مع نقل 18 معتقلًا.. "جوانتانامو" بين وعود "أوباما" ومخطط "ترامب"

الأربعاء 21/ديسمبر/2016 - 01:56 م
طباعة مع نقل 18 معتقلًا..
 
مع مساعٍ لنقل 18 سجينًا داخل معتقل جوانتانامو، وفي ظل تسريع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل انتهاء ولايته في 19 يناير المقبل، لمحاولة الوفاء بوعده في إغلاق المعتقل السيئ السمعة إلا أن المؤشرات تشير إلى بقاء المعتقل حتى استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مهامَّ عمله.

نقل 18 معتقلًا:

نقل 18 معتقلًا:
قال مصدر مطلع: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يخطط لنقل ما يصل إلى 18 سجينًا آخر من السجن العسكري في خليج جوانتانامو، قبل أن يترك السلطة، ليواصل تقليص عدد نزلاء السجن، لكنه لا يزال بعيدا عن تلبية وعد قطعه منذ فترة طويلة بإغلاقه.
وأضاف المصدر: إن حكومة أوباما أخطرت الكونجرس بنيتها إرسال المعتقلين- الذين يشكلون نحو ثلث الباقين بالقاعدة البحرية الأمريكية البالغ عددهم 59- إلى أربع دول على الأقل هي إيطاليا وسلطنة عمان والسعودية والإمارات قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليمين في 20 من يناير.
يأتي الإخطار قبل مهلة أخيرة تنتهي هذا الأسبوع تلزم أوباما قانونا بتنبيه الكونجرس قبل 30 يومًا من نقل سجناء من جوانتانامو. وستكون عملية النقل هذه الأخيرة ضمن سلسلة جرت في الفترة الماضية وتهدف لترك أقل عدد ممكن من السجناء للحكومة القادمة.
لكن خطة النقل- التي نشرت أول مرة في صحيفة نيويورك تايمز- تشير أيضا إلى أنه برغم تعهد أوباما الذي يعود إلى حملته لانتخابات الرئاسة في 2008 بإغلاق المنشأة بات من شبه المؤكد إحالة الأمر إلى ترامب الذي تعهد بإبقائها مفتوحة.
وقال المصدر: إن الإدارة تريد نقل 17 أو 18 من بين 22 سجينا أعلنت السلطات أنهم باتوا مؤهلين للنقل لكنه حذر من أنه لا يزال من الممكن أن تتراجع دولة أو أكثر من الأربعة.
ومن بين السجناء المتبقين، أقرت الأجهزة الأمنية الأمريكية أهلية 22 لإخلاء السبيل عن طريق برنامج إعادة التوطين أو تسليمهم لبلدانهم التي يحملون جنسيتها.

معركة الكونجرس وأوباما:

معركة الكونجرس وأوباما:
وقد رفض الكونجرس الأمريكي 10 نوفمبر الماضي، مجددًا نقل معتقلي سجن جوانتانامو في جزيرة كوبا إلى الولايات المتحدة، منعا للرئيس باراك أوباما من إغلاق المعتقل السيئ الصيت.
وصوت 91 سيناتورًا مقابل 3 من أصل 100 أثناء التصويت على قانون الدفاع لعام 2016 الذي أدرجت فيه مجددا القيود لمنع استخدام الأموال لنقل معتقلين بتهم الإرهاب من سجن جوانتنامو في كوبا إلى الأراضي الأمريكية.
جدير بالذكر أن مجلس النواب صوت الأسبوع الماضي بأغلبية 370 نائبًا مقابل 58 ضد مشروع نقل المعتقلين.
واعتمدت النسخة الأولى من القانون في أكتوبر الماضي، إلا أنها لاقت اعتراض الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سيما القيود المفروضة على جوانتانامو. ويذكر أن الكونجرس حظر نقل سجناء جوانتانامو إلى الولايات المتحدة عام 2011.
وقد رأى المستشار القانوني للبيت الأبيض جورج كريج في عام 2009، وكليف سلون المبعوث الخاص لأوباما لإغلاق سجن غوانتانامو في الفترة 2013-2014، في مقالهما تحت عنوان "الرئيس لا يحتاج إلى إذن الكونجرس لإغلاق جوانتانامو" نشر في صحيفة واشنطن بوست؛ أن قرار الكونجرس المتعلق بمنع الإدارة من ترحيل معتقلي غوانتانامو إلى الأراضي الأمريكية غير دستوري. 
كما أوضح المسئولان السابقان أنه "وفقا للمادة الثانية من الدستور الأمريكي، فإن الرئيس يملك السلطة الحصرية في تحديد السجون والمعتقلات التي يتحفظ فيها على معتقلي العدو العسكريين".
وفي ضوء ذلك، هل سيمارس الرئيس أوباما سلطته الحصرية -وفقا للدستور الأمريكي- ويصدر قرارًا أو أمرًا تنفيذيًّا بترحيل من تبقى من المعتقلين إلى الأراضي الأمريكية، وتقديمهم لمحاكمات أمام القضاء الأمريكي، وبالتالي إغلاق سجن جوانتانامو نهائيا؟ هل يمكن أن نقرأ تصريحات جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي في هذا السياق بشيء من الأمل؟ فقد قال: "إن سجن جوانتانامو سيغلق قبل العشرين من يناير 2017، أي قبيل مغادرة أوباما البيت الأبيض".
هذا وتستعد السلطة التنفيذية العليا في الولايات المتحدة لوضع خطة لنقل 59 معتقلا يعتبرون الأخطر من بين السجناء إلى الولايات المتحدة فيما يوزع الـ53 الباقون على العديد من البلدان، وقد حددت الأماكن التي سينقل إليها السجناء داخل الأراضي الأمريكية وتنظر فيها الآن منها مدن "ساوث كارولينا" و"كنساس" و"كولورادوط".

