مقابر كبرى للحوثيين.. وسط سيطرة القوات الحكومية على ثلثي اليمن

الأحد 25/ديسمبر/2016 - 04:29 م
طباعة مقابر كبرى للحوثيين..
 
تتواصل أعمال القتال في اليمن، وسط ارتفاع عدد مقابر الحوثيين، لدفن ضحاياهم في معارك الدائره مع القوات الحكومية، في وقت كشفت فيه تقارير إعلامية سيطرة الحكومة اليمنية وقوات المقاومة الشعبية الموالية لها، على أكثر من ثلثي مساحة البلاد (شرقي ووسط وأقصى جنوبي البلاد)، فيما تمتد مناطق نفوذ الحوثيين وقوات الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" على أقل من الثلث (الشمال الغربي)، مع زيارة الرئيس اليمني إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، واصلت قوات الجيش الوطني مسنودةً بالمقاومة الشعبية، تقدمها اليوم الأحد في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، وسط انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيا الحوثي وصالح .
وقال مصدر عسكري لمركز إعلام الجيش: "إن قوات الجيش والمقاومة حررت المواقع المحيطة بسد "العقران" المحاذي لقرية محلي، بعد يومين من تحرير جبل القتب الاستراتيجي وجبال مريحات والتباب الحمر وكحل وتباب شرق القتب قرب منطقة المدفون".
كما ألحقت المعارك خسائر فادحة في الأرواح بينهم قيادات ميدانية قتلوا في غارات للتحالف العربي المساند لقوات الجيش.
ودمر طيران التحالف صباح اليوم، تعزيزات تابعة للميليشيات، قرب نقيل بن غيلان كانت في طريقها إلى ما تبقى من مواقعهم في المديرية.
وسيطرت قوات الجيش الوطني، فجر اليوم الأحد، على مواقع استراتيجية جديدة في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر محلية لـ" المشهد اليمني": إن قوات الجيش الوطني، سيطرت صباح اليوم على سج الجرجور، وقرية العقران القريبة من منطقة المديد مركز مديرية نهم.
 وجاء تقدم قوات الجيش الوطني، بالتزامن مع غارات عنيفة شنها طيران التحالف العربي عدة غارات على مواقع تابعة لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح، في نهم شرق صنعاء.
وانضم قيادي حوثي بارز، في محافظة الجوف- شمال البلاد- اليوم الأحد إلى صفوف قوات الجيش الوطني.
وقال الناطق باسم المقاومة في الجوف عبدالله الأشراف "إن القيادي الحوثي المدعومحمد محمد يوسف الاهنومي، انضم إلى الجيش الوطني، وكان في استقبالة مدير مديرية المتون علي العكيمي".
وأضاف الأشرف "أن القيادي الأهنومي أحد أقارب سام الملاحي، وهو المعين من قبل ميليشيات الحوثي، محافظاً على الجوف".
وتدور معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات صالح من جهة آخرى، في بعض مديريات الجوف، وكانت قيادات حوثية سابقة انضمت لصفوف الجيش الوطني هناك.
وذكر مصدر عسكري أن الغارات أسفرت عن تدمير ثمانية أطقم كانت تحمل أسلحة وذخائر ومصرع وجرح جميع العناصر الذين كانوا على متنها.
و قال المحلل السياسي ياسين التميمي: إن تطورات نهم تعني تحريك الملفات الأكثر حساسية٬ في سياق الحرب الدائرة في اليمن. معتبرًا أنها «تعبر عن الخيارات الممكنة للضغط على الانقلابيين بعد الاجتماع الأخير للرباعية في الرياض٬ خصوصًا أنه لم يتضح بعد موقف الانقلابيين من التفاهمات التي توصلت إليها الرباعية٬ وبالأخص ما يتعلق منها بالاجتماع المرتقب للجنة التهدئة في العاصمة الأردنية عمان».
التميمي عّد هذه التحركات الميدانية بأنها «تعكس خيبة الأمل من نتائج الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري٬ التي استبقى خلالها على خيار مكافأة الانقلابيين عبر إعادة هندسة هرم السلطة الشرعية وتمكينهم من الشراكة والنفوذ والعين على الحكومة المقترحة في خطة الأمم المتحدة للحل التي تشكل إحدى الإملاءات السيئة للوزير كيري على مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن٬ إسماعيل ولد الشيخ».
ويرى التميمي- بحسب الشرق الأوسط- أن «معارك نهم٬ تشير بدرجة أساسية إلى مصير العاصمة صنعاء وإلى مستقبل الانقلابيين المتحصنين في هذه المدينة٬ وتشير٬ بالقدر نفسه٬ إلى نقطة الضعف الكبرى للانقلابيين والقوى الداعمة لهم في الخارج»٬ معربًا عن اعتقاده بأن يكون تجدد المعارك في نهم «يأتي في سياق تذكير الانقلابيين بأن السلطة الشرعية ومعها التحالف لم تتخل ولن تتخلى عن الخيار العسكري إذا انسد الأفق السياسي٬ وهو بالفعل قد وصل إلى مرحلة الانسداد الكامل نتيجة التصعيد السياسي من جانب الانقلابيين من خلال تشكيل مجلس سياسي وحكومة من طرف واحد في صنعاء».

