تنسيق ألماني تونسي لكشف تفاصيل حادث برلين..وتفكيك خلية إرهابية جديدة

الخميس 22/ديسمبر/2016 - 09:22 م
طباعة تنسيق ألماني تونسي
 
الداخلية التونسية
الداخلية التونسية
تواصل السلطات التونسية التنسيق مع الشرطة الألمانية من أجل تتبع معلومات جديدة بشأن التونسي أنيس العامري، المشتبه في تورطه في اعتداء برلين والذي ترجح السلطات الألمانية بأنه قريب من التيار السلفي الإسلامي، حيث بدأت شرطة مكافحة الإرهاب في تونس الأربعاء استجواب عائلة أنيس العامري المشتبه به التونسي في اعتداء بشاحنة على سوق عيد الميلاد، كما أصدرت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية مذكرة جلب باسم أنيس العامري  ورصدت مكافأة مالية بقيمة 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود اليه.
وقالت مصادر أمنية تونسية إن شرطة مكافحة الإرهاب باشرت استجواب والد ووالدة العامري اللذين تم استدعاؤهما إلى مركز الحرس الوطني في منطقة حفوز من ولاية القيروان، وأن الاستجواب معهما متواصل. كما أفاد أن عائلة الشاب تقطن منطقة الوسلاتية من ولاية القيروان وأن له أخا واحدا وأربع شقيقات.
وتم الكشف عن عدد من المعلومات تشير إلى أن أنيس العامري أوقف مرات عدة بسبب استهلاك المخدرات قبل الثورة التونسية فى ديسمبر 2014، وهاجر العامري بشكل غير شرعي إلى إيطاليا حيث أمضى ثلاث سنوات قبل أن يسافر إلى ألمانيا، بحسب المسؤول الأمني التونسي، ووصل العامري في يوليو 2015 إلى ألمانيا التي رفضت في يونيو الماضي طلبا منه بمنحه اللجوء ولم تتمكن من طرده لأن تونس احتجت لأشهر على كونه من مواطنيها، ولم تعترف تونس إلا الأربعاء، بالصدفة، بأن العامري تونسي الجنسية ووفرت وثيقة سفر تتيح ترحيله.
وتقدم سلطات برلين المشتبه به باعتباره قريبا من التيار السلفي الإسلامي،وبحسب صحيفة بيلد فإنه حاول تجنيد آخرين لتنفيذ اعتداء قبل عدة أشهر. وقد كان موضع تحقيق قضائي للاشتباه في تحضيره لاعتداء قبل الهجوم بالشاحنة في برلين.
من جانبه وقال عبد القادر شقيق أنيس العامري "عندما رأيت صورة أخي في وسائل الإعلام لم أصدق عينيّ، أنا مصدوم ولا أستطيع تصديق أنه من ارتكب هذه الجريمة". لكن "إن اتضح أنه مذنب فإنه يستحق كل الإدانات، نحن نرفض الإرهاب والإرهابيين وليس لنا أي علاقة مع الإرهابيين". 
فيما قالت نجوى شقيقة أنيس العامري "لم نحس أبدا أن لديه شيئا غير عادي. كان يتصل بنا عبر فيس بوك وكان دائما مبتسما وفرحا".
وبحسب نواب ألمان فإن حافظة أوراق تحتوي وثائق هوية عثر عليها في مكان اعتداء برلين، هي التي أتاحت للمحققين اقتفاء أثر المشتبه به.
انيس العامري
انيس العامري
وفى سياق آخر كشفت مجلة دير شبيجل الألمانية أن المشتبه الأساسي في هجوم برلين التونسي أنيس عامري ادعى في وقت من الأوقات أنه مصري بعدما صدر تعميم ضده من إيطاليا يحظر دخوله للبلدان الأورورية، والاشارة إلى أن العامري قام بالالتفاف على التعميم الإيطالي الذي صدر في وقت سابق من 2016، وتقدم ليحصل على اللجوء في ألمانيا، مدعيا في الورق أنه مصري وأنه فار من حكم قضائي ضده، لكن عند توجيه أسئلة إضافية له من قبل السلطات، تبين أنه لا يعرف شيئا تقريبا عن مصر، ورفضت السلطات طلب اللجوء ولم تستطع ترحيله من البلاد لأنها لم تجد وثائق تدل على جنسيته.
أكدت الصحيفة أن عامري لفت أنظار الشرطة الألمانية قبل أشهر، أثناء تحقيقها في قضايا متعلقة بخطاب الكراهية، ووجد الأمن حينها أن أنيس عرض على الإنترنت أن يكون انتحاريا، لكن عباراته كانت حذرة للغاية، مما لم يدع مجالا لإدانته واتخاذ الإجراءات باعتقاله.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير اعلامية ألمانية إن الشرطة الألمانية اقتحمت منزلين في برلين بحثا عن أنيس عماري المشتبه به بهجوم برلين، إلا أنها لم تعثر على أحد بداخلهما.
