تفاقم معاناة المدنيين بحلب وسط تبادل الاتهامات بين موسكو والغرب

السبت 17/ديسمبر/2016 - 06:27 م
طباعة تفاقم معاناة المدنيين
 
تتواصل المحاولات الأممية للتخفيف عن المدنيين فى حلب، وسط اتهامات متبادلة بين موسكو والعواصم الغربية بشأن تحقيق مصالح فى الأزمة السورية على حساب المدنيين، حيث ترى موسكو أن الغرب يركز على تقديم الدعم للمعارضة المسلحة وأسرهم، بينما تتهم العواصم الغربية موسكو ودمشق بارتكاب جرام بحق المدنيين، يأتى ذلك فى الوقت الذى تم الكشف فيه عن قرب التوصل إلى اتفاق جديد لإكمال عمليات الإجلاء عن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب.

تفاقم معاناة المدنيين
وقال المعارض السوري وعضو فريق التفاوض الخاص بالاتفاق، الفاروق أبو بكر، متحدثا من حلب، إن الاتفاق يشمل إجلاء المصابين من قريتي الفوعة وكفريا اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة مقابل إجلاء المصابين من بلدتين تحاصرهما قوات الحكومة قرب الحدود اللبنانية والإخلاء الكامل لشرق حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة، ولم يذكر أبو بكر عدد من سيتم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا، بينما لم يصدر أي تعليق من المسؤولين الحكوميين في سوريا أو القوات المتحالفة معهم.

تفاقم معاناة المدنيين
من جانبها أكدت موسكو أن عملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم من حلب، التي نفذها مركز حميميم للمصالحة في سوريا، أعطت فرصا جديدة لإعلان الهدنة في البلاد وسمحت بفصل المعارضة "المعتدلة" عن المتشددين، موضحة أن خصوصية هذه العملية المنتهية التي نفذها مركز المصالحة الروسي، والخاصة بالإخراج الآمن للمسلحين وعائلاتهم من حلب، تهدف إلى الحفاظ على حياة حوالي 10 آلاف سوري، بل في فتح نافذة جديدة لفرص إعلان نظام وقف الأعمال القتالية، ليس فقط في محافظة حلب، وإنما في مناطق أخرى من سوريا". 
أكدت الخارجية الروسية أن الحديث يدور، بالدرجة الأولى، عن فصل مسلحي ما يسمى بالمعارضة المعتدلة عن المتشددين المتطرفين، وهي المهمة التي تم إنجازها فعليا، بفضل جهود الضباط الروس من مركز المصالحة، والتي اعتبرها شركاؤنا الأمريكيون خلال عام كامل أمرا غير قابل للتحقيق على الأرض، موضحة أن العملية المذكورة "أظهرت أن الأمر الضروري للاستمرار بالمضي قدما في إطار مسائل المصالحة في سوريا هو الرغبة في التوصل لاتفاق مع جميع أطراف النزاع، باستثناء المجموعات الإرهابية، مباشرة على الأرض".
شددت على أن "جميع محاولات تبديل هذا العمل التفاوضي الصعب مع المعارضة السورية على الأرض بمؤتمرات في العواصم الغربية المريحة بمشاركة ممثلين عن ما يسمى بالهيئات العليا للمفاوضات، أو بإرسال مراقبين ما إلى حلب، هي طريق غير مجد يقود إلى المأزق".، والتأكيد على انه كلما أسرعت باريس ولندن وواشنطن غير القادرة حاليا حتى على إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا في فهم هذا الأمر، كلما سيسرع السلام في الوصول إلى هناك".