مقابر الحوثيين:

مقابر الحوثيين:
فيما أكدت مصادر يمنية قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بافتتاح مقبرة جديدة هي الأكبر من حيث المساحة في محافظة ذمار الواقعة جنوب العاصمة صنعاء.
وبحسب مصادر محلية، فإن ميليشيات الحوثي قامت بافتتاح مقبرة كبرى شمال مدينة ذمار، تتجاوز مساحتها 2 كلم مربع. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين قاموا خلال اليومين الماضيين بدفن عدد كبير من قتلاهم من أبناء محافظة ذمار الذين سقطوا في عدة جبهات أبرزها نهم وتعز، بحسب العربية نت.
وكانت مصادر محلية بمنطقة بني حشيش التابعة لمحافظة صنعاء قد أكدت قيام الحوثيين منتصف الشهر الماضي بافتتاح ثلاث مقابر جديدة بالمديرية لدفن قتلاهم الذين يسقطون في مناطق المواجهات .
وأشارت المصادر إلى أن إحدى تلك المقابر التي استحدثها الحوثيون هي في بيت مالك فيما المقبرتان الأخريان في منطقة الشرفة .
كما افتتحت الميليشيات خلال الفترة ذاتها مقابر في همدان وبني مطر ومديريات أخرى بمحافظة صنعاء.
وكان الحوثيون قد افتتحوا في أكتوبر الماضي مقبرة كبيرة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وذلك بجوار منزل القيادي الحوثي عبدالله علي إدريس.
وفي مايو الماضي استحدثت ميليشيات الحوثي مقبرة كبرى في محافظة عمران الواقعة شمال صنعاء.
وقالت مصادر محلية في المحافظة إنه تم دفن ما يزيد عن 700 قتيل حوثي في هذه المقبرة الجديدة وهو ما يعكس حجم الخسائر البشرية الكبيرة التي تتكبدها جماعة الحوثي في مختلف الجبهات.
وكانت حقيبة وزارة الأوقاف في الحكومة التي شكلها الانقلابيون مؤخراً قد جاءت ضمن حصة الحوثيين.

خريطة النفوذ العسكري:

