الغنوشي يواصل تصريحاته المتناقضة بشأن الاسلام السياسي

الخميس 08/ديسمبر/2016 - 06:22 م
طباعة الغنوشي يواصل تصريحاته
 
تناقضات الغنوشي مستمرة
تناقضات الغنوشي مستمرة
جدد راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية تصريحاته المتناقضة بشأن جماعة الاخوان المسلمين والدول الداعمة لها، ففى الوقت الذي تبرأ من نشاط الاسلام السياسي خلال مشاركته فى منتدى روما، عاد ليشيد بدور قطر فى دعم تونس وحزبه السياسي، معتبرا أن "الإسلام السياسى" مصطلح فضفاض ارتبط كثيرا بالجماعات التى تشرّع للعنف وتتحدّث باسم الإسلام.
أكد الغنوشي خلال مشاركته فى منتدى حوار المتوسط 2016 الذى عٌقد مؤخرا بروما خلال جلسة بعنوان "الديمقراطيّة والسياسات: أى دور للإسلام؟، ان النهضة  حزب ديمقراطى لا يؤمن فقط بأنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية ولكننا الإسلام كعامل محفز على التسامح والخدمة العامة وقيم التعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
شدد بقوله " هناك تغيرات شملت الحركة عقب مؤتمرها العاشر، وأهمها اننا لم نعد نعتبر أنفسنا مشمولين بمصطلح الإسلام السياسى ولكن كحزب لـ"المسلمين الديمقراطيين، فالنهضة لم تعد حركة إحتجاجية ضد الدكتاتورية بل حزبا سياسيا مهتمّا بتكريس الديمقراطية.
الغنوشي يشكر قطر
الغنوشي يشكر قطر
كد الغنوشي أن حركة النهضة تعمل على إيجاد حلول لمشاكل الشعب التونسى مثل توفير فرص العمل وإصلاح المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، لافتا إلى أنهم قرروا المضى قدما نحو التخصّص من أجل وضع برامج وخطط عمل لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب التونسى، معتبرا أنه إذا كان المقصود بالإسلام السياسى حركة احتجاجيّة ضدّ النظام الدكتاتورى فأود أن أقول أن ذلك لم يعد صالحا فى سياق ديمقراطى. 
أضاف على سبيل المثال، فى تونس نحن نركز الآن على بناء مؤسسات سياسية قوية وطويلة الأمد وعلى تحسين جودة حياة المواطنين ولم نعد فى موقع الحركة الإحتجاجية ضد السلطة والنظام السياسى، وانه لهذا السبب وفى ظل إطار ديمقراطى يمكن أن ينشأ وينتشر ما نسميه فى حركة النهضة "الإسلام الديمقراطى" أو "المسلمين الديمقراطيين"، فالإسلام كدين وثقافة تبقى حقيقة فى المنطقة، ولكن علينا أن نكون على علم بأن هناك اختلافات فى تفسيرات.
أشار إلى قناعاته بأن التفسيرات المدمرة وغير المتحررة للإسلام لا يمكن أن تهزم إلا بتفسيرات ديمقراطية ومتحررة للإسلام، والتحدى الحقيقى هو كيفية جعل الإسلام قوة اعتدال وتسامح فى مواجهة التطرف والعنف.
وعلى صعيد ىخر أكد ف حواره مع صحيفة قطرية إن دولة قطر بقيادة حضرة تميم بن حمد آل ثاني، وقدمت للعالم أفضل النماذج للتعاون العربي-العربي، مشددا على أن قطر تظل القاطرة التي تجر وراءها الأطراف المانحة في مختلف جهات العالم والتي استشعرت الأمان بمبادرة قطر إبرام اتفاقيات تعاون وشراكة وقروض مع تونس.
أوضح الغنوشي في حوار مع "الشرق" القطرية أن الدعم المتواصل لدولة قطر لشقيقتها تونس أكبر دليل على حرص القيادة القطرية السامية على الوقوف إلى جانب التجربة التونسية الحديثة في الديمقراطية، مهما كان لون الفريق الحكومي الذي انتخبه الشعب التونسي، بما يعني أن دولة قطر إنما هدفها إسناد الشعب لا السلطة أو حزب بعينه.
