الغرب والخليج يواصلون الضغط على موسكو لوقف القتال وانقاذ المسلحين بحلب

الثلاثاء 13/ديسمبر/2016 - 05:41 م
طباعة الغرب والخليج يواصلون
 
ضغوط أممية لحل الأزمة
ضغوط أممية لحل الأزمة السورية
تتزايد الضغوط الغربية والخليجية على موسكو لتوفير خروج آمن للمسلحين من حلب، فى ضوء نجاح الجيش السوري وبدعم روسي من السيطرة على أكثر من 95% من مدينة حلب، وسط محاولات لزيادة الضغوط عبر مجلس الأمن تحت ستار ارتكاب جرائم ابادة جماعية فى سوريا. 
من جانبه رسمت وزارة الدفاع الروسية صورة متشائمة للوضع في شرق حلب، تختلف بقدر كبير عما تقدمه القنوات الغربية، ونفى اللواء إيجور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية المزاعم من "بقاء 250 ألف مدني" تحت الحصار في حلب، واصفا "العويل التمثيلي" من جانب السياسيين البريطانيين والفرنسيين، بأنه "كلام فارغ معاد لروسيا".
شدد كوناشينكوف على أن الإرهابيين كانوا يحتجزون أكثر من 100 ألف مدني في الأحياء الشرقية، لكنه شدد على أن هؤلاء خرجوا من تلك المنطقة عندما أتيحت لهم الفرصة، وتوجهوا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، لكي يكونوا في أمان والحصول على المساعدات والمواد الغذائية.
من ناحية أخري أعلن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، تلقيه تقارير تفيد بإطلاق مسلحين معارضين النار على المدنيين شرق حلب.
لافرورف
لافرورف
وأوضح روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف أن المجلس تلقي تقارير تحدثت عن قيام مقاتلين موالين للحكومة بقتل 82 مدنيا، بينهم 11 امرأة و13 طفلا، في 4 أحياء شرق حلب، عندما دخل أولئك المقاتلون آخر معاقل المسلحين هناك.
أضاف كولفيل أن التقارير جاءت في وقت متأخر من مساء الاثنين، وأنه لا يعرف بالضبط أين وقعت أعمال القتل، وتابع "التقارير التي لدينا عن أشخاص جرى إطلاق الرصاص عليهم في الشارع وهم يحاولون الفرار وأشخاص أطلق عليهم الرصاص في منازلهم".
من جهته أعلن الكرملين أن عدم ورود معلومات حول ارتكاب المسلحين جرائم وحشية في حلب في بيان لمستشار المبعوث الأممي إلى سوريا يان إيغيلان يدل على أنه لا يعلم حقيقة ما يحدث هناك.
قال المتحدث باسم الكرملين أن امتناع المسؤول الأممي عن إعطاء أي تفاصيل في هذه الحالة يدل على أنه لا يعلم ما يحدث في الواقع في سوريا وحلب.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الإدارة الأمريكية تدعو موسكو لوقف القتال، إلا أن واشنطن لم تفعل شيئا لذلك ولم تتمكن من فصل الإرهابيين الموالين لها عن غيرهم، موضحا إنه كان يمكن منذ سبتمبر الماضي إخراج المسلحين من حلب، مشيرا إلى أن المسلحين أنفسهم لم يوافقوا على اتفاق الهدنة.
معاناة المدنين فى
معاناة المدنين فى حلب
أكد الوزير الروسي أنه كان بالإمكان استخدام الوقت الذي جرت خلاله المشاورات عديمة الجدوى مع واشنطن في جنيف، لحل كافة القضايا المتعلقة بإخراج المسلحين وتحرير المدنيين المحاصرين في المناطق الخاضعة للمسلحين في حلب، متهما الغرب بأنه يرتكب الخطأ ذاته من خلال التعاون مع المتطرفين من أجل إسقاط الحكومة السورية، آملا في أنه سيتمكن بعد تحقيق ذلك من التخلص من المتطرفين أنفسهم، وقال: "هذا أمر مستحيل".
