"مؤتمر الوحدة الإسلامية".. يُعيد ملف علاقات "إيران – طالبان" إلى الواجهة مُجدداً

السبت 17/ديسمبر/2016 - 08:08 م
طباعة مؤتمر الوحدة الإسلامية..
 
فيما يبدو محاولة من طهران لبسط نفوذها نحو أفغانستان، عبر دعم حركة "طالبان" المسلحة التي تدخل منذ سنوات في حرب استنزاف مع الحكومة في كابول، نفت حركة طالبان الأفغانية المتشددة، اليوم السبت، مشاركة الحركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي استضافته العاصمة الإيرانية طهران، والذي بدأت فعالياته الخميس الماضي واختتم مساء اليوم، الامر الذي اعتبره مراقبون أنه بمثابة قطعٍ للطريق على مساعي طهران التواجد في مكان جديد، بينما قال آخرون إن نفي الحركة مشاركتها في المؤتمر لا يعني توتر العلاقة بين "طالبان" والحكومة الأفغانية. 
وتعتمد طهران على سياسة دعم الميليشا الطائفية أو المسلحة في المناطق والدول المجاورة بغية تمرير مُخططها واطماعها التوسعية، مثل اعتمادها على ميليشيا حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحالياً تسعى لاستقطاب طالبان في أفغانستان.

مؤتمر الوحدة الإسلامية..
ودائماً ما تدرك الحكومات المخطط الإيراني التوسعي، حيث اتهمت الحكومة الأفغانية إيران رسمياً، بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لطالبان التي تعتبرها كابول حركة إرهابية، وصعّدت عملياتها في الآونة الأخيرة في مختلف مناطق البلاد، إلا أن إيران دائماً ما كانت تنفي ذلك الدعم، وتؤكد أنها تبني علاقات جيدة مع المعتدلين في طالبان بهدف تدشين حوار جاد معهم لتحقيق الوحدة الإسلامية، وذلك بحسب أخر تصريحات بهذا الشأن والتي أدلى بها عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني محسن أراكي.
كان السفير، الإيراني في أفغانستان، محمد رضا بهرامي، أكد السبت الماضي، تواصل طهران مع حركة طالبان، مبيناً أن اتصالات بلاده مع حركة طالبان ذات طابع أمني، وأنها تحاول تهيئة الأرضية لمفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
اللافت وعلى الرغم من تصريحات طالبان التي نفت حضور المؤتمر، إلا أن المتحدث باسم طالبان محمد يوسف أحمدي، قال إن "حركة طالبان لم تتلق أي دعوة للمشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية المنعقد في طهران“، وهذا على عكس ما أعلنته طهران انها وجهت دعوة لطالبان لحضور المؤتمر، وأكد المسؤول الطالباني، أن ما نشر عن مشاركة مجموعة من قادة الحركة بالمؤتمر “غير صحيح".

مؤتمر الوحدة الإسلامية..
كان عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية والأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، محسن أراكي، قال الأربعاء الماضي، إن السلطات الإيرانية وجهت دعوة رسمية لحركة طالبان للمشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران، وأوضح أراكي خلال مؤتمر صحافي “إن الجمهورية الإسلامية وجهت دعوة رسمية للقادة المعتدلين في حركة طالبان للمشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية”، مشيراً إلى ضرورة التواصل مع (القادة المعتدلين) في حركة طالبان”، على حد زعمه".
كان زعيم حركة طالبان السابق الملا أختر منصور، الذي اغتيل في مايو الماضي، مكث في إيران لمدة شهرين وغادرها قبل مقتله بأسبوع، حيث أجرى خلال مكوثه محادثات مكثفة تخللها توقيع اتفاقيات مع مسؤولين إيرانيين، تضمنت اتفاقا حول عدم انضمام الهيكل الأساسي لجماعة طالبان إلى تنظيم "داعش" مقابل استمرار الدعم الإيراني، حسب ما كشفت وسائل إعلام إيرانية.

مؤتمر الوحدة الإسلامية..
وكان الملا أختر منصور عائداً من إيران حين استهدفته طائرة أميركية بدون طيار في منطقة حدودية باكستانية في الـ21 من مايو وأنهت حياته. وقتها أعلنت الخارجية الباكستانية أن السلطات عثرت على جواز سفر لرجل باكستاني يحمل اسم والي محمد، في موقع غارة شنتها الطائرة بدون طيار مستهدفة زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور. وأضافت الوزارة أن جواز السفر كانت عليه تأشيرة دخول سارية لإيران، وأضافت الوزارة أنها تعتقد أن حامل جواز السفر عاد لباكستان من إيران في 21 مايو، وهو يوم الغارة التي استهدفت منصور.
كما كان وفد يمثل المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية برئاسة مسؤول المكتب، طيب آغا، زار طهران في 18 مايو 2015 وهي المرة الثالثة التي زار فيها وفد رسمي من الحركة الأفغانية إيران، حيث وصلت ذروة التحالف بين إيران والحركة في يونيو 2013 عندما دعت طهران رسمياً وفد طالبان للمشاركة في مؤتمر حول الإسلام ولقاء كبار المسؤولين الإيرانيين.
وفي فبراير الماضي، كشفت السلطات الأفغانية عن عثورها على ألغام إيرانية الصنع بالإضافة إلى كمية كبيرة من السلاح والذخيرة، في مستودع للسلاح بأحد مقرات طالبان، لدى مداهمته من قبل القوات الأمنية بمنطقة باميان، وسط البلاد، وكان قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان، الجنرال جون كامبل، ذكر في أكتوبر 2015، أن إيران تدعم حركة طالبان، مالياً وعسكرياً، وتقوم بتدريب مقاتلي الحركة وتسليحهم.
تاريخيا، كانت العلاقات بين إيران وطالبان متوترة، وأوشكت طهران على خوض حرب ضد نظام طالبان في عام 1998 بعد قتل 10 من دبلوماسييها عندما احتُجزوا في قنصليتهم بمدينة مزار الشريف شمال أفغانستان.

مؤتمر الوحدة الإسلامية..
وساعدت إيران التحالف الدولي للإطاحة بطالبان في عام 2001، لكنها عادت ودعمت الحركة للضغط ضد الوجود العسكري الأميركي على حدودها. وقدم ضباط الحرس الثوري السلاح لطالبان منذ عام 2007 على الأقل، وفقاً لتقرير وزارة الدفاع الأميركية الصادر في أكتوبر 2

شارك