"مولود طاش" قاتل السفير الروسي بتركيا

الخميس 22/ديسمبر/2016 - 12:00 م
طباعة مولود طاش قاتل السفير
 
"مولود مرت ألطن طاش" ولد في 24 يونيو عام 1994م في مدينة سوكه التابعة لولاية آيدن القريبة من مانيسا على شواطئ بحر إيجه غرب تركيا ويبلغ من العمر 22عامًا، وله شقيق واحد. 
 حياته ونشأته 
 تلقى تعليمه الأولى في مدارس مانيسا وفيها أتم دراسته الابتدائية والإعدادية، وأتم دراسته الثانوية في مدرسة "جمهورية الأناضول"، قبل أن يلتحق بكلية روشتو إزمير للشرطة في ولاية إزمير التركية، وتخرج فيها عام 2014 ثم التحق في نفس العام بجهاز الأمن العام التركي، ليخدم في شعبة الأمن الخاص بالقوة الجوية في العاصمة التركية أنقرة مدة عامين ونصف العام، وهو ما كشف عنه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قائلًا: "إن ألتن تاش كان يعمل في قوات مكافحة الشغب بأنقرة منذ عامين ونصف العام".
 تبنيه للأفكار الجهادية 
 لا توجد معلومات دقيقة لوقت تبنيه الأفكار الجهادية، ولكن الصحافة ووسائل الإعلام التركية ربطت بين الشاب وبين المتابعات الجنائية والأمنية للشرطة التركية على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة يوم 15 يوليو 2016، رغم أن المواقف الرسمية التركية التي علقت على عملية الاغتيال لم تشر إلى الأمر بشكل صريح، واستدلت وسائل الإعلام والكتاب الصحفيون الأتراك ببعض الشواهد على عضوية ألطن طاش في جماعة المعارض التركي المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية فتح الله غولن، أو ما يعرف بالتركية باسم "فيتو"، من بينها تخرجه من مدرسة أزمير الشرطية التي كانت تديرها الجماعة، وأنه أفلت من عملية اقتحام نفذته الشرطة على منزل عبد الله بوزكورت مسئول صحيفة "تودي زمان" في أنقرة، والتي كانت تديرها جماعة غولن الذي اتهمته السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب المذكورة.
وأشار مسئول أمني تركي كبير إلى وكالة رويترز أن ثمة "دلائل قوية للغاية" على أن ألتن تاش- الذي اغتال السفير الروسي- ينتمي لشبكة غولن، ولكن مسئولا يقدم الاستشارات الإعلامية للحركة قال: إن الحركة لا صلة لها باغتيال السفير الروسي، وإن غولن يدين الحادث بشدة، فيما ذكرت صحيفة "حرييت" التركية أن ألتن تاش نزل في أحد الفنادق القريبة من أجل التحضير للهجوم، وأنه أستخدم بطاقة الشرطة التي يحملها للدخول إلى المعرض وهو يحمل سلاحه، وأن ذلك تسبب في إطلاق إنذار جهاز رصد المعادن الأمني عند دخوله المعرض، لكنه أظهر بطاقة الشرطة الخاصة به، فسمح له بالمرور. 
كما أشارت إلى أن مولود أخذ إجازة من العمل يوم الاثنين وحجز غرفة في فندق بالقرب من المعرض، من أجل تنفيذ اعتدائه وأن القاتل تصرف بطريقة مشابهة أثناء المحاولة الانقلابية، عندما كان يخدم في شرطة ديأربكر، وأخذ أيضاً إجازة لمدة يومين قبل يوم من اندلاع أحداث محاولة الانقلاب، وتوجه إلى أنقرة حيث أقام في فندق وقد تم اعتقال قائد الشرطة، الذي سمح له آنذاك بأخذ الإجازة للاشتباه بالتورط في المحاولة الانقلابية كما تم إبعاد الطنطاش نفسه عن العمل مؤقتاً لكنه عاد لمهامه في 16 نوفمبر 2016م . 
على الجانب الاخر أكد آل تورغوت أوغلو، المدير الإقليمي لجريدة "الزمان" التركية بالشرق الأوسط، أن قاتل السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، كان عضوًا سابقًا في حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "استبدل العديد من قوات الشرطة التركية، عقب مسرحية الانقلاب، بعدد من العناصر الخاصة التابعين لتنظيم (داعش)، الذين يهينون الشعب التركي ونشر صور تظهر تواجد قاتل السفير الروسي في فعاليات حزب العدالة والتنيمة، وتكريم أردوغان لضباط الشرطة في تركيا".
أما المعلومة الأبرز التي أوردتها بعض الصحف والقنوات التركية فهي أن مولود تولى مهمة حراسة مقر السفارة الروسية في أنقرة أثناء تظاهرات أول ديسمبر 2016م، ونقلت قناة "NTV" التركية عن مصادر أمنية أن قاتل السفير كان ضمن مجموعة التعزيزات الأمنية التي أرسلتها الشرطة لحراسة السفارة الروسية بالعاصمة التركية، عندما خرجت أمامها تظاهرة حاشدة احتجاجاً على العملية العسكرية في حلب.
إلى ذلك، كشفت قوات الأمن التركية وبعد تنفيذها عمليات تفتيش بمنزل القاتل، أنها عثرت على كتب عن تنظيم القاعدة ومنظمة فتح الله غولن، أما عن التحاقه بالشرطة، فقد نقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية، أنه تم إعداد لوغاريتم "مقياس" حول أجوبة "ألطن طاش" في امتحانات المرحلة الثانوية، والجامعية، والمعهد المهني للشرطة، حيث تبين أنه من غير الممكن له النجاح في الامتحانات دون الحصول على دعم من جهة معينة، وأن التحقيقات حول المسيرة الحياتية والتعليمية لـ"ألطن طاش" المولود في ولاية أيدن غربي البلاد، لا تزال مستمرة وأنه دخل معهد "رشتو أونصال" المهني للشرطة في ولاية إزمير غربي البلاد، في عام 2012 وتخرج منه في 2014م، كما ورد اسمه بين أسماء المشتبه بهم في قضية تسريب منظمة "غولن" أسئلة امتحانات المعاهد المهنية للشرطة بين عامي 2010-2013، لأتباعها.
وقام بقتل السفير الروسي في تركيا من الخلف، وكان يقف خلف السفير الذي كان يقف وراء منصة في معرض فني بالعاصمة أنقرة تحت عنوان "روسيا في عيون الأتراك" في تمام الساعة 19:05 بتوقيت إسطنبول 16:05 بتوقيت جرنيتش بـ 8رصاصات وبعدها صاح منفعلاً بالتركية: 'الله أكبر (الله أكبر) نموت في حلب، تموت هنا، وقد ذكر شهود عيان أن عدة طلقات خرجت من مسدس القاتل لتردي السفير صريعاً على الفور.
مقتله 
 بعد قتله للسفير الروسي دارت اشتباكات بينه وبين وحدات من الشرطة التركية التي طوقت المكان الذي قتل فيه السفير الروسي قرابة 15 دقيقة، انتهت بمقتله في الطابق الثاني من مبنى المعرض الفني يوم 19 ديسمبر 2016م، ووقع خلال الاشتباك ثلاثة جرحى.

شارك