موسكو تقترب من انعاش محادثات السلام السورية بشروطها

الثلاثاء 27/ديسمبر/2016 - 08:54 م
طباعة موسكو تقترب من انعاش
 
تقترب موسكو من فرض شروطها لاستئناف مفاوضات السلام السورية، فى ضوء تحقيق الجيش السوري لكثير من المكاسب على الأرض، والتقارب مع أنقرة لخدمة المصالح الروسية، واستغلال تواري إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن المشهد، يأتى ذلك فى الوقت الذى تجري فيه روسيا حوارا مع بعض الدول في الشرق الأوسط  حول تسوية النزاع في سوريا، بما في ذلك مع السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات، حيث كشفت تقارير من موسكو أن إدارة أوباما لم تتمكن من تنفيذ الاتفاق حول فصل المعارضة السورية "المعتدلة" عن الإرهابيين، ولذلك بات يحظى بدور هام التعاون الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا، وكذلك الحوار الدولي مع الدول الاخرى في المنطقة ومن بينها السعودية وقطر ومصر والأردن والامارات العربية المتحدة بهدف وقف القتال في سوريا وإنعاش العملية السياسية للتوصل إلى حل للنزاع السوري".

موسكو تقترب من انعاش
وأكدت الخارجية الروسية على أن العمل مستمر كذلك في إطار العملية السياسية الدبلوماسية لإطلاق الحوار السوري - السوري الشامل، بدون شروط مسبقة، وعلى أساس قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254 ، مع الاخذ بالاعتبار نشاط المجموعة الدولية لدعم سوريا برئاسة روسيا والولايات المتحدة، وأنه وبفضل الجهود المشتركة والدعم المقدم من القوة الجوية الروسية تم وقف توسع المسلحين في الأراضي السورية وتحرير العديد من المناطق والمدن التي كانت تحت سيطرتهم، بما في ذلك من شرق مدينة حلب.
شددت الخارجية الروسية على أن حضور المعارضة السورية المسلحة في مفاوضات أستانا قويا، موضحة أن ذلك سيكون الميزة الأساسية لهذه المفاوضات التي لم يتم تحديد موعد انطلاقها بعد.
من جانبها قالت ماريا زاخاروفا، الناطقة الصحفية باسم وزارة الخارجية الروسية، أن جهود التحضير للمفاوضات في أستانا تركز على اتجاهات معينة، بما في ذلك ضمان الحضور القوي لفصائل المعارضة المسلحة، موضحة أن هذه هي الصفة الرئيسية التي ستميز مفاوضات أستانا عن عملية جنيف، لكن المعارضة السياسية ستشارك أيضا. أما تشكيلة الوفود وصيغة المشاركة، فتجري دراسة هذه المسألة حاليا".
جاءت تصريحات زاخاروفا ردا على سؤال حول احتمال مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مجموعة الرياض للمعارضة السورية، التي سبق لها أن خاضت مفاوضات جنيف كمفاوض رئيسي لقوى المعارضة، واشلاارة إلى أن الهيئة العليا تمثل بقدر كبير مصالح تنظيم "أحرار الشام" الذي يعد من أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة. أما روسيا فسبق لها أن أصرت على إدراج هذا التنظيم على قائمة المنظمات الإرهابية.
أوضحت زاخاروفا بهذا الصدد أن الحديث لا يدور حاليا عن توجيه الدعوات لحضور المفاوضات في أستانا، بل عن صياغة الرؤى والأطر الأساسية للمفاوضات في أستانا. وشددت على أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات في حوار أستانا.

موسكو تقترب من انعاش
كان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، قد اقترحا على الأطراف المتنازعة في سوريا، استئناف الحوار السياسي فيما بينها في منصة جديدة، معتبرين أن العاصمة الكازاخستانية أستانا قد تكون منصة محايدة جيدة. بدوره أعلن الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف عن موافقة أستانا استضافة مثل هذه المفاوضات.
وفى سياق آخر أعربت "قوات سوريا الديمقراطية"، ومعظم عناصرها من الأكراد، عن أملها في أن يسمح قرار واشنطن بتخفيف القيود عن تسليح الجماعات المقاتلة في سوريا، بحصولها على صواريخ مضادة للطائرات، وقال طلال سيلو المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة إنه رغم عدم امتلاك تنظيم "داعش" لطائرات حربية، إلا أن قواته تريد أنظمة مضادة للطائرات محمولة على الكتف لحماية نفسها من أي أعداء في المستقبل. رفض سيلو توضيح ما قصده بـ "الأعداء" المحتملين في المستقبل، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا توجد حاليا أي مواجهة بين "قوات سوريا الديمقراطية" والحكومة السورية.
أضاف "حاليا لا يوجد طيران يستهدفنا، وفي المستقبل قد يستهدفنا، وعلى هذا الأساس نطالب أن تكون لدينا مضادات للطيران حماية لقواتنا في المستقبل"، مشددا على أن "قوات سوريا الديمقراطية" الحليف "رقم واحد" للولايات المتحدة على الأرض وينبغي أن تكون أول من يتلقى أسلحة منها.
يتألف معظم قوام "قوات سوريا الديمقراطية" من "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تسيطر على منطقة كبيرة في شمال شرق سوريا، وهي تقاتل بمعزل عن الجماعات المعارضة المسلحة السورية الأخرى، وتتمتع بدعم قوي من القوات الأمريكية.

موسكو تقترب من انعاش
واتهمت أنقرة تلك القوات، ولأكثر من مرة، بدعم حزب العمال الكردستاني (التركي) الانفصالي، وطالبت واشنطن بإيقاف دعمها لهذه القوات، حيث تخشى من أن يؤجج توسع النفوذ الكردي في شمال سوريا النزعة الانفصالية في المناطق الكردية بجنوب شرق تركيا.
من جهة أخرى أكد سيلو أن "قوات سوريا الديمقراطية" حققت مكاسب سريعة غير متوقعة ضد تنظيم "داعش" قرب معقله الرئيسي بسوريا، في الرقة، لتكون القوات على بعد بضعة كيلومترات من سد "الفرات" الكبير قرب مدينة الطبقة.
وأطلقت القوات، في مطلع نوفمبر المرحلة الأولى من معاركها في الرقة مستهدفة مواقع للتنظيم إلى الشمال من المدينة. وقبل نحو عشرة أيام، بدأت المرحلة الثانية من الحملة ضد مسلحي التنظيم، التي تستهدف غرب المدينة، بما في ذلك السد، والهدف النهائي هو السيطرة على المدينة.
قال سيلو إن "1300 كم مربع (انتزعت من داعش) في عشرة أيام... كنا متوقعين أن نستغرق زمنا أكبر، ولكن دفاعات تنظيم داعش الإرهابي كانت مفككة".
أشار إلى مقتل 15 عنصرا من "قوات سوريا الديمقراطية" في أحدث العمليات، مضيفا أن التنظيم استخدم هجمات انتحارية بسيارات مفخخة في جهوده لصد الهجوم، وأوضح أنه يتم تفجير تلك السيارات قبل وصولها إلى أهدافها بفضل أسلحة مضادة للدروع حصلت "قوات سوريا الديمقراطية" عليها مؤخرا من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معلنا أن قوات خاصة أمريكية تعمل جنبا إلى جنب مع قواته.

شارك