نفى وزير الخارجية الروسي اتهامات الدول الغربية بأن موسكو تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا أو أنها تضغط على الحكومة السورية لكي لا توافق على الخطة الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الحكومة السورية وافقت على ذلك، إلا أن المسلحين من جهتهم لم يوقعوا على هذه الخطة، أما تصريحات السداسية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا بشأن وجود موافقة المسلحين فإنها باطلة".
من جهة أخرى، أكد لافروف أن موسكو تجري اتصالات مكثفة بشكل دائم مع أنقرة حول تنسيق الخطوات حول سوريا، وأوضح الوزير الروسي أن هناك تفاهما بين روسيا وتركيا للمهمات التي يواجهها المجتمع الدولي على خلفية الوضع في سوريا، وقبل كل شيء هناك تفاهمات في مجالات مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضي سوريا ومنع تفككها.
وفى سياق آخر يواصل الجيش السوري تقدمه في أحياء حلب الشرقية، رغم دعوات الحوار والاحتجاجات الغاضبة في الدول الداعمة للمعارضة السورية، وحسب معلومات وزارة الدفاع الروسية، بسط الجيش السوري سيطرته على 98% من مساحة مدينة حلب، فيما تتقلص سيطرة المعارضة المسلحة على المناطق الخاضعة لها بسرعة فائقة.
وطرحت تساؤلات بشأن فرص التوصل إلى حل تفاوضي لإخراج المسلحين الباقين في حلب الشرقية حتى آخر لحظة؟ من يقف وراء الدعوات الساخنة إلى وقف إطلاق النار في حلب، رغم عدم اتخاذ أي خطوات عملية من قبل الغرب لإيجاد حل وسط ينهي الأزمة؟
وأكدت موسكو أنها تجري مشاورات مكثفة مع أنقرة حول حلب، بالتزامن مع استمرار لقاءات الخبراء الروس والأمريكيين في جنيف، على الرغم من عدم إحراز أي نجاحات تذكر في هذا الشأن.
يأتي تقدم الجيش السوري والموقف الصارم التي تتخذه موسكو على خلفية الدعوات الملحة إلى عقد اجتماعات دولية جديدة حول حلب، دون أن تتضمن أي من تلك الدعوات أي اقتراحات عملية حول حل قضية حلب.
دعوات لحماية المدنيين
دعوات لحماية المدنيين
كانت فرنسا قد دعت الأمم المتحدة إلى استخدام كافة الآليات على الفور "للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب".، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن التوصل إلى وقف النار أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، مضيفا "إن مساندي النظام بدءا من روسيا لا يمكنهم السماح بأن يسود منطق الانتقام والترويع دون أن يتحملوا مخاطر أن يصبحوا متواطئين".
بينما  دعت قطر لاجتماع عاجل للجامعة العربية على مستوى المندوبين من أجل مناقشة ما يحدث في حلب السورية مع استمرار عملية الجيش السوري لاستعادة السيطرة على المدينة بالكامل، وتحدثت قطر في دعوتها عن "جرائم إبادة جماعية ترتكبها الحكومة السورية ضد آلاف المدنيين".
كان مجلس الوزراء السعودي قد شدد في بيان أصدره الاثنين على ضرورة عقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة تبحث الوضع في سوريا.
فى حين عبرت أنقرة، بعد تأكيدها إجراء مشاورات مكثفة مع موسكو حول فتح ممرات إنسانية في حلب وإجلاء المدنيين، عن "رعبها وغضبها" من "مذبحة بحق المدنيين" في حلب، وذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية التركية.
وطالبت الخارجية التركية بالوقف الفوري لهجمات الجيش السوري وبإجلاء المدنيين من حلب الشرقية، معتبرة أن القوات الحكومية "لا تعطي المدنيين الراغبين في الخروج من حلب أية فرصة". واعتبرت أن أعمال الجيش السوري في حلب الشرقية قد ترتقي لـ "إعدامات جماعية".

شارك