تفاقم معاناة المدنيين
من ناحية أخري أعلن مركز حميميم الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا، الجمعة الماضي، انتهاء عمليات إجلاء المسلحين وعائلاتهم من شرق حلب، مشيرا إلى إنه تم "إجلاء أكثر من 9500 شخص" من المدينة بشكل عام، موضحا أن من بينهم أكثر من 4500 مسلح و337 مصابا.
بينما ذكر رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، الفريق سيرجي رودسكوي، أن قرابة 3500 من مسلحي المعارضة المعتدلة ألقوا سلاحهم واستسلموا، وتم العفو عن 3 آلاف منهم، والاشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت ترفض اتخاذ خطوات عملية لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين في حلب بحجج مختلفة، مشددا على أن روسيا أنجزت المهمة بنفسها وأخرجت مسلحي "جبهة النصرة" من المدينة.
أعلن رودسكوي أن الادعاءات التي تزعم سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين أثناء تنفيذ عملية استعادة حلب "أكذوبة وقحة".، وقال: "إن حملة إعلامية جديدة تكتسب زخمها حيث يطلق بعض السياسيين في الغرب تصريحات بشأن خسائر فادحة في الأرواح بين المدنيين أثناء عملية استعادة حلب. ووفقا لهم، فإن شوارع المدينة تغطيها الجثث، فيما لا يزال الآلاف من المدنيين يختبؤون في أقبية المنازل. وأما أنا فأستطيع القول بمسؤولية كاملة إن هذه المعلومات أكذوبة وقحة".

يأتى ذلك وسط ترقب إتمام عملية إخلاء شرق حلب من المسلحين مقابل إخلاء الحالات الإنسانية والحرجة من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي، وكذلك إخلاء الحالات الإنسانية من بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق الغربي، وسط هذا الترقب تتواصل السبت 17 ديسمبر/كانون الأول، المعارك والاشتباكات وعمليات القصف الجوي بين وحدات من الجيش السوري والمسلحين على أكثر من جبهة من جبهات القتال في سوريا.
وكشفت تقارير أن الطائرات الحربية السورية نفذت عدة غارات على مواقع عناصر تنظيم "داعش" في أطراف مدينة تدمر وبلدتي السخنة جنوبها والطيبة بريف حمص الشرقي، وسط تجدد الاشتباكات في محيط مطار التيفور ومحاور أخرى بريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي بين وحدات الجيش السوري وعناصر تنظيم داعش، كما استهدف الطيران الحربي فجر اليوم السبت مواقع المسلحين  في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.

تفاقم معاناة المدنيين
كان مصدر عسكري سوري أعلن أن أكثر من 52 إرهابيا من تنظيم "داعش" سقطوا أمس الجمعة قتلى في عمليات لوحدات من الجيش على تجمعاتهم ومحاور تحركهم في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، بينما تستمر الاشتباكات بين وحدات من الجيش السوري والمسلحين التابعين لما يسمى بـ"جيش الإسلام" في محور الميدعاني في غوطة دمشق الشرقية، دارت اشتباكات فجر اليوم السبت بين الطرفين بشكل متقطع في محور المحمدية بالقطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، وسط قصف من الطيران الحربي السوري استهدف مواقع للمسلحين على أطراف مدينة دوما، في حين استهدف الجيش السوري صباح اليوم السبت مواقع المسلحين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق بقذائف المدافع وبالرشاشات الثقيلة وكذلك مواقع للمسلحين في حي جوبر عند أطراف العاصمة، أما في محافظة حماة فقد شن الطيران الحربي السوري عدة غارات على مواقع للمسلحين في بلدتي طيبة الإمام وحلفايا وقرية لطمين بريف حماة الشمالي، في وقت تدور اشتباكات في عدة محاور بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي بين القوات الحكومية السورية والمسلحين وسط قصف صاروخي متبادل، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية.
كان الطيران الحربي السوري استهدف فجر اليوم السبت مواقع للمسلحين في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي
على الجانب الآخر حث وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو هاتفيا مع نظيريه، الإيراني والسوري، ورئيس جهاز المخابرات التركية تسوية الوضع في مدينة حلب السورية، وتمت الاشارة إلى أن الاتصالات الثنائية التي أجراها شويجو مع نظيريه السوري فهد جاسم الفريج، والإيراني حسين دهقان، ورئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، تناولت سبل تطبيع الأوضاع الأمنية والإنسانية في حلب، وخطوات عملية لا بد من اتخاذها لضمان صمود وقف إطلاق النار في سوريا.
وأعرب الوزير الروسي لرئيس المخابرات التركية عن تعازيه بسقوط ضحايا جراء العمل الإرهابي الذي وقع، السبت، في مدينة قيصري التركية.

شارك