تفجير طفلة لقسم شرطة بسوريا.. الأطفال قنابل "داعش" القاتلة

السبت 17/ديسمبر/2016 - 03:31 م
طباعة تفجير طفلة لقسم شرطة
 
عادت ظاهرة استغلال داعش للأطفال في الأعمال القتالية إلى الساحة مرة اخرى لكن هذه المرة بقوة أكبر، إذ أثار  اعلاان الأمن السوري عت تنفيذ طلفة في الثامنة من عمرها لتفجير استهدف مركز شرطة المديان بالعاصمة السورية دمش امسن وادي الي وفاة الطفلة وجرح اخرين.

تفجير مركز شرطة دمشق:

تفجير مركز شرطة دمشق:
فقد كشفت مصادر أمنية سورية أن الإرهابيين استخدموا طفلة "8 سنوات"، في تفجير قسم شرطة الميدان بالعاصمة دمشق، وأدى إلى مقتل الطفلة وجرح أحد عناصر الشرطة.
وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق في تصريح لـوكالة "سانا"، أن "إرهابيين استغلوا طفلة في الثامنة من عمرها تقريبا وقاموا بتحميلها عبوة ناسفة صغيرة وطلبوا منها الدخول إلى قسم شرطة الميدان على أنها تائهة عن منزلها وبعد دخولها بلحظات فجرت العبوة عن بعد، ما أدى إلى وفاتها وإصابة أحد عناصر القسم بجروح طفيفة".
وأصيب شخصان منتصف الشهر الماضي بجروح نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في منطقة نهر عيشة السكنية بمدينة دمشق.

الاطفال قنابل "داعش":

