"مختار بلمختار".. رجل القاعدة المطلوب أمريكيًّا والمستهدف من "داعش"

الإثنين 19/ديسمبر/2016 - 02:25 م
طباعة مختار بلمختار.. رجل
 
تعددت الرويات حول مقتل القيادي بتنظيم القاعدة وزعيم كتيبة "المرابطون" مختار بلمختار المعروف بـ "الأعور"، في ظل وجود تقارير مخابراتية أمريكية تؤكد مقتله، فيما تشير تقارير استخباراتية أنه ما زال على قيد الحياة، مع تضارب الأنباء عن مكان تواجد أخطر إرهابيي المغرب الإسلامي، كما أنه مطلوب لدى تنظيم "داعش" الإرهابي، باعتباره عقبة أمام تمدد التنظيم في المغرب الإسلامي؛ حيث مناطق نفوذ تنظيم القاعدة.

المخابرات الأمريكية ترجح مقتله:

المخابرات الأمريكية
وقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية على موقعها الإلكتروني عن مسئولين أمريكيين قولهم: إنه خلال غارة نفذتها طائرة فرنسية قتل أحد كبار زعماء تنظيم القاعدة المطلوبين في جنوب ليبيا هذا الشهر، مشيرين إلى وجود مستوى جديد من التعاون بين فرنسا والولايات المتحدة بشان استهداف الإرهابيين على الأرجح. 
وقال مسئول أمريكي اليوم (الاثنين): إن الجهادي الجزائري مختار بلمختار الذي انضم إلى تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب قد يكون قضى في الآونة الأخيرة في ضربة جوية فرنسية في ليبيا.
وأوضح المسئول الأمريكي أن الضربة حصلت في نوفمبر الماضي بدعم من الاستخبارات الأمريكية، مؤكداً بذلك معلومات أوردتها صحيفة «وول ستريت جورنال».
وقد كشف الموقع الإلكتروني المتخصص في قضايا الدفاع والاستراتيجية (تي تي أو)، عن تفاصيل العملية العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية والفرنسية في ليبيا ضد زعيم كتيبة "المرابطون" مختار بلمختار، يومي 14 و15 نوفمبر االماضي، حتى وإن لم يعلن رسميًّا عن نتائجها. وسبق أنتضاربت الأنباء حول مصير الإرهابي بلمختار. 
 وقال الموقع: إن طائرات فرنسية من نوع "رافال" التي أغارت على مجموعة من "الجهاديين"، من بينهم مختار بلمختار، قد انطلقت من قاعدة عسكرية جنوب غربي فرنسا وقطعت مسافة 3 آلاف كلم، وتم تزويدها بالوقود في الجو.
  واستنادا إلى ذات المصدر، فإن طائرات استطلاع أمريكية هي التي رصدت، في الزمن الفعلي، تجمعا لمجموعة من "الجهاديين" كانوا مجتمعين عند المسمى أبو طلحة الليبي، في منزل بمنطقة الكردا الشاتي التي تبعد بحوالي 70 كلم عن الواحة الكبرى لمدينة سبها في وسط صحراء ليبيا.
 وحسب نفس المصدر، فإن هذه العملية العسكرية تعد ثمرة تنسيق استخباراتي بين أجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية. 
 وأشار الموقع المتخصص في قضايا الدفاع، في عرضه لتفاصيل العملية العسكرية، أن طائرتي الرافال الفرنسيتين اللتين شاركتا في العملية، قامتا بإطلاق ثلاث قنابل مكنت من تدمير العديد من المنازل؛ حيث كان يتواجد أبو طلحة الليبي بمعية بلمختار ورفقائه. 

الجزائر: "بلمختار على قيد الحياة"

الجزائر: بلمختار
فيما كشفت معلومات، لممرض نيجيري تم توقيفه مطلع ديسمبر الجاري، أن القيادي في القاعدة مختار بلمختار، الذي أعلن عن مقتله في غارة فرنسية بليبيا، ما زال على قيد الحياة رغم تعرضه لإصابات بليغة في غارة جوية.
ونقل موقع "ميدل إيست أي"، عن مصدر أمني جزائري، أن معلومات أدلى بها ممرض من النيجر أوقف منذ أيام، تفيد بأن بلمختار يكون قد أصيب في غارة جوية بليبيا، لكنه ما زال على قيد الحياة.
ووفق اعترافات هذا الشخص، فإن بلمختار أصيب فعلا غارة جوية بليبيا، وتنقل إلى منطقة غدامس قرب الحدود الجزائرية، وتمت معالجته من قبل طبيب كان يساعده هو شخصيًّا.
وذكر ذات المصدر، أن الإرهابي بلمختار "عاجز عن الحركة حاليًّا، بسبب إصابة خطيرة في الظهر وحروق من الدرجة الثانية، وإصابة في الرجل بفعل انفجار صاروخ بالقرب منه".
ويتعرض بلمختار لمطاردة قوية من طرف الجيش الجزائري، بعد الاعتداء الذي خطط له على منشأة غازية بجنوب الجزائر في يناير 2013. واحتجزت المجموعة المنفذة المئات من الفنيين الجزائريين والأجانب داخل المنشأة، وانتهت الحادثة بتدخل القوات الخاصة الجزائرية ومقتل 29 فنيًّا أجنبيًّا و29 من الخاطفين. ونفذت الهجوم "كتيبة الموقعون بالدماء" التي تتبع لمختار بلمختار، الملقب أيضًا بـ"الأعور" لفقدانه عينه اليمني في قصف بأفغانستان عام 1989.
ويعد بلعور، من أهم المطلوبين لأجهزة المخابرات الدولية خلال القدين الماضيين؛ حيث تشير تقارير إعلامية وأمنية أنه ينشط خلال السنوات الأخيرة في الجنوب الليبي قادمًا إليه من مالي.

