تقرير استخباراتي .. السعودية في مرمى "داعش" والقاعدة خلال 2017

الخميس 29/ديسمبر/2016 - 02:17 م
طباعة تقرير استخباراتي
 
حذر تقرير ستراتفورد الاستخباراتي الأمريكي من هجمات لتنظيم القاعدة خلال 2017 في ظل الصراع الدائر بين القاعدة و"داعش" على معارك النفوذ والسيطرة في المنطقة العربية والعالم، وخاصة في مناطق التوترات، وقد هدد تنظيم القاعدة الإرهابي، السعودية بتنفيذ هجمات إرهابية وسقط تقرير من وزراة العدل بالمملكة يشير إلى وجود أكثر من 6 آلاف متهم بالإرهاب في محاكم المملكة، مع تنفيذ الإرهابين لأكثر من 128 عملية إرهابية خلال 2016، وهو ما يوضح حجم التهديدات التي تتعرض لها السعودية.

"القاعدة" تهدد السعودية

القاعدة تهدد السعودية
حذرت شركة ستراتفورد " Stratfor" الاستخباراتي الاستراتيجي الأمريكي، من أن تنظيم "القاعدة" قد بدأ بإعادة بناء قدراته في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، متوقعةً أن تُصبح السعودية هدفًا جديدًا لهجمات التنظيم.
وأوضحت الشركة في تقرير جديد لها بشأن تنبؤاتها لعام 2017، أن تنظيم "القاعدة" استغل انشغال المجتمع الدولي بمحاربة "داعش"، وتمكن من تعزيز مواقعه بالشرق الأوسط، ولذلك من المتوقع أن يكون نشيطا بقدر أكبر في العام المقبل.
وذكّر التقرير بأن فروع "القاعدة" تطرح نفسها تحت أسماء جديدة في ليبيا والجزائر ومالي ومصر واليمن، ومن المتوقع أن يزداد نفوذها في الفترة المقبلة. وأوضح أن القلق الرئيسي يتعلق بدور "القاعدة في جزيرة العرب"، مشيرا إلى انهيار الاتفاق السري بين هذا التنظيم والسعودية بشأن اليمن، ما يجعل المملكة هدفا محتملا للتنظيم الإرهابي.
وقال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ذراع التنظيم في اليمن، إنه على علم بنية السعودية إعدام بعض أعضائه الموجودين في سجونها وتوعد بتنفيذ هجمات ردا على ذلك.
وأضاف، في بيان بُث على تويتر الثلاثاء: "نعاهد الله أن دماءنا دون دماء أسرانا، وأن دماءهم الطاهرة لن تجف قبل أن تسفك دماء عسكر آل سعود."
وفي يناير الماضي، دعا زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، من وصفهم بـ"المجاهدين" إلى توجيه ضربات للمصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، انتقاما من السعودية لإقدامها على تنفيذ أحكام الإعدام بحق أكثر من 40 متهمًا بالإرهاب على صلة بتنظيمه، مضيفًا أن إعدام رجل الدين الشيعي، نمر النمر، إنما كان في سياق التسابق على النفوذ بين طهران والسعودية.
مواقف الظواهري جاءت في رسالة صوتية جديدة بثتها مواقع وحسابات دأبت على نشر خطابات الظواهري وبيانات القاعدة، وقد بدأت الرسالة بكلمة للقيادي الراحل في تنظيم القاعدة، أنور العولقي، قبل أن يُسمع صوت يعتقد أنه يعود للظواهري وهو يقول: "قتلت الحكومة السعودية أكثر من 40 مجاهدًا، بالإضافة لقتل نمر النمر، أما الأخير فهو رجل إيران في شرق الجزيرة، وقتله هو في إطار التنافس السعودي الإيراني على النفوذ في المنطقة، لكن تحت مظلة حماية مصالح أمريكا والتوافق معها."
وحض الظواهري عشائر السعودية على "التخلص من النظام" الذي قال إنه "لن يدافع عنهم لا أمام الخطر الصفوي" كما انتقد ضمنا علماء الدين في المملكة داعيا إياهم إلى التشبه بمن وصفه بـ"العالم الشهيد" فارس آل شويل الزهراني، وهو أحد أبرز عناصر القاعدة الذين جرى تنفيذ حكم الإعدام بحقهم.