الاطفال قنابل داعش:
ونفذ داعش في الفترة الماضية، عدة هجمات عبر الاطفال، كان ابرزها، قيام طفلين يبلغان من العمر 12 و14 عاماً، بتفجير نفسيهما في مدينة ديلوك بكوردستان تركيا، في ليلة 20  اغسطس2016، مستهدفين حفل زفاف، ما اودى بحياة ما لا يقل عن 57 شخصاً.
كما حاول مراهقان شقيقان، في 22 اغسطس 2016، تفجير نفسيهما في كركوك، لكن الشرطة تمكنت من قتل احدهما باطلاق النار عليه، قبل ان يفجر نفسه مستهدفاً حسينية جعفر الصادق، كما تم اعتقال الطفل الآخر، وظهر على شاشات التلفزيون على الهواء مباشرة وهو يبكي خائفاً اثناء ضبطه مرتدياً حزاما ناسفاً.
وقد كشفت تقارير اعلامية عراقية عن أن ما بين 800 إلى 900 طفل خطفوا على أيدي تنظيم داعش من مدينة الموصل العراقية عام 2015 وحدها؛ وذلك لتدريبهم دينيا وعسكرًيا. وجرى تقسيم الأطفال إلى مجموعتين الأولى، لأطفال تتراوح أعمارهم بين خمس و10 سنوات، وتم وضع هؤلاء في مخيمات لتلقي تكوين ديني، والمجموعة الثانية للأطفال بين الـ10 و15 سنة، واقتيد أصحابها إلى مخيمات تدريب عسكرية.
وفي مارس 2016 حذّر تقرير صدر عن مؤسسة «كويليام» البريطانية لمكافحة التطرف، بالاشتراك مع جمعية «مبادرة روميو دالير للجنود الأطفال» في لندن، ومنظمة «اليونيسكو»، من مخاطر تحويل تنظيم «داعش» الأطفال الذين ينشأون في ظل «خلافته» إلى قنابل بشرية موقوتة، مشيراً إلى أن التنظيم يعمد إلى تلقينهم منذ الصغر تفسيراً بالغ التشدد للتعاليم الدينية ويربيهم على مشاهدة عمليات القتل والتعذيب، ما يُنذر بمستقبل دام لمن يصفهم التقرير بـ «أطفال الخلافة».
وقال رئيس «كويليام» نعمان بن عثمان قبل توزيع البحث الذي أعده بالاشتراك مع الباحثة في المؤسسة نيكيتا مالك: «هذه واحدة من أحلك الأيام. فالأطفال مفتاح المستقبل، والتنشئة في دولة داعش تبدأ من الولادة، ثم تزداد تشدداً في المدارس ومعسكرات التدريب. يتم تعليم الأطفال وفق تفسير خاص للشريعة، ويتم نزع أي شعور منهم تجاه العنف، ويتعلمون مهارات بهدف رفع راية الجهاد!». وقالت مالك إن البحث يُظهر أن «هناك 31 ألف امرأة حامل في الدولة، وهذا أمر مقلق حقاً. هذا التقرير يملأ الفراغ في الأبحاث المتعلقة بالأطفال في التنطيم. من واجب المجتمع الدولي أن يأخذ المبادرة بدل أن يكتفي بأسلوب رد الفعل عندما يركّز على هؤلاء الأطفال».
ومن ضمن ما يكشفه التقرير، أن هناك قرابة 50 طفلاً بريطانياً يتم تعليمهم «الجهاد» في سورية والعراق. وعلى رغم أن هذا التنظيم لجأ في السابق إلى «خطف أطفال» بهدف ضمهم إلى جنوده (مثل أطفال «السبايا» الإيزيديات)، إلا أن تقرير «كويليام» يشير أيضاً إلى «ضغوط» تُمارس على الأطفال في مناطق سيطرة التنظيم بهدف «إخافتهم» ودفعهم إلى الالتحاق به طوعاً.
وشرح التقرير أن «أطفال الدولة» يتعلمون منهجاً بالغ التشدد حالياً، إذ حُذفت منه مواد مثل الفلسفة والرسم والدراسات الاجتماعية من المناهج التعليمية، في حين يتم تحفيظ الطلاب آيات من القرآن الكريم ويُنقلون لحضور «تدريب جهادي» يتضمن إطلاق النار واستخدام الأسلحة والفنون القتالية. أما البنات، اللواتي يوصفن بـ «لآلئ الخلافة»، فيتم تعليمهن ارتداء الحجاب منذ الطفولة، ولا يُشاهدن خارج المنزل، كما يتم إقناعهن بأن مهمتهن العناية بأزواجهن عندما يتأهلن.
وبعدما حذّر التقرير من أن تنشئة الأطفال في ظل حكم «داعش» يؤثر سلباً في نموهم الجسدي والنفسي، أشار إلى أنه سجّل بين أغسطس 2015 وفبراير 2016 ما يصل إلى 254 حالة استخدم فيها «داعش» الأطفال في دعايته. وقسّم التقرير هذا الظهور الدعائي إلى خمس فئات: مشاركة الأطفال بأنفسهم في العنف، الاعتياد على العنف، لعب دور في بناء الدولة، إظهار دولة «داعش» بوصفها الدولة المثالية، والشكوى من السياسات الأجنبية ضد المسلمين. ولفت التقرير إلى أن الفئة الأولى كانت هي المهيمنة، وتمثلت في مشاركة الأطفال بأنفسهم في القتل أو مشاهدة عمليات القتل والعنف.
ووفق التقرير، فإن «ولايات» تنظيم «داعش» في العراق كانت أكثر من استخدم في إعلاناتها الدعائية الأطفال والصغار في العمليات القتالية أو كمفجرين انتحاريين. وفي الشهور الستة الماضية، أظهرت دعاية «داعش» 12 طفلاً «سفّاحاً» وطفلاً واحداً يشارك في عملية إعدام علنية. وكانت «ولايات داعش» في سورية أكثر من استخدم «الأطفال السفاحين» في إصداراتها، في حين كانت «ولايات» العراق أكثر من استخدم الأطفال كمقاتلين أو انتحاريين.

اوربا والقلق من الاطفال الانتحاريين:

