الصراع يشتعل علي جبهات القتال.. والخطاب الديني يهدد اليمن

الأحد 11/ديسمبر/2016 - 07:10 م
طباعة الصراع يشتعل علي
 
اشتعل الصراع علي جبهات القتال، مع تأكيد المبعوث الاممي الي اليمن علي ان الحل السياسي وحده يضعف الإرهاب وينهي الصراع في ابلاد، وسط تعدد الخطاب الديني في اليمن بيما يهدد وحدة الدولة اليمنية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، جددت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم الأحد، من قصفها الجوي على مواقع المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق شمال محافظة صعدة، معقل الجماعة المسلحة (أقصى شمال اليمن).
وقال مصدر ميداني لـ«المصدر أونلاين»، إن الضربات الجوية استهدفت مواقع في منطقة مندبة بمديرية باقم، على التماس بين الحوثيين والقوات الحكومية.
كما أعلنت مصادر يمنية متعددة مقتل العشرات الانقلابيين في معارك وغارات جوية للتحالف العربي في جبهات حجة وتعز.
وقالت المصادر لموقع"24 الاماراتي" إنّ العشرات من عناصر الميليشيات سقطوا بين قتيل وجريح في معارك بين قوات الجيش الوطني بإسناد من طيران التحالف العربي، حيث تم تدمير عربة بي ام بي ومدفع نوع 23 تابع للميلشيات في الغارات.
وفي تعز دارت معارك عنيفة في بلدة الأحكوم، فيما قال سكان إن ميليشيات الحوثي قصفت بلدة المفاليس بقذائف الهاون.
وذكرت مصادر عسكرية يمنية أن الجيش الوطني قصف تجمعات للميليشات في جبال المقاطرة، عقب أعمال قصف قام بها الانقلابيون في البلدة ذاتها.
كما قال مصدر ميداني إن ثلاثة من مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح سقطوا قتلى وأُصيب آخرين، اليوم الأحد، في قصف للقوات الحكومية بجبل ناصة بمديرية مريس شمال محافظة الضالع (جنوب اليمن).
 وأوضح المصدر لـ«المصدر أونلاين»، إن مدفعية القوات الحكومية قصفت تجمع للحوثيين، ودمرت عربة (طقم) تحمل رشاش عيار 14.5.
فيما لقي مدني مصرعه وأُصيب اثنين آخرين بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون اليوم الأحد، في منطقة بقرات بمديرية القريشية وسط محافظة البيضاء (وسط اليمن).
وقال مصدر محلي لـ«المصدر أونلاين»، إن العبوة كانت مزروعة في الطريق العام، وانفجرت في سيارة عامر أبو صريمة وكان فيها شقيقه وابن عمه، حين كانوا يمرون من المنطقة. وأضاف إن أبو صريمة الذي عاد قبل أيام من السعودية، توفي على الفور فيما تم اسعاف شقيقة وابن عمه إلى مدينة رداع لتلقي العلاج.

لجنة تحقيق:

لجنة تحقيق:
وعلي صعيد أخر، أكدت مصادر في الحكومة الشرعية اليمنية أن الرئيس عبدربه منصور هادي وجه مساء أمس السبت بتشكيل لجنة تحقيق وبشكل عاجل حول انفجار معسكر الصولبان، لمعرفة مواقع القصور والخلل لاتخاذ ما يلزم بشأنه. 
وتتكون اللجنة التي تم تشكيلها بناء على توجهات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من:نائب وزير الداخلية رئيسا ، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة نائبا ، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة عضوا، ومدير جهاز الأمن القومي ـ عدن عضوا ن ومدير الأمن السياسي ـ عدن عضوا.
وقال رئيس لجنة صرف المرتبات الحكومية بعدن أحمد الميسري في تصريحات خاصة لصحيفة "عدن الغد" إن "الرئيس هادي وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة لمعرفة الجهات المتسببة بتجميع الجنود والتسبب بوجود ثغرات أمنية".
وأوضح الميسري أن الرئيس هادي وجه أيضاً بصرف مليون ريال يمني لكل اسرة شهيد و 500 الف ريال لكل جريح.
وأشارالميسري إلى أن رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر وجه بدوره باعتبار الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الحادث في عداد منتسبي الجيش وصرف مرتبات شهرية لهم.
وقتل مخلفاً 48 قتيلاً في صفوف الجنود و48 جريحاً، بحسب حصيلة رسمية من مكتب الصحة في عدن ، أمس السبت، بتفجير عبوة ناسفة طالت معسكر الصولبان شمال شرقي مدينة عدن جنوب اليمن.
ونتج الانفجار، الذي تبناه تنظيم داعش، عن تفجير انتحاري نفذه مجهول دخل وسط تجمع لقوات الجيش أثناء استعدادهم لتسلم رواتبهم عند البوابة الرئيسية من المعسكر.

