تضارب المعلومات حول اتفاق واشنطن وموسكو حول خروج المعارضة المسلحة من حلب

الأحد 11/ديسمبر/2016 - 09:11 م
طباعة تضارب المعلومات حول
 
تخريب حلب
تخريب حلب
نفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف توصل موسكو لاتفاق مع واشنطن حول خروج المسلحين من شرق حلب، وأن الولايات المتحدة تصر في محادثاتها مع روسيا على شروط غير مقبولة بشأن وقف إطلاق النار.
كانت وكالة رويترز نقلت عن المعارضة السورية أن موسكو وواشنطن توصلتا لاتفاق لإخراج المسلحين من شرق حلب خلال 48 ساعة، وذكر المصر أن الاتفاق يسمح للمسلحين الخروج مع عائلاتهم من حلب مع أسلحة خفيفة فقط.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر للمعارضة السورية أن موسكو وواشنطن توصلتا لاتفاق لإخراج المسلحين من شرق حلب خلال 48 ساعة، وأنه حسب المقترح سيتمكن المسلحون والمدنيون على حد سواء من الخروج بشكل آمن إلى خارج منطقة القتال، كما يجبر الاتفاق الروسي الأمريكي مسلحي "جبهة النصرة" على التوجه نحو إدلب، بينما يترك أمام الفصائل الأخرى اختيار وجهتها، مع الاشارة إلى أن الاتفاق يسمح للمسلحين الخروج مع عائلاتهم من حلب مع أسلحة خفيفة فقط.
من ناحية أخري أعلن مركز حميميم ال عن محاولة جديدة قام بها أكثر من 4000 مسلح من تنظيم "داعش" الإرهابي للسيطرة مجددا على مدينة تدمر السورية، وبالرغم من الخسائر الفادحة بالأرواح والمعدات وسط الارهابيين إلا أنهم يحاولون التمركز داخل المدينة، في الأحياء السكنية، حيث يمتنع الطيران الروسي عن شن أي غارات.
وكشفت تقارير عن مصادر من تنظيم "داعش" أن مقاتلي التنظيم أحكموا سيطرتهم على مدينة تدمر اليوم الأحد بعد تراجع لفترة قصيرة في مواجهة ضربات جوية روسية عنيفة لمواقعهم.
ووفق مركز حميميم، قام التنظيم الإرهابي بإرسال تعزيزات كبيرة إلى تدمر من مناطق الرقة حيث توقفت هذا الأسبوع العمليات القتالية التي تنفذها المجموعات المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد الإرهابيين، كما استقدم إرهابيو "داعش" إلى تدمر تعزيزات كبيرة وآليات مدرعة من دير الزور.
تجدر الإشارة إلى أن وسائط الاستطلاع كانت كشفت عن استقدام 5 آلاف داعشي إلى الرقة ودير الزور من الموصل العراقية، ويخوض الجيش السوري حاليا المعركة في موقع الدفاع داخل مدينة تدمر.
كيري ولافروف
كيري ولافروف
كانت وزارة الدفاع الروسية أكدت في وقت سابق من الأحد أن القوات السورية في ظل الإسناد الجوي الروسي تمكنت من صد جميع هجمات الإرهابيين على تدمر، موضحة أن المسلحين استخدموا بشكل مكثف الانتحاريين بسيارات مفخخة والمدرعات والراجمات". 
كما تمت الاشارة إلى أن الطيران الحربي الروسي نفذ خلال الليلة الماضية 64 غارة على مواقع الإرهابيين في محيط تدمر، ما أسفر عن تصفية أكثر من 300 مسلح، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي قام ليلا بقصف مواقع وأرتال الإرهابيين الذين هاجموا تدمر مجددا في محاولة للسيطرة على المدينة من جديد.
وأسفرت الغارات عن مصرع أكثر من 300 مسلح وتدمير 11 دبابة وعربة مشاة، إضافة إلى 31 سيارة مجهزة بالرشاشات.
كانت مجموعات كبيرة من تنظيم داعش بدأت هجوما واسعا على مدينة تدمر يوم الخميس الماضي مستخدمة الدبابات والعربات المدرعة والسيارت المفخخة، إضافة إلى أعداد كبيرة من الانتحاريين، وتمكن تنظيم داعش من السيطرة على عدد من النقاط والتلال في محيط المدينة، علاوة على حقلي جزل والمهر النفطيين في ريف تدمر. 
وأظهر تسجيل فيديو لقطات للاشتباكات بين الجيش السوري وعناصر التنظيم الإرهابي عند مشارف تدمر.
يشار إلى أن محافظ حمص، طلال البرازي أعلن في وقت لاحق أن القيادات الميدانية في القوات السورية اتخذت قرارا بالانسحاب من وسط المدينة والانتقال إلى التمركز على محيطها.
على الجانب الآخر قال المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى غرابة التصرفات الأمريكية خلال البحث عن تسوية للأزمة السورية .
ونوه تشوركين بأن سبب ذلك قد يكمن في التنافس بين البنتاغون والمخابرات المركزية من جهة والخارجية الأمريكية من جهة أخرى.
واشنطن تسعى لخروج
واشنطن تسعى لخروج المسلحين فى أمان
قال: "الأمر يكمن في تأجج التنافس الذي نلاحظه على مدى الأشهر الأخيرة بين هذه المؤسسات الحكومية الأمريكية بخصوص الأزمة السورية" .، ويرى تشوركين أن أحد أسباب الخلاف حول الموضوع السوري قد يكون في أن أحد الصقور في الموضوع السوري، سامنثا باور تشغل ليس فقط منصب مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، بل وعضوة في الحكومة الأمريكية بهذه الصفة، ولذلك لديها اتصال مباشر مع الرئيس في البيت الأبيض، على الرغم من أنها رسميا تابعة لوزير الخارجية جون كيري.
كان وزير الخارجية سيرغي لافروف قد أعلن  للصحفيين في الـ 9 من ديسمبر أن روسيا ترى وجود غرابة في تصرفات الولايات المتحدة حول صياغة اتفاقات بخصوص الوضع في حلب. وذكر لافروف أن الجانب الأمريكي طلب في البداية عقد لقاء، ولكنه لاحقا سحب الطلب المذكور، ومن ثم اتفق بعد ذلك على مواصلة الحوار. وقال كيري لنظيره الروسي إنه لا يعرف أي شيء حول سحب الوثيقة، وكذلك لا علم له بالتصريحات المعادية لسوريا وروسيا التي صدرت عن السيدة باور مؤخرا.
يذكر في حلب عن إيجور كوناشنيكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله "الناس يغادرون عبر ممرات إنسانية في تدفق مستمر إلى الجزء الواقع تحت سيطرة الحكومة السورية في المدينة... جزء كبير من حلب -93 بالمئة- أصبح اليوم تحت سيطرة الحكومة السورية"، وأنّه بعد الانتهاء من إجلاء المدنيين ستواصل قوات الحكومة السورية "تحرير" شرق حلب.
يذكر أن الجيش السوري أرسل تعزيزات إلى مدينة تدمر حيث تقدم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية إلى مشارفها في بعض من أشرس المعارك منذ أن فقد التنظيم سيطرته على المدينة التاريخية في وقت سابق من هذا العام.

شارك