اوربا والقلق من الاطفال
وعلي صعيد اخر تحاول دول أوروبية عدة فهم جدل عميق يدور بهدوء في مجتمعاتها كان سببا في ذيوع تطرف إسلامي بين صفوف المراهقين. ومؤخرا انضم الأطفال إلى صفوف الساعين إلى الموت من أجل تحقيق أهداف تنظيم الدولة الإسلامية الذي يجد له كل يوم أرضا خصبة في أوروبا.
وتقف السلطات في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى عاجزة عن فهم مدى انتشار أفكار جهادية بين طلبة المدارس وأطفال آخرين ولدوا في الغرب خصوصا.
وذكرت السلطات في ألمانيا الجمعة أنها تشتبه في أن صبيا في الثانية عشرة من عمره حاول أن يفجر، أواخر نوفمبر الماضي، عبوات محشوة بالمسامير في لودفيغشافن، غرب ألمانيا، وتحدثت الصحافة عن تحريض إسلامي.
وقاد التحقيق إلى صبي “اعتنق التطرف” و”أمكن تحريضه أو توجيه الأوامر إليه عن بعد” بواسطة عضو في تنظيم الدولة الإسلامية لتنفيذ اعتداء، بعدما فكر هذا الصيف في الانضمام إلى تنظيم "داعش"، كما ذكرت مجلة “فوكيس” نقلا عن مصدر قضائي.
وأكدت النيابة العامة في فرانكنتال التي تسلمت القضية، تورط صبي ألماني -عراقي في الثانية عشرة من عمره مولود في ألمانيا. وردا على سؤال حول احتمال وجود حافز إسلامي، تحدثت النيابة عن “مؤشرات” تبرر تسلم النيابة الاتحادية ذات الصلاحية على صعيد الإرهاب هذا الملف. ويقول جيكوب بيلاسيو، المحلل في مؤسسة راند للأبحاث، “منذ هجمات لندن ومدريد خلال العقد الماضي اتخذت جهود مكافحة الإرهاب سياسات أكثر تعقيدا في أوروبا، نجحت عبرها في إحباط العمليات قبل أن تقع”.
ونقل اقتصار التعامل الأمني مع جماعات إسلامية متشددة إلى غزو فكري للأحياء الفقيرة ومدارس عربية وجمعيات خيرية تحولت إلى واجهة لتجنيد المزيد من الأطفال والمراهقين لاعتناق أفكار جهادية.
ويستغل أغلب المتشددين الذين أسسوا مساجد تحولت مع الوقت إلى بؤر لنشر التطرف، فلسفة التسامح الديني في عدة بلدان أوروبية التي تستبعد فقط المتورطين بعمليات إرهابية.
وعادة ما يجد المتشددون ضالتهم في أطفال يترددون باستمرار على مساجد تحولت مع الوقت إلى “مصائد” لأبناء المسلمين الذين يعانون من أزمة هوية وانعزال عن مجتمع “منفتح بأكثر من اللازم”.
ووجد تنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيمات جهادية أخرى، الأرض ممهدة في أوروبا أمام توسيع نشاطاتها، وتنفيذ عمليات على نطاق واسع.

لماذا يستخدم"داعش" الاطفال؟

لماذا يستخدمداعش
ويرى محللون أن استخدام داعش للأطفال والمراهقين يرجع إلى هزيمتها المتكررة، وقتل العمليات التي يقوم بها التحالف الجوي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية على مدار عامين لحوالي 45 ألف مقاتل لديها، فيقول حسن حسن، مؤلف كتاب "داعش: داخل الجيش الإرهاب"، إن ما تفعله نتيجة لاستثمارها في الأطفال، فالجيل الثاني من التنظيم أصبح متواجد، وعندما يحتاجون إليه سيجدونه.
في أيامها الأولى، عندما كان التنظيم الجهادي امتداد لفرع تنظيم القاعدة في العراق، وكان معروف باسم "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا"، تشير الصحيفة إلى أنه اقام نظم أسرية في سوريا، فبنى نوادي، واقام بداخلها مسابقات تناول الطعام، وباعوا المثلجات، ثم فتحوا معسكرات تدريب ومدارس.
يتابع حسن قوله "تفضيل داعش انضمام أشخاص برفقتهم أطفال إليها، فغالبا تكون عقولهم كالورقة البيضاء التي يمكن الكتابة عليها".
كما يرى خبراء مصريون معينون بشأن الجماعات الإرهابية، أن اتجاه تنظيم داعش الإرهابي لدفع الأطفال للقيام بهجمات تفجيرية يسقط آخر أقنعة التنظيم الزائفة، ويرجح هؤلاء أن يكون التنظيم قد توجه إلى استغلال الصغار توفيرا للنفقات، وحتى يتفادى خسارة عناصره من ذوي الخبرة. ومن ناحية أخرى، بقول الخبراء أن الأطفال ورقة رابحة جديدة لـداعش يستغلهم وقودا للحروب، ولنقش عقيدته الدموية على عقولهم البيضاء، وفيما تسمى مدارس أشبال الخلافة يصار إلى تدريب الأطفال على 3 مستويات، فكرية وقتالية ونفسية.
المراقبون يرون أيًضا، أن التنظيم المتطرف ما زال يمارس أفعالا غير شرعية على وجه الإطلاق، وهو على الرغم من مناداته المزعومة بتطبيق الخلافة الإسلامية، فإن جميع تصرفاته وأفعاله لا تمت للإسلام بصلة، وهو عندما يدفع بالأطفال ليواجهوا ضربات التحالف الدولي، فإنه يراهن على أن الضربات ستتراجع حال زجه بالأطفال في المواجهة.
وحسب المراقبون فإن الأطفال الانتحاريين أشد فتكا من الُمقاتلين الحاليين من مقاتلي داعش؛لأنهم لم يتعايشوا مع أشخاص يتبّنون القيم الصحيحة، ويجري تلقينهم الكراهية منذ الصغر من خلال تدريبهم على العنف في سن مبكرة.

شارك