الغرب يواصل دعمه للمعارضة السورية المسلحة..وموسكو ترصد أساس سقوط تدمر

الإثنين 12/ديسمبر/2016 - 09:05 م
طباعة الغرب يواصل دعمه
 
المعارضة السورية
المعارضة السورية
بعد أيام من تأكيدات واشنطن على ضرورة توفير خروج آمن للمعارضة السورية المسلحة، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده لن تتخلى عن دعم المعارضة السورية، مؤكدا أنه لا وجود لحل في حلب إلا بوقف إطلاق النار، مطالبا  بفتح معبر آمن لدخول المساعدات إلى حلب، ومساعدة المواطنين الذين يريدون الخروج منها.
قال هولاند خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، إنه "يجب محاسبة المسؤولين عن ارتكاب المجازر في حلب وجلبهم أمام المحكمة الجنائية"، مشيرا إلى أن وصف المعارضة السورية بالإرهابية أمر غير صحيح، موضحا أنها المعارضة تحارب هي أيضا الإرهاب المتمثل بتنظيم "داعش" و"النصرة".
أكد هولاند أن تحرير الرقة يجب أن يكون على يد قوات محلية تقاتل على الأرض مدعومة في الوقت نفسه من طيران التحالف الدولي.
فى حين أعلنت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أن قيادة الاتحاد على يقين من عدم وجود أي طريقة أخرى لحل الأزمة السورية إلا التسوية السياسية، موضحة أن الاتحاد الأوروبي لذلك يعمل ليلا ونهارا مع الشركاء والحلفاء الإقليميين من أجل المساعدة في بدء عملية المفاوضات والعثور على حل سياسي للنزاع السوري.
فيديريكا موجريني
فيديريكا موجريني
أوضحت موجيريني أن بعض تفاصيل مناقشة الأزمة السورية خلال جلسة مجلس الاتحاد الأوروبي بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء وقالت:"سنقوم أولا وقبل كل شيء بالتركيز على الوضع الإنساني.
 ويعمل الاتحاد الأوروبي مع الأمم المتحدة من أجل حماية السكان المدنيين وهذه تعتبير الأولوية الأساسية بالنسبة لنا في الوقت الراهن".  
وفى سياق آخر ربطت وزارة الدفاع الروسية هجوم تنظيم "داعش" على مدينة تدمر بريف حمص مع تعليق التحالف الدولي بقيادة واشنطن لعملياته في الرقة حتى الربيع المقبل، وأوضح اللواء إيجور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن التنظيم هاجم المدينة من 3 محاور – من الشمال والشرق والجنوب، إذ شارك في الهجوم ما يربو على 5 آلاف مسلح.
شدد كوناشينكوف على أنه لم يكن لمثل هذه المجموعة الكبيرة من قوات الإرهابيين وجود في محيط المدينة قبل يوم الخميس الماضي. وأوضح أن قرابة 4 آلاف إرهابي وبحوزتهم دبابات وعربات مصفحة وسيارات "جيب" مزودة برشاشات ثقيلة، انتقلوا بشكل سريع إلى ضواحي تدمر من ريفي دير الزور والرقة، مضيفا أنه سبق لهؤلاء أن خرجوا من الموصل العراقية إلى الأراضي السورية دون أن يواجهوا أي عوائق، موضحا أن الدواعش تمركزوا في محيط تدمر كونهم واثقين من أن الأعمال القتالية في الرقة لن تستأنف".
فرنسوا هولاند
فرنسوا هولاند
أضاف كوناشينكوف أن الإرهابيين شنوا على مدى يومين هجمات عدة على تدمر، فتمكن الجيش السوري من صد أول هجومين قويين بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية. وأوضح في هذا الخصوص أن الطيران الروسي وجّه 64 ضربة إلى مواقع تمركز ومواقع قتالية  لـ "داعش" وإلى تعزيزات كانت متجهة للإرهابيين على تخوم المدينة. وأسفرت تلك الغارات عن تدمير 11 دبابة وعربة مصفحة، و31 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة، والقضاء على زهاء 300 مسلح.
