تعديل للرباعية على خطة السلام الأممية.. وإيران تعترف بنفوذها في اليمن

الإثنين 19/ديسمبر/2016 - 06:06 م
طباعة تعديل للرباعية على
 
تتواصل أعمال القتال في اليمن، مع إدخال وزراء خارجية الرباعية الخاصة باليمن بمشاركة عُمان تعديلات طفيفة على خطة السلام الأممية، وإقرارهم استضافة الأردن الجولة المقبلة لمباحثات السلام فيما اعترفت إيران بنفوذها باليمن، مع إلقاء القبض على خبراء إيرانيين يعملون مع الحوثيين.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أدخل وزراء خارجية الرباعية الخاصة باليمن بمشاركة عُمان تعديلات طفيفة على خطة السلام الأممية، وأقروا استضافة الأردن الجولة المقبلة لمباحثات السلام. 
ووفق بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فإن وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات عقدوا اجتماعًا في الرياض بحضور المبعوث الخاص للأمم المتحدة والوزير العماني المسئول عن الشئون الخارجية. وناقشوا خلاله الاقتراحات التي نقلها مبعوث الأمم المتحدة، وأعاد الوزراء التشديد على تأييد تلك المقترحات.
وللتأكيد على أن خطة السلام المقترحة تتوافق مع المرجعيات الثلاث، فقد أكد الوزراء أن مقترحات الأمم المتحدة، التي تشمل تسلسل الخطوات السياسية والأمنية، تمثل الخطوط العريضة لاتفاق شامل سيتم الاتفاق على تفاصيلها خلال المفاوضات.
وذكر البيان أن التدابير، التي تنص عليها خطة السلام، لا تصبح نافذة المفعول إلا بعد توصل جميع الأطراف إلى اتفاق شامل. وأن نقل السلطات الرئاسية لن يتم حتى تبدأ الأطراف تنفيذ جميع الخطوات السياسية والأمنية. وأن المجتمعين اتفقوا على تقديم الدعم الكامل إلى الأطراف والمفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق.
وطبقًا لهذا الموقف، سوف تستند المفاوضات إلى بنود اتفاق 23 أكتوبر2016، وهي: الخطوات الأمنية التسلسل والسحب اللازمة والتعيينات للانتقال السياسي واستئناف المشاورات مع الأمم المتحدة على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية التنفيذ، ونتائج الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، والقرارات الأخرى ذات الصلة.
كما تشمل انسحابات جديدة من بقية المناطق، ثم توقيع اتفاق شامل يعقبه عقد مؤتمر للمانحين. 
ووفقًا لهذا التصور، ستبدأ حكومة وحدة وطنية حوارًا سياسيًّا لوضع اللمسات الأخيرة لانتخابات عامة ومسودة الدستور. وحثوا الحكومة اليمنية على المشاركة في المفاوضات المنتظرة على أساس مقترحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة. ورحبوا بتأييد جماعة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام" لاتفاق مبادئ مسقط، ودعاهم إلى الانخراط بشكل عاجل على أساس الخطة الأمنية المقترحة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
الوزراء الخمسة حثوا جميع الأطراف على إعادة تفعيل اتفاق وقف الأعمال العدائية، وفقًا للشروط الموضوعة في اتفاق 10 أبريل الماضي. وطالبوا هذه الأطراف بالاتفاق فورًا على وقف الأعمال العدائية التي سيتم وضعها بعد أسبوعين من وصول ممثلي الأحزاب إلى العاصمة الأردنية عمان للبدء في التخطيط والتحضير لذلك.
وأكد الوزراء العزم على زيادة تدفق المساعدات التجارية والإنسانية إلى اليمن عن طريق ميناء الحديدة الواقع تحت سلطة جماعة "أنصار الله، وطلبوا من الأمم المتحدة وضع خطة لزيادة كفاءة الميناء، بما يشمل تعزيز عمليات التفتيش التي تعجل بتوفير المزيد من المساعدات للوصول إلى الشعب اليمني".
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس الأحد، في الرياض عن أمله بالتوصل إلى هدنة جديدة في اليمن خلال أسبوعين.
وأعلن كيري الذي يقوم بآخر زيارة للسعودية كوزير للخارجية، أن واشنطن ستعمل مع بريطانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
من جانبه أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر أن حكومته لا ‏زالت تنتظر من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، تقديم ‏خارطة طريق جديدة مستندة إلى المرجعيات الثلاث المتوافق ‏عليها.‏
ولفت ابن دغر، لدى لقائه الليلة الماضية في مدينة الرياض ‏سفير الصين لدى اليمن تيان تشي، النظر إلى أن الخارطة التي قدمها ‏ولد الشيخ مؤخراً غير صالحة لأن تكون أساساً للحل أو ‏للنقاش.‏
وقال: "تعاطينا إيجاباً مع جهود مبعوث الأمين العام للأمم ‏المتحدة إلى اليمن، وقدمنا ردوداً مكتوبة على الورقة التي قدمها، و‏أوضحنا فيها بأن الورقة غير صالحة لأن تكون أساساً للحل أو ‏للنقاش وننتظر منه أن يقدم ورقة جديدة مستندة إلى المرجعيات ‏الثلاث المتوافق عليها".
وأوضح رئيس الحكومة اليمنية أن الانقلابيين لم يقدموا أي ‏مؤشر إيجابي يثبت رغبتهم في تحقيق السلام، بل استمروا في ‏تصعيدهم وتهديدهم للوحدة الوطنية والاعتداء على دول الجوار.‏
ومن جهته جدد السفير الصيني استمرار دعم بلاده لجهود ‏الحكومة اليمنية، في إيجاد حل للصراع في اليمن، ‏إضافة إلى دعمها لجهود الأمم المتحدة لإيجاد الحل السلمي المستند على المرجعيات الثلاث.‏

