على طريقة الكساسبة.. الجيش التركى فى اتون "محرقة " داعش فى سوريا

السبت 24/ديسمبر/2016 - 01:50 م
طباعة على طريقة الكساسبة..
 
 على طريقة معاذ صافي يوسف الكساسبة  الطيار الأردني  الذى وقع أسيراً بأيدي تنظيم "داعش"، صباح يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2014م وقامت بإعدامه حرقاً  يوم  3 يناير 2015،  داخل قفص حديدي مغلق يبدو ان التنظيم يكرر نفس الامر ولكن مع تركيا عقب نشره لشريط فيديو لحرق جنديين أحياء، قال إنهم أتراك  وهو ما أكد عليه وزير الدفاع التركي "فكري إشيق" بوجود 3 أسرى من عناصر الجيش التركي بيد التنظيم، معتبراً أن "جميع التأويلات الأخرى ليست معلومات مؤكّدة" 
على طريقة الكساسبة..
 ودعا إلى ضرورة تجاهل المعلومات التي لم يتسن التأكد منها، في إشارة إلى التسجيل المصور الذي نشره التنظيم  قبل يومين لعملية إعدام حرقاً قال إنها لجنديين تركيين، وأظهر التسجيل الجنديين داخل قفص حديدي، قبل أن يقتادهما مقاتلوه إلى الخارج ويضرموا النار فيهما، وقال التنظيم إن العملية تأتي رداً على دخول أنقرة في تحالف لمحاربته وعن سبب إطلاق عملية "درع الفرات" ووجود الجيش التركي في مدينة الباب بريف حلب شمالي سوريا، أشار إشيق، إلى أن "صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون كانت تطلق على ولاية كليس (جنوب) من خارج الحدود"، مضيفاً "ماذا كنا سنفعل؟ هل كنا سننتظر أكثر؟ لا.. تركيا ستذهب إلى أي مكان تتلقى منه تهديداً، وأولويتنا سحق رؤسهم هناك، وإذا لم نقم بذلك، حينها نكون قد استسلمنا للإرهاب وطبعاً اتخاذ هذه القرارات ليس سهلاً، واتخذت تركيا هذه القرارات لأنه لم يكن لديها أي طريق آخر".
ولفت إلى أن عملية درع الفرات لها 3 أهداف هي تطهير الحدود والمنطقة من تنظيم "الدولة"، وإنشاء منطقة آمنة من أجل النازحين السوريين داخل بلادهم، وإنهاء حلم "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي وذراعه المسلح تنظيم "ي ب ك" بوصل الكانتونات (الحسكة وكوباني وعفرين)  وأن  العمليات العسكرية المشتركة مع الجيش السوري الحر ستتواصل في مدينة الباب، حتى يتم تطهير داعش من المنطقة بشكل كامل وأن الجيش التركي والجيش السوري الحر سيطرا على تلة المستشفى التي تعد أهم نقطة في الباب ولكن لا يزال هناك الكثير من الأعمال التي ينبغي القيام بها".
على طريقة الكساسبة..
ومما يؤكد على ان تركيا دخلت بالفعل فى "اتون" محرقة داعش  ما كشف عنه نفس الوزير يوم الخميس 22-12-2016م إن عدد الجنود الأتراك الذين قتلوا في هجمات في الآونة الأخيرة لمسلحي تنظيم (داعش) قرب بلدة الباب في شمال سورية ارتفع إلى 16، و أن ثلاثة جنود آخرين أصيبوا بجروح خطيرة و أن ما إجماليه 35 جندياً تركياً لقوا حتفهم منذ بداية توغل لفصائل معارضة مسلحة تدعمها تركيا في شمال سورية في 24  أغسطس 2016م  في عملية درع الفرات وإن 1005 مقاتل من التنظيم «حُيّدوا» خلال الفترة نفسها و أن «داعش» تبدي مقاومة شرسة قرب الباب  وإن  الجنود قتلوا في ثلاث هجمات انتحارية بسيارات مفخخة  وأن ستة من الجرحى في حال خطرة وإن  معارك عنيفة اندلعت حول مستودع للأسلحة يستخدمه داعش منذ سنتين و أن  138 متشدداً قتلوا في المعارك  " وجاء ذلك بعد أن كان قد  أعلن سابقاً مقتل أربعة جنود في هجومين، وفي وقت لاحق أعلن مقتل عشرة جنود وجرح 33 آخرين في هجوم جديد.  
 وأثار الإصدار المرئي الأخير لتنظيم داعش الإرهابي فزعًا كبيرًا لدى العالم أجمع، بعدما أظهر إذلال جنديين تركيين أسيرين لدى التنظيم ثم حرقهما أحياء،  والمقطع المرئي «درع الصليب»، الصادر عن المكتب الإعلامي للتنظيم في حلب السورية، تضمن العمليات التي شنها التنظيم داخل الأراضي التركية، ومنها الهجوم الإرهابي الذي استهدف مركزًا أمنيًا في ديار بكر، كما استرجع الفيديو ما اعتبره «فصول الخيانة في تاريخ تركيا»، مثل مشاركتها في الحروب ضد الجهاديين في أفغانستان والعراق وتعاونها مع إسرائيل والولايات المتحدة، ودعمها للفصائل السورية والتحاف الدولي في سوريا التنظيم اتهم تركيا أيضًا بقصف قرى ريف حلب الشمالي وتركها ركامًا، لتمهيد السبيل للفصائل السورية المسحة للسيطرة عليها. وظهر مقاتل بالتنظيم يحمل اسم «أبي حسن التركي» مهددًا تركيا بالثأر، ومحرضًا أنصار داعش في تركيا على الحرق والتدمير والتفجير داخل بلادهم، واستهداف المواطنين الآخرين بالطعن ونثر أشلائهم في الميادين، بعد أن أصبحت تركيا أرضًا للجهاد.
