انشقاقات في الحرس الجمهوري.. والحكومة اليمنية توافق على خريطة طريق معدلة

الأربعاء 28/ديسمبر/2016 - 05:34 م
طباعة انشقاقات في الحرس
 
اختارت الحكومة الشرعية اليمنية لحظة التقدّم الكبير للقوات الموالية لها والمدعومة من التحالف العربي، على حساب قوات التمرّد الحوثي المدعوم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في عدّة مواقع بالبلاد، لتكشف موافقتها المبدئية على الصيغة المعدّلة من خارطة الطريق الأممية، وذلك في رسالة سياسية واضحة بشأن استعداد حكومة هادي للانخراط في مسار سلمي جديد من موقع قوّة وبشروط محدّدة سبق لهذه الحكومة أن أعلنت تمسّكها بها ورفضها التخلّي عنها.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، شنّ طيران التحالف العربي غارات جوية عنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفاً كلاً من معسكر ضبوة وغارات أخرى على قرية عمد جربان، التابعة لمديرية سنحان معقل المخلوع صالح.
كما استهدفت الغارات معسكر ريمة حميد بسنحان، وأفاد شهود عيان أن الغارات تركزت على نطاق مديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء، حيث تحتوي على مخازن أسلحة ومعسكرات تدريب للانقلابيين.
وتشهد جبهة نهم تقدماً لقوات الشرعية والمقاومة، وذلك بدعم من طيران التحالف، فيما تفيد الأنباء الواردة من جبهات القتال أن قائد قوات المخلوع صالح في جبهة نهم انشق عن المخلوع وأعلن انضمامه لقوات الشرعية، وذلك بعد دعوة نائب الرئيس علي محسن الأحمر القادة العسكريين في قوات صالح بالانضمام لقوات الشرعية.
كما تتواصل المواجهات في خمس جبهات، أبرزها نهم وتعز ومأرب والبيضاء.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية عدة غارات على مواقع لمسلحي جماعة الحوثي وصالح في مديريتي المخا وذوباب غربي محافظة تعز (جنوب غرب اليمن), كما استهدف معسكرات تسيطر عليها المليشيات جنوب العاصمة صنعاء.
وقال مصادر محلية لـ«المصدر أونلاين»، أن مقاتلات التحالف شنت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء ثلاث غارات على مواقع المليشيات في معسكر العمري جنوبي مديرية ذوباب.كما شنت غارة رابعة على تجمعاتهم شمال مدينة المخا غربي تعز.
وتأتي الغارات بعد ساعات من استهداف بوارج التحالف معسكر خالد بن الوليد بـ 17 صاروخ.
بدورها، تواصل طائرات الإستطلاع التابعة للتحالف العربي تحليقها فوق مديريات المخا وذوباب وموزع غرب تعز إلى هذه اللحظة.
واندلعت معارك عنيفة بين المسلحين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى في مديرية القرشية بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، مساء أمس الثلاثاء.
وقال مصدر ميداني لـ«المصدر أونلاين»، إن المعارك دارت في منطقة العبل، بعد محاولة الحوثيين التسلل إلى مواقع عناصر المقاومة، لكن الأخيرين تصدوا لهم في معارك استمرت لساعات.
وأدت المعارك إلى مقتل 3 من مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، حسبما أورد مركز «سبأ» الإعلامي الذي يُعنى بنشر أخبار المقاومة في إقليم سبأ.
وفي سياق متصل، قصف الحوثيون بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات منازل المدنيين بالمنطقة، ونجم عن القصف أضراراً بالمنازل، دون سقوط ضحايا.
فيما أعلن علي عبدالله مقطيب قائد اللواء 25 ميكا في الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح انضمامه إلى قوات الشرعية.
وكشف مقطيب في تصريح صحفي من جبل القتب في مديرية نهم، بعد سيطرة الجيش الوطني عليه عن سبب انشقاقه عن تحالف جماعة الحوثي وصالح.
وقال مقطيب إنه شارك في القتال معهم في بضع جبهات منها تعز والضالع، وأخيرًا نهم إلا إنهم حاولوا اغتياله بسبب رفضه تسليم أسير كما كشف بضع حقائق عن جماعة الحوثي وطريقة تصرفها مع من سمّاهم بالزنابيل والقناديل.
وذكر مقطيب أن المتمردين كانوا يتحدثون أنهم يقاتلون من أجل إنهاء الظلم والفساد، لكنه اكتشف حقائق مناقضة.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكد مسؤول في الخارجية اليمنية أن الحكومة الشرعية تتعامل بإيجابية مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، وجهود السلام التي يبذلها في إطار مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها.
وأوضح المسؤول لقناة "العربية" أن الحكومة تطالب بخارطة طريق تؤسس لسلام دائم ينهي الانقلاب أولاً، وتقوم على أساس انسحاب الميليشيات، وتسليم السلاح، وإخلاء مؤسسات الدولة، وإطلاق سراح المختطفين، ومن ثم الانتقال إلى الشق السياسي.
وأضاف أن العملية السياسية لابد أن تُستأنف من حيث انتهت عشية الانقلاب على الشرعية، وأن تُستكمل وفقاً لبنود المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وكان الرئيس اليمني هاجم مقترحات يروّج لها وزيرُ الخارجية الأميركي جون كيري لحل الأزمة اليمنية، حيث وصف هادي تلك المقترحات بأنها "ما هي إلا وعود للحوثيين والمخلوع صالح".
كما شدد الرئيس اليمني على أن التراجع عن المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليـتها الـتنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن، أو تجاوزها والانـتقاص منها أو الالتفاف عليها، لن يقـود إلا إلى حروب أهلية وطائفية مأساوية.

المشهد اليمني:

مع موافقة الحكومة اليمنية علي خارطة الامم المتحدة المهعدلة للحل في اليمن، وفي ظل نجاحات القوات الحكومية في عدة جبهات يبقي الرهان خلال 2017 علي انهاء الحرب في اليمن وعودة الاستقرار الي البلاد.

شارك