وعد لم ينفذ:

وعد لم ينفذ:
وأوباما الذي وعد أثناء حملته الانتخابية عام 2008 بأن يكون إغلاق المعتقل سيئ الصيت إلى الأبد في سلم أولوياته لم يفلح حتى اليوم سوى في تقليص عدد نزلائه إلى 59، بعد أن بلغ أعلى مستوياته بواقع 780 معتقلًا في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش. 
وأوضح مسئولون بإدارة أوباما أنه لا نية لديه للجوء إلى خيار ينطوي على مخاطر قانونية باستخدام إجراء تنفيذي لإغلاق السجن قبل انتهاء ولاية الرئيس باراك اوباما
ومنذ افتتاحه عام 2002 تعرض المعتقل الواقع في قاعدة غوانتانامو البحرية الأمريكية بأقصى جنوب شرق كوبا لانتقادات دولية تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان، فضلا عن أن احتجاز المعتقلين هناك يتم دون مذكرة اعتقال ولا يقدمون للمحاكمة.
وتذكر منظمة هيومن رايتس فيرست في تقرير لها أن بوش أطلق سراح 520 معتقلا قبل انتهاء ولايته عام 2009، بينما قام أوباما بنقل وإعادة توطين 179 سجينا. ويقصد بإعادة توطين السجناء نقلهم إلى حبس في دول غير بلدانهم الأصلية. 
ومنذ تسلم أوباما مهامه الرئاسية توفي 4 سجناء داخل المعتقل وهو ما يرفع عدد المتوفين الكلي منذ افتتاح المعتقل في عهد جورج دبليو بوش إلى 9.
وبحسب تقرير للبنتاجون، فإن تكلفة الإنفاق على سجين واحد في جوانتانامو تبلغ أكثر من 7.5 ملايين دولار سنويا مقابل تكلفة تصل إلى 78 ألف دولار للنزيل الواحد في السجون الفدرالية ذات الحماية الأمنية المشددة، في حين تبلغ تكلفة إدارة جوانتانامو 445 مليون دولار سنويًّا.

"ترامب" وجوانتانامو:

ترامب وجوانتانامو:
غير أن منتقدي جوانتانامو لا يزال يحدوهم الأمل، وقالت المسئولة لدى فرع منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة ناورين شاه "نرحب بعمليات النقل تلك لكنها غير كافية، نتوقع خطوات جريئة من الرئيس أوباما في أيامه الأخيرة بإغلاق معتقل جوانتانامو نهائيًّا، يجب ألا يتركه لترمب".
فهل سيقوم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بإغلاق المعتقل السيئ السمعة، أم أنه سيكون لديه خطة أخرى حول المعتقل ربما تكون في الطريق المضاد لما سعى إليه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، في ظل سعي مواقف الرئيس المنتخب ترامب في مواصلة حربه ضد الجماعات المتشددة والإرهابية.

شارك