مطلوب لدى "داعش"

مطلوب لدى داعش
وإذا كان بلمختار مطلوبًا لدى الأجهزة الأمنية المختلفة سواء بدول المغرب العربي، أو الأجهزة الاستخبارات العالمية، فإنه أيضًا يعد هدفًا استراتيجيًّا لتنظيم "داعش" الإرهابي؛ لأنه يمثل عقبةً فيتمدد التنظيم داخل مناطق نفوذ القاعدة في المغرب الإسلامي، ومؤخرًا أطلق تنظيم "داعش" في ليبيا حملة بحث عنه بغرض قتله.
ونشر التنظيم الإرهابي الذي يزرع الرعب في ليبيا حاليًّا- لائحةً على مواقع تابعة لمتشددين، عليها صورة بلمختار الشهير بـ"خالد أبو العباس"، وعليها عنوان: "مطلوب للقتل". وتمت الإشارة فيها إلى أنه ينتمي إلى "صحوات الردة بدرنة".
وجاء في اللائحة أن بلمختار (43 سنة) "يقاتل ضد دولة الخلافة وموجود الآن بين صفوف الصحوات"، من دون توضيح ماذا يقصد بـ"الصحوات" لكن يفهم أنها تنظيمات معادية لـ"داعش" في ليبيا.
وتم تقديم بلمختار على أنه قائد سابق في "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، قبل أن ينشق عنها ويؤسس "جماعة الملثمون". وتنقل بلمختار إلى ليبيا، حسب اللائحة "بعد الغزو الصليبي على مالي"، في إشارة إلى العملية العسكرية "القط المتوحش"، التي شنتها القوات الفرنسية على مواقع المتشددين شمال مالي، مطلع 2013 وأدت إلى إنهاء سيطرتهم على المنطقة.
ومعروف لدى متتبعي نشاط بلمختار، أن صلة مصاهرة تربطه بقبائل طرقية بمالي ما وفَر له الحماية في كامل منطقة الساحل وصعَب على المخابرات الجزائرية القبض عليه.
وتذكر لائحة "داعش" أن "أبو العباس"، يختبئ في درنة (شرق ليبيا) وأنه أسس "المرابطون" مع هشام العشماوي، الضابط المصري الذي ينسب له تدبير عملية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات في يونيو الماضي.
وتشير اللائحة إلى أن أحد المقربين من بلمختار، أصيب في اشتباك مع "جنود الخلافة"، وقد استفاد من العلاج، حسب "داعش" في مستشفى "الهريش" في درنة، وأنه أخرج منه على جناح السرعة.
وكان بلمختار قائدا لـ"المنطقة التاسعة" (صحراء الجزائر)، في هيكل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي تحولت إلى "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" بداية 2007. وفي نفس العام أوفد زعيم التنظيم عبد المالك دروكدال (أبو مصعب عبد الودود)، قائد الجناح العسكري في التنظيم يحي جوادي إلى الصحراء، ليخلف بلمختار بحجة أنه يبادر بالأعمال المسلحة دون العودة إلى القيادة.
وعلى إثر ذلك انشق "أبو العباس" عن تنظيم القاعدة، وأسس تنظيما مستقلا ونجح في استقطاب مئات المتشددين من الجزائر وموريتانيا والنيجر ومالي وتونس وحتى رعايا غربيين.

مستقبله:

مستقبله:
وأضحى "بن لادن الصحراء"، كما يصفه قطاع من الإعلام الغربي، في وقت قصير رقمًا فاعلًا في المعادلة الأمنية بمنطقتي الساحل والمغرب العربي، وتعاظم خطره لما تحوَل نشاطه من تجارة السلاح إلى خطف الرعايا الغربيين بالمنطقة، وابتزاز حكوماتهم باشتراط فدية نظير إطلاق سراحهم. ومن أشهر العمليات المنسوبة له، اختطاف الدبلوماسي الكندي روبرت فاولر مبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى النيجر سابقًا. وحصل بلمختار على فدية قدرت بـمليون دولار، وأفرج عن فاولر.
وفي ظل اشتداد الخناق على الجهادي الجزائري مختار بلمختار، من قبل الجيش الجزائري والاستخبارات الأمريكية والفرنسية وقوات الأمن في عدة بلدان بالساحل الإفريقي، وإطلاق تنظيم "داعش" في ليبيا يجعل بقاء بلمختار حيًّا في ليبيا صعبًا، وتروج تقارير إلى أنه يتجه إلى شمال مالي لتفادي القتل على يد المخابرات أو تنظيم "داعش" الإرهابي.

شارك