احتفالات عيد الميلاد تتحول إلى عملية إرهابية في الفلبين

الأحد 25/ديسمبر/2016 - 04:31 م
طباعة احتفالات عيد الميلاد
 
لم يترك الإرهاب فرصةً لأحد أن يعيش أو أن يصلي؛ فبعد تفجير الكنيسة البطرسية في قلب القاهرة تمتد يد الإرهاب لتطال كنيسة في الفلبين؛ حيث قال قس ومسئول بالشرطة الفلبينية أمس السبت: إن 16 شخصًا أصيبوا في انفجار عبوة ناسفة خارج كنيسة كاثوليكية خلال احتفال عيد الميلاد في جزيرة ميندناو المضطربة بجنوب الفلبين.
وتتأهب الشرطة في دول جنوب شرق آسيا قبيل الاحتفال بعيد الميلاد والعام الجديد، وقالت الشرطة في أستراليا وإندونيسيا إنها أحبطت مؤامرات لهجمات بقنابل، وألقت الشرطة في ماليزيا القبض على متشددين مشتبه بهم.
ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن هجوم ميندناو حتى الآن. وينشط متمردون ومتشددون في الإقليم الذي شهد انفجارات في الماضي.
احتفالات عيد الميلاد
وقال مسئول الشرطة برناردو تايونج: إن معظم المصابين كانوا يقفون خارج الكنيسة، وقال القس جاي فيرادور: إن الانفجار دفع المجتمعين للفرار.
ومن المعروف أن جزيرة مندناو هي أكبر الجزر الفلبينية ومدينة دافاو من أكبر المدن في مندناو وهي مركز الإقليم ولا بد لأي زائر أو سائح للإقليم أن ينطلق منها أولا ومن السهولة مشاهدة معالم الفقر وسوء التخطيط ابتداء من هذه المدينة.. يقول المسئولون في مندناو: إن الأعمال "التخريبية" التي تقوم بها الجماعات المسلحة هي السبب في تدهور الحالة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية؛ إذ لا يمكن إقامة أي مشاريع رسمية أو غيرها في ظل هذا التدهور الأمني، بينما يرى الطرف الآخر أن هذه التبريرات لا أساس لها من الصحة، خاصةً في المدن الكبرى مثل دافاو وغيرها إذ أن الجماعات المسلحة والتي تطالب بجملة من الإصلاحات والاستقلال الإداري والمحلي بعيدة نوعًا ما عن المدن الكبرى، والمفاوضات بينها وبين الحكومة في مانيلا قائمة منذ سنوات، دون أن تلتزم الأخيرة بشيء يشجع تلك الجماعات على العودة والانخراط في الصفوف المدنية. ويرى المهتمون بالشئون الفلبينية أن المساعي الحميدة التي قادتها ماليزيا في تقريب وجهات النظر بين الحكومة الفلبينية وبين تلك الجماعات كادت أن تؤتي أكلها إلا أن بطء التنفيذ وعدم الالتزام الحكومي كان السبب الرئيسي في انتكاس هذه المفاوضات أكثر من مرة، كما أن انتشار الفساد والرشوة في الإقليم وسوء التخطيط كان له أثر كبير في عرقلة تلك الجهود؛ ولهذا بات التركيز الرسمي الآن على معالجة مشكلة الفساد وانتشاره الواسع وكذلك إعادة النظر في الهيكلية التخطيطية وتنفيذ المشاريع المجمدة منذ سنوات، إضافة لفسح المجال للمساعدات الدولية والإنسانية وتمكين بعض المؤسسات من تنفيذ مشاريعها التنموية في الجزيرة دون عرقلة، لعل هذا يكون خطوة أولى تتبعها خطوات لتصحيح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بما يضمن الأمن والاستقرار للجزيرة بأكملها.
وفي رد فعل مباشر حول ما حدث في الجزيرة من تفجير أمام الكنيسة، أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية التفجير الذي وقع خارج كنيسة الفلبين، خلال قداس عيد الميلاد في جزيرة مينداناو المضطربة جنوبي الفلبين، وأدى إلى إصابة 16 شخصًا.
وأضاف المرصد أنه لم تُعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم، بينما ترجح بعض المصادر في الشرطة الفلبينية أن هذا العمل الإرهابي من تدبير متطرفين في الإقليم، سبق أن نفذوا تفجيرات شبيهة العام الماضي.

احتفالات عيد الميلاد
وأوضح المرصد أن هذا العمل الإرهابي عليه بصمات تنظيم داعش الذي أعلن إقامة ولاية له مطلع هذا العام في الجزيرة التي وقع بها التفجير؛ حيث أعلن مقاتلون تابعون لأربع منظمات إرهابية فلبينية ولاءهم لـ"داعش"، ويرأس هذه الولاية أحد قادة جماعة "أبو سياف" الإرهابية.
وأكد المرصد أن حادث تفجير هذه الكنيسة دليل جديد على أهمية المبادرة التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتشكيل اتحاد عالمي لمكافحة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش، وتقديم الدعم للدول التي تخوض حروبًا ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية مهما كانت مسمياتها، ذلك أن الإرهاب لا يستثني أي دولة أو أي مكان من عملياته؛ مما يستوجب التعاون والتنسيق من كافة الدول لمواجهته.
ولفت المرصد إلى أن تنظيم "داعش" يسعى من خلال القيام بمثل هذه العمليات إلى إثبات قوته لرفع معنويات أعضائه في مختلف أنحاء العالم ليخفف من وقع الهزائم والضربات التي تتعرض لها مراكز قيادته في العراق وسوريا، وبعض العصابات التي انضمت إليه في سيناء وليبيا ونيجيريا وغيرها.

شارك