اتهامات بريطانية للسعودية:

اتهامات بريطانية
وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة "الجارديان" أن الحكومة البريطانية تلقت نتائج تحقيق تؤكد استخدام قنابل عنقودية بريطانية الصنع من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية خلال الحرب باليمن.
وأوضحت الصحيفة، الاثنين، أن نتائج التحقيقات، التي أجرتها الحكومة، متطابقة مع التقارير الإعلامية التي سبق لها أن كشفت عن العثور على بقايا قنابل عنقودية بريطانية الصنع في مواقع يمنية تعرضت لغارات التحالف العربي.
وقال مصدر حكومي للجادريان: إن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون ووزراء آخرين، اطلعوا على نتائج التحقيقات منذ شهر تقريبًا. وتابعت الصحيفة أن لندن التي تتولى تدريب الجنود السعوديين، ما زالت تنتظر تأكيدًا رسميًّا بشأن استخدام القنابل العنقودية من قبل الرياض. وسبق للسعودية أن نفت قطعيًّا كافة الاتهامات بشأن اعتماد مثل هذه الأسلحة التي يحظر استخدامها في المناطق المأهولة، لدى توجيه الغارات على الحوثيين في اليمن.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الأنباء إلى تنامي الضغوط على الحكومة البريطانية؛ من أجل حملها على مراجعة عقود تصدير الأسلحة للسعودية. وسبق لبريطانيا أن أعلنت الأسبوع الماضي عن تعليق صفقة بيع شحنة من الذخيرة الموجهة للرياض.
وتكتسب نتائج التحقيقات أهمية كبيرة بالنسبة للندن الموقعة على الاتفاقية الدولية الخاصة بحظر استخدام هذا النوع من الذخيرة، التي تتشظى إلى قنابل صغيرة جدًّا، تتناثر في كل مكان وتهدد حياة المدنيين لمدة طويلة بعد استخدام الذخيرة. وحسب الاتفاقية، يجب على بريطانيا إتلاف كافة الذخائر التي بحوزتها من هذا النوع، والعمل على منع استخدامها من قبل أي طرف آخر. أما السعودية، فلم توقع على هذه الاتفاقية التي تعود إلى العام 2010.
وقال مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع البريطانية: إن لندن طرحت هذه المسألة على أرفع المستويات الممكنة في علاقاتها مع الرياض، وتحاول منذ فترة الكشف عن الحقيقة نهائيا.
وفي وقت سابق، وجه مكتب رئيس الوزراء البريطانية توبيخًا إلى وزير الخارجية بوريس جونسون، بسبب تصريح قال فيه: إن السعودية تشارك في تحريك "دمى" وفي حروب بالوكالة في منطقة الخليج. وأكد "داوننغ ستريت " أن هذا التصريح لا يعكس موقف لندن الرسمي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي، مساء الأحد، 7 غارات على أهداف لميليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظة صعدة شمال اليمن.
وقالت مصادر يمنية: إن طائرات التحالف استهدفت بأربع غارات موقعاً للحوثيين في منطقة بركان بمديرية رازح الحدودية، وفقاً لموقع المصدر اليمني. 
وأضافت المصادر أن الغارات دمرت عتاداً في أحد المواقع التي ينطلق منها المقاتلون إلى جبهة الخوبة، كما دمرت عربة يستخدمها الحوثيون للإمداد.
كما استهدف الطيران الحربي التابع للتحالف بغارة موقعاً تابعاً لميليشيات الحوثيين في منطقه الحجلة، وشن غارتين على حاجز تفتيش في منطقة بسباس بمديرية رازح.
وفي سياق متصل، تجددت المعارك في محيط معسكر الدفاع الجوي شمال غربي مدينة تعز، بعد ساعات من فشل هجوم كبير لميليشيات الحوثي وصالح على المعسكر خلال الساعات الماضية.
وقالت مصادر ميدانية: إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية صدت خلال الساعات الماضية هجوماً كبيراً للانقلابيين، مؤكدة مصرع عدد من ميليشيات الحوثي، بينهم القيادي المدعو "كرار".
وأضافت أن الحوثيين حاولوا إشغال جبهة الدفاع الجوي بمحاولة تقدم عبر حي الزنوج، لكن قوات الجيش والمقاومة أحبطت الخطة.
وشنت قوات الشرعية هجمات على مواقع المتمردين في محيط معسكر التشريفات، كما تدور مواجهات ضارية بين الطرفين في المنطقة.
وقال المتحدث باسم المقاومة في المنطقة قائد نصر: إن القذائف سقطت على سوق كرش ومناطق القرب وقميح والحميدة ومحطة حبيل.
ودفع الحوثيون بتعزيزات عسكرية أبرزها مدفعية هورتز وراجمات صواريخ في شمال غرب الشريجة.
فيما أعلن محافظ صعدة، هادي طرشان الوايلي، أن "أكثر من 29 مسلحاً من ميليشيات الحوثي وصالح قتلوا كما جرح العشرات منهم في مواجهات عنيفة مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهتي علب والبقع".
وسيطر الجيش اليمني، بغطاء جوي من طائرات التحالف، على مثلث البقع - الجوف - صعدة، الواقع على الطريق الدولي الرابط بين السعودية وشرق صعدة، كما تقدم نحو مركز مديرية باقم.
وتمكن الجيش من صد هجوم عنيف للانقلابيين في أطراف حي الزنوج ومحيط الدفاع وعصيفرة والأربعين ومختلف جبهات شرق مدينة تعز في محاولة من المتمردين لاستعادة الأحياء التي خسروها.