خريطة النفوذ العسكري:
بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب في اليمن، وعقب سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" المتحالفة معها على العاصمة صنعاء، أواخر سبتمبر 2014، استحالت مساحات النفوذ بين أطراف الصراع، إلى أربعة تصنيفات أمنية، تتغير وفقاً لمستجدات المعارك على مختلف الجبهات في البلاد.
وتسيطر الحكومة وقوات المقاومة الشعبية الموالية لها، على أكثر من ثلثي مساحة البلاد (شرقي ووسط وأقصى جنوبي البلاد)، فيما تمتد مناطق نفوذ الحوثيين وقوات الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" على أقل من الثلث (الشمال الغربي)، ويجد تنظيم "القاعدة" لنفسه موطئ قدم في جيوب محدودة لا تتجاوز 5% (وسط ووسط الجنوب)، بينما تشهد مساحة أقل الأخيرة، حالة من التذبذب الأمني، تتناوب السيطرة عليها أطراف الصراع، وفق تقرير نشرته وكالة الأناضول.
وفي الـ 26 من مارس 2015، تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، ولا يزال يخوض معارك إلى جانب القوات الحكومية، بهدف إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب”.
وبشكل عام، باتت القوات الحكومية على مشارف العاصمة صنعاء من جهة الشرق، بعد أن تمكنت مؤخراً من تحرير مناطق مأرب الشمالية، الواقعة على الخط العام الواصل بين مأرب (شرقاً) وصنعاء، وتتواجد تحديداً في مديرية "نهم"، وهي تتبع إدارياً لصنعاء.
ووفقاً لآخر التطورات الميدانية، والمعارك المسلحة المستمرة منذ أكثر من عام على مختلف جبهات القتال، باتت خريطة البلاد من حيث مناطق النفوذ، على النحو الآتي بشكل تفصيلي:
– إقليم آزال: يضم محافظات، صعدة، وعمران، وصنعاء، وذمار، وجميعها تحت سيطرة الحوثيين، إلاّ أن المقاومة الشعبية المناوئة لهم، تنشط بين حين وآخر، وتنفذ عمليات نوعية في مناطق صنعاء وذمار.
ففي العاصمة صنعاء، تتسم جبهة نهم، بمناطق نفوذ للطرفين والاشتباكات تقترب من بني حشيش (بني بارق بعزلة بران، في مديرية نهم شرق العاصمة)، بينما تعتمد المقاومة الشعبية في محافظة "ذمار" جنوبي العاصمة، على العبوات الناسفة، وتعلن في أوقات كثيرة مسئوليتها عن تلك الهجمات.
وفي السادس من أغسطس الجاري، أطلق الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، عملية عسكرية سمّاها "التحرير موعدنا"، انطلقت من مديرية نهم شرقي العاصمة، بهدف استعادة السيطرة على صنعاء.
– إقليم تهامة: ويسيطر الحوثيون على جميع محافظاته، ممثلةً في، الحُديدة، وحجة، والمحويت، إلاّ أن مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، تشهد عمليات عسكرية محدودة، تستهدف عناصر من الحوثيين، أو نقاط تفتيش تابعة لهم.
– إقليم سبأ: تسيطر المقاومة الشعبية في محافظة مأرب، عاصمة الإقليم، على مديرتي "مدينة مأرب"، و"الوادي"، ومناطق حقول النفط والغاز، شرقي المحافظة، واستعادت مؤخراً مديريتي "حريب" جنوب شرق مأرب، و"جزر" شمالاً؛ فيما يسيطر الحوثيون فقط على بعض مديريات مأرب مثل "حباب" و"حريب القراميش" غرباً، بينما تشهد مديرية صرواح (تقاسما للنفوذ بين الحكومة والحوثيين وقوات صالح) وتسيطر الحكومة اليمنية على أغلب مواقعها، وهي المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء.
وفي محافظة الجوف، تخضع 80% منها لسيطرة الحكومة والمقاومة، وتبسط الأخيرتان سيطرتهما على مركز المحافظة، ممثلًا بمديريتي "الحزم"، و"الخلَق"، وأغلب مناطق مديريتي "المصلوب"، و"الغيل"، جنوب غربي الحزم، ومديرية "المتون"، وكذلك نحو 10% من مديرية "خب الشعف"، شمالي الجوف، وهي أكبر مديرياته من حيث المساحة.
بينما يسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على مديريات "الزاهر"، "الحميدات"، "برط العنان"، "برط رجوزة"، جنوبي المحافظة، ويقع أهم معاقلهم في "الغيل"، ومعظم سكانه من "الأشراف" الذين تربطهم صلات عقائدية بـ"الحوثي" المحسوب على المذهب الشيعي، ويوجد فيه معسكر تدريبي أطلق عليه المدربون الإيرانيون اسم "معسكر الصابرين" عند زيارتهم له في 2006. وفقاً لشهادات الأهالي.
أما في محافظة البيضاء، فتدور معارك كر وفر بين الجانبين، إلاّ أن الحوثيين يسيطرون على غالبية مناطقها، بينما تشهد مناطق مثل "الزاهر" و"رداع" و"البيضاء مركز المحافظة" ومناطق "قيفة رداع" عمليات قتالية مستمرة.
