بعد تهدايدته بالمزيد من الدماء.. دول الخليج في مرمى نيران "داعش"

الأحد 25/ديسمبر/2016 - 03:09 م
طباعة بعد تهدايدته بالمزيد
 
يواصل التنظيم الإرهابي "داعش" محاولات بث الرعب والإرهاب وسط الدول التي يسيطر على معظم أراضيها، سواء كان ذلك بالعمليات المتوحشة التي يقوم بها، أو بالتهديدات والوعيد لأهالي المدينة المحتلة من قبل عناصره، وكانت آخر تهديداته، أول أمس الجمعة 23 ديسمبر 2016 خلال إلقاء أحد الدواعش لخطبة صلاة الجمعة، في مدينة نينوي بالعراق.

بعد تهدايدته بالمزيد
وذكر أحد المصادر في مدينة نينوي أن الخطيب الداعشي كشف عن "حدث قريب" في الخليج العربي، موضحًا أن الخطبة تميزت بطابع غاضب وتوعدت ما وصفته بـ"حاكم إسطنبول" بـ"مزيد من الدماء"، في إشارة إلى الرئيس التركي أردوغان.
ووفق المصدر فقد تناول الخطيب في أحد المساجد غرب الموصل مواضيع مثيرة، أبرزها الحديث عن قرار زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بإيقاف الهجرة إلى الموصل منذ أكثر من عام وإلزام المهاجرين بالبقاء في بلدانهم وانتظار ساعة الواجب، لافتًا إلى أن "الخطيب تحدث أيضًا عن قرب إعلان تأسيس 10 ولايات في الخليج العربي".
وأوضح المصدر أن الخطبة تميزت بطابع غاضب ووجهت انتقادات لاذعة لأول مرة إلى تركيا"، وهددت حاكم إسطنبول بالمزيد من الدماء، في إشارة ضمنية إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كذلك اعتبرت الخطبة، أن معركة الباب السورية ستكون جحيما على القوات التركية.
يأتي ذلك بالتزامن، مع قتل جنديين تركيين، حرقهما التنظيم الإرهابي أحياء رداً على مشاركة أنقرة في التحالف الدولي ضد "داعش"، وسبق أن توعد العديد من الدول، ولا يخفي خططه بالتمدد في دول الخليج وأماكن أخرى. 
وكانت نشرت جماعة "داعش" الإرهابية في سوريا الخميس الماضي، شريط فيديو يظهر إحراق جنديين تركيين وهما على قيد الحياة، وأظهرت الصور في الفيديو الصادر عن ما تسمى بـ"ولاية حلب" في شمال سوريا، رجلين يرتديان بزة عسكرية داخل قفص مقيدي اليدين ومربوطين بحبل، قبل أن يتم إحراقهما حيين.
وخلال الفيديو الذي كانت مدته 19 دقيقة، يهاجم عنصر من جماعة "داعش" الإرهابية باللغة التركية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، داعيًا إلى إحراق تركيا وتدميرها.
وقبل إحراقهما، عرف الجنديان عن نفسيهما بالتركية، وقال الأول إنه يدعى فتحي شاهين مواليد قونية وسط تركيا، والثاني سفتر تاش 21 عامًا خدم في كيليس جنوب شرق.
وبحسب الإعلام التركي، فإن جنديًّا يُدعى سفتر تاش اختطفه جماعة "داعش" الإرهابية في الأول من سبتمبر 2015، لكن أنقرة لم تؤكد ذلك.
وكان الجيش التركي أكد الشهر الماضي أنه فقد الاتصال باثنين من جنوده في سوريا، بعيد إعلان وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش" مسئوليتها عن اختطافهما.
ويأتي نشر هذا الفيديو في أعقاب مقتل 16 جنديًّا تركيًّا خلال معارك قرب مدينة الباب، إحدى معاقل جماعة "داعش" الإرهابية في شمال سوريا، والتي تبعد 25 كيلومترًا عن الحدود التركية.
وتأتي تهديدات داعش لتركيا، في وقت تصاعدت المعارك حول مدينة الباب في شمال سوريا بين القوات التركية وعناصر الجيش السوري الحر المدعومة منها في إطار عملية "درع الفرات" من جهة وتنظيم داعش المتطرف الإرهابي من جهة ثانية؛ حيث أعلن أردوغان أن المعركة الدائرة لانتزاع السيطرة على الباب اقتربت من نهايتها، قائلًا: قوات الجيش السوري الحر ستسيطر على الباب قريبًا بدعم من القوات التركية، مؤكدًا على سقوط شهداء وراتفاع الحصيلة من 14 إلى 16 قتيلًا.