الخطاب الديني:

الخطاب الديني:
وفي سياق أخر، فرخت جماعة الحوثي كيانات دينية في مقدمتها رابطة علماء اليمن، لتكون واجهة لخطابها الديني، مستندهً في ذلك إلى حضور أفكار المذهب الزيدي – أحد مذاهب الشيعية المعتدلة- وسط المجتمع اليمني، خاصة في مناطق الشمال والشمال الأقصى، ليكون منطلقًا لتأسيس هذه الكيان الوليد.
خريطة التحالفات الدينية كانت مبكرة بالنسبة للحوثيين واستطاعت على المدى القريب أن تحجز لها حيزاً  وسط ساحة الخطاب الديني مستعينة بالإرث الزيدي والخلفيات المجتمعية الموالية لهذا المذهب منذ مئات السنين.
وما يتذكره ” الصحافي محمد الواشعي” أن جل علماء اليمن بما فيهم علماء المذهب الزيدي كانوا إلى صف الرئيس السابق علي عبد الله صالح إبان حكمه وقمع تمرد الحوثيين في صعدة شمال اليمن.
وقال الواشعي في حديث لـ “إرم نيوز”، إن جماعة الحوثي ترى نفسها الوريث الشرعي للمذهب الزيدي وهو ما يفسر سرعة سيطرة عناصرها على مفاصل السلطة في محافظات ذات أغلبية زيدية.
معتبراً خلق كيان ديني – الرابطة- يأتي ضمن “مساعي الجماعة للسيطرة كلياً على الخطاب الديني ومواجهة الخطاب الديني الآخر”.
 وأضاف أنه تم مؤخراً إنشاء جامعات أهلية لموالين للحوثي تخدم فكرة أحُادية الخطاب الديني.
وللتكتلات الدينية في اليمن، حكاية طويلة، أفرزتها المراحل السياسية وتركت فكرة راسخة لدى العامة تقول إن الخطاب الديني في خدمة السياسيين، ترجم ذلك عملياً مرات عدة وفي منعطفات سياسية مصيرية غاية في الصعوبة.
إمام جامع الفاروق بمدينة صنعاء، فضل المطري، قال لـ”إرم نيوز” إن الظروف السياسية هي من توجه الخطاب الديني، مستدلاً بخطاب بعض العلماء والخطباء والدعاة أثناء حرب صيف العام 1994 بين قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقوات الحزب الاشتراكي اليمني، فقد كان خطاباً دينياً تحريضياً.
وأضاف المطري أنه بعد سنوات تم تشكيل تكتل حزبي تحت مسمى ” أحزاب اللقاء المشترك” ضمت 6 أحزاب بينها الحزب الاشتراكي وتجمع الإصلاح – الإخوان المسلمين في اليمن- لتبدأ مرحلة جديدة من الخطاب الديني.
تجربة الخطاب الديني الأوحد، سبق الحوثيين فيها تجمع الإصلاح – الإخوان المسلمين في اليمن- فقد حشد الموالين له في “هيئة علماء اليمن” يرأسها حالياً القيادي في التجمع عبد المجيد الزنداني، بينما “علي صالح” كان – وما يزال- يهيمن على قرار “جمعية علماء اليمن” خاصة أن غالبية أعضائها هم أيضا أعضاء في حزب المؤتمر الفصيل الموالي لصالح.
ولدى الفرز يأتي الأمر ببساطة رابطة علماء اليمن (حوثيون) جمعية علماء اليمن (مؤتمر) هيئة علماء اليمن(إخوان).

