أنقرة تصعد من اتهامها لأتباع "جولن" باغتيال السفير الروسي..وموسكو تلتزم الصمت

الخميس 22/ديسمبر/2016 - 11:01 م
طباعة أنقرة تصعد من اتهامها
 
وزير الخارجية التركي
وزير الخارجية التركي
تتصاعد الاتهامات التركية الرسمية لجماعة فتح الله جولن بالوقوف وراء جريمة اغتيال السفير الروسي فى أنقرة، فى الوقت الذى تفضل فيه موسكو عدم التدخل فى هذه الاتهامات، منتظرة التوصل إلى معلومات واضحة بشأن هذه الجريمة، مع مشاركة محققين روس لكشف معالم الجريمة. 
من جانبه اتهم نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، تنظيم فتح الله جولن بالتورط في قتل السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف، متعهدا بالكشف عن مدبري عملية الاغتيال، مؤكدا أن تركيا ستستمر في مساعيها بالبحث والتحري إلى آخر نقطة في عملية اغتيال السفير الروسي، وليس من قام بالعملية فقط، بل الذين وراءهم، ومن قام بالإيعاز لهم لتنفيذ هذه العملية.
وصف قورتولموش اغتيال كارلوف بالهجوم "الدنيء كان الهدف من ورائه التأثير السلبي على العلاقة بين روسيا وتركيا".، وقال إنه "منذ عام 2015 وحتى الآن، هناك العديد من الجماعات الإرهابية أعلنت الحرب على تركيا، وأحد هذه التنظيمات حزب العمال الكردستاني "وداعش" الإرهابي وجماعة فتح الله جولن".، مشيرا إلى أن هذه التنظيمات تقوم بين الفينة والأخرى بالعمل سوية للهجوم ضد تركيا".
أضاف "قبل فترة أسقطت طائرة روسية، وقد فهمنا بعد ذلك أن من تسبب في إسقاطها هم قيادات في الجيش تنتمي إلى جماعة فتح الله غولن، ومن قام بعملية اغتيال كارلوف له ارتباطات أيضا بالجماعة نفسها".، منوها أن هذه الحادثة لن تخرب العلاقة بين روسيا وتركيا، والتعاون الوثيق بين البلدين".
السفير الروسي
السفير الروسي
كشف قورتولموش أنه رغم "تحسين علاقات تركيا مع روسيا" إلا أن هناك "نقاط اختلاف معها" في الملف السوري.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن منظمة فتح الله جولن، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية تقف وراء اغتيال السفير الروسي بتركيا، اندرية كارلوف، موضحا أن تركيا وروسيا تعلمان أنّ منظمة فتح الله جولن الإرهابية تقف وراء اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف."
وأوضحت مصادر إلى أن تصريحات الوزير التركي بعد أن نفذت قوات الأمن التركية، عمليات تفتيش بمنزل مولود مرت ألطن طاش، منذ عملية اغتيال السفير الروسي، لافتة إلى أنها عثرت على كتب عن تنظيم القاعدة ومنظمة فتح الله جولن.
وأبلغ وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو أبلغ نظيره الأميركي جون كيري أن أنقرة وموسكو تعتقدان بأن أتباع رجل الدين فتح الله غولن وراء قتل السفير الروسي أندريه كارلوف.
مولود مرت الطنطاش
مولود مرت الطنطاش قاتل السفير الروسي
كان مسؤول يالاستشارات الإعلامية لحركة جولن قد قال إن الحركة لا صلة لها باغتيال السفير الروسي في تركيا وإن غولن يدين قتل السفير بشدة، موضحا أن مزاعم مسؤول أمني تركي كبير لم يتم الكشف عن هويته بوجود "مؤشرات قوية للغاية" على انتماء قاتل السفير للحركة "مضحكة" وتهدف إلى التغطية على التراخي الأمني، مضيفا "السيد غولن يدين تماما هذا العمل الشائن."
كما اتهمت أنقرة جولن بتدبير انقلاب فاشل في يوليو وهو اتهام ينفيه رجل الدين الذي يعيش في منفاه الاختياري بولاية بنسلفانيا الأميركية.
فى حين رفضت موسكو التدخل فى الصراع بين الحكومة التركية وجماعة جولن، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "يجب انتظار نتائج فريق التحقيق المشترك. يجب عدم التسرع في التوصل إلى استنتاجات قبل أن تحدد التحقيقات من يقف وراء اغتيال سفيرنا".
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سبق وأعلن أن "علاقة منظمة غولن الإرهابية بمنفذ عملية اغتيال السفير الروسي واضحة. هو عضو في منظمة غولن ولا نحتاج لإخفاء ذلك". وأضاف أن "مؤسسة الشرطة ما زال فيها بعض المندسين"، وذلك في إشارة إلى الحملة التي شنها نظامه ضد عناصر في الشرطة والجيش والمؤسسات التركية واعتقال الآلاف منهم بتهمة التعاون مع منظمة جولن التي حملها مسؤولية الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا في 15 يوليو الماضي.
جولن
جولن
وفى سياق آخر تساءلت صحيفة "خبر ترك" لماذا تمت تصفية قاتل السفير الروسي في أنقرة ولم يلق القبض عليه حيا؟، وحاورت الصحيفة التركية مسؤولين في الوحدة الخاصة التي اشتبكت مع القاتل بعد تنفيذه الجريمة، وأكد هؤلاء بدورهم أنهم لم يكونوا يعلمون أن القاتل ينتمي إلى الشرطة، ونقلت عنهم تأكيدهم أنهم فشلوا في إقناع القاتل مولود الطنطاش بالاستسلام، وأن الأخير رد على نداءاتهم بإطلاق الرصاص والصراخ بأنه جاء إلى المكان كي يموت.
ذكر المسؤولون الأمنيون عن الوحدة التي قضت على قاتل السفير الروسي أندريه كارلوف أن رجال الأمن أصابواالقاتل مولود الطنطاش برصاصة في كاحله في البداية، إلا أنهم واصلوا إطلاق النار حين مد يده إلى جيبه لظنهم أنه ينوي تفجير قنبلة زرعت في القاعة.
هذه الرواية رددها أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أعلن إن الشرطة التركية اضطرت إلى تصفية قاتل السفير الروسي في أنقرة خوفا من أن تكون بحوزته قنبلة، وقال في هذا الصدد :"هناك مضاربات بشأن مسألة لماذا لم يقبض عليه حيا. لكن كان يمكن دفع ثمن مقابل ذلك. وكان يمكن أن يقتل عددا من رجال الشرطة. ورجل الأمن الذي قتل الإرهابي، رأى أنه قام بحركة مشبوهة بيده وفكر في أنه قد يلقي بقنبلة، وحينها كان الشرطي مضطرا لإطلاق النار بشكل مميت".

شارك