أوضح كوناشينكوف أنهم كانوا يستخدمون السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، والمدرعات والمدفعية الصاروخية التي بحوزتهم، مؤكدا على أن الإرهابيين تمكنوا من التوغل والتمركز على مشارف المدينة بعد هجوم مكثف، شاركت فيه، على أحد المحاور، سيارات مفخخة يقودها انتحاريون. وواصل الإرهابيون الهجوم رغم تكبدهم خسائر كبيرة.
شدد كوناشينكوف على أن الطيران الروسي لم يوجه، ولا يوجه حاليا، أي ضربات إلى الأحياء السكنية في تدمر، مضيفا أن الإرهابيين استغلوا هذا الأمر وكثفوا هجماتهم، وفي هذه الظروف، قامت القوات الحكومية السورية بإجلاء سكان تدمر، وانسحبت من المدينة، لتتمركز في مواقع على تخومها".
وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن السلطات السورية تتخذ حاليا كافة الإجراءات لتحرير المدينة في أقرب وقت، معتبرا أن الهجوم الداعشي الجديد على تدمر، يؤكد مرة أخرى أنه لا يجوز إعطاء الإرهابيين أي متنفس، علما بأنهم يستخدمون كل فرصة من هذا القبيل لإعادة نشر قواتهم ولشن هجمات مفاجئة.
أوضح أنه من الضروري ممارسة الضغوط على الإرهابيين على جميع المحاور في سوريا والعراق وفي الدول الأخرى، من أجل تقويض قدراتهم على شن هجمات جديدة، وللقضاء عليهم في نهاية المطاف، منوها إلى أن القوات الحكومية السورية بسطت خلال الساعات الـ24 الماضية، سيرطتها على 5 أحياء أخرى من حلب الشرقية، وباتت تسيطر على 96% من مساحة المدينة ، مضيفا أن مساحة الأحياء التي مازالت تحت سيطرة المسلحين شرقي المدينة لا تتجاوز 8.5 كيلومتر مربع.
العواصم الغربية تدعم
العواصم الغربية تدعم المعارضة المسلحة
وسبق أن كشفت تقارير سورية استعادة الجيش السوري سيطرته على أحياء الشيخ سعيد والشحادين ومنطقة الإسكان وكرم الأفندي وكرم الدعدع والصالحين، وصولا إلى جسر الحج والجلوم وباب المقام والفردوس وقلعة الشريف، وانه منذ بداية عملية الجيش السوري في حلب، تمكن ضباط المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، من إجلاء أكثر من 100 ألف مدني، بينهم 40484 طفلا، من الأحياء الشرقيةـ مع تزويد جميع المدنيين الخارجين من حلب الشرقية بالوجبات الساخنة والمواد الغذائية، مضيفا أن ما يربو على 5100 من سكان الأحياء الشرقية تمكنوا من العودة إلى منازلهم بعد تأمين المناطق التي يسكنون فيها.
وأرسل مركز المصالحة الروسي خلال الساعات الـ24 الماضية، 78 طنا من المساعدات الإنسانية إلى حلب الشرقية، وأن الخبراء الروس يواصلون تفكيك الألغام في الأحياء التي استعادها الجيش السوري، موضحا أن هؤلاء  قاموا حتى الآن بتأمين زهاء 31 هكتارا من مساحة المدينة وطرق بطول 18 كيلومترا، وهم تمكنوا في سياق هذه الجهود من تفكيك 1389 لغما وعبوة ناسفة.
فى حين كشف الكرملين أن تكثيف هجمات " داعش"، بما في ذلك استيلاؤه على مدينة تدمر بريف حمص، جاء على خلفية انعدام التعاون العملي مع الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى أمريكا، في محاربة الإرهاب.
وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي إن التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون مع دول أخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كان من شأنه أن يسمح لكافة الأطراف بالحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات. لكن واشنطن ترفض حتى إطلاق التعاون مع روسيا، وأن هجوم "الدواعش" على تدمر يدل مرة أخرى على حجم الخطر الهائل الذي يمثله "داعش". وأكد أن روسيا ستواصل دعم الجيش السوري في محاربة الإرهاب.
وأشار بيسكوف إلى "عملية دفع مجموعات كبيرة من الإرهابيين" على الخروج من العراق باتجاه سوريا، ما يتيح لهم إنشاء تشكيلات ومجموعات كبيرة نسبيا في أراضي هذا البلد والبدء بشن هجمات.

شارك