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، قالت ما تسمى  حكومة الانقاذ التي شكلتها جماعة الحوثي وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح مؤخرا إن مجلس النواب اليمني منحها الثقة ووافق على برنامجها العام في جلسة عقدها بالعاصمة صنعاء برئاسة يحيى الراعي رئيس البرلمان وفقا لوكالة سبأ التي يسيطر عليها المتمردون.
ولم تذكر الوكالة ما إذا كان النصاب القانوني قد اكتمل في الجلسة أم لا
ووفقا لـ”سبأ”، فإن “الحكومة التي يرأسها عبد العزيز بن حبتور، التزمت بتوصيات البرلمان، التي نصت على مواجهة التحالف العربي، واعتبار القبائل المشاركة في الحرب أحد المرتكزات الأساسية الداعمة للجيش، وضمها للفئات التي يستهدفها برنامج الحكومة، وإدراجهم ضمن القوات المسلحة والأمن”.
وفيما يخص السياسية الخارجية، ذكرت الوكالة، أن البرنامج شمل “إيجاد الحلول المناسبة لتفعيل العمل الدبلوماسي الخارجي”، رغم أنه لم يصدر اعتراف خارجي بهذه الحكومة، باستثناء تصريحات إيرانية داعمة لها، بعد نحو أسبوعين على تشكيلها.
وأوصى البرلمان الحكومة بـ”دعوة البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية لاستئناف عملها في صنعاء” التي تخضع لسيطرة الحوثيين وقوات صالح منذ اجتياحها في 21 سبتمبر 2014.
وأوصى البرلمان المزعوم  بـ”إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية حال توفر الظروف المناسبة لذلك”، في إشارة إلى سعيها لانتخاب رئيس جديد للبلاد بدلا عن الرئيس عبدربه منصور هادي.
وفي 28 نوفمبر الماضي، أعلن الحوثيون وصالح تشكيل حكومة مشتركة بينهما، في صنعاء، تتألف من 42 وزيرا، وذلك بعد أشهر من التلويح بها، على أن تقوم بحكم المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال البلد.
فيما اتهم برلماني موال للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قناة المسيرة الحوثية بالكذب ومصادرة أصوات البرلمانيين، فيما تؤكد مصادر سياسية في صنعاء وجود حالة من التوتر في أعقاب جلسة برلمانية للانقلابيين.
وقال البرلماني اليمني المقرب من صالح في أحمد حاشد في منشور على فيس بوك "قبل التصويت على منح الحكومة الثقة للحكومة وصلتني هذه الرسالة من قناة المسيرة تقول (صنعاء: مجلس النواب يمنح حكومة الإنقاذ الثقة بأغلبية 156 صوتاً)".
وأكد حاشد "الحقيقة لا أدري كيف علمت بالنتيجة قبل التصويت، ولا أدري إن كانت قد صادرت صوتي أم لا؟، ولكن يبدو أن فوق كل عالم عليم.. أو على حد تعبير عادل إمام: وأنا حاعرف اسمي أكثر من الحكومة".
من جهته، علق القيادي الحوثي المنشق، علي البخيتي، على تصريحات البرلماني حاشد قائلاً "قلنا لكم يا سعادة النائب إن قناة المسيرة للكذب عنوان، لقد سقطوا في مستنقع لن يخرجوا منه أبداً، وأصبحوا المسيرة المكذبانية".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، اليوم الأحد، إن "الحل السياسي وحده يضعف الإرهاب ويفعل مؤسسات الدولة".
وأدان ولد الشيخ، في تصريح على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "الجريمة البشعة التي حصلت في مدينة عدن".
وأضاف "لقد حذرنا مراراً وتكراراً من ازدياد خطر الإرهاب خلال الحرب في اليمن، وحده الحل السياسي يضعف الارهاب ووحدهم اليمنيون قادرون على تغيير الواقع".
وكان انتحاري بحزام ناسف، قد استهدف أمس السبت، تجمعاً لجنود أمام بوابة معسكر "الصولبان" شرق مدينة عدن، مخلفاً 48 قتيلاً في صفوف الجنود و48 جريحاً، بحسب حصيلة رسمية من مكتب الصحة في عدن.
وتبنى تنظيم داعش ذلك الهجوم، وجاء التفجير بعد أيام من إعلان شرطة عدن القبض على خلايا إرهابية تابعة لتنظيم داعش.
وتشهد محافظة عدن الواقعة في قبضة الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، اختلالات أمنية واسعة، واغتيالات طالت مسؤولين في الجيش وجنود، منذ تحريرها من قبضة الحوثيين والقوات الموالية لهم.

الدور البريطاني:

الدور البريطاني:
وعلي صعيد اخر قال وزير الدّفاع البريطاني مايكل فالون اليوم الأحد إن موقف بلاده واضح وهو أن السعودية لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات وأضاف أن للمملكة الحق في تحقيق تسوية في اليمن لإعادة الحكومة الشّرعية.
وقال فالون إنه مستعد للعمل مع نظيره الأمريكي الجديد لكن الدّول الغربيّة لا يمكنها أن تعامل روسيا كشريك متكافئ ويجب أن نستوعب أن موسكو منافس إستراتيجي.
وقال فالون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “أنا مستعد للعمل مع وزير الدفاع الجديد جيم ماتيس… لتخفيف حدة التوتر مع موسكو وكما قلت، لمواصلة العمل مع روسيا بشأن كيفية التوصل لتسوية في سوريا.”
وأضاف “لا يمكن تحقيق ذلك من خلال معاملة روسيا (كشريك) مكافئ، روسيا منافس إستراتيجي لنا في الغرب وعلينا أن نفهم ذلك.
وألمح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيعني تعزيز العلاقات الدّفاعية مع دول الخليج العربي.
وكان جونسون يتحدّث خلال مؤتمر في البحرين بعد يوم من اتهامه السّعودية وإيران بإشعال الحروب بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط.
 ولدى بريطانيا 1500 عسكري وسبع سفن حربية في المنطقة وهي قوة قال جونسون إنها أكبر من أيّة قوّة بحريّة غربيّة أخرى في المنطقة باستثناء الولايات المتحدة.
وشارك عسكريّون بريطانيّون في تقديم المشورة للقوّات السّعوديّة التي تقود التّحالف العسكريّ العربيّ الذي يحارب الحوثيّين المدعومين من إيران في اليمن.

المشهد اليمني:

يتصاعد في اليمن قلق بالغ من احتمال أن يدفع انسداد أفق الحل السياسي وغياب الحسم العسكري المجتمع الدولي إلى الاعتراف بــ"سلطتين" في اليمن، إحداهما هي الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن ومدن الجنوب والشرق، والأخرى هي حكومة "الإنقاذ الوطني" في العاصمة صنعاء ومناطق الشمال والغرب، وهو ما يعني عمليا تقسيم اليمن الي دوليتن.

شارك