احتدام القتال علي جبهات اليمن... والحوثيين يبحثون عن دعم روسيا

الخميس 15/ديسمبر/2016 - 05:50 م
طباعة احتدام القتال علي
 
بعد تواصل أعمال القتال بين الحوثيين والقوات الحكومة، فيما التقي وفد من الحوثيين نائب وزير الخارجية الروسي في محاولة للبحث عن الاتعتراف الدولي، مع وجود خلافات بين الحوثيين وصالح في عدة جبهات.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، تمكنت وحدات من الجيش اليمني الأربعاء، من تحرير السلسة الجبلية المطلة على سوق الربوع الواقع على طريق تعز - عدن، جنوب محافظة تعز، وسط اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس".
وأكد مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية إن "القوات تمكنت من تأمين طريق هيجة العبد الرابط بين تعز - لحج - عدن بعد تطهير السلسلة الجبلية المطلة عليه، حيث ظل مقطوعاً من قبل ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، خلال الثلاثة أشهر الماضية".
واندلعت مواجهات بين الجيش والمليشيات في مناطق مختلفة من المحافظة، أسفرت عن مقتل أربعة من مسلحي المليشيات وإصابة خمسة آخرين، وإعطاب دورية تابعة للانقلابيين.
كما أكد ضابط في الجيش اليمني الوطني، مقتل قائد الحوثيين في جبهة باقم بمحافظة صعدة إبراهيم الجرموزي، وعدد من مسلحيه في مواجهات جنوب منطقة مندبة.
وأوضح مصدر أن الميليشيات الانقلابية حاولت التسلل مراراً إلى منطقة مواقع جنوب جبال مندبة، وفي آخر تلك المحاولات تسللت مجموعة مسلحين حوثيين بقيادة إبراهيم الجرموزي، لكن الجيش أحبط المحاولة وقضى على المجموعة، وفقاً لصحيفة عكاظ السعودية.
وأحبط الجيش الوطني في محافظة تعز هجمات للميليشيات شرق وجنوب المدينة، وذكر مصدر عسكري أن 20 من مسلحي الميليشيات الانقلابية قتلوا في معارك عنيفة، شهدتها قرى الخلل بالأقروض في مديرية المسراخ جنوب تعز.
وذكر أطباء أن 7 من أسرة واحدة بينهم أطفال أصيبوا، في قصف للميليشيات الانقلابية المتمركزة في جبل العلا بمنطقة الحوبان على حي مشروع المياه شرق المدينة، بعد فشلها في إحراز أي تقدم ميداني.
وفي محافظة البيضاء، سيطر الجيش الوطني والمقاومة على مواقع استراتيجية في مديرية الزاهر، وأوضح رئيس المركز الإعلامي للمقاومة مصطفى البيضاني، أن عدداً كبيراً من مسلحي الميليشيات الانقلابية قتلوا أثناء العملية العسكرية للجيش الوطني والمقاومة على جبال كساد الاستراتيجية المطلة على محافظتي أبين ولحج، مؤكداً أن تلك المواقع أصبحت تحت سيطرة المقاومة ويجري حالياً تطهيرها من الألغام.
فيما قتل أربعة مسلحين من الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، وأصيب خمسة آخرون، اليوم الأربعاء، في مواجهات مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة تعز(275) كم جنوب صنعاء.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن "قوات الجيش والمقاومة الشعبية أعطبت عربة عسكرية تابعة للحوثيين وقوات صالح جنوب تعز".
وأشارت المصادر إلى أن "المواجهات أسفرت عن مقتل أحد أفراد الجيش والمقاومة الشعبية، وإصابة خمسة آخرين.
وبحسب المصادر، شنت مقاتلات التحالف غارتين جويتين على مواقع الحوثيين وقوات صالح في "معسكر الإذاعه" بالحوبان، شرق تعز.