نوهإلى أن المؤتمر الدولي للإستثمار الذي احتضنته تونس يحق أن نصفه كما وصفه الرئيس الباجي قائد السبسي بالحدث التاريخي لأنه أعاد إبراز تونس الثورة على اعتبار أنها بلد مشع وجاذب تونس ما قبل المؤتمر ليست تونس ما بعد المؤتمر، حيث أبرز المؤتمر الدولي للإستثمار الذي نظمته تونس بدعم سخي من دولة قطر ان تونس بلد مستقر يستحق ان ينال ثقة العالم فيه وقد شرفنا بالحضور ممثلون عن ثلث دول العالم تقريبا ومؤسساته الإقتصادية الكبرى وشركاته".
أشار الغنوشي إلى أن ذلك دليل واضح أخر على الأهمية التي توليها دولة قطر وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لتونس ولتجربتها الديمقراطية ولأهمية نجاح هذه التجربة ، فقطر لم تنفك يوما عن مد يد المساعدة للشعب التونسي، منوها إلى أن مبادرة الأمير تميم لصالح دعم الإقتصاد التونسي ليست الأولى من نوعها فمبادرات قطر تجاه تونس بما في ذلك مراحل ما قبل الثورة . كما اتخذت مساندة قطر لتونس أشكالا مختلفة فكانت وديعة مليار دولار التي أكرمت بها قطر تونس غداة قيام الثورة وتم وضعها في البنك المركزي التونسي. ثم جاءت المبادرة السامية لدولة قطر تتويجا في الحقيقة لما قبلها من مبادرات وحركات كريمة تستهدف الشعب التونسي بمختلف فئاته.
المؤتمر العاشر للنهضة
المؤتمر العاشر للنهضة
شدد الغنوشي أن حضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شخصيا أعمال هذا المؤتمر الذي كان سموه أول مشجع لتنظيمه، شكل دفعا قويا شجع بقية الأطراف العربية والأجنبية على تغيير النظرة المتأرجحة لتونس وعلى الحضور إلى تونس والمشاركة في المؤتمر وطرح مشاريع استثمارية، معتبرا أن ذلك يعد حقيقة رسالة ضمان دولي لتونس، باعتبار ان الإقتصاد القطري اليوم يتصدر طليعة اقتصاديات العالم النامي، فإعطاء هذه الثقة الكبيرة لتونس هو نوع من التزكية والضمان القطري لها وتشجيع المؤسسات الدولية والحكومات كي تستثمر في تونس .
نوه على أن دولة قطر كان لها إسهام في هذا التوجه الجديد وفي عودة بقية الدولة الخليجية إلى تونس، حيث لمسنا تجديدا للخليج العربي لثقة دولة ومؤسساته الكبرى في تونس. ومن ذلك أن هذا الحضور الخليجي الكبير في المؤتمر فيه تجديد لثقة هذه الدول في تجربة تونس ما بعد الثورة وإقرار بنجاحها".
نبه الغنوشي إلى ان ما تقدمه قطر الشقيقة من دعم بمليار و 250 مليون دولارا وضع في الخزينة العامة للدولة، وليس في خزينة طرف سياسي ما، فالدولة التونسية لها علاقات مع الدولة القطرية وهي علاقات تدار من خلال مؤسسات البلدين ولا تمر إطلاقا عبر اي حزب سياسي. ونحن نحترم مؤسسات دولتنا ولا نقبل اي تدخل في شؤون الدولة من اجل دعم اي حزب، فالدولة تتعامل مع العالم ونحن حتى من خلال زياراتنا الى دول العالم كنا ننشط في إطار الدبلوماسية الشعبية التي تسير على خطى الدبلوماسية الرسمية ولكنها لا تختلف عن خياراتها بل انها تعاضد جهودها وتدعمها فقط، ولذلك فليست لدينا علاقة مع اي دولة لها مشاكل مع تونس .
يذكر أن الغنوشي سبق وأن انتقد تنامى العمليات الارهابية وأهمية التكاتف الدولى لمواجهته أمام البرلمان الايطالي منذ أسابيع، فى الوقت الذى سربت له الصحف التونسية حديث مسجل يرفض يه تكفير تنظيم داعش، ووصفه بالاسلام الغاضب.
للربط

شارك