ميلاد حزين عربيًّا وعالميًّا وراهبة تصرخ: مسلمو سوريا يخافون من العيش بلا مسيحيين

الأربعاء 21/ديسمبر/2016 - 04:08 م
طباعة ميلاد حزين عربيًّا
 
يتلون الاحتفال بميلاد المسيح بألوان حزينة تعبر عن وقائع مختلفة، ففي مصر تعلن الكنائس على استحياء أنها سوف تقيم احتفالات العيد وفي الوقت نفسه ما زالت تستقبل وفود كنسية ورسمية وشعبية للتعزية في ضحايا البطرسية. 
ومؤخرًا شارك الأب إبراهيم فلتس، عضو المجلس الاستشاري في حراسة الأراضي المقدسة، في الوفد الرسمي المكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتقديم واجب العزاء بشهداء الكنيسة البطرسية في مصر، إلى جانب الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، والأب عيسى مصلح الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين، والمطران منيب يونان رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، والدكتور الشيخ خميس عابدة وكيل وزارة الأوقاف، والشيخ محمود العبوشي عضو مجلس القضاء الأعلى الشرعي.
وقال الأب فلتس فور عودته بأن هذا أقل ما يمكن تقديمه في سبيل التعبير عن المحبة والمواساة والتضامن والتعزية في هذا الحدث الجلل، مثمنًا مبادرة الرئيس التي تعبر عن صدق انتمائه إلى المظلومين وكرامة وحرية الإنسان في كل مكان وخصوصًا لمصر الشقيقة الكبرى والداعم الكبير للشعب الفلسطيني والتي امتازت دائمًا بمواقفها ومبادراتها.
ومن الجدير بالذكر أن الأب فلتس كان قد ألقى كلمة شاملة عبر فيها عن أعمق مشاعر التعزية والدعوة للوحدة والعمل المشترك والحفاظ على تاريخ مصر المشهود له بالأمن والأمان منذ أيام هروب العائلة المقدسة إلى مصر وحتى يومنا هذا، داعيًا للوقوف أمام من يمثلون هيرودس هذه الأيام في قتله للأطفال قبل ألفي عام.
وعبّر عن إيمانه بأن فشل هيرودس آنذاك سيتكرر مع من يتمثلون به الآن من إعداء الإنسانية. وقدّم التعازي باسم الرئيس محمود عباس ورجال الدين وعموم الشعب الفلسطيني، داعيًا الشعب المصري بأن يكون يدًا واحدة فالخاسر هو كل الشعب.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها أمام البابا تواضروس:
قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية جزيل الاحترام. أهلنا وأحبتنا في مصر، هذه الأرض المباركة بشعبها وتاريخها، هذا الشعب الذي حيّر العالم بوحدته وقوته، وأذهل الناس بجبروت ارادته، ووضوح رؤيته، وشفافية أهدافه. أهلنا الأعزاء، المفجوعين والمتألمين، ولا نقول فئة ولا طائفة ولا دين بل أهلنا وأحبتنا الشعب المصري العظيم.
جئناكم من تلك الأرض التي تستعد في هذه الأيام لإحياء الميلاد المجيد بكل ما فيه من تعزية وأمل. جئناكم من فلسطين تلك الأرض التي تشرفت قبل ألفي عام باحتضان ميلاد أمير السلام الذي جاء حاملا للعالم التعزية والرجاء والخلاص. رسالة لم يفهمها سوى البسطاء والفقراء. رسالة زرعت في قلب هيرودس الخوف من ملك سينافسه الحكم، لقصر رؤيته والتباس بصيرته ولضيق افقه الذي يحصر الملوكية بالسلطان البشري والسلام بالقوة والبطش والقتل، مما حذا به ان يقتل أطفال بيت لحم وكله أمل بأن يقتل ذلك الطفل. ولكن العناية الإلهية والأبوية لله خالقنا جميعا أوصت العذراء ويوسف بأن يحملوا الطفل ويتوجهوا إلى أرض امنة حيث كانت مصر هي تلك الأرض.
وللأسف فها هي يد هيرودس تلبس ثوبا آخر واسما جديدا ولكن الهدف واحد، قتل الأمل وزرع الخوف والإحباط، ولكنها مصر العصية على كل المؤامرات، تبقى مصر الأمن والأمان والتي كانت وبمشيئة الهية وجهة الطفل والعائلة المقدسة قبل الفين وستة عشر عاما، ستبقى كذلك بنفس وإرادة شعبها العظيم، وحكمة وروية قيادتها الدينية والسياسية الحكيمة.