"داعش" يتوعد السعودية

داعش يتوعد السعودية
وفي أول ديسمبر، توعد تنظيم القاعدة بشن هجمات في السعودية حال تنفيذ سلطات المملكة أحكاما بالإعدام في عدد من السجناء بينهم أعضاء بالتنظيم.
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن السعودية تعتزم تنفيذ أحكام الإعدام في عشرات من السجناء.
ونُقل عن وسائل إعلام رسمية سعودية قولها إنه سيتم "خلال الأيام القليلة القادمة" تنفيذ أحكام إعدام في أكثر من 50 مسجونًا، بينهم عناصر من تنظيم القاعدة، أدينوا في قضايا إرهاب.
وحذرت شركة " Stratfor" من أن فلول التنظيم الإرهابي ستحتفظ بوجودها في المناطق التي كان يسيطر عليها "داعش" قبل تحريرها، وستبقى نشيطة بفضل استغلالها للانقسامات الطائفية والعرقية في العراق وسوريا. وأضاف التقرير أنه من المرجح وقوع هجمات إرهابية ضخمة في العراق مجددًا، على الرغم من خسائر "داعش" في ميادين القتال في هذا البلد. أما في سوريا، فيكون للتنظيم مجال أوسع لمواصلة القتال نظرا لضعف تحالف القوى التي تواجهه هناك.

الإرهاب في السعودية

الإرهاب في السعودية
وكانت السعودية قد شهدت تصاعدًا في هجمات المتشددين خلال العام المنصرم وأعلن التنظيم مسئوليته عن سلسلة تفجيرات وإطلاق رصاص على مساجد.
وواجهت المملكة تصاعدًا في الهجمات المسلحة، وأعلن تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية المسئولية عن سلسلة تفجيرات وإطلاق رصاص على مساجد.
وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودي، اللواء منصور التركي، في عام 2016م، أن السعودية تعرضت لـ128 جريمة إرهابية منذ عام 1422هـ، نتج عنها مقتل وإصابة 1147 مواطناً ومقيماً ورجل أمن، واصفاً هذه الأعمال الإجرامية بالاستهداف غير المسبوق، والذي يهدف إلى الإخلال بالأمن العام.
من جانبه، أعلن اللواء أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث الرسمي باسم التحالف العربي في اليمن، الذي تقوده السعودية، في 2 مارس 2016م، أن قوات التحالف قصفت مخازن أسلحة متوسطة وثقيلة تابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت.
في 29 يناير 2016م، حدث تفجير انتحاري في مسجد الرضا بالأحساء نتج عنه مقتل 4 أشخاص، بينهم اثنان من رجال الأمن وإصابة 18 شخصاً.
وفي 27 فبراير 2016م، حدث إطلاق نار في القصيم نتج عنه مقتل شخص واحد، وفي 4 أبريل 2016م، حدث تفجير عبوة ناسفة في مدينة الخرج نتج عنه مقتل شخص واحد.
وفي 6 أبريل 2016م، حدث إطلاق نار في مدينة الرياض نتج عنه مقتل شخص واحد، وفي 16 أبريل 2016م، حدث إطلاق نار في القطيف، وفي 30 أبريل 2016م، حدث تفجير عبوة ناسفة في الأحساء.
وفي 27 يونيو 2016م، حدث إطلاق نار في القطيف نتج عنه مقتل شخص واحد، وفي 4 يوليو 2016م، حدث تفجير انتحاري في المدينة المنورة نتج عنه مقتل 4 من رجال الأمن وإصابة 5 أشخاص.
وفي 4 يوليو 2016م، حدث تفجير انتحاري في مدينة القطيف نتج عنه مقتل 3 أشخاص، وتفجير انتحاري في مدينة جدة، وفي 15 أغسطس 2016م، جرت حادثة دهس في منطقة عسير نتج عنها مقتل شخص واحد، وفي 18 أغسطس 2016م، حدث إطلاق نار في مدينة القطيف نتج عنه مقتل شخص واحد.