على طريقة الكساسبة..
ثم انتقل المقطع إلى نقل حديث كل من الجنديين التركيين عن نفسه، وهما فتحي شاهين من مدينة قونية، ويعمل في مخابرات حرس الحدود التركية، وسفتر تاش الذي يعمل بمخفر ميدنة مهمد الحدودية، وكلاهما في العشرينات من أعمارهم وأجبر مسلحو داعش الجنديين المكبلين بالسلاسل على الزحف أرضًا وتحذير زملائهما من الجنود من ملاقاة نفس ما ذاقوه من الذل إذا لم يخرجوا من الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وتوجيه رسالة إلى شعبهم بأن السبب في هذا الذل هو الحكومة التركية، التي تجاهلت مسألة أسرهم ثم فجر مسلح داعش التركي قنبلة صغيرة عن بعد، لتشتعل النيران في حبال متصلة بقيود الجنديين، ويحترقا أحياءً.
الحادث المأساوي يشكل ضربة لأكثر من عصفور بذات الحجر؛ فبعدما غاب داعش عن دائرة الاهتمام العالمي وسرقت معركة حلب منه الأضواء، ولم تحظَ سيطرته من جديد على مدينة تدمر الأثرية السورية بالاهتمام المطلوب، قرر العودة بحادث ربما يفوق في بشاعته حادث حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في يناير 2015. وفي عودته اختار مدينة حلب المحررة، بعد يوم واحد من إعلان الجيش السوري أنها أصبحت مدينة آمنة، بعد تحريرها من الفصائل الإسلامية المسلحة إثر معارك ممتدة منذ شهور على الجانب الآخر، جاء الحادث ردًا على الاتفاق بين مسئولي تركيا وروسيا وإيران، والذي تبعه إعلان تركيا اتجاهها إلى تحرير مدينتيْ الباب ومنبج السوريتين القريبتين من حدودها من سيطرة داعش، في إطار معركة «درع الفرات» بالتعاون مع الجيش السوري الحر والجبهة الشامية، ثم تخليها جزئيًا عن دعم الفصائل في المناطق الأخرى بسوريا
على طريقة الكساسبة..
وكانت المعارك الإعلامية قد احتدمت بين تركيا وداعش منذ بداية ديسمبر 2016م ، ففي مطلع الشهر ظهر أبو الحسن المهاجر، المتحدث الجديد باسم التنظيم، مفصحًا عن هويته للمرة الأولى، في مقطع صوتي خصص معظم وقته لتحريض أنصار التنظيم حول العالم على مهاجمة الحكومة التركية، بجميع مفاصلها الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية، إلى جانب سفاراتها وقنصلياتها في بلدان العالم، ردًا على التدخل التركي في سوريا. كما وصف أبو الحسن الأتراك بالمرتدين، ودعا إلى قتلهم «فوق كل أرض وتحت كل سماء».
 هذا وتواجه تركيا  وحلفاءها من المعارضة السورية في عملية «درع الفرات»  فى نفس الوقت  مقاومة متزايدة من قبل مسلحي «داعش» في معركة لالسيطرة على المدينة التي تبعد 25 كيلومتراً عن الحدود التركية وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  قد أعلن قد نشر الإحصائية في مؤتمر صحافي عن  سقوط  شهداء  في المعركة،  وعلى الرغم منذلك فإن مدينة الباب ستنتزع من داعش وانها مطوقة بالكامل من قبل الجيش السوري الحر وجنودنا و المدينة ستسقط بأكملها عاجلاً أو آجلاً" 
على طريقة الكساسبة..
وكان الجيش التركي  قد أعلن  فى وقت سابق عن أن مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا سيطروا بالكامل على جبل الشيخ عقيل المطل على مدينة الباب في ريف حلب الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم  داعش ، وعلى الطريق السريع الذي يربط البلدة مع حلب بدعم من نيران برية وجوية كثيفة وأن  سلاح الجو التركي أغار فى يوم واحد  على 47 هدفاً لداعش في محيط مدينة الباب . وفي المقابل، قال التنظيم المتطرف إن  المعارك مع القوات التركية أسفرت عن مقتل 70 جندياً تركياً في ثلاث هجمات انتحارية أنها أكبر خسائر تتكبدها القوات التركية منذ تدخلها في شمال سورية  فيما قالت مصادر اخرى أن حصيلة الغارات الجوية التركية على مدينة الباب ارتفعت إلى 47 قتيلاً مدنياً وأن بين القتلى 14 طفلاً وتسع نساء. 
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن  الجيش التركى قد أصبح  فى اتون "محرقة " لداعش فى سوريا وانه منذ إطلاق عملية "درع الفرات" بدعم من الجيش التركي، ونجاحها في تطهير جرابلس والمنطقة الحدودية المحيطة بها من تنظيم داعش سيكون فى المقابل الثمن باهظ الثمن وعلى حساب أرواح الجنود الأتراك . 

شارك