بعد التحذيرات الأمريكية.. فوبيا "داعش" تلحق بالجزائر

الخميس 15/ديسمبر/2016 - 07:37 م
طباعة بعد التحذيرات الأمريكية..
 
في ظل مساعي التنظيم الإرهابي "داعش"، لاستقطاب العناصر الشبابية ، من مختلف دول العالم سواء العربية او الأوروبية، أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، محمد عيسى، الخميس، إن 100 جزائري ينشطون مع ما التنظيم الإرهابي "داعش".
بعد التحذيرات الأمريكية..
وقال عيسي، إن الخلايا النائمة ومواقع التواصل الإجتماعي تعد الوسيلة الوحيدة التي يقوم من خلالها تنظيم داعش بتجنيد الأشخاص المغرر بهم، مضيفًا أن مساجد الجزائر لا تزال محصنة ضد أي اختراق للأفكار المتطرفة.
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية أن ذكرت في تقرير لها، أن تقارير استخباراتية، كشفت عن مخطط لتنظيم "داعش" لتمرير 600 عنصر من التنظيم الإرهابي، من أجل ضرب استقرار الجزائر، وتشكيل فعرع جديد في مناطق التوتر داخل البلاد، وأوضحت مصادر أمنية جزائرية ، أنه تم إحصاء ما لا يقل عن 600 إرهابي داعشي يتحركون على الحدود الجزائرية الليبية التونسية.
وأشارت التقارير إلى أن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، أرسل 3 قيادات من التنظيم إلى الجزائر؛ من أجل إطلاق فرع داعش تحت مسمي"ولاية الجزائر"، خاصة وأن التنظيم لم يظهر له أثر باستثناء عملية استعراضية خاصة بمقتل الرعية الفرنسي هيرفي غوردال.
وكشفت التقارير الاستخباراتية، أن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي أوفد الإرهابيين الثلاثة بهدف إطلاق "ولاية الجزائر" وهم مكلفون بحسب المصادر، بتنشيط خلايا المنظمات المسلحة بالمناطق الحضرية؛ حيث يترأس مجموعة الثلاثة محمد مريمي، المعروف حركيًّا لدى الأجهزة الأمنية بـ"أبو مرام الجزائري"، وقد دخل الجزائر عبر الحدود التونسية، ومعه "أبو مهاجر" الذي سافر إلى سوريا في 2012 بهدف "الجهاد"، وهو من جنوب غرب البلاد، أما الثالث فهو غير معروف، وأوضحت الجهة ذاتها أن مصالح الأمن التونسية أبلغت نظيرتها الجزائرية في نوفمبر الماضي بأن حوالي 20 متطرفًا جزائريًّا غادروا معاقل الإرهاب بسوريا واستقروا بليبيا، ويفهم من ذلك أن هؤلاء قد يعودون إلى الجزائر بهدف تنفيذ أعمال إرهابية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وجهت أول أمس عبر موقعها الإلكتروني تحذيرا لرعاياها بالجزائر ضمن نصائحها الدورية حول السفر جاء فيه أنها "تواصل تحذير المواطنين الأميركيين، من التنقل إلى المناطق المعزولة في جنوب وشرق الجزائر وكذا بمنطقة القبائل (شرق العاصمة)، لأن خطر العمليات الإرهابية والاختطافات قائم بقوة".
فيما وصفت الخارجية الجزائرية اليوم الخميس، التحذير الأمريكي من السفر إلى الجزائر بدعوى وجود خطر إرهابي، بالنظرة "المشوهة والبالية والتي لا تعكس الواقع".
وجاء في بيان الخارجية الجزائرية، أن التحذير الأمريكي يجسد كالعادة نظر معديه إلى الوضع بالجزائر بنظرة مشوهة وبالية لا تعكس حقيقة الوضع الأمني بالجزائر، موضحًا أن أمن الجزائر مستتب بصفة دائمة بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي دعا إليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والثمن الباهظ الذي دفعته للتخلص من الإرهاب وكذا بفضل التجنيد واليقظة المستمرين للجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن على كامل التراب الوطني.
بعد التحذيرات الأمريكية..
وأضاف: "وتبقى جميع الرسائل الأحادية الجانب التي تسعى بدون جدوى إلى ضمان حماية انتقائية وتفضي إلى تفكيك روابط الشراكة والتعاون ضد ظاهرة الإرهاب ذات مفعول عكسي ولا أساس لها".