قداسة البابا، أهلنا واحبتنا..
جئناكم، رجال دين مسلمين ومسيحيين، ممتعضين مما أصابكم، ومشمئزين من تلك الهمجية والوحشية التي وبكل ثقة نقول لا تمت لأي دين بصلة. فالدين عباءة لأولئك المجرمين، وشعار يتمسحون به لخدمة أهدافهم الدنيئة. جئناكم حزينين، مكسوري القلوب لتلك الأرواح الطاهرة التي أزهقت، وعزاؤنا بأنها تصلي لنا الان من السماء، فهي بجوار ربها ملائكة تسبح عرش الله العلي القدير، وتدعو بالغفران والمسامحة لا بالانتقام والقتل فهذا طريقهم وليس بطريقنا.
جئناكم محملين بأصدق مشاعر المواساة والتعزية من شعب فلسطين، كل فلسطين بكافة أطيافه وألوانه، جئناكم نحمل رسالة تعزية ومواساة من السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن، رسالة صادقة صدق إيمان هذا الإنسان وعطائه في سبيل حرية وكرامة الإنسان، رسالة واحدة لا ثاني لها، وهي أن ليس فينا وليس منا من يقتل النفس لأي سبب كان، فكم بالحري تحت مسمى الدين. رسالة واحدة لا ثانية لها، بأن ليس فيكم وليس منكم من سيسهل للإرهابيين طريقهم من خلال تحقيق أهدافهم بزرع الفرقة، فوحدتكم ابهرت شعوب الأرض، ولا زال شعب فلسطين يذكر تلك الملايين المؤللة التي اتحدت وخرجت في رسالة واضحة لم يستطع إنسان على وجه الأرض ان ينكرها.
قداسة البابا تواضروس، أهلنا وأحبتنا في مصر العظيمة، مرة أخرى، لن نقول مسيحيين أو مسلمين، بل سنقول بأن مصر كاملة تحتاج التعزية، فعزاؤنا لكم جميعا، دولة وشعبا وكنيسة، عزاؤنا إلى تلك الملايين من البشر التي تعيش على ضفاف نيلٍ منح الحياة عبر الاف السنين إلى ملايين البشر، فليس لهؤلاء الإرهابيين من أمل في تغيير هذا التاريخ.
إن تلك النفوس الطاهرة التي عادت إلى ربها شهيدة، تبث روحاً جديدة في تلك الأرض لتكون مرة أخرى ملاذا لكل المضطهدين وملجأ لكل المحتاجين.
قداسة البابا، ومن خلالكم إلى كل عائلة ثكلى وكل إنسان فقد عزيزا في هذا العمل الإجرامي، هنا وفي كل أرجاء مصر العظيمة نقول باسم السيد الرئيس وباسم رجال الدين الحاضرين وباسم الشعب الفلسطيني، بأن كلمات السيد المسيح التي قالها في فلسطين وفي عظة الجبل تحديدا، والتي تحمل في كل سطر كلمة لفئة معينة، تتلخص فيكم، وتتحد كلها وكأني بها تتردد كلها لكم اليوم:
"طوبى لفقراء الروح لأن لهم ملكوت السماوات.
طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَعزوْنَ.
طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ.
طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.
طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.
طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.
طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.
طُوبَى لِلْمَضطهدين مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ"
رحم الله الشهداء، وصبّر أهلم وذويهم، وأعانكم بقوةٍ من لدنه على تحمل هذه التجربة، وساعدكم على أن تكونوا شهودا لرسالة المسامحة والمغفرة التي تعود لقوة إيمانكم وصلابة جبهتكم ورسوخ انتمائكم إلى ارضكم وارضنا مصر العزيزة العظيمة.
سوريا 
وفي سوريا تكشف الراهبة "غوادالوبي رودريغو "عن خوف المسلمين السوريين عن العيش بدون مسيحيين بعد تحرير حلب. فالراهبة التي عاشت حوالي 20 سنة في الشرق الأوسط أكدت أنّ هناك استهدافاً مقولباً للمسيحيين في سوريا. 