أكثر من 3 آلاف قضية إرهاب

أكثر من 3 آلاف قضية
كما كشفت وزارة العدل السعودية، عن تصدي المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، على مدار العام الماضي 1437، لنحو 2436 قضية، بلغ عدد المتهمين فيها 6432 متهما، ينتمون إلى 51 جنسية.
كما أفصحت وزار العدل السعودية عن إصدار المحكمة في ذات العام 2081 حكما نهائيا، من بينها 63 حكما بالقتل سواء تعزيرا أو حرابة.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة العدل السعودية الشيخ منصور بن عبدالرحمن القفاري، في تصريح لوسائل إعلام أن عدد قضايا الإرهاب وأمن الدولة المشتركة التي نظرتها المحكمة الجزائية المتخصصة العام الماضي بلغ 168 قضية مشتركة، تشكل ما نسبته 6.9 % من إجمالي القضايا الواردة للمحكمة الجزائية المتخصصة.
وبلغ عدد المتهمين في القضايا المشتركة 1728 متهما، يمثلون 26.9 % من إجمالي المتهمين.
وأشار القفاري إلى أن إجمالي عدد الأحكام الابتدائية التي أصدرتها المحكمة بلغ 2340 حكما، تمثل 96 % من إجمالي القضايا الواردة للمحكمة، كما بلغ عدد المحكوم عليهم فيها 6249 متهما يشكلون ما نسبته 97 % من إجمالي المتهمين.
وأضاف أنه فيما يخص الأحكام النهائية التي استكملت جميع مراحل التقاضي فقد بلغت 2081 حكما تشكل 89 % من جملة القضايا المحكوم فيها، فيما بلغ عدد المحكوم عليهم فيها 5244 متهما شكلوا نسبة 84 % من مجموع المتهمين المحكوم عليهم.
وفي ديسمبر 2016، قررت محكمة سعودية إعدام 15 متهماً بالتجسس لصالح إيران في المملكة، ضمن خلية مكونة من 32 جاسوساً (30 سعودياً وإيراني وأفغاني)، حيث أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أحكاماً ابتدائية ضد 32 جاسوساً بتهم تكوين خلية تجسس والتخابر وعناصر المخابرات الإيرانية للإضرار بأمن المملكة بجانب تهم مختلفة، بينها الخيانة والحنث بالقسم العسكري، خاصة أن من المتهمين من القطاع العسكري في السعودية.
وأعدمت السعودية في وقت سابق من العام الحالي رجلين من تشاد بعد إدانتهما بالمشاركة في هجمات شنها تنظيم القاعدة في البلاد، وأسفرت عن مقتل المئات خلال العقد الماضي.
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، أعدمت السعودية 151 شخصًا على الأقل خلال عام 2015، كثير منهم أجانب أدينوا بتهم تتعلق بالمخدرات.
وآخر مرة نفذت فيها السعودية أحكام إعدام جماعية بتهم أمنية كانت لمجموعة من المسلحين اقتحموا الحرم المكي عام 1979.
وفي الفترة بين عامي 2003 و2006، شن التنظيم حملة شملت إطلاق نار وتفجيرات استهدفت الأجانب وقوات الأمن في المملكة.

السعودية في مرمى الإرهاب

السعودية في مرمى
التقارير الاستخباراتية والأرقام التي خرجت من وزراتي الداخلية والعدل السعودية تؤكد على أن السعودية مهددة من قبل الجماعات الإرهابية في ظل تنامي عمليات الجماعات الإرهابية خلال 2016 بالمملكة، وارتفاع أعداد الموقوفين بتهمة الإرهاب في السعودية، وهو ما يجب على المسئولين في المملكة أخذ الحذر من أن السعودية ستكون الصيد الثمين للجماعات الإرهابية مع استمرار الحرب ضد الإرهاب من قبل التحالف الدولي.

شارك