وزادت حدة الاشتباكات بين قوات الجيش الحر المدعومة من تركيا وعناصر داعش حول الباب، مع إحكام هذه القوات بدعم من الجيش التركي وقصف مدفعي وجوي مكثف سيطرتها على المدينة.
وشهد اليومان الماضيان تصعيدًا جديدًا في الاشتباكات بين داعش والجيش التركي الذي سقط منه 16 قتيلًا و33 مصابًا بعضهم في حالة خطيرة، بعدما سيطرت قوات درع الفرات على الطريق الرئيسي.
وأعلن الجيش التركي تدمير مقر داعش في الباب ومقتل 18 من عناصره، وتعتبر هذه أسوأ خسارة تتكبدها القوات التركية في يوم واحد منذ تدخلها في سوريا في أغسطس 2016.
بعد تهدايدته بالمزيد
ووفقًا لإحصائية عالمية، فإن ما لا يقل عن 38 جنديًّا تركيًّا قتلوا في سوريا منذ انطلاق عملية "درع الفرات" التركية في 24 أغسطس.
وردت تركيا على مقتل الجنديين، بحجب مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر تنظيم "داعش" مقطع الفيديو، ومنعت الحكومة التركية، الوصول إلى تطبيق الرسائل "واتساب"، بالإضافة إلى "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"سكايب" و"إنستجرام" في جميع أنحاء تركيا.
وواجه مستخدمو "تويتر" و"فيسبوك" في تركيا ليل الخميس الجمعة مشاكل في الدخول إلى الموقعين.
ويعتبر هذا الحجب الثاني في غضون أسبوع، بعد تعتيم مماثل إثر اغتيال السفير الروسي لدى تركيا أندري كارلوف.
ويسعي داعش إلى السيطرة على الدول العربية والأوروبية، عن طريق زرع أعين له في كل دولة، لنشر أفكاره الإرهابية والانتشار في المدن التي تحلو له.
ووفق تقارير عالمية، يواجه داعش ضغوطات متزايدة على الجبهات القتالية المباشرة، وتتزايد خسارته للأراضي؛ لذا يسعى إلى زيادة هجماته في الخليج.
ووفق محللين، فإن السعودية كان لها النصيب الأكبر من الهجمات؛ حيث وقعت ثلاث عمليات انتحارية أدّت إلى جرح المئات ومقتل العشرات، واستهدف تنظيم داعش المسئولين الأمنيين وتمكّن من قتل العديد منهم، كما سعى إلى اختراق الحدود السعودية عبر العراق، وحاول تنفيذ خطط كثيرة تمكّنت السلطات من إجهاضها، ولكن السعودية فقدت ستين مسئولاً أمنياً وخمسة وأربعين مواطناً شيعياً.
ويرى مراقبون أن داعش يشكل خطراً مماثلاً على أمن بقية بلدان الخليج، خصوصاً وهو ينتحل صفات عابرة للأوطان، وعلى سبيل المثال، أعلن داعش مسئوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجداً في الكويت في يونيو الماضي، وقتل 27 شخصاً وجرح أكثر من 200.
وتعتبر التهديدات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي، ردًّا على التحالفات التي شنتها معظم الدول لمحاربة التنظيم والقضاء عليه، وسعت دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة تهديدات الإرهاب، بما في ذلك الإرهاب المدعوم من الدول الأخرى، وقامت دول الخليج بالتنسيق لإنشاء قيادة عسكرية مشتركة تتخذ من السعودية مقرّاً لها، وتسعى لمواجهة التهديدات المستمرة من المتطرّفين الإرهابيين وإيران، كما سعت دول الخليج إلى إشراك المؤسسة الدينية لنشر التوعية حول التعاليم الصحيحة للإسلام، بالإضافة إلى التوعية الاجتماعية والإعلامية.

شارك