والراهبة غوادالوبي رودريغو راهبة من معهد الكلمة المتجسّد، وهي من بين المسيحيين الذين لازموا حلب. ومع أنها تعتقد أنّ الوضع ميؤوس منه حالياً، تتحوّل الأنظار السياسية العالمية إلى مصلحتهم، لذا فهي تتّشح بالأمل لأجل أرض خسرت كلّ شيء، بناء على ما أورده موقع romereports.com الإلكتروني.حيث قالت 
"يمكن لأيّ كان أن يرى أنّ المسيحيين هم المستهدفون الأوائل، بما أنّ مناطقهم شهدت أسوأ الاعتداءات… إنّه اعتداء مباشر ضدّ المسيحيين، فقط لأنّهم مسيحيون".
كما وتشرح الأخت غوادالوبي قائلة إنّ مذبحة المسيحيين ليست المأساة الإنسانية الوحيدة فحسب، بل إنّ الحياة الثقافية والتعدّدية في البلاد يتمّ القضاء عليهما أيضاً.
من ناحية أخرى، وعن المسلمين الذين بقيوا في حلب، قالت الراهبة: "قال لي مسلمو حلب إنّهم يخشون من اختفاء المسيحيين، وتساءلوا: ماذا سنفعل من دونهم؟ تضمّ حلب نصف مليون مسيحي، والآن هناك بالكاد 20 ألفاً. المسلمون يخشون أن تبقى بلادهم بدون مسيحيين، ويقولون إنّ المسيحيين هم الذين يرفعون المستويات الثقافية ويضفون القيم المفقودة في المجتمع كالمسامحة مثلاً. إنّهم يدركون أهمية المسيحيين في الشرق الأوسط أكثر من الغرب".
الأردن 
أما في الأردن فسيطرت حادثة الكرك على أجواء الميلاد كما جاء في رسالة المطران مارون لحام النائب البطريركي للاتين في الأردن، وقال فيها: 
لعيد الميلاد أكثر من رمز، منها ديني محض ومنها اجتماعي وعائلي. ومن هذه الرموز التي تجمع بين الروحي والاجتماعي المغارة. وعندما كنّا نقول في الماضي كلمة مغارة، كنا نعني مكانًا بدائيًّا، فقيرًا، باردًا، مرفوضًا. لكن مولد يسوع المسيح في مغارة بيت لحم غيّر معنى الأمور. فقد ولد في المغارة، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المغارة التي ولد فيها يسوع الطفل مغارة حب. مغارة حب لا بيت حب، ولا فيلا حب، ولا قصر حب. مع مولد المسيح، أصبحت للمغارة روحانية نختصرها بثلاث كلمات: الدفء والخصوصية والحماية.
أولاً الدفء: الدفء المقصود هو دفء المحبة التي كانت تجمع بين عائلة يسوع ومريم ويوسف. ففي المغارة الضيّقة، الجميع يستدفئ معًا، وحرارة الدفء تمرّ من شخص آخر في المغارة. روحانية المغارة هي روحانية المشاركة في الدفء والمحبة بالرغم من الفقر المادي، والمشاركة نعمة وتعطي النعمة.
ثانيًا: الخصوصية: الخصوصية تعني أن ما يحدث داخل المغارة يبقى -ويجب أن يبقى- في المغارة. وإن كانت العائلة المسيحية مغارة حب على مثال مغارة بيت لحم، فالخصوصية داخل مغارة الحب لها أهمية كبيرة. المقصود هو أن ما يحدث في العائلة يجب أن يبقى في العائلة. نحن نعلم والجميع يعلم أن معظم مشاكل العائلات في بلادنا سببُها خروج السر المقدس من المغارة، وتدخلات خارجية قد تصل إلى كسر رباط الزواج. ما يحدث في مغارة الحب في العائلة يجب أن يبقى في العائلة ويجب أن يُحلّ في العائلة.
ثالثا: الحماية. فاللاجئ يحتمي في المغارة، والغريب يلجأ إلى المغارة، والهارب من المطر يحتمي في المغارة. انها تحمي من العواصف الخارجية ومن التدخلات والمشاكل الخارجية، وكل ما يهدّد سلامة العائلة.
أيها الأحباء، في هذه الأيام، تعيش الأسرة الأردنية مشاعر ممتزجة: فمن جهة نحزن على فراق كوكبة من أخوتنا العاملين في الأمن العام أو الدرك أو مواطنين عزّل وسائحين أعزاء، ونترحم على أرواحهم الطاهرة التي قدموها هدية للوطن بقيادته وشعبه، ومن جهة أخرى نفخر بقدرة أجهزتنا الأمنية، بتوجيهات من سيد البلاد، للتصدي لكل محاولات النيل من أمن الأردن ومنعته ووحدته الوطنية.
