رُغم نفيهما علاقتهما بالحادث.. تفجير "البطرسية" يكشف تبعية "حسم" لـ"الإخوان"

الأحد 11/ديسمبر/2016 - 08:32 م
طباعة رُغم نفيهما علاقتهما
 
بعد صمت دام لنحو 5 ساعات منذ وقوع عملية تفجير "الكنيسة البطرسية" صباح اليوم السبت أثناء أداء الأقباط صلاة قداس الأحد، ما أدى إلى مقتل وإصابات العشرات من المصلين، حاولت جماعتي "الإخوان" و"حسم" الإرهابيتين، غسل أيدهم من تلك الدماء، بل وصل الأمر بهم إلى اتهام النظام الحاكم في مصر بتدبير تلك الجريمة، ما يعني بحسب مراقبين أن بيان الطرفين يحمل متشابهات تُعزز من فرضية أن حركة "حسم" تتبع جماعة الإخوان، أو أن عناصرها من المنتمين للجماعة.
وتعتبر عملية تفجير الكنيسة البطرسية، تطوراً نوعياً في العمليات الإرهابية التي تشهدها مصر منذ إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، فعلى الرغم من الهجوم المنظم على كنائس وأقسام مصر بالتزامن مع فض قوات الأمن لاعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" منتصف أغسطس 2013، حيث وصل عدد الكنائس المحترقة نحو 100 كنيسة، إلا أن العملية الإرهابية تعتبر تدسين لاستهداف دموي لكنيسة كان أقباطاً يؤدون الصلاة فيه.
رُغم نفيهما علاقتهما
اللافت أن حركة "حسم" تستخدم ذات المصطلحات التي تستخدمها جماعة الإخوان، كما تحدد مرتكزاتها الفكرية بناء على ما أعلنته جماعة الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، حيث تعتبر الجماعة أن 30 يونيو انقلاباً عسكرياً وليس ثورة شعبية، وتحمل الحركة على عاتقها استهداف قوات الجيش والشرطة، وهو ما يتبناه الإخوان واعلنوا عنه صراحة في العديد البيانات.

بيان الإخوان:

بيان الإخوان:
وأدانت جماعة الإخوان، الإرهابية التفجير، وأكدت في بيان لها اليوم على فيسبوك، أن للدماء حرمة عظيمة في الإسلام، وأن دماء المصريين كلهم حرام، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وبخاصةٍ إذا كانوا عبادًا أو متنسكين أو مسالمين، وإذ تنعى جماعة الإخوان الضحايا وتتقدم بخالص العزاء لأسرهم وذويهم، وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين، وتحمل النظام مسئولية الحادث.
اللافت أن جماعة الإخوان تحاول دائماً الظهور بمشهد الجماعة الوسطية على الرغم من ثبوت تورطهم بشكل رئيس في العديد من العمليات الإرهابية التي وقعت خلال الفترة الأخيرة، ورغم بيانات التحريض على العنف صراحة من قبل القائم بأعمال المرشد محمود عزت، والقيادي الإخواني الذي قتلته قوات الأمن محمد كمال، ناهيك عن اعتبار الإخوان أن الأقباط ساهموا بشكل رئيس في الإطاحة بمرسي إذ شارك البابا تواضروس في صياغة بيان 3 يوليو 2013 الذي قضى بعزل مرسي، لذلك تعرضت الكنائس إلى هجمات عدة خاصة أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وحاولت جماعة الإخوان تأليب الرأي العام على النظام الحاكم، خاصة أن رهانات الجماعة على خروج المصريين في تظاهرات 11/11 للتنديد بالقرارت الاخيرة التي ادت بشكل كبير إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، حيث حذرت الجماعة من إقدام السيسي الذي اعتبرته بحسب بيانهم المستفيد الوحيد، وذكرت الجماعة بالعمليات التي تعرضت لها الأقباط، بينها أحداث ماسبيرو، ومرورًا بقتل مينا دانيال ومجدي مكين.

بيان حركة حسم

بيان حركة حسم
وحاولت حركة "حسم" التي لم تفوت فرصة قتل قوات الجيش والشرطة، حاولت غسل يدها من عملية الكنيسة البطرسية، لتحمل النظام مسؤولية الحادث، وتستخدم ذات المرادفات التي استخدمها بيان جماعة الإخوان، لتكشف كم المتشابهات بين الطرفين أو تُعزز نظرية ان حركة حسم تتبع جماعة الإخوان، اللافت أن جماعة الإخوان وحركة حسم، كلاهما حاول التأكيد أن موقفه من الأقباط أنهم من نسيج الوطن وان النظام هو من يحاول بث الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.
وقال بيان حركة "حسم" الإرهابية" أن من أسمتهم قوات الاحتلال العسكري قتلوا آلالاف الأبرياء في المساجد والشوارع والبيوت وها هي أيديهم تمتد إلي الكنائس لتقتل المزيد من النساء والأطفال، وحاولت تأصيل مرتكز فكري لها، بالقول إن الشريعة نصت على عدم جواز قتل الأطفال أو النساء او الشيوخ أو العابد في صومعته.
رُغم نفيهما علاقتهما
واكد البيان الإرهابي أنهم ماضون علي درب المقاومة وتحرير الوطن، في إشارة إلى استمرار توجيه ضربات لقوات الجيش والشرطة، وانهم أسسوا الحركة انطلاقاً من شعورهم بمظلومية شعبهم وحقه في أن يختار من يحكمه وأن يرفض حكم الميليشيات العسكرية له، وذلك بحسب البيان المتطرف، وحرض البيان الإرهابي الشعب المصري إلي استمرار ما أسموه مقاومتهم المشروعة للتخلص من الإحتلال العسكري.
اللافت ان تلك المصطلحات هي ذاتها التي يتم استخدامها في بيانات الإخوان، ما يعني أن المرتكزات الفكرية واحدة، وأن أهداف الحركتين أو إذا صح التعبير ان حركة "حسم" هي إحدى الأذراع المسلحة التي تعتمد عليها جماعة الإخوان في الداخل.
وقد صعدت حركة حسم من هجماتها خلال الفترة الاخيرة إذ أنها تمكنت من اغتيال قائد الفرقة التاسعة مدرعات العميد عادل رجائي، وقتل قوة كمين الطلبية في الهرم وهي آخر العمليات التي تبناها التنظيم، ما يعني ان الحركة قادرة علة تنفيذ عمليات نوعية بدقة

شارك