يدعمون النظام ولا يدفعون الجزية.. أسباب اضطهاد "داعش" للمسيحيين

الأحد 11/ديسمبر/2016 - 10:48 م
طباعة يدعمون النظام ولا
 
أعاد الحادث الإرهابي المتعلق بتفجير الكنيسة البطرسية، صباح اليوم الأحد، فتح باب المناقشة إزاء ملف دوافع التنظيمات الإرهابية في استهداف الأقباط وإباحة دمائهم بكل هذه الدموية غير المُبررة شرعاً أو قانوناً أو عرفاً.
المُلاحظ أن الموجة الإرهابية التي ضربت في مصر سبعينيات وثمانينات القرن العشرين كانت تركز على استهداف الأقباط، وقد سجلت تلك الفترة العديد من وقائع الاعتداء على الأقباط بحجج شرعية واهية.
كان تنظيم "داعش سيناء" نشر في أبريل 2015 رسائل تهديد على حسابه على موقع التواصل الاجتماعيّ "تويتر"، على لسان القياديّ في التنظيم أبو عاصم المصريّ الذي قال إنّ الغزوات المقبلة ستوجّه ضدّ الأقباط لأنّهم جزء من دعائم نظام السيسي، ولا يدفعون الجزية.

يدعمون النظام ولا
وعاد مسلسل استهداف المسيحين في العالم العربي بقوة منذ بدء تصاعد نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسورية، فتحت التهديد بـ"السيف" غادر المسيحيون للمرة الأولى في تاريخ العراق الموصل، مخلفين وراءهم كنائس ومنازل ومحلات وحياة ماضية، اللافت أنه وبمجرد إعلان "داعش" قيام خلافته المزعومة في الرقة، وأهمل مسيحي الموصل أيام معدودة للمغادرة.
كان بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، قال في تصريحات سابقة "لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين"، مضيفا أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل" في اقليم كردستان العراق.

يدعمون النظام ولا
وقال ساكو إن مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها.
وذكر ساكو أن البيان دعا المسيحيين في المدينة "صراحة الى اعتناق الإسلام، وأما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون أية أمتعة، كما أفتى أن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعدا الى الدولة الإسلامية".
وأفاد شهود عيان في الموصل التي تعود غالبية جذور المسيحيين العراقيين إليها أن بعض مساجد المدينة دعت المسيحيين إلى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مذكرة ببيان "الدولة الإسلامية"، ومؤكدة أنه سيتم تصفية من يمتنع عن الخروج.

يدعمون النظام ولا
وكان بيان صادر عن "ولاية نينوى" حمل توقيع "الدولة الإسلامية" انتشر في وقت سابق على مواقع على الإنترنت، وجاء فيه أن التنظيم أراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين "الإسلام" أو "عهد الذمة" أي دفع الجزية، مهددا بأنه "إن أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف"، وبعد رفض القساوسة لقاء قادة التنظيم، فإن "أمير المؤمنين الخليفة ابراهيم"، زعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، "سمح" للمسيحيين بالمغادرة "بأنفسهم فقط من حدود دولة الخلافة، وبعد هذا الموعد ليس بيننا وبينهم الا السيف".
وتتعرض الكنائس في العراق منذ 2003 الى هجمات متكررة، وأدى أخطر هجوم استهدف المسيحيين إلى مقتل 44 مصليا وكاهنان في كنيسة للسريان الكاثوليك في قلب بغداد في 31 أكتوبر 2010.
وتصاعدت موجة استهداف الأقباط في مصر منذ مشاركة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسيّة البابا تواضروس الثاني، في بيان القوّات المسلّحة في 2 يوليو 2013، والذي عزل الرئيس الإخواني محمّد مرسي على أثره، حيث قامت الجماعات الجهاديّة بحرق كنيسة مار جرجس في العريش، عقب فضّ اعتصام أنصار الرئيس الأسبق مرسي في رابعة في 14 أغسطس.

يدعمون النظام ولا
كما تعتبر أوّل حوادث اغتيالات الأقباط كان حادث قتل سكرتير الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء، القسّ مينا عبّود على يدّ مسلّحين في العريش، حيث أطلقوا أعيرة ناريّة عليه في 6 يوليو 2013، وأنّ تنظيم "بيت المقدس" لجأ إلى خطف الأقباط وتحريرهم مقابل فدية حتّى يتمكّن من شراء الأسلحة لمحاربة الجيش المصريّ، خصوصاً بعد التضييق عليهم وحصارهم، فقام التنظيم الجهاديّ بخطف مجدي لمعي، وهو تاجر قبطيّ، وطلب التنظيم فدية ماليّة بمبلغ 200 ألف جنيه لكنّ عائلة الضحية لم تتمكّن من الدفع، فذبحوه في يوليو 2013.

شارك