وفي الوقت الذي دعونا فيه كنائسنا إلى اقتصار الاحتفال بالميلاد هذا العام على الشعائر الدينية، وإلغاء الاحتفالات الخارجية المرافقة للعيد، إننا نقدم صلوات العيد، من أجل الأردن، لكي يبقى آمنًا ومستقرًا، كما هو عهده دائمًا، وأن تبقى وحدتنا الوطنية، خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، سياجنا المنيع في وجه أي طامع بالنيل من سلام الأردن وتقدمه واستقراره.
في السنوات الماضية، برز الأردن ملاذًا آمنًا للكثير من الأخوة المشرّدين والمبعدين قسرًا عن أوطانهم، ومنهم من أمضى فترة لدينا، ومن ثم غادر إلى بلاد بعيدة، إلا أنّ الحفاوة والضيافة الأردنية ستبقى ذكرى حية لهم أينما حلوا وتوجهوا. صلاتنا إلى الرب أن يبقى بلدنا العزيز آمنًا مستقرًا، لمواطنيه أولاً ولكل من يطرق بابه بحثًا عن المحبة والكرامة.
وإننا لنصلي في هذه الأيام الميلادية، لكي يحفظ الرب العلي مملكتنا العزيزة، وأن يحفظ الأردن الكبير أسرة واحدة متحابّة، في الوئام والإخاء، بقيادة صاحب الجلالة، وجميع من يسهرون على أن يبقى الأردن، مثل مغارة بيت لحم، بيتًا دافئًا وآمنًا وحاميًا، وتنبع خصوصيته بسياسة أبوابه المفتوحة لكل المجروحين من الأشقاء.
أيها الإخوة والأخوات، صلاتنا اليوم من أجل مَن أسّس هذه السنة أو يخطط لتأسيس عائلة جديدة، أي مغارة حب. ونصلي أيضًا من أجل جميع العائلات في بلادنا وفي العالم، كما نصلّي من أجل جميع العائلات المجروحة والمـتألمة والمكسورة. نصلي كي تبقى عائلاتنا مغارة حب تشع دفئًا وخصوصية وحماية وصمتًا وصلاة، حيث يحب بعضها بعضًا في الضيق والرخاء، في المرض والصحّة، فتعيش في ظل المحبة والإكرام طول أيام حياتها.
ألمانيا 
وفي ألمانيا سيطر حادث دهس المسيحيين المتجوالين على أجواء الميلاد ودعا المونسنيور كوخ والكاردينال رينار ماركس (رئيس مؤتمر أساقفة ألمانيا) إلى الوحدة كمجتمع، وإلى الصلاة على نيّة ضحايا الاعتداء وعلى نوايا عائلاتهم، بدون نسيان نوايا الجرحى الذين بلغ عددهم 48.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكاردينال رينار ماركس صرّح قائلاً إنّ الاعتداء "هزّه"، وشجب العنف الذي اعتبر أنّه عكس ما أتى زوّار السوق لرؤيته.
روسيا 
وفي روسيا وعلى إثر مقتل السفير الروسي بتركيا قدّم البابا فرنسيس تعازيه لعائلة السفير الروسي في تركيا، والذي تعرّض للقتل على يد شرطي خلال معرض فنّي. وبحسب ما أورده موقع راديو الفاتيكان بقسمه الإنكليزي، بعث وزير خارجية الكرسي الرسولي الكاردينال بييترو بارولين برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل الأب الأقدس، عبّر فيها عن حزنه لدى معرفته بالاعتداء العنيف الذي حصل في أنقرا، وأسفر عنه مقتل السفير أندريه كارلوف.
في السياق عينه، أكّد الحبر الأعظم لشعب الاتحاد الروسي، وعلى لسان بارولين، على تلاوته صلوات على نواياه، وعلى “تضامنه الروحي” في هذا الوقت العصيب، كما وعهد بروح السفير الراحل إلى الله.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الاعتداء على السفير حصل مساء الاثنين على يد رجل يرتدي بذلة، يُعتقد أنّه شرطيّ خارج الدوام، وهو في الثانية والعشرين من العمر، أطلق 8 رصاصات على الأقلّ فيما كان يصرخ "لا تنسَ حلب، لا تنسَ سوريا". إلّا أنّ القوى الخاصّة سرعان ما أطلقت النار عليه وأردته.

شارك