إيران تعترف بالتدخل في اليمن:

إيران تعترف بالتدخل
وعلى صعيد آخر اعترفت إيران بوجود نفوذ لها في اليمن، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي اليوم الاثنين: إن السعودية وأمريكا ليست لهما علاقة بالنفوذ الإيراني في اليمن، بعد ساعات من اتهام الأخيرتين لإيران بالتدخل في الأزمة اليمنية.
 وكان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير والأمريكي جون كيري قد اتفقا بمؤتمر صحفي مشترك، على ضرورة وقف تدخلات طهران في اليمن، وطالب الجبير العالم «باتخاذ إجراءات قوية لمنع ذلك».
ورد قاسمي على تلك التصريحات، وقال: «إذا كان هناك نفوذ إيراني في اليمن فلا علاقة لكيري والجبير بذلك»، حسبما ذكرت قناة «الميأدين» المقربة من إيران.
وأوضح أن نفوذ إيران باليمن لا يعني حضورها بل هو مرتبط بالتاريخ والثقافة منذ الماضي.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه «على وزير الخارجية السعودي أن يتعلم أنّ عليه وقف دعم الإرهاب والإرهابيين».
 فيما أعلنت القوات الحكومية في المنطقة العسكرية الخامسة عن مقتل ضابط إيراني وإصابة مهندسين لبنانيين، كانوا ضمن خلية هندسية في صفوف جماعة الحوثيين، في منطقة حرض بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن).
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، نقلاً عن مصدر خاص: إن غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية استهدفت موقع الضابط الإيراني.
وذكر المصدر أن الموقع المستهدف كان فيه الضابط والذي يُدعى «أبو حيدرة رضائي» ويبلغ من العمر (47 عاماً)، بالإضافة إلى المهندسين اللبنانيين وهما «أبو عماد 38 عاماً» و«أبو الفضل 34 عاماً».

المشهد اليمني

يتصاعد في اليمن قلق بالغ من احتمال أن يدفع انسداد أفق الحل السياسي وغياب الحسم العسكري، في ظل وجود ـ"سلطتين" في اليمن: إحداهما هي الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن ومدن الجنوب والشرق، والأخرى هي حكومة "الإنقاذ الوطني" في العاصمة صنعاء ومناطق الشمال والغرب- إلى تقسيم اليمن إلى دولتين، حتى التوصل إلى حل سياسي بين الفرقاء اليمنيين.

شارك