وفي مارس 2015 أعلن تنظيم " داعش" بالجزائر لأول مرة في بياناته الصادرة في فبراير الماضي، عن تحوله إلى تسمية "ولاية الجزائر"؛ حيث نقلت بعض المواقع التي تنشر أخبار التنظيمات الإرهابية بيانين عن تبنيه لعمليتي تفجير ضد قوات الجيش والأمن بمنطقة العجيبة بالبويرة وإطلاق نار على قوات الأمن قرب تابلاط، تحت تسمية "ولاية الجزائر"، بعد أن كان يوقع بياناته بـ "جند الخلافة".
وتواجه قوات الجيش والأمن الجزائرية منذ تسعينيات القرن الماضي عدة تنظيمات إرهابية لكن خطرها تراجع خلال السنوات الأخيرة بعيدا عن المدن والتجمعات السكنية.
كما تسجل خلال الفترة الأخيرة هجمات ضد مصالح الأمن والجيش من قبل هذه الجماعات لكنها محدودة.
وتمكنت السلطات الجزائرية من تحييد آلاف المسلحين الذين سلموا أنفسهم واستفادوا من العفو بعد صدور قانون المصالحة الوطنية عام 2005 والذي منح عفوا مشروطا للمسلحين فيما قتل قرابة 17 ألف مسلح في مواجهات مع قوات الأمن إلى غاية دخول القانون حيز التنفيذ وفق تقارير إعلامية.
وكان الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري قد أعلن في 22 سبتمبر الماضي قرب نهاية الظاهرة في البلاد بالقول "سنجعل بإذن الله تعالى وعونه، وفي المستقبل القريب، من ظاهرة الإرهاب في بلادنا أثرا بعد عين، وشعبنا لن يسمح بتكرارها مهما كانت الظروف والأحوال".
وأفادت إحصاءات لوزارة الدفاع الجزائرية نشرت في يونيو الماضي أن قوات الجيش قتلت 107 إرهابيين خلال النصف الأول من السنة الجارية في عمليات متفرقة.
ولا توجد أرقام رسمية عن عدد عناصر الجماعات الإرهابية الناشطة حالياً في الجزائر، لكن تقريراً أمنياً نشرته قناة الشروق الخاصة في مايو أيار الماضي ذكر أن عددهم حوالي 300 عنصر أغلبهم ينشطون في مناطق جبلية شمال البلاد.
وأكد تقرير لمعهد "ثينك تانك الأسترالي حول الاقتصاد والسلام"، في نسخته الخاصة بسنة 2016، أن الجزائر سجلت تقدما كبيرا من الناحية الأمنية هذا العام.
بعد التحذيرات الأمريكية..
ووفق التقرير، الذي نشر شهر نوفمبر ، فإن "منسوب الأعمال الإرهابية في العالم انخفض إلى 10 بالمائة في 2015، وهو التراجع الأول منذ 2010، وأوضح أن من أكثر الدول استفادة من هذه الانخفاض، الجزائر، التي حلت في المرتبة 42، متقدمة على فرنسا التي جاءت في المرتبة 29 وألمانيا في المرتبة 41.
وشمل التقرير 163 بلد، وارتكز على مؤشرات أربعة هي عدد الاعتداءات الإرهابية في السنة وعدد القتلى وعدد الجرحى وتقييم الأضرار المادية.
من جانبها كيفت قوات الجيش الجزائري تحركاتها خصوصًا بالمناطق القريبة من الحدود الليبية، وصحراء تطاوين التي تعتبر ممرًّا للجماعات المسلحة، خاصة المثلث الحدودي الذي تمكنت فيه وحدات الجيش الجزائري، في الأشهر الأخيرة، على مستوى منطقة أبيار الذر داخل الحدود الجزائرية، من القضاء على عدة إرهابيين متسللين واكتشاف مخابئ وأسلحة متنوعة. 
وفي فبراير الماضي تمكنت الشرطة القضائية بولاية بومرداس شرق الجزائر، من تفكيك ثاني شبكة تنشط لصالح تنظيم "داعش" الإرهابي، تتكون من 32 شخصًا، بينهم 4 نساء، إحداهن زوجة الإرهابي "الأمير أبومرام الجزائري" الضابط الشرعي للتنظيم في الجزائر.
ويبدو أن المعارك الدامية التي تشهدها ليبيا في ظل محاربة التنظيم الإرهابي "داعش"، سيكون لها تأثيرها على الأمن الجزائري، في ظل مساعي تنظيم "داعش" من أجل تأسيس ولاية له في البلاد، مع اشتداد الضربات عليه المدن الليبية، وتضييق الخناق عليه في سوريا والعراق، مما تعد الأمور أكثر تعقيدًا للأمن الجزائري في صد أي اختراق لتنظيم "داعش" للبلاد.

شارك