من جانبها أكدت صحيفة دي فيلت نقلا عن محققين أن القوات الخاصة في الشرطة الألمانية داهمت شقتين في ضاحية كروزبرغ في برلين في لكن لم تعثر على عماري.
كما أعلنت الداخلية الألمانية رسميا انتهاء اعمال اعادة ترميم السوق الذي شهد الهجوم ، حيث من المقرر أن  يفتح أبوابه قريبا للعامة.
وأورد مكتب الادعاء الاتحادي الألماني،   صفات "أنيس العامري قائلا إن طوله يصل إلى 178 سنتيمترا فيما يبلغ ووزنه نحو 75 كيلوغراما، ويتخذ شعره اللون الأسود وعيناه لونا بنيا".، وقالت الحكومة الألمانية، إن أجهزة الأمن تأكدت من وجود صلة بين العامري وجماعات متشددة، فيما كانت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قد أكدت، الثلاثاء، أن الاعتداء إرهابي.
موقع الدهس فى برلين
موقع الدهس فى برلين
كانت الشرطة الألمانية قد عثرت على هوية خاصة تعود إلى الشاب التونسي في الشاحنة التي نفذت هجوم برلين، والذي أسفر عن سقوط 12 قتيلا وعشرات الجرحى قبل 3 أيام، وأفادت صحيفة ألمانية أن الشاب أنيس عماري، تقدم بطلب لجوء في ألمانيا، وحصل على إذن الإقامة في البلاد قبل أشهر.
وقالت وسائل إعلام ألمانية إن المشتبه به ينحدر من منطقة تيطاوين جنوبي تونس، لكنه معروف بثلاث هويات. وأضافت أن بطاقة الهوية التي عثر عليها هي وثيقة سلمت لمهاجر رفضت السلطات طلب لجوئه بدون طرده.
وأعادت حادثة الدهس في برلين إلى الأذهان الاعتداء الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية في يوليو الماضي حين صدمت شاحنة حشودا من الناس، مما أسفر عن مقتل 84 شخصا وإصابة آخرين بجروح، فطريقة تنفيذ هجومي برلين نيس واحدة أي عبر دهس الحشود بشاحنة، والمشتبه بشن الاعتداء الأخير يتحدر من أصول تونسية على غرار منفذ الهجوم الأول، كما أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجومين، وبعد كشف أجهزة الأمن الألمانية عن هوية المشتبه بتنفيذه هجوم برلين، تضيف التفاصيل الجديدة أسئلة أخرى إلى قائمة متنامية من التساؤلات بشأن ما إذا كانت سلطات الأمن قد ضيعت فرصة لمنع الهجوم الذي اقتحمت فيه الشاحنة التي تزن 25 طنا أكشاكا خشبية لبيع هدايا أعياد الميلاد.
من ناحية أخري أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن تفكيك خلية متطرفة تتكون من 5 أشخاص بينهم 3 نساء على صلة بمجموعات إرهابية في الجزائر وليبيا، وتم الكشف عن أن الخلية تتكون من خمسة عناصر تم توقيفهم، وهم شابان يبلغان من العمر 19 و31 عاما وثلاث شابات تتراوح أعمارهن بين 18 و28 سنة إحداهن طالبة في مدرسة ثانوية، كانت تعمل على تجنيد واستقطاب عناصر جديدة لتبني الفكر التكفيري وتمجيد تنظيم داعش، وإرسالهم إلى ساحات القتال في ليبيا.
أوضحت الداخلية التونسية أن الخلية كنت تنشط بين مناطق العاصمة تونس وباجة وسيدي بوزيد، وقد اعترف عناصر الخلية بالتواصل مع عناصر إرهابية في ليبيا والجزائر، عبر شبكات التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة، وانه يجري استكمال التحقيقات مع العناصر الخمسة الموقوفين لمعرفة تفاصيل إضافية عن نشاط الخلية الإرهابية.
يذكر انه ليست المرة الأولى التي تلقي فيها قوات الأمن التونسية القبض على خلايا إرهابية، كان آخرها مطلع الشهر الماضي حين ألقت القبض على خلية إرهابية تتكون من 7 أشخاص بمدينة رمادة التابعة لولاية تطاوين، جنوب تونس.

شارك