– إقليم الجند: تدور في محافظة تعز معارك عنيفة، منذ أشهر بين الحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى.
ويسيطر الحوثيون على شارع الستين، ومفرق شرعب ومنطقة الضباب (تلال جبلية) غربي المدينة، إضافة إلى سيطرتهم على بعض أحياء ثعبات، الجحملية، وقصر الشعب شرقاً، وفي شمال مدينة تعز، يسيطرون أيضاً على الحوبان وشارع الخمسين وعصيفرة.
ويسيطر الجيش والمقاومة على جبال "صبر"، "الشقب"، "الصراري"، وكذلك وسط المدينة، ومؤخراً سيطرا على بلدة "الصراري" جنوبي تعز، وهي أهم معاقل الحوثيين في تعز ويقطنها أسرة "آل الجنيد" الموالية للحوثيين، وهو الأمر الذي أزعج الحوثيين.
وفي محافظة "إب"، يبسط الحوثيون سيطرتهم على كامل المحافظة، بما فيها مدينة "إب" مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، فيما تتمسك المقاومة بمنطقتين جنوب المحافظة هما "حمك" و"بيار"، وهما حدوديتان مع الضالع، جنوبي اليمن.
– إقليم عدن: تم تحرير جميع محافظاته، "عدن"، "لحج"، "أبين"، و"الضالع" بالكامل من الحوثيين، وتخضع حالياً لسيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة، وتم الأحد الماضي استعادة السيطرة على مدينتي "جعارة" و"زنجبار" بمحافظة "أبين" من تنظيم "القاعدة". – إقليم حضرموت: وتخضع محافظتاه "حضرموت"، و"المهرة"، لسيطرة الجيش الوطني، كما تم تحرير مدينة "المكلا" عاصمة حضرموت، من قبضة تنظيم "القاعدة" أواخر أبريل الماضي، وبقي التنظيم ينفذ عمليات محدودة بسيارات مفخخة على مركز للجيش والشرطة في المحافظة. كما تم تحرير مدينة "عتق"، مركز محافظة "شبوة"، من سيطرة الحوثيين، والعديد من المناطق، وبقيت أجزاء من منطقة "بيحان" غربي المحافظة تحت سيطرة الحوثي وفيها تدور المعارك.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، وصل الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى مدينة المكلا في زيارة تفقديه برفقة فيها رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر؛ حيث تعتبر تلك الزيارة هي الأولى للرئيس هادي للمكلا منذ توليه الرئاسة.
وسيلتقي الرئيس خلال زيارته قيادة السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية والفعاليات الاجتماعية بالمحافظة، وذلك للوقوف على واقع المحافظة واحتياجاتها الخدمية والتنموية والأمنية وتفعيل وتعزيز الاستقرار الذي تشهده المحافظة بصورة عامة. 
وتأتي زيارة الرئيس في إطار زياراته الميدانية التفقدية للاطلاع على أوضاع المحافظات المحررة ، ولتطبيع الحياة وعودة الخدمات التي تم تدميرها من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وأذرعها الإرهابية في أكثر من محافظة ومدينة.
ويرافق رئيس الجمهورية كلٌّ من مستشاريه ياسين مكاوي وعبد العزيز المفلحي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبدالله العليمي ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات لطفي باشريف ووزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله لملس، وعدد من نواب الوزراء والقيادات الأمنية والعسكرية ورؤساء المصالح الخدمية والإيرادية.
وكان في استقباله بمطار الريان الدولي كل من محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك ووكلاء المحافظة عمر بن حبريش وعصام الكثيري ومحمد العمودي وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء صالح طيمس وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج البحسني وقيادة قوات التحالف العربي بالمحافظة، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية.
وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى لرئيس الجمهورية منذ تحرير مدينة المكلا من عناصر القاعدة في أبريل الماضي.

المشهد اليمني:

يتصاعد في اليمن قلق بالغ من احتمال أن يدفع انسداد أفق الحل السياسي وغياب الحسم العسكري، في ظل وجود "سلطتين" في اليمن: إحداهما هي الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن ومدن الجنوب والشرق، والأخرى هي حكومة "الإنقاذ الوطني" في العاصمة صنعاء ومناطق الشمال والغرب- إلى تقسيم اليمن إلى دولتين، حتى التوصل إلى حل سياسي بين الفرقاء اليمنيين.

شارك