيرة، من خلال إضفاء الشرعية على التمرد على الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
ويمثل موقف اليمن نكسة كبيرة للجهود الدولية لإنهاء الحرب الدائرة منذ 20 شهراً والتي أدت إلى كارثة إنسانية وقتلت أكثر من 10 آلاف شخص.
ووصفت رسالة بعثت بها البعثة اليمنية لدى الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي في 6 ديسمبر، وأطلعت عليها خطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بأنها حافز مجاني لمتمردي الحوثيين، ويضفي الشرعية على تمردهم وأجندتهم.
وتعطي خارطة الطريق الخاصة بولد الشيخ أحمد سابقة دولية وخطيرة، إذ تشجع التوجهات الانقلابية ضد السلطات المنتخبة والتوافق الوطني، فيما يمثل خرقاً واضحاً للقوانين والأعراف المعمول بها دولياً.
وذكرت الرسالة بالتفصيل قائمة بالأعمال الضرورية لأي حل سياسي، ومن بينها ضرورة ترك علي عبد الله صالح والزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي، الحياة السياسية ومغادرة البلاد مع أسرهم إلى منفى اختياري لفترة 10 سنوات على الأقل.
وقال دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة الشهر الماضي إن السعودية قبلت على ما يبدو مبادرة ولد الشيخ أحمد، وشجعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على التعامل معها.
وقالت دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي بلد رئيسي آخر في التحالف الذي تقوده السعودية إنها أيدت الخطة التي وافقت عليها أيضاً الولايات المتحدة وبريطانيا.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي،  اعترف رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى صالح علي الصماد لاول مرة، بأن الحكومة الشرعية تفرض سيطرتها على معظم المناطق في اليمن التي فيها الثروات والموارد الاقتصادية”، مؤكدا على أن “المجلس السياسي في حالة طوارئ ويعيش مرحلة استثنائية وخطيرة للغاية”.
وزعم الصماد في مقابلة مع قناة المسيرة التابعة للحوثي الثلاثاء بأن “الولايات المتحدة تهدف إلى تقسيم اليمن”، معتبراً أن “الحكومة التي شكلها الحوثي وصالح  في صنعاء حكومة شرعية بدلا من حكومة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي”.
واضاف القيادي الحوثي إن “أمريكا تخطط لتحليل الأحداث التي تجري في جنوب اليمن، بهدف تقسيم البلاد إلى كانتونات مختلفة”، منوها إلى أن “المرحلة التي يعيشها اليمن خطيرة للغاية”.
وأشار رئيس  ما يسمى المجلس السياسي الذي شكله الحوثي وصالح إلى أن “البعض يرى أن المشكلة في اليمن تمكن في النفوذ الإيراني وعلاقة طهران مع طرف معين”، في إشارة إلى مليشيات الحوثي، معتبرا أن “ذلك غير صحيح”.
فيما اكد السفير الصيني لدى اليمن تيان تشي، الأربعاء، أن زيارة وفد الحوثيين إلى بكين لم يكن بدعوة من الحكومة الصينية، لكن من منظمة غير حكومية وان القانون لا يمنع المنظمات من ارسال دعوات خاص بها .
جاء ذلك خلال لقاء السفير اليوم مع وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الدكتور منصور بجاش لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين .
و اطلع بجاش السفير الصيني على مستجدات الأوضاع في اليمن في ضوء تعنت الميليشيا الانقلابية ورفضها لمساعي السلام وفق المرجعات المحددة وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأكد السفير الصيني دعم بلاده للحكومة الشرعية اليمنية وأن الحكومة الصينية لا تؤيد أي تصرفات أحادية الجانب من أي طرف يمني والتي تعقد الاوضاع ولا تخدم الجهود الرامية الى احلال السلام وفقاً للمرجعيات الاساسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وخاصة القرار 2216.
وتأتي تصريحات المسؤول الصيني مناقضة لتصريحات مسؤولين صينيين سابقين حيث كان هونغ لي، المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية قد قال " أن وفد الحوثيين برئاسة " محمد عبدالسلام " يزور الصين للمرة الأولى .
وقال سفير الصين السابق لدى اليمن " شي يان تشون " أن دعوة وفد من الحوثيين لا تتعارض والموقف المبدئي للحكومة الصينية بتأييد ودعم الحكومة الشرعية في اليمن، بل إنها تنطلق من حرص الصين على سرعة التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة.
وقال ان الحكومة الصينية تدعو الاطراف المعنية في القضية اليمنية الى مواصلة حل النزاع والخلافات بينهما عبر المشاورات وصولا الى حل وتسوية سياسية متوازنة مقبولة لدى الجميع.

المشهد اليمني:

تستمر الأعمال القتالية في عدة جبهات في اليمن، مع استمار موقف حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي  من خارطة الطريق في وقت فشل فيه الحوثيين الحصول علي اعتراف بحكومتهم.

شارك