وفي سياق متصل، قالت مصادر طبية إن "مدنياً قتل وأصيب اثنان آخران جراء قصف الحوثيين وقوات صالح لأحياء الروضة، وزيد الموشكي، والأحياء الواقعة في محيط معسكر الدفاع الجوي، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، كشفت مصادر مطلعة، أن الرئيس اليمني اليمني السابق علي عبد الله صالح طلب من وزير دفاع حكومة الحوثيين، إصدار قرارات عسكرية وإنهاء سيطرة القيادات الحوثية على معسكرات الجيش بشكل غير قانوني، وذلك في إشارة إلى تصاعد التوتر الداخلي بين الميليشيات الانقلابية.
وقالت المصادر، بحسب صحيفة "اليوم"، إن "صداماً مسلحاً وقع بين قيادات للمخلوع في الحديدة وقيادات للحوثي على خلفية صراع على معدات وآليات عسكرية بحرية تسعى الميليشيات إلى الاستحواذ عليها". 
وحسب المصادر، فإن "الميليشيات تحاصر منذ أسبوع قائد ألوية الدفاع الساحلي في الحديدة العميد علي الأنسي، إضافة إلى ضباط آخرين معه، بعد رفضهم السماح للقيادي الميليشياوي أبو سجاد بنقل مدافع بحرية من الحديدة إلى جهة أخرى".
وفي الخوخة، طردت ميليشيات الحوثي 5 من قادة بحرية للمخلوع، إضافة إلى اعتقال 3 من ضباط معسكر أبو موسى الأشعري وجميعهم من "سنحان" .
وقالت المصادر إن "الميليشيات رفعت تقريراً إلى قيادتها العسكرية وضحت فيه أن القوات الموالية لصالح في الشريط الساحلي، مخترقة من قبل ضباط وأفراد وقادة جنوبيين يعملون مع التحالف، وأن هناك تحركاً لتسليم هذه الوحدات لعملية عسكرية يعد لها التحالف لإسقاط محافظة الحديدة والشريط الساحلي.
وتضمن تقرير الميليشيات اتهام ضباط بالدفاع الساحلي بتقديم معلومات لجهات عسكرية دولية تسببت في ضرب رادارات وبطاريات صواريخ خلال الشهر الماضي، وتدمير أسلحة نوعية حسب التقرير. الاتهام طال ضباطاً بينهم العميد علي الأنسي قائد الدفاع الساحلي في اتهام واضح بالعمل لصالح أمريكا.
القاعدة حاضرة:
وعلي صعيد اخر ، وصفت القاعدة في اليمن تنظيم "داعش" بالجماعة "المنحرفة"، مدينا في بيان الهجوم الانتحاري الذي استهدف الأسبوع الماضي قاعدة عسكرية في مدينة عدن وقتل فيه 48 جنديا يمنيا.
وقال تنظيم "أنصار الشريعة" الفرع اليمني لتنظيم القاعدة في بيان إنه "تبيينا للحقيقة واعذارا إلى إخواننا المسلمين نعلن بشكل واضح وجلي أنه لا علاقة لنا بهذه العملية لا من قريب ولا من بعيد".
وكان انتحاري فجر نفسه السبت الماضي في تجمع للجنود في معسكر الصولبان التابع للجيش اليمني في المدينة الجنوبية وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية. وقتل في الهجوم 48 جنديا وأصيب 29 جنديا آخر بجروح.
وذكر البيان أنه "بما أن أعيان قبيلة باكازم التي قتل من أبنائها عدد كبير في التفجير الأخير طلبوا منا أن نوضح موقفنا فقد جاء هذا البيان قطعا للطريق على كل من يحاول استغلال هذه الأحداث لخلق فتنة بين القبائل وأبنائهم المجاهدين".
وأوضح أن "تنظيم الدولة الاسلامية عندنا هو تنظيم منحرف قد بينا انحرافه في أكثر من مناسبة وقد استنكرنا أخطاءهم أكثر من مرة".
ويشهد اليمن منذ نحو 20 شهرا نزاعا مسلحا أوقع أكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو 37 ألف جريح منذ مارس/اذار 2015، بحسب الأمم المتحدة.
وصعد تنظيما الدولة الاسلامية والقاعدة في عدن في الأشهر الأخيرة من هجماتهما في المدينة على الرغم من الخطط الأمنية التي تحاول القوات الحكومية تطبيقها لمنع وقوع هجمات اضافية.

ونفذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سلسلة هجمات استهدفت الجيش اليمني في محاولة لزعزعة الاستقرار في عدن.
وتمكن التنظيم المتطرف الى جانب "داعش" من تعزيز وجوده في اليمن مستغلا الفوضى الأمنية التي أحدثها الحوثيون بانقلابهم على الشرعية.
ويأتي بيان أنصار الشريعة الذي يتبنى عقيدة ونهج القاعدة في محاولة على ما يبدو لاحتواء غضب القائل اليمنية التي قتل العشرات من أبنائها الجنود في قوات الجيش اليمني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، التقي وفد من جماعة الحوثيين "أنصار الله" برئاسة محمد عبد السلام، نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، في مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو.
وبحث نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوجدانوف، لقاء مع رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام وعضوي الوفد حمزة الحوثي ومهدي المشاط، الأزمة اليمنية في ظل اتفاق مسقط والخطة الأممية التي قدمها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، إنه تم خلال لقائه بمبعوث الرئيس الروسي بحث العلاقات بين الجانبين، واصفا اللقاء بأنه كان مهما ومثمرًا.
وخلال اللقاء أكد بوجدانوف دعم بلاده للحل السياسي وجهود المبعوث الأممي كما جدد موقف بلاده الرافض للحل العسكري.
وكان وفد الحوثيين المتواجد في روسيا قد أنهى زيارة مماثلة للعاصمة الصينية بكين والتي جاءت بدعوة من القيادة الصينية.
فيما تستضيف منظمة التعاون الإسلامي يوم الأحد المقبل، اجتماعاً لمعالجة الأوضاع الإنسانية في اليمن، وذلك بمقر المنظمة في مدينة جدة غرب السعودية.
 وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الخميس، إن الاجتماع يأتي في سياق جهود الدول الأعضاء بالمنظمة والدول المانحة لإغاثة ومساعدة الشعب اليمني، حيث تُعَدّ الأزمة الإنسانية في اليمن اليوم إحدى أكثر الأزمات خطورة في العالم، من خلال تأثيرها المدمر على المدنيين.
وأضافت أن مناقشات الاجتماع الاستراتيجية ستُركز على كيفية الاستجابة بطريقة فاعلة للاحتياجات العاجلة والمتوسطة المدى للشعب اليمني، فيما سيعمل الاجتماع الذي يُنظَّم بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، على جمع مسؤولين كِبار من الجهات المانحة، إلى جانب ممثلين عن الجهات الإنسانية الرئيسية العاملة في اليمن، كما سيتناول الاجتماع أيضاً كيفية تنسيق النشاطات الإنسانية والتنموية في المستقبل.
وسيُقيّم الاجتماع الوضع الإنساني الراهن والتطورات المستقبلية المتوقعة، والرد الجاري والتحديات التشغيلية والمالية الرئيسية المطروحة بهدف التوصل إلى اتفاق للقيام بالتعبئة المشتركة للموارد من أجل مساعدة الشعب اليمني.
وسيسعى الاجتماع أيضاً إلى حشد التأييد لعقد المؤتمر الإنساني رفيع المستوى للأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي لإعلان التبرعات، الذي سيُعقَد في العام 2017، بغية حشد الموارد اللازمة لدعم الشعب اليمني.
ويذكر أن الاجتماع ينعقد تنفيذاً لقرار منظمة التعاون الإسلامي الوارد في البيان الختامي للدورة 13 لمؤتمر القمة الإسلامي التي عُقدت في اسطنبول في إبريل الماضي، الذي طُلب من الأمين العام للمنظمة تنظيم مؤتمر دولي لحشد الموارد اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية وإنمائية للشعب اليمني.

المشهد اليمني:

يتصاعد في اليمن قلق بالغ من احتمال أن يدفع انسداد أفق الحل السياسي وغياب الحسم العسكري المجتمع الدولي إلى الاعتراف بــ"سلطتين" في اليمن: إحداهما هي الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن ومدن الجنوب والشرق، والأخرى هي حكومة "الإنقاذ الوطني" في العاصمة صنعاء ومناطق الشمال والغرب، وهو ما يعني عمليًّا تقسيم اليمن إلى دوليتن.

شارك